شركة انجاز لتصميم وتطوير المواقع الإلكترونية

النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: قصة السلطان الذي ترك ملكه وهام في الأرض

  1. #1
    فيزيائي جديد
    Array
    تاريخ التسجيل
    Apr 2008
    العمر
    36
    المشاركات
    13
    شكراً
    0
    شكر 0 مرات في 0 مشاركات
    معدل تقييم المستوى
    0

    قصة السلطان الذي ترك ملكه وهام في الأرض



    السلطان إبراهيم بن أدهم

    مرقد السلطان إبراهيم بن في جامعه في جبلة هو ابن إسحاق إبراهيم بن أدهم بن منصور بن يزيد بن جابر وقيل ابن عامر - العجلي التميمي - فهو عربي كريم الحسب .
    ولم يحدد الرواة سنة ميلاده واختلفوا في مسقط رأسه فمنهم من قال بأنه ولد ببلخ ومنهم من قال بمولده في مكة حين كانا والداه يحجان وأن أمه طافت به في المسجد الحرام قائلة للناس : ادعو لابني أن يجعله الله رجلاً صالحاً واختلف كذلك في حال أبيه فذكر بعض المؤرخون أنه كان شريفاً وثرياً من أثرياء كورة بلخ وروى البعض أنه كان أميراً عربياً على خراسان وأنه ورث الإمارة من أبيه، وأن الإمارة قد سعت إليه دون رغبة منه ، ونسج حول ذلك رواية لا تخلو من الطرافة . وقالوا : مر أدهم ذات يوم ببساتين بخارى وتوضأ بأحد الأنهار التي تتخللها ، فإذا بتفاحة يحملها ماء النهر فأكلها ، ثم وقع في خاطره من ذلك وسواس فذهب يستحلها من صاحب البستان ، فقرع بابه ، فخرجت إليه امرأة ، فقال لها : ادعي صاحب البستان ، فقالت : إنه لامرأة - فقال : استأذني لي عليها ، ففعلت . فاخبر المرأة بخبر التفاحة ز فقالت له : إن هذا البستان نصفه لي ونصفه للسلطان ، والسلطان ببلخ ، وهي مسيرة عشرة أيام من بخارى ، وأحلته المرأة من نصفها . وذهب إلى بلخ واعترض السلطان في موكبه ، فخبره الخبر واستحله ، فأمر السلطان أن يعود إليه في الغد . وكان له بنت بارعة الجمال ، وقد خطبها أبناء الملوك فتمنعت وحببت إليها العبادة والرجال الصالحون ، فلما عاد السلطان إلى مقره أخبر بنته بخبر أدهم . فرغبت بتزوجه . فلما أتاه في الغد . قال له : لا أحلك إلا أن تتزوج ابنتي . فانقاد لذلك بعدا تمنع . ولما دخل عليها عمد إلى ناحية من البيت ، وأقبل على صلاته حتى أصبح - ولم يزل كذلك سبع ليال . ثم تزوجها وقام فاغتسل وصلى ومات أثناء صلاته ، فحملت منه إبراهيم ، ولم يكن لجده ولد ، فأسند الملك إليه.
    وقد تباينت الروايات حول زهد إبراهيم وأسبابه ومن أكثر الروايات شهرة حول تزهده ما أورده ابن عساكر هي :أنه خرج مع بعض أصحابه إلى الصيد ، وبينما كان يكر ويفر جاداً إثر أرنب يروم رميه ، إذ بهاتف من وراء الغيب يناديه باسمه قائلاً : " يا إبراهيم ! ( أفحسبتم إنما خلقناكم عبثاً ، وإنكم إلينا لا ترجعون ) يا إبراهيم ! ألهذا خلقت أم لهذا أمرت بها فلم يبالي في بادئ الأمر . فعاوده الثانية والثالثة . فشد لجام فرسه ووقف حائراً من شدة الجزع . ثم هتف به الرابعة . فآمن آنئذٍ أنه صوت الحق و نذير من رب العالمين , و اطمأنت نفسه من بعد اضطراب , فرجع إلى أهله , ثم جاء إلى راعٍ لأبيه فألقى إليه ما يلبس من حلل الإمارة و حليها , و أخذ منه أطماره و لف جسمه بها و هام على وجهه.
    لقد ساح إ براهيم في الأمصار الإسلامية ، فجاب خراسان والعراق وقصد الحجاز فزار قبر الرسول الكريم وعرج على مكة المكرمة فحج وقيل بأنه أثناء سياحته في مكة قام بخدمة الإمام الباقر، وروي أيضاً بأنه كانمن بين المشيعين للإمام الصادق وقد صحب في مكة سفياناً الثوري والفضل ابن عياض ، وقيل أنه قدم مصر ومر بالاسكندرية ثم صارإلى بلاد الشام وقد نقل عنه بأنه كان يردد دائماً قـــولــه ما تهنيت بالعيش إلا في بلاد الشام أفر بديني من شاهق إلى شاهق فمن رآني يقول حمال وموسوس) قد قضى مدة طويلة من حياته فيها متنقلاً بين ربوعها .
