[align=center]بسم الله الرحمن الرحيم
من خلال قرأتي في كتاب القرآن و الكون للمؤلف أسامه الخضر - جزاه خير الجزاء- وقفت عند صفحات أعجبتني كثيرا أحببت أن تشاركوني عظمة ما قرأت ...
و قد نقلت لكم ما قرأت بأسلوبي...




من المعلوم ان الكواكب تسير في منحنيات و كذلك الأنوار الإِشعاعية تسير في خطوط مقوسة ...

كيف لنا ان نعتبر ذلك سجودا كونياً ؟
ألم يأمر الله تعالى المسلم بالسجود في صلاته؟

قد ذكر الكاتب بعض الأدلة على الإ،حناء الكوني و هو تعبير عن السجود لله تعالى ...
قال تعالى في سورة الحج آيه 18

( أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِّنَ النَّاسِ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ )

تشير الآية إلى مشهد السجود الكوني لله عز و جل ... فكيف يمكن أن نفهم سجود الشمس و القمر و النجوم في الآية الكريمة؟
اليس السير في المنحنيات و المعارج الآلهية التي تحكم هندسة الكون بمثابة سجود لله؟


لقد رسم القرآن مشهدا حول هبوط الحجارة خشية من الله و هذا الهبوط للكتل هو الذي استنتج منه انشتاين مبدأ التكافؤ الذي عرف من خلاله ان الهندسة الفضائيه لا بد ان تكون مقوسه و محدبة ..

لمزيد من التفصيل حول مبدأ التكافوء تفضل هنـــا ^_^



فالمعنى الديني التحم مع المعنى العلمي و قدما مشهد الإنحناء الكوني و كأن الأجرام تهبط من خشية الله خلال السير في هذه التقوسات و التحدبات الزمكانية.
يقول تعالى في سورة النحل آيه 48

( أَوَ لَمْ يَرَوْاْ إِلَى مَا خَلَقَ اللّهُ مِن شَيْءٍ يَتَفَيَّأُ ظِلاَلُهُ عَنِ الْيَمِينِ وَالْشَّمَآئِلِ سُجَّدًا لِلّهِ وَهُمْ دَاخِرُونَ )

حتى ان النبي يوسف عليه السلام رأي في منامه مشهدا كونيا تظهر فيه المجموعة الشمسية ساجدة:
يقول تعالى .في سورة يوسف آيه 4
(إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يَا أَبتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ )
إن هذه الرؤيا قد تم تفسيرها في سياق القصة على أنها مشهد رمزي علوي لعلو مكانة النبي يوسف عليه السلام عندما أصبح و زيرا لمصر و سجود الشمس و القمر و الكواكب تعبير عن سحود ابوية و أخوته له تكريما و تشريفا...
لكن النقطة الهامة هي ان القرآن يعطينا إمكانية لفهم هذه الحركات الفلكية على أنها يمكن أن تترجم إلى فكرة السجود...

و من المدهش ان الصلاة كفريضة إسلامية فرضت في ( رحلة المعراج) عندما صعد الرسول محمد صلى الله عليه و سلم إلى السموات العلى و كأنها إشارة إلى أن هذه الصلاة عبادة كونية (السجود لله تعالى)
فكل النجوم و الكواكب و الشموس و الإشعاعات تسير في المعارج الآلهية و تسجد لأوامر الله تعالى...
و يرسم القرآن مشهدا للملائكة و هي المخلوقات النورانية...
فيقول تعالى في سورة الأعراف آيه206
(إِنَّ الَّذِينَ عِندَ رَبِّكَ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيُسَبِّحُونَهُ وَلَهُ يَسْجُدُونَ )

و لم يبق إلا الإنسان لينضم إلى هذه السيمفونية الساجدة لله.
فيقول تعالى في سورة الحجر آية 98

( فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُن مِّنَ السَّاجِدِينَ)



لقد جاءت معجزة الرسول محمد صلى الله عليه و سلم تتحدى فحول الإبداع البلاغي و البياني في ايام عباقرة البيان و الفصاحة... فعجزوا ان يأتو بمثله أو بسورة من مثلة و مع تقدم الزمن و إكتساح الرؤية العلمية للإنسان المعاصر يقف القرآن شامخا متحديا يعلن عن معجزته العليمة
يقول جل من قال في سورة إبراهيم آيه 4
( وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلاَّ بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ)



و أخيرا يعلق الكاتب قائلا...
و رسالة محمد صلى الله علية و سلم رسالة عالمية ... فإذا كان لسان العرب قديما هو البيان فإن لسان البشرية اليوم هو العلم ...
فالأجدر بنا ان نعيد قراءة كتابنا المنزل من عند الله تعالى بلغة العلوم لاستنطاق المزيد من الأسرار والكنوز و الأنوار الألهية ليكون زادا روحيا و أخلاقيا يحمينا من هجمة الحضارة المادية السرشه
.
[/align]