المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قانون السببية و الإسلام



تغريد
10-28-2011, 12:55 AM
قانون السببية و الإسلام




قال سعيد ابن جبير:


التوكل على الله جماع الإيمان


.


وهذا هو إخلاص الاعتقاد بوحدانية الله ;


وإخلاص العبادة له دون سواه


فما يمكن أن يجتمع في قلب واحد , توحيد الله والتوكل على أحد معه سبحانه .





والذين يجدون في قلوبهم الاتكال على أحد أو على سبب
يجب أن يبحثوا ابتداء في قلوبهم عن الإيمان بالله !



وليس الاتكال على الله وحده بمانع من اتخاذ الأسباب .


فالمؤمن يتخذ الأسباب من باب الإيمان بالله وطاعته فيما يأمر به من اتخاذها ;


ولكنه لا يجعل الأسباب هي التي تنشئ النتائج فيتكل عليها .



إن الذي ينشئ النتائج - كما ينشئ الأسباب - هو قدر الله .


ولا علاقة بين السبب والنتيجة في شعور المؤمن . .


اتخاذ السبب عبادة بالطاعة .


وتحقق النتيجة قدر من الله مستقل عن السبب لا يقدر عليه إلا الله . .



وبذلك يتحرر شعور المؤمن من التعبد للأسباب والتعلق بها ;


وفي الوقت ذاته هو يستوفيها بقدر طاقته لينال ثواب طاعة الله في استيفائها .



::


لقد ظلت الجاهلية "العلمية ! " الحديثة تلج فيها تسميه "حتمية القوانين الطبيعية "



ذلك لتنفي "قدر الله" وتنفي "غيب الله"


حتى وقفت في النهاية عن طريق وسائلها وتجاربها ذاتها , أمام غيب الله و
قدر الله وقفة العاجز عن التنبؤ الحتمي !


ولجأت إلى نظرية "الاحتمالات" في عالم المادة .


فكل ما كان حتمياً صار احتمالياً .


وبقي "الغيب" سراً مختوماً .


وبقي قدر الله هو الحقيقة الوحيدة المستيقنة ;


وبقي قول الله - سبحانه –


(لا تدري لعل الله يحدث بعد ذلك أمراً)


هو القانون الحتمي الوحيد ,


الذي يتحدث بصدق عن طلاقة المشيئة الإلهية من وراء القوانين الكونية


التي يدبر الله بها هذا الكون , بقدره النافذ الطليق !



يقول سير جيمس جينز الإنجليزي الأستاذ في الطبيعيات والرياضيات:


"لقد كان العلم القديم يقرر تقرير الواثق , أن الطبيعة لا تستطيع أن تسلك إلا طريقاً واحداً ,


وهو الطريق الذي رسم من قبل لتسير فيه من بداية الزمن إلى نهايته ,


وفي تسلسل مستمر بين علة ومعلول ,



وأن لا مناص من أن الحالة [ أ ] تتبعها الحالة [ ب ] .


أما العلم الحديث فكل ما يستطيع أن يقوله حتى الآن ,
هو أن الحالة [ أ ] يحتمل أن تتبعها الحالة [ ب ] أو [ ج ] أو [ د ]
أو غيرها من الحالات الأخرى التي يخطئها الحصر . ..


نعم إن في استطاعته أن يقول:إن حدوث الحالة [ ب ] أكثر احتمالاً من حدوث الحالة [ ج ]


وإن الحالة [ ج ] أكثر احتمالاً من [ د ] . . . وهكذا.
بل إن في مقدوره أن يحدد درجة احتمال كل حالة من الحالات
[ ب ] و [ ج ] و [ د ] بعضها بالنسبة إلى بعض .


ولكنه لا يستطيع أن يتنبأ عن يقين:أي الحالات تتبع الآخرى .