    سئل مرة ومذ كم نزلت الشام ؟ فأجاب منذ أربع وعشرين سنة وما نزلت فيها إلا لأشبع خبز الحلال . طوف في سهولها وجبالها ومدنها وقراها ، وزار بيت المقدس ، وقيسارية وغزة ، وطبرية والرملة وعكا ، وعسقلان ، والناقورة وأقام بعض الوقت في صور وصيدا وبيروت والتقى في الأخيرة الإمام الأوزاعي وصحبه وزار الأردن وقضى مدة من الزمن في دمشق وحمص والرستن ورابط في إنطاكية ومرعش والمصيصة وطرسوس وسوقين ، وفي بعض العواصم والثغور الأخرى ، ويبدو أنه ألقى عصا التسيار في الساحل السوري ولا سيما في جبلة قبل أن يلقى جه ربه الكريم.
    تعمق إبراهيم في دراسة القرآن الكريم وغاص في أعماق الدين الحنيف فاستخرج جواهر حقائقه الآخروية والدنيوية ومثله الإنسانية السامية وفقه الحديث الشريف ورواه ، وتتبع سيرة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم وسلوك آله وأصحابه فنهج نهجهم وتثقف ثقافة عربية واسعة فكان بليغاً فصيحاً ، ورجع إلى أصالته العربية ، فعمل بمناقبها ومآثرها الخلقية ، فكان رجلاً فذاً بين الرجال ، كان قوي الإيمان بالله ، فقد قال صاحبه سفيان الثوري حينما سئل عنه : " إن إبراهيم بن أدهم يشبه إبراهيم خليل الرحمن ، ولو كان من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم لكان رجلاً فاضلاً له سرائر".
    وهو محدث وراوية ثقة ، وثقه النسائي والدار قطني وخرج له البخاري والترمذي وروى عن جماعة من التابعين وتابعي التابعين ، منهم يزيد الرقاشي وعمرو بن عبد الله سبيعي ، ويحيى بن سعد الأنصاري وروى عنه جماعة من المحدثين منهم شقيق البلخي وبقية بن الوليد و إبراهيم بن بشار وغيرهم .
    وقد كان عالماً جليلاً وعاملاً مجداً متواضعاً محققاً قوله : " اطلبوا العلم للعمل فإن أكثر الناس قد غلطوا حتى صار علمهم كالجبال وعملهم كالذر " وقوله :" ما صدق الله عبد أحب الشهرة بعلم أو عمل أو كرم "
    وعرف عنه التأدب والصدق والسخاء والإيثار . فقال مضاء بن عيسى :" ما فاق إبراهيم بن أدهم إلا بالصدق والسخاء "
    وعن رحمته بالناس فكان يقول :" المواساة من أخلاق المؤمنين " ويقول ذهب السخاء والكرم والجود والمواساة فمن لم يواس الناس بماله وطعامه وشرابه ، فليواسهم ببسط الوجه والخلق الحسن "
    وكان مجاهداً شجاعاً رابط في العواصم والثغور ، وخاض المعارك ضد البيزنطيين.
    فكان صادقاً في زهده ، راض نفسه على الصبر وجاهدها وغالبها ، فقهرها وكبح جماح شهواتها وأهوائها ، وقد عبر إبراهيم عن ذلك بقوله :" ما قاسيت ، في الدنيا ، شيئاً أشد علي من نفسي ، مرة علي ، ومرة لي وأما أهوائي فقد استعنت بالله عليها واستكفيت سوء مغالبتها فكفاني والله ما أس علي ما أقبل من الدنيا ولا ما أدبر منها ".
    عاش إبراهيم كما أراد أن يعيش فقيراً معدماً محروماً ، أما الطعام فكان يقنع منه بالبلغة وما يسد الريق فكان يربأ بنفسه أن يأكل إلا من كد يمينه وعرق جبينه كان يرتدي فرواً ليس تحت القميص ـ وكان يلبس مرقعةً تزن ستين رطلاً ، وكان يلبس في الصيف شقتين بأربعة دراهم يتزر بواحدة ويرتدي بأخرى ـ ولم يك يعتمر عمامة أو ينتعل خفين ، كان إذا تجرد للجهاد يأبى أن يركب دابةً ، وسار إلى حلبة القتال ماشيا فكان فارساً شجاعاً ، ومقاتلاً باسلاً وشارك في غزوات كثيرة منها غزاة عباس الإنطاكي ، غزاة محكاف ، فقد روي عنه بأنه قال للصحابة عشية موته وهم في عرض البحر يقاتلون البيزنطيين : أوترو لي قوساً فأوتروه فقبض عليه فمات وهو قابض عليه يريد أن يرمي العدو به.
    هكذا كانت خاتمة سيرة هذا الزاهد واالمتصوف والمجاهد المؤمن إبراهيم بن الأدهم وهو القائــل :" من عرف ما الطلب هان عليه ما يبذل " ودفن في جبلة وأقيم له فيها مقام كبير , و ليقام عنده مسجد جامع كبير باسمه يقصد من الناس من جميع الأمصار.
    هذا الموضوع منقول من الربط التالي :

