بسم الله لرحمن الرحيم
قميص ذكي لرصد الموشرات الحيوية والوظايف الفسيولوجية للجسم
أصبح تصميم الملابس الذكية المدمج بها رقائق إلكترونية أو أجهزة استشعارية، أو مصابيح ضوئية الاتجاه الأحدث في مجال الغزل والنسيج، بغية الاستفادة القصوى منها في نواح عدة، فقد طور مجموعة من الباحثين الأسبان من جامعة "كارلوس الثالث دي مدريد" (UC3M)، إحدى الجامعات الحكومية بإسبانيا، قميصاً ذكياً، يبدو في شكله الخارجي سترة عادية، ولكنه مزوّد بتقنيات مختلفة في بطانته الداخلية، قادرة على تسجيل ورصد كافة المؤشرات الحيوية والوظائف الفسيولوجية بالجسم، مثل قياس معدل نبضات القلب، ودرجة الحرارة، كما مدمج به أقطاب كهربائية لعمل رسم قلب، ومزوّد بالقميص في المنطقة حول الرقبة جهاز لاسلكي صغير جداً يقوم بإرسال البيانات والمعلومات مباشرة عن طريق تقنية الواي فاي "الوايرلس" إلى نظام إدارة المعلومات بالمستشفى، التي تمكنهم من الاطلاع على حالتهم الصحية بشكل دائم.
هذه السترة متعددة الوظائف والاستخدامات، فهي تعمل كما لو كانت نظام تحديد المواقع "جي بي إس"، حيث تحدد موقع المريض داخل المستشفى، وعما إذا كان جالساً أو مستلقياً، أو يمارس رياضة المشي أو الركض.
فكرة عمل السترة الذكية
وعن تصميمها يفسّر الباحثون أنه ليس سترة فحسب، بل هو نظام متكامل أطلقوا عليه اسم "The Lobin healthcare-monitoring System"، طور على مدى 18 شهراً من قبل أربع شركات إسبانية بالتعاون مع جامعة كارلوس، وصمم خصيصاً لاستخدامه داخل المستشفيات وفي نواح عدة.
وهذا النظام مكوّن من قسمين: البنية التحتية الثابتة الموجودة بالمستشفى، والوحدات المتنقلة التي تشتمل على السترة الذكية وجهاز ترجمة صغير يمكن وضعه داخل الجيب، والذي يسعون العلماء لدمجه داخل الملابس في المستقبل. وجهاز إنذار أو تنبيه مدمج بالقميص، قادر على إرسال SMS للطبيب المعالج أو الممرضين لإخبارهم عما إذا كان المريض في خطر أو بحاجة لمساعدة عاجلة.
وهذه السترة الذكية ذات التقنية العالية قابلة للغسيل والتنظيف مثل بقية الألبسة، بحيث لا تتأثر الإلكترونيات المدمجة بها بالماء، ويعد هذا أحد التحديات الكبرى التي تواجه مصممي هذه الملابس الذكية.
ويعد الباحثون أنه في غضون شهور وبعد إدخال بعض التعديلات الطفيفة يمكن استخدام هذا القميص في عدة مجالات أخرى، مثل التطبيقات التي تنطوي على التشخيص المبكر لوجود أمراض قلبية لدى الرياضيين، أو متابعة نشاط القلب بشكل عام، أو التطبيب عن بعد لمراقبة المرضى داخل منازلهم، وبالتالي توفر الوقت والجهد بالنسبة للمريض، حيث يتم تخزين كافة البيانات والمعلومات الخاصة بالمرضى داخل الإدارة المعلوماتية الخاصة بالمستشفى.
فضلاً عن أنه تم إجراء اختبارات لهذه القمصان على خمسة مرضى متطوعين في وقت واحد على مدار 24 ساعة في اليوم داخل وحدة القلب والأوعية الدموية في مستشفى "لا باز" بمدريد، للتأكد من كفاءتها، وأسفرت عن نتائج مرضية جداً، بالمقارنة مع المتابعة التقليدية، في الوقت نفسه قاموا بتسجيل بعض الأجزاء التي سيتم تعديلها فيما بعد.
يُجدر أنه تم تخزين جميع المعلومات عن المرضى لدراستها في وقت لاحق، مثل تحليل مدى تأثير تلك الأقطاب الكهربائية على المريض عند القيام بنشاط معين. بالإضافة إلى أنه سيتم تعديل كافة أجهزة الإنذار وتكييفها بما يلائم الاحتياجات الخاصة لكل مريض.
رد مع اقتباس
مواقع النشر (المفضلة)