تمام يروي قصة كشف أرخميدس للتاج المغشوش ...

القصة كما رواها المهندس المعماري فيتروف :

"أحب هيرون (215 – 265 ق.م ,ملك سيراكوزا أكبر مدن جزيرة صقيلية سابقا ) أن يقدم تاجا من الذهب لأحد المعابد بمناسبة استلامه السلطة الملكية فأمر بتصنيعه , و أعطى لأحد الحرفيين ما يلزم من ذهب لصناعته . و بعد قضاء المهلة المحددة جاء الحرفي بالتاج . و فرح هيرون جدا لأن وزن التاج يعادل تماما وزن المادة التي أعطيت لصناعته . و لكن شاعت بعض الأقاويل بأن الحرفي استبدل قسما من الذهبضة , فغضب هيرون كثيرا لأن أحدهم استطاع أن يخدعه , و طلب من أرخميدس أن يجد له طريقة لكشف هذه لجريمة دون تخريب التاج ..."

" مضت أيام و كان أرخميدس لا يزال مهتما بإيجاد الحل . و بينما كان يستحم في أحد الحمامات لاحظ أن ماء الحوض يفيض شيئا فشيئا عندما كان يغوص فيه و عندما عرف سبب ذلك قفز من الماء راكضا نحو بيته و هو عار و يصرخ وجدتها ! .

قام أرخميدس بعد ذلك بتجربة مستفيدا من ملاحظاته السابقة . فأخذ جسمين لهما نفس كتلة التاج : الأول من الفضة و الثاني من الذهب . غمر الجسم الأول في وعاء عميق ممتلئ بالماء حتى الحواف , ثم أخرجه من الماء و حسب حجم الماء اللازم إضافته للوعاء لتعويض الماء الذي أزاحه الجسم , و بذلك يكون قد حسب حجم الجسم الفضي .

كرر أرخميدس نفس العمل من أجل الجسم الذهبي فوجد أن حجم الماء المزاح في هذه الحالة قد قل عن السابق .
استنتج بعد ذلك أنه من أجل نفس الكتلة يشغل الذهب حجما أقل من الحجم الذي تشغله الفضة (الذهب أكثر كثافة من الفضة ).
و عندما غمر التاج في الوعاء الممتلئ بالماء وجد أن حجم الماء المزاح أكبر من حجم الماء الذي تزيحه قطعة الذهب النقية . و بحساب فرق الحجم استطاع ان يحسب نسبة الفضة المضافة للتاج الذهبي و بذلك كشف أمر الحرفي ".



تحياتي...