من أكثر التجارب غير المُتدراكة في الفيزياء الكمِّية هي تلك التجربة. وضعها «شرودنغر» لإيجاد تفسير مُختلف للكم عن تفسير كوبنهاجن. لكنها ببساطة مُجرد تجربة تخيلية لقطة موضوعة داخل صندوق. يوجد مع القطة زجاجة تحوي على مادة مشعة، وعداد غايغر يقيس الإشعاع فقط من الذرات، وحمض الهدروسيانيك القاتل، ويتصل بالعداد مطرقة.
حين تبدأ المادة المُشعة بالتحلل، يقوم عداد غايغر بالعد، وحين تتحلل المادة المشعة خلال ساعة كما هو مُحدد لها، تقوم المطرقة المتصلة بالعداد بكسر الزجاجة الحاوية على الحمض القاتل.
مشاهدات التجربة، في عالمنا الواقعي؛ من المفترض أن تموت القطة بالحمض فوراً. لكننا في ميكانيكا الكم، ولأننا في عالم الإحتمالات، فإن هناك إحتمالين:-
إما أن تكون القطة ميتة، أو الإحتمال الآخر بأن القطة لازالت حية، أي نتائج ما بداخل الصندوق تعتمد على الرصد، لكن خلف ذلك الصندوق فإن القطة – وفقاً لميكانيكا الكم – في حالة مُتراكبة، متذبذبة بين الحياة والموت.!
فالتراكب بين الواقع والكم، جعل القطة في تلك التجربة التخيلية بين عالمين تتذبذب فيه الجزئيات، أما مصيرها الحتمي يعتمد على رصد حالتها، وإذا ما رُصدت حالة للقطة؛ فإن الإحتمال الآخر يُلغى.