استخدام النظائر المشعة و الإشعاعات في العلاج


مثلما يمكن أن تستحث الإشعاعات المؤينة السرطانات المختلفة في الأنسجة السليمة تستخدم هذه الإشعاعات و النظائر المشعة لمعالجة بعض السرطانات و قتل خلاياها.

فعلى سبيل المثال نجح استخدام نظير اليود-131 المشع الذي يحقن بجرعة محددة في جسم المريض أو يعطى مع الماء عن طريق البلع في علاج نسبة عالية من سرطان الغدة الدرقية في الحالات التي لا يمكن استئصالها جراحيا أو التي يتكرر نموها بعد الجراحة, كما يستخدم هذا النظير في علاج عدد من الإمراض المرتبطة بهذه الغدد.

كذلك يستخدم الحقن بنظير اليود -131 المشع أو نظير الفسفور -32 المشع في علاج بعض أنواع اللوكيميا (سرطان الدم), و أصبح إستخدام بعض النظائر المشعة داخل جسم المريض من التقنيات المستخدمة لعلاج بعض انواع السرطانات سواء على إنفراد أو بالترافق مع تقنيات علاج أخرى كالإستصال الجراحي أو العلاج الكيميائي.
و فضلا عن العلاج بالنظائر المشعة داخل جسم المريض تستخدم حزم الإشعاعات المؤينة من مصادر مشعة عالية النشاط الإشعاعي تصدر إشعاعات جاما كالكوبلت -60 أو السيزيوم-137, أو من حزم الجسيمات الخفيفة كالإلكترونات أو الأشعة السينية من المعجلات الإلكترونية ذات الطاقة العالية (من 6 حتى 30 م..إ.ف) كالمعجلات الخطية, أو من حزم الأيونات الثقيلة كالبروتونات و غيرها من معجلات السيكلوترون , أو من حزم النيترونات أو البوزترونات, و ذلك لرجم الأورام السرطانية الجامدة و العميقة داخل الجسم البشري.
و عموما فقد نجحت تقنيات الرجم بالحزم الإشعاعية في علاج العديد من السرطانات الجامدة أو في وقف نموها في الكثير من الحالات عند الإختيار الصحيح لحزمة الأشعة و لطاقة الحزمة حتى يمكن تدمير الخلايا السرطانية دون الإضرار الكثير بالخلايا السليمة المحيطة بالورم السرطاني.

المصدر:أسس الفيزياء الإشعاعية
تأليف: د.محمد فاروق د.أحمد السريّع