أختي أنا لا أقول أن المعلم هو وحده المسؤول عن كره الطلبة للفيزياء,فهناك طلبة وطالبات كانوا يتعمدون تضييع وقت المحاضرة بأسئلة أجدها تافهة عن الإختبارات ووكيف ستأتي ,وغاب عنهم أن العلم النافع بذاته أحلى شيء في الوجود
وليس الدرجات هي كل شيء وليست مقياساً للشخص وقدره...
وفيما يخص نقطة أن الفهم يعتمد على مهارة المدرس وحذاقته...فأقولها لكم وبأعلى صوتي ------>لا وألف لا,الفهم والعلم هذا رزق من ربنا والرزق هذا متفاوت بين عباده ولا نستطيع أن نقول أن أحد منع عني رزقي بحجة إنه ما يفهم لأنه كما قلت لكم ليس بيده بل بيد الله وحده أولاً وآخراً.
هل تذكرون هذا الدعاء(يا مُعلم إبراهيم علمني ويا مُفهم سليمان فهمني)
بل وهذا الدعاء الذي نقوله بعد كل صلاة وفي آخره هذة الجملة(.....اللهم لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت ولا ينفع ذا الجد منك الجد)فهل تدبرتوا معنى هذا الدعاء جيداً !!!ابحثوا عن معناه إن لم تعرفوا الإجابة.
وعلى فكرة أنا كنت ملتحقة في كلية الطب البشري وما جعلني أحول منها كان لسببين أحدهما(الفيزياء ومعمل الفيزياء) لأني أول مرة أرسب وأفشل في حياتي العلمية وانا في نيتي عند التحويل أن أدخل قسم الكيمياء ولكنه لم يكن مفتوحاً في كلية العلوم أنذاك فأدخلوني قسم الفيزياء والحمد لله أولاً وآخراً صحيح انصدمت في البداية ولكني تعلمت كيف أواجه المشاكل بنفسي وكيف أُكيف نفسي على الوضع الجديد,لم يعجبني التركيز على الدرجات والإختبارات لأني أعلم أن هذا تهريجاً واستخفافاً بالعقول وليس علماً فلذلك لجأت للتعليم الذاتي والبحث في الكتب عن العلم النافع الذي سيكون سبباً في بناء الأُمة وليس سبباً في تخلفها...قرأت ذات مرة عن تاكيو أوساهيرا طالب الفيزياء الياباني وأعجبتني الطريقة التي فكّرَ بها....,وعندما كنت أواجه دكاترة أو طلاب بتلك العقلية الضحلة كنت أتبع معهم نظرية (كبّر دماغك)......وفي آخر ترم لي في الدراسة الجامعية درسّني ذلك البروفيسور القدير/صالح متولي الذي لن أنساه......الله!! للإخلاص رائحة لا نشمها بالأنوف بل بالقلوب فقط,وأنا أشهد أن هذا البروفيسور كان مثالاً للمعلم المخلص العبقري الذي يعرف قيمة الأمانة التي حملهُ الله إياها ربي يحفظه وييسر له أمره ويرفع قدره في الدنيا والآخرة ويجزيه خيراً عنا وعن المسلمين..
وفي الختام اذكر قوله تعالى (وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خيرٌ لكم....),معمل الفيزياء الذي انسحبت من كلية الطب بسببه أولاً ثم بسبب إهمالي واستهتاري ثانياً....وهبني الله بدلاً منه خمس معامل فيزيائية في الجامعة أنا مسؤولة عنها جميعها بصفتي فنية مختبر ...وأعيش الآن معها أحلى أيام حياتي ...أعيش العلم التطبيقي..وكل يوم أتعلم شيء جديد..
وتوتة توتة خلصت الحدوتة..
مواقع النشر (المفضلة)