شركة انجاز لتصميم وتطوير المواقع الإلكترونية

النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: قانون السببية و الإسلام

  1. #1
    مشرفة سابقة لمنتدى الرياضيات
    Array الصورة الرمزية تغريد
    تاريخ التسجيل
    Aug 2007
    المشاركات
    327
    شكراً
    0
    شكر 0 مرات في 0 مشاركات
    معدل تقييم المستوى
    254

    قانون السببية و الإسلام

    قانون السببية و الإسلام



    قال سعيد ابن جبير:

    التوكل على الله جماع الإيمان

    .

    وهذا هو إخلاص الاعتقاد بوحدانية الله ;

    وإخلاص العبادة له دون سواه

    فما يمكن أن يجتمع في قلب واحد , توحيد الله والتوكل على أحد معه سبحانه .




    والذين يجدون في قلوبهم الاتكال على أحد أو على سبب
    يجب أن يبحثوا ابتداء في قلوبهم عن الإيمان بالله !


    وليس الاتكال على الله وحده بمانع من اتخاذ الأسباب .

    فالمؤمن يتخذ الأسباب من باب الإيمان بالله وطاعته فيما يأمر به من اتخاذها ;

    ولكنه لا يجعل الأسباب هي التي تنشئ النتائج فيتكل عليها .


    إن الذي ينشئ النتائج - كما ينشئ الأسباب - هو قدر الله .

    ولا علاقة بين السبب والنتيجة في شعور المؤمن . .

    اتخاذ السبب عبادة بالطاعة .

    وتحقق النتيجة قدر من الله مستقل عن السبب لا يقدر عليه إلا الله . .


    وبذلك يتحرر شعور المؤمن من التعبد للأسباب والتعلق بها ;

    وفي الوقت ذاته هو يستوفيها بقدر طاقته لينال ثواب طاعة الله في استيفائها .


    ::

    لقد ظلت الجاهلية "العلمية ! " الحديثة تلج فيها تسميه "حتمية القوانين الطبيعية "


    ذلك لتنفي "قدر الله" وتنفي "غيب الله"

    حتى وقفت في النهاية عن طريق وسائلها وتجاربها ذاتها , أمام غيب الله و
    قدر الله وقفة العاجز عن التنبؤ الحتمي !

    ولجأت إلى نظرية "الاحتمالات" في عالم المادة .

    فكل ما كان حتمياً صار احتمالياً .

    وبقي "الغيب" سراً مختوماً .

    وبقي قدر الله هو الحقيقة الوحيدة المستيقنة ;

    وبقي قول الله - سبحانه –

    (لا تدري لعل الله يحدث بعد ذلك أمراً)

    هو القانون الحتمي الوحيد ,

    الذي يتحدث بصدق عن طلاقة المشيئة الإلهية من وراء القوانين الكونية

    التي يدبر الله بها هذا الكون , بقدره النافذ الطليق !


    يقول سير جيمس جينز الإنجليزي الأستاذ في الطبيعيات والرياضيات:

    "لقد كان العلم القديم يقرر تقرير الواثق , أن الطبيعة لا تستطيع أن تسلك إلا طريقاً واحداً ,

    وهو الطريق الذي رسم من قبل لتسير فيه من بداية الزمن إلى نهايته ,

    وفي تسلسل مستمر بين علة ومعلول ,


    وأن لا مناص من أن الحالة [ أ ] تتبعها الحالة [ ب ] .


    أما العلم الحديث فكل ما يستطيع أن يقوله حتى الآن ,
    هو أن الحالة [ أ ] يحتمل أن تتبعها الحالة [ ب ] أو [ ج ] أو [ د ]
    أو غيرها من الحالات الأخرى التي يخطئها الحصر . ..

    نعم إن في استطاعته أن يقول:إن حدوث الحالة [ ب ] أكثر احتمالاً من حدوث الحالة [ ج ]

    وإن الحالة [ ج ] أكثر احتمالاً من [ د ] . . . وهكذا.
    بل إن في مقدوره أن يحدد درجة احتمال كل حالة من الحالات
    [ ب ] و [ ج ] و [ د ] بعضها بالنسبة إلى بعض .

    ولكنه لا يستطيع أن يتنبأ عن يقين:أي الحالات تتبع الآخرى .


    لأنه يتحدث دائماً عما يحتمل



    أما ما يجب أن يحدث , فأمره موكول إلى الأقدار . مهما تكن حقيقة هذه الأقدار"


    .
    .
    ومتى تخلص القلب من ضغط الأسباب الظاهرة ,

    لم يعد هناك محل فيه للتوكل على غير الله ابتداء .


    وقدر الله هو الذي يحدث كل ما يحدث .
    وهو وحده الحقيقة المستيقنة .

    والأسباب الظاهرة لا تنشئ إلا احتمالات ظنية ! . .



