توصل تقنيان المانيان من بافاريا الى طريقة «لإسالة» الخشب, ومن ثم استخدامه كبديل خال من المواد الضارة بالبيئة, في صناعة كافة الأشياء التي ما كان يصلح لصناعتها غير البلاستيك, مثل الأشياء المدورة والمكورة. وذكر هيرمان كلاينة، أحد كبار منتجي الأثاث في المانيا، ان الخشب السائل الذي تولت شركته دعم عملية إنتاجه وتسويقه, يصلح لصناعة عرائس باربي كما يصلح لصناعة أنابيب المجاري. واستعرض كلاينة للصحفيين في شركته مقود سيارة متينا تم تصنيعه من «الخشب السائل».
ويبدو ان التقنيين الشابين توصلا الى اختراعهم الجديد بالصدفة ايضا كما يحدث مع الكثير من المخترعين, حيث كانا يعـــــملان على مكائن لصب المواد الصناعية في ورشة صغيرة ويقومان على رعاية المكائن كل مساء بواسطة نشارة الخشب( للتنظيف ). وفي إحدى المرات نسيا قليلا من المواد الصناعية في إحدى المكائن, وعملا في ذات الوقت على معاملة الماكنة بنشارة الخشب. وعثرا على النشارة في الصباح التالي وقد تعاملت مع المادة الصناعية وتصلبت بعد ان اتخذت شكل الماكنة.
* تطويع الخشب
* وتوقع كلاينة مستقبلا باهرا للخشب السائل في العديد من القطاعات الاقتصادية وخصوصا في صناعة الأثاث ومواد البناء وغيرها. فالخشب السائل يعني إمكانية تطويعه في قوالب حسب الأشكال المطلوبة كما يفعل الانسان ذلك مع البلاستيك. وهذا يقتصد كثيرا بكلفة النقش والحفر في الخشب كما يختصر الكثير من وقت العمل وبالتالي بالكثير من سعر المادة في السوق.
واستطاع المبتكران ان يطورا الخشب السائل بحيث يمكن إنتاجه بنسب معينة حسب الطلب. فهو يتكون أساسا من نشارة الخشب بنسبة 95% ومادة رابطة بنسبة 5%. والمادة الرابطة هي مادة طبيعية قد تكون مستخلصة من المواد النشوية او من المواد البوليمرية القابلة للتحلل بالماء. لكن من الممكن تغيير هذه النسب حسب طلب الزبون وبما يزود الخشب المصنع بقوة كافية حسب مكان استخدامه. وتجري القاعدة هنا عكس المتوقع لأن صلابة الخشب السائل تزداد بزيادة نسبة المادة الرابطة. ويقول كلاينة ان إنتاج الخشب السائل المقاوم لتأثيرات المناخ, والشديد المتانة, يتحقق من خلال «سبيكة» تتكون من 50% نشارة خشب و 50% المادة الرابطة. كما ينتظر ان يكون للخشب السائل مستقبل في مخازن الهواة وأصحاب البيوت الذين يفضلون العمل بأنفسهم على إنتاج بعض قطع أثاثهم. وإذ أبدت بعض شركات السيارات اهتمامها في اقتناء الخشب السائل أبدت شركة الصناعة الفضائية الالمانية رغبتها ايضا بذلك. والمهم ايضا ان الخشب السائل لا يحتوي على مادة فورمالديهايد كما تثبت الفحوصات التي أجريت عليه انه خال تقريبا من المواد الصناعية الاخرى الضارة بالبيئة.
وكشف كلاينة عن دخول «الخشب السائل» مرحلة إنتاج السوق خلال وقت قريب. ويخطط كلاينة لاستخدامه في صناعة الأثاث وألعاب الأطفال الخشبية وفي صناعة مقاود السيارات وصناعة بعض الأجهزة الطبية. وذكر صانع الأثاث الالماني العجوز ان اليابانيين حجزوا منذ الآن دورهم لشراء الخشب السائل من شركته.
والخشب السائل أرخص من غيره لأنه يصنع من نشارة الخشب ، ومن الممكن تدويره بسهولة كما ان إنتاجه أسرع. وذكر كلاينة ان التجارب التي أجريت تثبت ان سرعة صناعة الأشياء بواسطة الخشب السائل تزيد بنسبة 80% عن سرعة إنتاج نفس الشيء من خشب الأشجار.
رد مع اقتباس
مواقع النشر (المفضلة)