وقد ظهرت أيضا فى السبعينيات والثمانينيات الفكرة الآتية:

فحيث إن الجسيمات ومضاداتها تتكون دائما على هيئة أزواج، وهى متماثلة فى معظم النواحى، فمن الممكن أن يكون الكون الذى نعيش فيه مكون من كميات متساوية من المادة والمادة المضادة، بيد أن سائر الشواهد تدل على أن مكونات هذا الكون تتكون من المادة العادية فقط، فلو كانت تتكون من مادة ومادة مضادة مساوية فإنه يجب أن تشاهد كمية معينة من تفاعلات الفناء بين المادة والمادة المضادة، وهو ما لم يتم مشاهدته حتى الآن، فأين إذن تتركز أو توجد المادة المضادة؟.

والإجابة على هذا السؤال من الصعوبة بمكان، ولا يزال سرها غامضا حتى يأتى الجواب الشافى من التجارب المعملية. ويقول بعض العلماء فى ذلك أن هناك مجرات بأكملها تتكون من المادة المضادة، واقترح البعض الآخر وجود كون بأكمله مكون من المادة المضادة وموجود بصورة منفصلة عن كوننا.

ونختتم هذا البند الذى أثاره بعض العلماء الروس فى الستينيات عن قنبلة الفناء (Annihilation Bomb) أو قنبلة المادة المضادة حيث اقترح بعضهم تكوين قنبلة أساسها اتحاد بين ذرات الهدروجين العادية وذرات الهدروجين المضادة حيث تحدث عملية الإفناء بين الزوجين من الذرات، وينتج عن فناء كل زوج حوالى 2 بليون إلكترون فولت من الطاقة بالإضافة إلى عدد من الجسيمات والجسيمات الضادة التى تتحد مع بعضها البعض هى الأخرى فى عملية فناء متسلسل تنتج عنه طاقة لا حدود لها، عبر عنها مقترحو الفكرة بأنها كافية لتدمير العالم كله.