    وهذه

    هي

    النقلة الضخمة التي ينقلها الاعتقاد الإسلامي للقلب البشري - وللعقل البشري أيضاً -


    النقلة التي تخبطت الجاهلية الحديثة ثلاثة قرون لتصل إلى أولى
    مراحلها من الناحية العقلية ;

    ولم تصل إلى شيء منها في الناحية الشعورية ,


    وما يترتب عليها من نتائج عملية خطيرة في التعامل مع قدر الله ;
    والتعامل مع الأسباب والقوى الظاهرية ! . .

    إنها نقلة التحرر العقلي ,

    والتحرر الشعوري ,

    والتحرر السياسي ,

    والتحرر الاجتماعي ,

    والتحرر الأخلاقي
    . . .
    إلى آخر أشكال التحرر وأوضاعه

    . . .






    وما يمكن أن يتحرر "الإنسان" أصلاً إذا بقي عبداً للأسباب "الحتمية "

    وما وراءها من عبوديته لإرادة الناس .

    أو عبوديته لإرادة [ الطبيعة ! ]

    فكل "حتمية " غير إرادة الله وقدره ,

    هي قاعدة لعبودية لغير الله وقدره

    . .

    ومن ثم هذا التوكيد على التوكل على الله وحده , واعتباره شرطاً لوجود الإيمان أو عدمه
    . .
    والتصور الإعتقادي في الإسلام كل متكامل .

    ثم هو بدوره كل متكامل مع الصورة الواقعية التي يريدها هذا الدين لحياة الناس .





    سيد قطب

    (لولا إذ سمعتموه ظن المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم خيرا , وقالوا:هذا إفك مبين)

    حدثنا عبد الله بن نمير قال خطبنا أبو موسى الأشعري فقال :
    خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم فقال : أيها الناس ، اتقوا هذا الشرك ؛ فإنه أخفى من دبيب النمل ،
    فقال له من شاء أن يقول : وكيف نتقيه وهو أخفى من دبيب النمل يا رسول الله ؟
    قال قولوا : اللهم إنا نعوذ بك من أن نشرك بك شيئا نعلمه ونستغفرك لما لا نعلم



  2. #2
    فيزيائي جديد
    Array
    تاريخ التسجيل
    Nov 2011
    العمر
    28
    المشاركات
    42
    شكراً
    0
    شكر 0 مرات في 0 مشاركات
    معدل تقييم المستوى
    0

    رد: قانون السببية و الإسلام

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة تغريد مشاهدة المشاركة
    قانون السببية و الإسلام



    قال سعيد ابن جبير:

    التوكل على الله جماع الإيمان

    .

    وهذا هو إخلاص الاعتقاد بوحدانية الله ;

    وإخلاص العبادة له دون سواه

    فما يمكن أن يجتمع في قلب واحد , توحيد الله والتوكل على أحد معه سبحانه .




    والذين يجدون في قلوبهم الاتكال على أحد أو على سبب
    يجب أن يبحثوا ابتداء في قلوبهم عن الإيمان بالله !


    وليس الاتكال على الله وحده بمانع من اتخاذ الأسباب .

    فالمؤمن يتخذ الأسباب من باب الإيمان بالله وطاعته فيما يأمر به من اتخاذها ;

    ولكنه لا يجعل الأسباب هي التي تنشئ النتائج فيتكل عليها .


    إن الذي ينشئ النتائج - كما ينشئ الأسباب - هو قدر الله .

    ولا علاقة بين السبب والنتيجة في شعور المؤمن . .

    اتخاذ السبب عبادة بالطاعة .

    وتحقق النتيجة قدر من الله مستقل عن السبب لا يقدر عليه إلا الله . .


    وبذلك يتحرر شعور المؤمن من التعبد للأسباب والتعلق بها ;

    وفي الوقت ذاته هو يستوفيها بقدر طاقته لينال ثواب طاعة الله في استيفائها .


    ::

    لقد ظلت الجاهلية "العلمية ! " الحديثة تلج فيها تسميه "حتمية القوانين الطبيعية "


    ذلك لتنفي "قدر الله" وتنفي "غيب الله"

    حتى وقفت في النهاية عن طريق وسائلها وتجاربها ذاتها , أمام غيب الله و
    قدر الله وقفة العاجز عن التنبؤ الحتمي !

    ولجأت إلى نظرية "الاحتمالات" في عالم المادة .

    فكل ما كان حتمياً صار احتمالياً .

    وبقي "الغيب" سراً مختوماً .

    وبقي قدر الله هو الحقيقة الوحيدة المستيقنة ;

    وبقي قول الله - سبحانه –

    (لا تدري لعل الله يحدث بعد ذلك أمراً)

    هو القانون الحتمي الوحيد ,

    الذي يتحدث بصدق عن طلاقة المشيئة الإلهية من وراء القوانين الكونية

    التي يدبر الله بها هذا الكون , بقدره النافذ الطليق !


    يقول سير جيمس جينز الإنجليزي الأستاذ في الطبيعيات والرياضيات:

    "لقد كان العلم القديم يقرر تقرير الواثق , أن الطبيعة لا تستطيع أن تسلك إلا طريقاً واحداً ,

    وهو الطريق الذي رسم من قبل لتسير فيه من بداية الزمن إلى نهايته ,

    وفي تسلسل مستمر بين علة ومعلول ,


    وأن لا مناص من أن الحالة [ أ ] تتبعها الحالة [ ب ] .