لأنه يتحدث دائماً عما يحتمل




أما ما يجب أن يحدث , فأمره موكول إلى الأقدار . مهما تكن حقيقة هذه الأقدار"



.
.
ومتى تخلص القلب من ضغط الأسباب الظاهرة ,


لم يعد هناك محل فيه للتوكل على غير الله ابتداء .



وقدر الله هو الذي يحدث كل ما يحدث .
وهو وحده الحقيقة المستيقنة .


والأسباب الظاهرة لا تنشئ إلا احتمالات ظنية ! . .




وهذه


هي


النقلة الضخمة التي ينقلها الاعتقاد الإسلامي للقلب البشري - وللعقل البشري أيضاً -



النقلة التي تخبطت الجاهلية الحديثة ثلاثة قرون لتصل إلى أولى
مراحلها من الناحية العقلية ;


ولم تصل إلى شيء منها في الناحية الشعورية ,



وما يترتب عليها من نتائج عملية خطيرة في التعامل مع قدر الله ;
والتعامل مع الأسباب والقوى الظاهرية ! . .


إنها نقلة التحرر العقلي ,


والتحرر الشعوري ,


والتحرر السياسي ,


والتحرر الاجتماعي ,


والتحرر الأخلاقي
. . .
إلى آخر أشكال التحرر وأوضاعه

. . .







وما يمكن أن يتحرر "الإنسان" أصلاً إذا بقي عبداً للأسباب "الحتمية "


وما وراءها من عبوديته لإرادة الناس .


أو عبوديته لإرادة [ الطبيعة ! ]


فكل "حتمية " غير إرادة الله وقدره ,


هي قاعدة لعبودية لغير الله وقدره


. .


ومن ثم هذا التوكيد على التوكل على الله وحده , واعتباره شرطاً لوجود الإيمان أو عدمه
. .
والتصور الإعتقادي في الإسلام كل متكامل .

ثم هو بدوره كل متكامل مع الصورة الواقعية التي يريدها هذا الدين لحياة الناس .






سيد قطب

islam066
11-25-2011, 10:57 PM
قانون السببية و الإسلام




قال سعيد ابن جبير:


التوكل على الله جماع الإيمان


.


وهذا هو إخلاص الاعتقاد بوحدانية الله ;


وإخلاص العبادة له دون سواه


فما يمكن أن يجتمع في قلب واحد , توحيد الله والتوكل على أحد معه سبحانه .





والذين يجدون في قلوبهم الاتكال على أحد أو على سبب
يجب أن يبحثوا ابتداء في قلوبهم عن الإيمان بالله !



وليس الاتكال على الله وحده بمانع من اتخاذ الأسباب .


فالمؤمن يتخذ الأسباب من باب الإيمان بالله وطاعته فيما يأمر به من اتخاذها ;


ولكنه لا يجعل الأسباب هي التي تنشئ النتائج فيتكل عليها .



إن الذي ينشئ النتائج - كما ينشئ الأسباب - هو قدر الله .


ولا علاقة بين السبب والنتيجة في شعور المؤمن . .


اتخاذ السبب عبادة بالطاعة .


وتحقق النتيجة قدر من الله مستقل عن السبب لا يقدر عليه إلا الله . .



وبذلك يتحرر شعور المؤمن من التعبد للأسباب والتعلق بها ;


وفي الوقت ذاته هو يستوفيها بقدر طاقته لينال ثواب طاعة الله في استيفائها .



::


لقد ظلت الجاهلية "العلمية ! " الحديثة تلج فيها تسميه "حتمية القوانين الطبيعية "



ذلك لتنفي "قدر الله" وتنفي "غيب الله"


حتى وقفت في النهاية عن طريق وسائلها وتجاربها ذاتها , أمام غيب الله و
قدر الله وقفة العاجز عن التنبؤ الحتمي !


ولجأت إلى نظرية "الاحتمالات" في عالم المادة .


فكل ما كان حتمياً صار احتمالياً .


وبقي "الغيب" سراً مختوماً .


