فريق علمي مصري يتوصل لعلاج التيفويد
تحقيق وتصوير:مصطفي امام
من معمله الصغير القابع في جناح بمبني متواضع يقع في اطراف جامعة القاهرة, وبإمكانيات محدودة, وبتصميم اجهزة بعضها تم بطريقة بسيطة تفي بالغرض العلمي.
نجح عالم الفيزياء الحيوية المصري المعروف الاستاذ الدكتور فاضل محمد علي وفريقه العلمي, في التوصل لعلاج غير تقليدي لمرض التيفويد, عن طريق التحديد الدقيق ـ لاول مرة عالميا ـ لاطوال الموجات الكهرومغناطيسية ذات التردد الضعيف, للقضاء علي ميكروب السالمونيلا تايفي المسبب لمرض التيفويد, وذلك عكس الطرق العشوائية المستخدمة حاليا لهذه الاشعة باستخدام ترددات عالية للقضاء علي بعض الامراض الميكروبية, مما يفتح الطريق امام التجريب الطبي الناجح لهذه التقنية علي البشر.
كما نجح الفريق في التوصل الي التقنية الدقيقة, باستخدام الموجات الكهرومغناطيسية ايضا, لعلاج مرض السرطان, وبالذات سرطان المخ, باستخدام احد الميكروبات القاتلة المعروفة بآكلة لحوم البشر, والتي تقاوم كافة انواع المضادات الحيوية, حيث تم استخدامها كوسيط يتم من خلالها القضاء علي الورم السرطاني تماما, وذلك بالسيطرة الكاملة علي هذه الكائنات ومنعها من الانقسام والنمو تماما, مما يحل المعضلة الحالية التي تواجه الباحثين لايجاد طريقة لاستخدام الميكروبات في العلاج, وذلك بسبب عدم القدرة علي السيطرة علي انقسام الميكروبات, ومن ثم فان هذه الابحاث تفتح الطريق امام التجريب الطبي الامن للعلاج بالميكروبات علي بعض السرطانات التي تصيب البشر.
وفي جميع الاحوال, فإن علاج المريض المصاب سواء بالتيفويد او بالسرطان يتم بالأشعة عن بعد, وبالتعامل المباشر مع العضو او الخلايا المصابة فقط, واهمية هذه الابحاث, التي تساير الاتجاه العالمي الجديد في ايجاد علاجات علمية غير تقليدية بعيدة عن العلاجات بالعقاقير والمضادات الحيوية, انها تضع اقدام مصر بثقة علي طريق العلاج المستقبلي, الذي قد يقلل. ان لم ينه, اكثر من مائة عام من استخدام الطب الحديث للمضادات الحيوية, وماينتج عنها من تأثيرات جانبية تؤدي لاضعاف مناعة الجسم البشري تجاه الميكروبات والفيروسات, التي اصبحت الان تتحور جينيا, وتكتسب مناعة ضد الادوية الكيميائية المستخدمة ضدها.
ومع كتابة هذا التقرير, فإن الدكتور فاضل ارسل ابحاثه المتميزة, التي استمرت لمدة عام كامل, الي الدوريات الامريكية العلمية المتخصصة في الفيزياء الحيوية للنشر العلمي, حيث استهدفت هذه الابحاث التوصل الي لغة حوار وتخاطب ناجحة مع كائنات متناهية الحجم من الميكروبات الدقيقة, لاضعافها, ووضعها لقمة سائغة امام الجهاز المناعي للانسان المصاب, حتي يتعرف عليه بعد الكشف عن غطائها الخفي, وبالتالي الانقضاض عليها. وقد اختار العالم المصري القديرالاهرام التي تابعت منذ فترة هذه الابحاث المهمة معه, للاعلان من خلالها عن اكتشافاته العلمية التي يترقبها المجتمع العلمي الدولي بشغف.
فمنذ عام مضي عندما التقيت الدكتور فاضل, كان يحدثني عن النظرية التي توصل اليها منذ أكثر من عشرين عاما, والمعروفة عالميا باسم الرنين البيومغناطيسي الايضي المتعلقة بالتمثيل الحيوي للخلية والتي تستهدف السيطرة علي الانظمة الحيوية عن طريق الكشف عن لغة التخاطب بين الكائنات الحية بالاشارات الكهرومغناطيسية الخارجة من هذه الكائنات و التخاطب والتداخل معها, وبالتالي استخدام هذه اللغة في السيطرة عليها بايقاف نموها اوانقسامها حتي يسهل علي الجهاز المناعي التعرف والقضاء عليها.