    أما العلم الحديث فكل ما يستطيع أن يقوله حتى الآن ,
    هو أن الحالة [ أ ] يحتمل أن تتبعها الحالة [ ب ] أو [ ج ] أو [ د ]
    أو غيرها من الحالات الأخرى التي يخطئها الحصر . ..

    نعم إن في استطاعته أن يقول:إن حدوث الحالة [ ب ] أكثر احتمالاً من حدوث الحالة [ ج ]

    وإن الحالة [ ج ] أكثر احتمالاً من [ د ] . . . وهكذا.
    بل إن في مقدوره أن يحدد درجة احتمال كل حالة من الحالات
    [ ب ] و [ ج ] و [ د ] بعضها بالنسبة إلى بعض .

    ولكنه لا يستطيع أن يتنبأ عن يقين:أي الحالات تتبع الآخرى .


    لأنه يتحدث دائماً عما يحتمل



    أما ما يجب أن يحدث , فأمره موكول إلى الأقدار . مهما تكن حقيقة هذه الأقدار"


    .
    .
    ومتى تخلص القلب من ضغط الأسباب الظاهرة ,

    لم يعد هناك محل فيه للتوكل على غير الله ابتداء .


    وقدر الله هو الذي يحدث كل ما يحدث .
    وهو وحده الحقيقة المستيقنة .

    والأسباب الظاهرة لا تنشئ إلا احتمالات ظنية ! . .



    وهذه

    هي

    النقلة الضخمة التي ينقلها الاعتقاد الإسلامي للقلب البشري - وللعقل البشري أيضاً -


    النقلة التي تخبطت الجاهلية الحديثة ثلاثة قرون لتصل إلى أولى
    مراحلها من الناحية العقلية ;

    ولم تصل إلى شيء منها في الناحية الشعورية ,


    وما يترتب عليها من نتائج عملية خطيرة في التعامل مع قدر الله ;
    والتعامل مع الأسباب والقوى الظاهرية ! . .

    إنها نقلة التحرر العقلي ,

    والتحرر الشعوري ,

    والتحرر السياسي ,

    والتحرر الاجتماعي ,

    والتحرر الأخلاقي
    . . .
    إلى آخر أشكال التحرر وأوضاعه

    . . .






    وما يمكن أن يتحرر "الإنسان" أصلاً إذا بقي عبداً للأسباب "الحتمية "

    وما وراءها من عبوديته لإرادة الناس .

    أو عبوديته لإرادة [ الطبيعة ! ]

    فكل "حتمية " غير إرادة الله وقدره ,

    هي قاعدة لعبودية لغير الله وقدره

    . .

    ومن ثم هذا التوكيد على التوكل على الله وحده , واعتباره شرطاً لوجود الإيمان أو عدمه
    . .
    والتصور الإعتقادي في الإسلام كل متكامل .

    ثم هو بدوره كل متكامل مع الصورة الواقعية التي يريدها هذا الدين لحياة الناس .





    سيد قطب

    مشكوووووره جدا
    ولكن ما علاقه هذا بالنسبيه ؟؟

  3. #3
    مشرفة سابقة لمنتدى الرياضيات
    Array الصورة الرمزية تغريد
    تاريخ التسجيل
    Aug 2007
    المشاركات
    327
    شكراً
    0
    شكر 0 مرات في 0 مشاركات
    معدل تقييم المستوى
    254

    رد: قانون السببية و الإسلام

    بالطبع هناك فرق بين النسبية و السببية

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. نقد قانون بونزن – روسكو (قانون التبادل)=
    بواسطة فيزيائي مفعم في المنتدى منتدى النظرية النسبية وعلم الكونيات
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 12-19-2012, 04:01 PM
  2. في أي درجة حرارة قانون نيوتن طتبيق على قانون بولتزمان
    بواسطة Zardasht في المنتدى منتدى الديناميكا الحرارية والإحصائية
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 12-01-2011, 08:01 PM
  3. استخدم قانون فين لاشتقاق قانون ازاحة فين وقانون ستيفان -بولتزمان
    بواسطة طالبة فيزياء.. في المنتدى منتدى الفيزياء الذرية والجزيئية
    مشاركات: 32
    آخر مشاركة: 03-08-2010, 12:58 AM
  4. خلع الأسنان دون ألم.
    بواسطة ربى محمد في المنتدى منتدى الأخبار العلمية
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 06-11-2009, 04:40 PM
  5. تفسير كوبنهاجن تفسير فلسفي في مقابل قانون التعليل "السببية "
    بواسطة تغريد في المنتدى منتدى ميكانيكا الكم
    مشاركات: 78
    آخر مشاركة: 04-09-2009, 12:07 AM

مواقع النشر (المفضلة)

مواقع النشر (المفضلة)

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •