السلام عليكم جميعا،،

جلقتنا الثالثة التي طال انتظارها ،، تتحدث عن تكون النجوم..

لن نبدأ بداية تقليدية كما في أي درس،، والتي تبدأ من طقطق الى سلامو عليكم كما يقولون!!، ولأننا تحدثنا كثيرا عن النجوم وانواعها ، سنتحدث بطريقة اخرى عن كيف تكونت النجوم أصلا!!

تكون النجوم ، أو star formation تعني العملية التي يتغير فيها ويتحول الهيدروجين والهيليوم في السحابة الجزيئية الى كرة من البلازما نسميها النجم..

قد يبدو التعريف عجيبا، ولكي نفهم هذا، سنتحدث قليلا عن المجرات، او ما سماها التعريف السحابة الجزيئية..
ان احد الاغراض التي وجد من اجلها علم الفلك هو توضيح العلاقة بيننا وبقية الكون. ومنذ اقدم العصور اتجه الفلكيون ليكشفوا ويوضحوا موقعنا من المنظور الزماني والمكاني للكون، وبالطبع لم تستند رؤيتهم الى الارصاد التلسكوبية الا في القرون القليلة الماضية..
لقد بدا وكأن السير وليام هيرشل بتفكيره وتأمله في الكون انه يسير قدما نحو الامام. وقد كانت فكرة هيرشل تقوم على اساس معين مفاده انك اذا كنت واقفا داخل غابة ورأيت اعدادا متساوية من الاشجار في جميع الاتجاهات، عندها تستطيع القول انك من المحتمل ان تكون واقفا في مركز الغابة. أما اذا رأيت اعدادا قليلة من الاشجار في احد الاتجاهات وكثافة اعلى في الاتجاه المعاكس فلا بد ان تكون واقفا بالقرب من طرف الغابة.. كان هذا الاساس الذي بنى عليه هيرشل فكرته لاكتشاف موقعنا بين جميع النجوم في مجرة الدرب اللبني..

في الحقيقة كان هيرشل مخطئا في استنتاجاته حيث ان لم يكن يملك أي وسيلة ليتعرف بها على الكميات الهائلة من الغاز والغبار بين النجوم التي تعمل على تحديد قابليتنا في الرؤية عند مستوى درب التبانة، وهكذا لم يكن أمام هيرشل أي اشارة الى اعداد غفيرة من النجوم باتجاه مركز المجرة، وذلك لأنها ببسطة مختفية عن الانظار، ان الامر كله يشبه محاولتنا لاستنتاج موقعنا داخل غابة مملوءة بالضباب، وحيث ان الضباب يخفي معالم معظم الاشجار، فعند قيامنا بحساب دقيق لما يمكن ان نراه من اشجار بمختلف الاتجاهات سيعطي انطباعا خاطئا عن موقعنا..
وحتى لا نقفز بعيدا عن الموضوع، سنتحدث باختصار عن المجرات، والتي هي البداية الأصلية لتكون النجوم..

المجرات انواع متعددة

منها الاهليجي


والحلزوني


والحلزوني ذا القضيب

مع تطور الرصد باستخدام الموجات الراديوية، استطاع العلماء ان يحددوا شكل مجرتنا، فالتسطح الكبير لها يجعلها ابعد ما تكون عن الاهليجية فضلا عن ان المجرات الاهليجية لا تمتلك ممرات واسعة متناثرة من الغاز والغبار اللذين يحجبان ما وراءهما .. كما ان درب التنابنة متناظر الى حد يجعله ابعد ما يكون عن عدم الانتظام.. وكان من الواضح بعدها ان مجرتنا من النوع الحلزوني ذا الاذرع..

وهنا علينا ان نقرر حقيقة فلكية ، فكل المجرات لها حركة دورانية حول نفسها، والاثبات على هذا لا يأتي من الشكل الدوامي الجميل وحده، بل هناك اشياء اخرى عدا الهيئة تثبت ذلك. فلو أن مجرتنا كانت لا تدور حول نفسها فان جميع النجوم و الغاز سوف تتساقط باتجاه المجرة ، بالضبط مثل التساقط السريع الذي ستعاني منه الكواكب نحو الشمس اذا ما توقفت الكواكب بصورة فجائية اثناء حركتها في مداراتها حول الشمس. فضلا عن هذه الفكرة فان ما يجب ان نلاحظه هو كون الاجزاء المختلفة من المجرة يجب ان تدور بسرع مختلفة حسب بعدها عن مركز المجرة.. وهذا يشبه بالضبط دوران الكواكب حول الشمس،فعطارد يسير بمداره بسرعة اكبر من التي يدور بها بلوتو . وكذلك النجوم والغاز الواقعين بالقرب من مركز المجرة يمتلكان سرعة تختلف عن سرع النجوم والغاز البعيدين..

بعد وهلة من التفكير في الدوران المجري ، وخاصة لمجرتنا ذات الاذرع الحلزونية، سندرك اننا نواجه معضلة محيرة، فلماذا تتواجد اذرع حلزونية في المجرة؟ بل كيف يمكن ان توجد المجرات الحلزونية نفسها؟ لقد عرفنا فيما سبق ان الاجزاء البعيدة عن مركز المجرة تودر بسرعات ابطأ من الاجزاء الاقرب الى المركز المجري، وهذا يوصلنا الى استنتاج مفاده انه وبعد دورتين مجريتين فقط من الواجب ان تصبح الاذرع الحلزونية ملفتة الى حد كبير بحيث انها ستختفي.. لكن ما نراه فعلا هو انها موجودة!!، فكيف يمكن ان يحصل هذا؟؟