وقد شكل الدكتور فاضل فريقا علميا كبيرا يتكون من نحو05 باحثا مصريا من تخصصات مختلفة لاكتشاف تطبيقات علمية علي العديد من الامراض التي تصيب الكائنات الحية من الانسان والنبات, حتي قرر التفرغ منذ عام, لايجاد علاج لاخطر الامراض التي تصيب الانسان المصري, ومنها مرض التيفويد الذي تسببه بكتيريا السالمونيلا تايفي بسبب تلوث مياه الشرب بمياه المجاري, والتي ظهرت خطورتها بوضوح في واقعة اصابة ووفاة الكثيرين في منطقة البرادعة, بسبب تلوث مياه الشرب بمياه الصرف الصحي.
القضاء علي السامونيلا
وفي الطريق الي اكتشاف العلاج الجديد لهذا المرض الخطير, تم اختيار الباحثة الشابة شيماء عبدالرءوف المعيدة بقسم الفيزياء الحيوية بالجامعة, وأحد مساعدي العالم المصري, لاعداد رسالة ماجستير حول هذا العلاج الجديد.
وتقول الباحثة الشابة ان هذا الميكروب يصل الي الجسم عن طريق تناول ماء او طعام ملوث به, وايضا عن طريق دواجن او بيض ملوث به او مياه مجاري ملوثة به اختلطت بمياه الشرب, ويتكاثر الميكروب داخل معدة الانسان, حيث ترتفع درجة حرارة الجسم لحوالي39 درجة مئوية, وتظهر بقع حمراء علي الصدر مع القيء والاسهال والدو خة, وتمثل هذه الاعراض الظاهرية للمرض, ولكن الخطورة في انتشار الميكروب ووصوله, عن طريق الدم, الي اجزاء الجسم من كبد وطحال ونخاع العظام, ليقوم بتدمير الخلايا والمصادات الحيوية التي تستخدم قد تستغرق وقتا طويلا في العلاج إلا أن الانسان المصاب ـ بعد شفائه ظاهريا ـ يعتبر حاملا للميكروب, ليعدي الاخرين عن طريق فضلاته الملوثة بالميكروب.
و قد تم السيطرة علي الميكروب بالتخاطب معه عن طريق الاشارات الكهرومغناطيسية, وهي موجات ضعيفة جدا تصل الي2 فولت فقط علي السنتيمتر, وذلك بدلا من الطريقة المستخدمة حاليا في الخارج, والتي تعتمد علي استخدام48 الف فولت علي السنتيمتر الواحد, وباكتشاف لغة التخاطب او الاشارات الخاصة بالميكروب يتم التخاطب مع الاشارات الداخلية مخ الميكروب والتي تدير وتنظم النشاط الحيوي داخله, والتي عن طريقها يتم زيادة نشاط الميكروب أو إيقافه نهائيا..
وهذا الأمر يتوقف علي نشاط الإنقسام الذي يتم داخل الميكروب, ويستغرق ذلك ساعة وربع الساعة يتوقف خلالها نشاطه الحيوي ويتم تغيير الحمض النووي وجينات الميكروب أثناء التعرض للإشارات الكهرومغناطيسية, وهو مايكشفه بوضوح أمام الجهاز المناعي لجسم الانسان المصاب فيسهل التعرف عليه وينقض عليه ليتخلص الجسم منه بسرعة دون آثار جانبية.
وتضيف شيماء ان عملية التخاطب مع الميكروب تمت عن طريق جهاز معين يتم من خلاله تحديد أطوال الاشارات التي يتم ارسالها عن بعد الي الخلايا المصابة فقط, وتستغرق هذه العملية ساعة وربع الساعة, يتم خلالها تخليص الجسم نهائي من الميكروب, وقالت ان التحليل الجيني للميكروب تم بتكنولوجيا متقدمة, وانها سوف تتفرغ للتوصل الي مصل للوقاية من هذا الميكروب, بالتعاون مع عدد من الباحثين تحت اشراف الدكتور فاضل, حتي تحقق لمصر السبق في هذا التخصص.
وأضافت ان اهمية الاكتشاف الجديد ترجع الي أنه لايقتصر فقط علي علاج التيفويد, ولكن يمكن استخدام نفس التقنية وفقا للمعدلات الجديدة التي تم التوصل لها لحفظ الأطعمة, بدلا من استخدام مواد كيميائية في الحفظ أو الاشعة بطريقة عشوائية, قد يكون لها اضرار متعددة علي مستهلكي الأطعمة المحفوظة.
