من رحمة الله بالمتفيزق أنه قفز لينتحر فوقع على القش!!!

نتحدث هنا عن القوة الدفعية التي تؤثر على الأجسام ونأخذ مثالا جميلا...
دعنا نبدأ المناقشة...

" ما أصابك لم يكن ليخطئك وما أخطأك لم يكن ليصيبك " … بهذا الحديث افتتح الرجل كلامه وهو يعيد حكاية قصة ذلك الرجل الذي سقط من شرفة عمارة عالية ليقع على متن شاحنة محملة بالإسفنج ، فنزل معافى في جسده … هذا أمر لا يثير الدهشة ، ولكن هذا الرجل الذي كتب عليه الموت يبرز لمضجعه حين يقطع الطريق ليقدم الحلوى للحضور بمناسبة نجاته … لقد صدمته سيارة مسرعة خرجت فجأة من خلف الشاحنة ليلقى حتفه بسبب آخر …
إن السقوط من عل على القش أو القطن لم يضر كثيراً بصاحبنا ولم نندهش له ، ولو قيل إن الرجل سقط على الرصيف ونجا فربما صدقنا الرواية اعتماداً على ثقتنا في الراوي ولكن مع الكثير من الدهشة …
إذن ؛ ما الذي جعل السقوط على القش أهون من السقوط على الأرض اليابسة أو الرصيف ؟
دعنا نفترض أن كتلة الرجل الساقط من الشرفة 60 كجم ، وأنه يسقط من ارتفاع 15 متراً . إذا حسبنا سرعة الرجل عندما يصل إلى سطح الأرض من معادلات الحركة فإننا سنجد أن :
v = 17 m\se
والآن يصطدم صاحبنا بالأرض وخلال فترة صغيرة يقف تماماً …
إن التغير في كمية تحرك هذا الشخص هي :

p = - 60 x 17 = - 1020 kg .m\secp2 - p1 =
فأما إن كان الرجل قد وقع على كومة من القش فإن الزمن الذي يستغرقه قبل أن يتوقف يكون كبيراً ( هب أنه ثانية واحدة ) ، فتكون القوة الدفعية الناتجة عن التغير في كمية التحرك هي :

إنها قوة يمكن أن يتحملها الرجل ، ولذا لا غرابة أن يقوم سالماً من غير سوء . ويجدر التنبه إلى أننا حذفنا الإشارة السالبة التي تدل على أن تأثير القش يعاكس حركة الرجل لأننا نهتم هنا بمقدار القوة .
أما إذا ارتطم بالرصيف فإن الفترة التي يتوقف فيها تكون صغيرة جداً ( وسنفترضها 0.01 ثانية ) ، وفي هذه الحالة فإن القوة الدفعية تكون :


وهذه قوة كبيرة … أنى للعظام أن تتحملها ؟ ولذلك نتوقع أن تختلف ضلوعه … وسوف ندهش كثيراً لو قيل إنه سلم …


بالمناسبة القوة الدفعية في حالة 1ثانية هي 1020 نيوتن يعني ما يعادل 102 وزن كجم...
اما الحالة الثانية فالقوة هي 102000 او ما يعادل 10200 وزن كجم...

لاحظ الفرق ... مائة مرة زائدا...
ولذلك تدشدش الرجل ... مسكين!!!