وبقي قدر الله هو الحقيقة الوحيدة المستيقنة ;


وبقي قول الله - سبحانه –


(لا تدري لعل الله يحدث بعد ذلك أمراً)


هو القانون الحتمي الوحيد ,


الذي يتحدث بصدق عن طلاقة المشيئة الإلهية من وراء القوانين الكونية


التي يدبر الله بها هذا الكون , بقدره النافذ الطليق !



يقول سير جيمس جينز الإنجليزي الأستاذ في الطبيعيات والرياضيات:


"لقد كان العلم القديم يقرر تقرير الواثق , أن الطبيعة لا تستطيع أن تسلك إلا طريقاً واحداً ,


وهو الطريق الذي رسم من قبل لتسير فيه من بداية الزمن إلى نهايته ,


وفي تسلسل مستمر بين علة ومعلول ,



وأن لا مناص من أن الحالة [ أ ] تتبعها الحالة [ ب ] .



أما العلم الحديث فكل ما يستطيع أن يقوله حتى الآن ,
هو أن الحالة [ أ ] يحتمل أن تتبعها الحالة [ ب ] أو [ ج ] أو [ د ]
أو غيرها من الحالات الأخرى التي يخطئها الحصر . ..


نعم إن في استطاعته أن يقول:إن حدوث الحالة [ ب ] أكثر احتمالاً من حدوث الحالة [ ج ]


وإن الحالة [ ج ] أكثر احتمالاً من [ د ] . . . وهكذا.
بل إن في مقدوره أن يحدد درجة احتمال كل حالة من الحالات
[ ب ] و [ ج ] و [ د ] بعضها بالنسبة إلى بعض .


ولكنه لا يستطيع أن يتنبأ عن يقين:أي الحالات تتبع الآخرى .



لأنه يتحدث دائماً عما يحتمل




أما ما يجب أن يحدث , فأمره موكول إلى الأقدار . مهما تكن حقيقة هذه الأقدار"



.
.
ومتى تخلص القلب من ضغط الأسباب الظاهرة ,


لم يعد هناك محل فيه للتوكل على غير الله ابتداء .



وقدر الله هو الذي يحدث كل ما يحدث .
وهو وحده الحقيقة المستيقنة .


والأسباب الظاهرة لا تنشئ إلا احتمالات ظنية ! . .




وهذه


هي


النقلة الضخمة التي ينقلها الاعتقاد الإسلامي للقلب البشري - وللعقل البشري أيضاً -



النقلة التي تخبطت الجاهلية الحديثة ثلاثة قرون لتصل إلى أولى
مراحلها من الناحية العقلية ;


ولم تصل إلى شيء منها في الناحية الشعورية ,



وما يترتب عليها من نتائج عملية خطيرة في التعامل مع قدر الله ;
والتعامل مع الأسباب والقوى الظاهرية ! . .


إنها نقلة التحرر العقلي ,


والتحرر الشعوري ,


والتحرر السياسي ,


والتحرر الاجتماعي ,


والتحرر الأخلاقي
. . .
إلى آخر أشكال التحرر وأوضاعه

. . .







وما يمكن أن يتحرر "الإنسان" أصلاً إذا بقي عبداً للأسباب "الحتمية "


وما وراءها من عبوديته لإرادة الناس .


أو عبوديته لإرادة [ الطبيعة ! ]


فكل "حتمية " غير إرادة الله وقدره ,


هي قاعدة لعبودية لغير الله وقدره


. .


ومن ثم هذا التوكيد على التوكل على الله وحده , واعتباره شرطاً لوجود الإيمان أو عدمه
. .
والتصور الإعتقادي في الإسلام كل متكامل .

ثم هو بدوره كل متكامل مع الصورة الواقعية التي يريدها هذا الدين لحياة الناس .






سيد قطب


مشكوووووره جدا
ولكن ما علاقه هذا بالنسبيه ؟؟

تغريد
03-18-2012, 08:27 PM
بالطبع هناك فرق بين النسبية و السببية