الميكروب القاتل لعلاج السرطان
أما الاكتشاف الثاني لفريق الدكتور فاضل, فهو التوصل الي علاج لبعض الأمراض السرطانية بواسطة اختيار نوع من الميكروبات القاتلة اسمه العلمي السودومونس ارجيمنوزا ويعتبر من اخطر الميكروبات القاتلة, التي لاتستجيب لأي نوع من المضادات الحيوية المعروفة حاليا, والمعروف عن هذا الميكروب بأنه آكل أو مذيب للخلايا الحية بما يفرزه من سموم, تحول الكائن الحي في النهاية لهيكل عظمي يصعب معه حقن جسمه بأي شكل لعدم وجود خلايا ويظهر التأثير القاتل لهذا الميكروب فيما يعرف بمرض قرح الفراش.
وتقول الباحثة السودانية فاطمة أحمد اباذر, التي تعد رسالة الماجيستير عن هذه التقنية العلاجية الجديدة تحت اشراف الدكتور فاضل, انها جاءت الي القاهرة في اطار بعثة علمية ضمن بروتوكول للتعاون بين جامعة الجزيرة بوسط السودان وجامعة القاهرة, لاعداد رسالة الماجيستير حول هذا الموضوع.
وأوضحت ان هذا الميكروب يفرز مواد سامة تذيب الخلايا الحيوية لأي عضو في جسم الكائن الحي ويستمر في الانتشار حتي يلتهم كل خلاياه الخارجية, وللأسف لايوجد له علاج حتي الآن, الا ببتر العضو المصاب, ويخترق هذا الميكروب جسم الانسان عن طريق اللمس أو تناول طعام ملوث به.
وتم التجريب التقنية الجديدة للعلاج علي خنزير غيني يتراوح وزنه ما بين600 الي800 جرام وهو يشبه في ذلك وزن الارنب وأضافت انه عند تلويث الخنزير به, وكذلك فئران تجارب, ماتت بعض الفئران بعد ثلاثة أيام والبعض الآخر مات بعد حوالي أسبوع, وقد عمل الفريق البحثي علي اكتشاف الاشارات الكهرومغناطيسية التي تصدر من الحمض النووي للميكروب القاتل أثناء انقسامه, وتم ارسال اشارات عن بعد افقدته القدرة تماما علي الانقسام, أو النمو, وأثناء التجارب اكتشفنا نوعين من الاشارات..
الأولي اشارات أفقدت الميكروب القدرة تماما علي الانقسام, واشارات أخري زادت من قدرته علي الانقسام بنسبة280 في المائة كل مرة وفي البداية تم حقن حيوان التجارب بورم سرطاني تم الحصول عليه من معهد الأورام القومي يدعي ايرليش وظهر الورم علي فخذ الحيوان, وترك ينمو حتي صار حجمه مناسبا في اليوم السادس عشر, حيث بدا الميكروب في اذابة الخلايا السرطانية, وتم بعد ذلك التعامل مباشرة مع الميكروب القاتل بتوجيه اشارات كهرومغناطيسية ذات ترددات محددة له أوقفت عملية الانقسام تماما فتوقف عن النمو, وهنا بدأ الجهاز المناعي لحيوان التجارب في التعرف علي الميكروب, والتهامه, ليعيش الحيوان ويشفي تماما من الورم.
وقالت فاطمة ان هذا الاكتشاف يفتح الطريق أمام التجريب الطبي المعتمد اكاديميا, لعلاج الأورام السرطانية التي تصيب بعض المناطق الصعبة في جسم الانسان مثل المخ, حيث يتم تعريض الجزء المصاب بالورم فقط للميكروب للأشعة التي يطلقها جهاز خاص قام الدكتور فاضل بتعديل تصميمه, وأضافت ان هذا الاكتشاف الجديد التي يطلقها جهاز خاص قام الدكتور فاضل بتعديل تصميمه.
وأضافت ان هذا الاكتشاف الجديد في علاج الأورام السرطانية بواسطة ميكروبات قاتلة, والذي بدا الأن ينتشر عالميا, يتم تجربته علي كثير من الأمراض, وفي مراكز بحثية, الا انه لم يتم التوصل الي الترددات الدقيقة, التي توصل لها الفريق العلمي المصري, والتي تمنع الميكروب من الانقسام والنمو, مما يبشر بنتائج مبهرة قد تنهي مخاطر الآثار الجانبية الخطيرة الناتجة عن العلاج بالكيماوي, مشيرة الي ان ابحاثها المكثفة تحت أشراف الدكتور فاضل قد استغرقت سنة كاملة.
