توصل العلماء في المنظمة الأوروبية للأبحاث النووية حديثاً من اكتشاف جُزيء يمكن من خلاله معرفة الطريقة التي يعمل بها الكون بالإضافة إلى فك شيفرات لعدد كبير من الأسرار التي تلف الكون الذي نعيش به. ويقول الباحث رولف هيور عن هذا الاكتشاف: "تمكنّا من تحقيق خطوة كبيرة على طريق فهمنا للطبيعة من خلال هذا الاكتشاف. إن خصائص هذا الجزيء الجديد تتماشى مع جزيء ’هيجز بوسون’ والذي يعتبر أكثر المواد قدرة على تسريع حركة الجزيئات، سيفتح الطريق أمام فهم العديد من العمليات الكونية الغامضة بالنسبة لنا لغاية الآن.
يؤكد الباحثون أن هذا الاكتشاف سوف يساعد في فهم أصل كتلة المادة، الأمر الذي من الممكن أن يعيد كتابة العديد من المعادلات والنظريات المتعلقة بعلم الأوزان والكتل. ولذلك فإن محاولات العلماء لفهم طبيعة نشوء الكون تكللت بالنجاح اليوم وباستطاعتهم التأكيد على أنه قبل 13 مليار عام لم يكن هناك مكان ولا زمان ولا مادة ولا كون... أي لم يكن هناك شيء ... وهذا ما أخبر به المصطفى صلى الله عليه وسلم عندما قال: كان الله ولم يكن شيء غير الله تعالى... وخلق كل شيء! فسبحان الله! وكانت دراسات سابقة على مدى أكثر من خمسين عاماً أكدت أن للكون بداية تتمثل في انفجار عظيم بدأ من نقطة واحدة وتشكلت على أثره المادة التي نعرفها اليوم (المجرات والنجوم والكواكب...). وهذه النتيجة تدحض مزاعم بعض العلماء من أن الكون موجود منذ الأزل! أي ليس له بداية ولن يكون له نهاية. إن فرضية أزلية الكون وجد فيها الملحدون ملجأ آمناً لدعم نظريتهم التي تقول بأن الكون موجود منذ الأزل من دون الحاجة لوجود خالق منظم حكيم!! ونقول: إن اكتشاف هذا الجزيء سوف يساهم في هدم مثل هذه النظريات نهائياً ويثبت للعالم كله أن للكون بداية وبالتالي لابد من وجود من بدأَ هذا الكون... إنه الله تعالى القائل: (اللَّهُ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) [الروم: 11]. لقد تحدى القرآن البشر أن يبدأوا الخلق يقول تعالى: (قُلْ هَلْ مِنْ شُرَكَائِكُمْ مَنْ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ قُلِ اللَّهُ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ) [يونس: 34]. وبالفعل مضى على هذا التحدي أكثر من ألف وأبع مئة سنة ولم يستطع أحد أن يخلق ذرة واحدة من العدم!! وهذا يثبت بشكل قاطع أنه لا يمكن أن يوجد شيء من العدم، ولابد من وجود خالق لهذه الموجودات. إن كل من يدعي أن الكون يمكن أن يوجد من دون موجِد له ليس لديه دليل علمي على ذلك، بل لا يمكن علمياً أن توجد مادة من دون خالق، هذا ما يؤكده العلم اليوم، والاكتشاف الجديد يثبت صدق قول الحق تبارك وتعالى عن بداية نشوء الكون: (أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ) [الأنبياء: 30]. ولذلك ندعو كل من ينكر وجود خالق للكون إلى الإيمان بهذا القرآن، لأنه يتطابق مع العلم الحديث ويقدم البراهين على أن هذا القرآن هو كلام الله الحق وهذه الحقائق تثبت أنه الحق: (سَنُرِيهِمْ آَيَاتِنَا فِي الْآَفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ) [فصلت: 53].
مواقع النشر (المفضلة)