1- عملية التحول السرطاني:
من بين خلايا الجسم مجموعة من الخلايا لديها القدرة على الإنقسام و التكاثر و بذلك يتم توفير الخلايا اللازمه لنمو الجسم.
أو إستبدال الخلايا التي تفقد نتيجة لموتها أثناء أداء وظائفها أو نتيجه للإصابات أو المرض إلا أن عملية التكاثر هذه تتم من خلال أجهزة محكمه قادرة على تنظيم معدل الانقسام و الإحتفاظ به عند المستوى الذي يفي بحاجات الجسم, إلا أن خللا قد يحدث في هذه الإنظمة مما يؤدي إلى فقدان السيطرة و التحكم في معدل الإنقسام بحيث يستمر التكاثر بدون هدف واضح و بصرف النظر عن الحاجة إليه و بهذا تتحول وظيفة الانقسام إلى وظيفه ذاتيه مستقله , و يتم بذلك الخطوة الأولى نحو نشوء الورم السرطاني . و من هنا فإنه من الممكن تعريف السرطان بأنه "نمو ذاتي مستقل غير طبيعي لا يخدم غرضا أو وظيفه معروفه و يستمر هذا النمو بإطراد حتى بعد زوال العوامل التي قد تكون قد ادت إليه".. و من المعتقد أن الآن أن هذا الخلل يمثل تحولا (يطلق عليه إسم طفره في بعض الجينات و هي المراكز الوراثيه الموجوده في الكرموسومات و التي تنظم وظائف حيوية مختلفه منها وظيفة الإنقسام و التكاثر , و قد يحذث هذا الخلل تلقائيا و بدون سبب واضح , كما قد ينشأ نتيجه لعدد من المسببات الخارجيه منها عوامل بيئيه و الغذاء أو التعرض لأشعة الشمس أو أشعة أكس أو جاما أو عدد من المركبات الكيميائية و الفيروسات , كما أن بعض هذه الطفرات قد تكون موجوده بالفعل عند الولادة نتيجة لإنتقالها عن طريق أحد الوالدين إلا أن بعض الجينات تمثل أحد مكونات الخلية السليمة )و تعرف الأونكوجين و تقوم بعملية تنظيم الإنقسام و نضوج الخلايا ويقوم بعضها الآخر بإيقاف النشاط الإنقسامي الغير موجه و الذي يؤدي إستمراره إلى تحول سرطاني ...إلا أن هذه الجينات قد تصاب بطفرات ينتج عنها فقدان وظائفها التنظيميه مما يوفر الظروف المواتيه لنشأة الأورام.
عملية التحول السرطاني عملية بطيئه للغايه تستغرق سنين طويله و يتم التحول خلال عدد من المراحل..
المرحله الأولى: مرحلة الإستهلال "initiation" حدوث الطفرات الوراثية في الجينات المتحكمة في عملية الإنقسام ,و يحدث ذلك إما تلقائيا أو نتيجه التعرض للعوامل المسببه للأورام, كما قد تكون هذه الطفرات موروثة.

المرحلة الثانيه:التصعيد "Promotion" يتم خلالها تضاعف الخلايا حاملة الطفرات و قد يتسبب ذلك في بعض التغيرات في صفات الخلية الخارجية , كما قد تنشأ بعض التجمعات الخلويه أو الأورام الحميدة.

المرحلة الثالثة: مرحلة الضراوة "progression’ فتظهر خلالها مظاهر السلوك السرطاني مثل سرعة النمو و القدرة على إختراق الأنسجة المجاورة و الإنتشار الموضعي أو عن طريق الدم أو الأوعية الليمفاوية و من المعتقد أن المراحل الثلاث منفصله تتراكم فيها الأونكوجينات و تتكامل وظائفها إلى أن تتم عملية التحول السرطاني النهائي.