التعامل مع الفيروسات
ويقول الدكتور فاضل ان علم السيطرة علي الخلية الحية ـ كعلم حديث ـ سواء اكانت هذه الخلية وحيدة أو مفردة مثل الميكروب أو مجتمعة كفطر أو في عضو كامل مثل الكبد أو الكلي, أو خلية صبية, يتم عن طريق التداخل مع الاشارات التي تخرج من الأنظمة الحية أو الكائنات التي تصيب الانسان, بهدف اما زيادة نشاطها أو ايقافه تماما, وهذه أهمية هذا العلم.
أما بالنسبة للتعامل مع الفيروسات والقضاء عليها عن طريق هذه التقنية الجديدة, فيقول: ان الفيروس عبارة عن جزء أو مجموعة من الجزئيات الحية, لاينقسم مثل الميكروب, ولكن يتضاعف في العدد عن طريق الحمض النووي للعائل له الانسان أو الكائن المصاب به حيث يقوم الفيروس عن طريق الحمض النووي بنسخ فيروسات مشابهة له وحاليا نقوم بالأبحاث للتوصل للاشارات الكهربية التي تصدر عن فيروسات الالتهاب الكبدي الفيروسي سي وكذلك فيروس حمي الوادي المتصدع, بهدف التخاطب معها, والداخل لايقاف نشاطها, حتي يسهل علي الجهاز المناعي لجسم الانسان التعرف عليها, ومن ثم الانقضاض عليها.
وفي هذا الصدد أوضح أن لكل كائن مجموعة من الاشارات تخصه تصدر منه يتم التعرف عليها عن طريق الاستثارة ورد الفعل الصادر منه, ومن هنا يتم التعرف علي البصمة الوراثيةالخاصة به, وهذه الاشارات عبارة عن موجات كهربائية مثل موجات الراديو يستخدمها الكائن في التخاطب مع الكائنات الأخري.
وأشار الي توصل أحدي عناصر فريقه العلمي, وهي باحثة متخصصة في العلاج الطبيعي لاكتشاف لغة التخاطب للعصب غير المصاب في حالات الشلل الناتجة عن مرض عرق النسا, حيث تم ـ خلال عمليات التجريب ارسال هذه الاشارات ـ في حيوانات التجارب ـ العصب المصاب المشلول فساعده علي النمو مجددا, وهو مايعني امكانية نجاح هذه التقنية في تنشيط أعصاب الجسم البشري في حالة التجريب الطبي.
ولكن تطبيقها علي البشر يتطلب الحذر والحرص الشديدين في التطبيق وقال انه وفقا للتقنية الجديدة التي تم التوصل لها يتم مخاطبة العصب غير المصاب بدائرة اضافية, الا ان نجاح عملية التجريب الطبي علي البشر يحتاج الي تصميم جهاز خاص ولكن للآسف غير متاح في مصر في الوقت الحالي.
وأشار الدكتور فاضل الي نجاح التجارب, التي أجراها بالتعاون مع باحثين في كلية الزراعة, في التوصل للقضاء علي العفن الذي يصيب البصل, والذي يسببه فطر أسمه اسكولوروتيا يوجد بالتربة وينقسم وينتج عنه اجساما صلبة تشكل مستعمرات للفطرلحمايته ضد أي محاولات للقضاء عليه بالطرق المتعارف عليها حاليا.
واذا ماأحس الفطر بجذر النبات ينمو وتبدأ في النشاط والانقسام ليخنق الجذر ويمنع عنه المياه فيموت, واذا ماوصل الفطر الي الثمرة يفرز مواد مسرطنة سوداء, تلوث التربة مما يؤثر علي انتاجية الأرض وهذا الفطر القاتل يقاوم النار, وكافة أنواع المبيدات, واذا ماوضع في الأرض ينشط من جديد وقد استطعنا التوصل لاشارات للتخاطب معه بدقة لتغييره جينيا.
وهو مايفتح الطريق أمامنا في حالة انتشاره في مساحات كبيرة بمقاومته علي نطاق جغرافي واسع عن طريق محطة راديو ترسل اشارات لهذه المناطق لمدة أربع ساعات متواصلة, وتصل هذه الاشارات حتي عمق04 سنتيمترا في التربة الزراعية, مما يفتح الطريق عن طريق هذه التقنية, الي المقاومة عن بعد, باشارات الكهرومغناطيسية لبعض المحاصيل التي تتعرض للإصابة بهذا النوع أو غيره من الفطريات السامة.
http://www.ahram.org.eg/412/2011/01/14/3/58239.aspx
دكتور رائع بكل المقاييس..بارك الله فيكم دكتورنا الغالي...
مواقع النشر (المفضلة)