    من هو السلطان إبراهيم ابن الأدهم المدفون في جبلة - منتدى أسنانك

  2. #2
    مشرف سابق
    Array الصورة الرمزية نواف الزويمل
    تاريخ التسجيل
    Sep 2006
    الدولة
    الرياض
    العمر
    38
    المشاركات
    1,699
    شكراً
    0
    شكر 0 مرات في 0 مشاركات
    معدل تقييم المستوى
    236

    مشاركة: قصة السلطان الذي ترك ملكه وهام في الأرض

    لا إله ألا الله

    هذا هو السلف الصالح

    نحسبهم والله حسيبهم ولا نزكي على الله أحدا

    بارك الله فيك القمرايا على القصه الرائعة

    \
    \
    \

    تحياتي
    دع الكأس وارتح قليلاً
    \
    \
    \

  3. #3
    فيزيائي نشيط
    Array
    تاريخ التسجيل
    Jul 2007
    المشاركات
    28
    شكراً
    0
    شكر 0 مرات في 0 مشاركات
    معدل تقييم المستوى
    0

    مشاركة: قصة السلطان الذي ترك ملكه وهام في الأرض

    مشكور أخي

    وإن كنت أرى نسقاً شيعياً يسري مع العبارات في هذه المشاركة

    لك التحية والتقدير

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 09-03-2011, 02:16 AM
  2. مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 08-04-2011, 10:31 PM
  3. جاليليو ....الذي أعلن أن الأرض تتحرك!!
    بواسطة Fatima Ashraf في المنتدى منتدى علماء الفيزياء
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 09-18-2010, 10:28 PM
  4. علماء عرب - عالـِم الفلك مصطفى شاهين أشرف على «قمر الماء» الذي يراقب الأرض وبيئتها
    بواسطة عبد الرؤوف في المنتدى منتدى المواهب والاختراعات
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 07-03-2009, 05:55 PM
  5. طبيعة ماء الأذن وماء العين وماء الفم وسبب هذه الطبيعة.....
    بواسطة أينشتاينية في المنتدى منتدى المواضيع العامة
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 05-22-2009, 08:01 PM

مواقع النشر (المفضلة)

مواقع النشر (المفضلة)

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •