ولعلها الآن قديرة على تفسير الظواهر الطبيعية في يُسر وسهولة مع بصيرة واعية، ورغم هذا فقد رأي العالم الألماني هايزنبرج أن للعلم حدوداً نهائية لا يتعداها يقيناً .. فهناك منطقة لا يصل إليها علم العلماء على وجه اليقين، ولهم أن يدققوا في القياس ولا يقربوا هذه المنطقة حيث إذا أرادوا الدقة في عملية طففوا في أخرى.
وعلى سبيل المثال إذا أرادوا الدقة في قياس المسافة ظلموا كمية التحرك، وإذا أرادوا الدقة في قياس الزمن أغاروا على الطاقة، وقد عرفنا أن الفعل هو كمية تحرك في مسافة أو هو طاقة في زمن.
فكأن الفعل مركب من شقين إذا دققنا في شق تسامحنا مع الشق الثاني. ومهما كان التسامح فحسبنا أن نقول إن للفعل شأناً في جميع ميادين الذرة حيث يتوه العلم الحديث فيها على صغرها إذ اختفى أمامه وجه اليقين وبانت الأمور على وجه الترجيح .... وأخيراً عكف العالم الإنجليزي ديراك يبحث عن التوحيد ويسارع بعقد زواج بين النظرية التي تبحث في الميادين الصغيرة والنظرية التي تبحث في الميادين الكبيرة والصغيرة على حدٍ سواء، أعني سارع بعقد زواج بين النظرية الكمية والنظرية النسبية وكان النتاج أن أضيفت إلى الحقائق الطبيعية حقائق هامة جديدة فلم يكتف بالفعل الذي يقوم به جسيم أي جسيم بل زِيدَ عليه فعل ذاتي بالإضافة إلى ما يقوم به من فعل وسُمي الفعل الذاتي بفعل اللف أي لف الجسيم حول نفسه دوراناً. أضيفت هذه الخاصية إضافة طبيعية وبذلك استقامت الحقائق وأمكن العلم أن يفسر ظواهر طبيعية جديدة في يُسر وسهولة دون تكلف وإعمال فرض غريب عن النظرية.
ويتحقق لنا أيضاً أمراً مهماً نتيجة لهذا الزواج وهو جواز وجود طاقة سالبة قدر جواز وجود طاقة موجبة ومعنى هذا إحتمال وجود المادة وضدها.
وبدأت التجربة وثبت ما ذهبت إليه النظرية من وجود إلكترون وإلكترون ضد أو ما يُسمى البوزيترون وكذلك البروتون والبروتون الضد والنيوترون والنيوترون الضد والنيوترينو والنيوترينو الضد والميزون والميزون الضد.
ومن يدري ونحن هنا سكان هذا العالم ربما كان هناك عالم ضد وسكان ضد !!!
كل هذا حفز العلماء واتجه كثير منهم نحو التوحيد يُساهم في تحقيقه مما لا مجال لذكره وسنلتقي في هذا الكتاب بتوضيح ما أجملناه في هذه المقدمة.
تم بحمد الله وتوفيقه تعالى ...
دمتم في رعاية الله وحفظه
"وصلي اللهم وسلم وبارك على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين"
مواقع النشر (المفضلة)