يهتم الشاب الإماراتي، أحمد محمد علي، بواقع المكفوفين، ما جعله يسخر مهاراته، بعد تخرجه من جامعة عجمان للعلوم والتكنولوجيا في الهندسة الكهربائية، ويبتكر جهازاً لإرشاد المكفوفين، يكشف لهم العوائق ليتجنبوها بلطف، عن طريق نظام متطور ومتحكم دقيق وأجهزة إحساس للحركة، وهزاز مثبت في خوذة وحزام وسط.



وأطلق علي اسم “المرشد الذكي” على ابتكاره المميز، والذي يعد فريداً من نوعه، مقارنة بأجهزة وأنظمة عديدة أخرى وضعت لمساعدة المكفوفين في تحديد طريقهم.



ويقول علي: “استغرقت 9 شهور للعمل على هذا الجهاز، فطالما فكرت في المكفوفين، وأشعر أن معناتهم لا توصف، لذا أردت أن أقدم خدمة لهم قدر استطاعتي”.



ويضيف علي: “الجهاز يتعرف على العقبات ويتجاوزها، وهو مبدئياً يستخدم في البيئة الداخلية، لكن يمكن تطويره لاحقاً ليعمل في الخارج، ويستطيع “المرشد الذكي” كشف العوائق للمكفوف في اتجاه سيرة لمسافة تصل إلى 5 متر، ويميز الأرضية والعوائق التي تعلوها وكذلك المتحركة، ويستخدم اهتزازات على خوذة المكفوف وحزام البطن، كما يمكن للجهاز تمييز الغرف والمكاتب والسلالم والمصاعد وغيرها، وينبه مستخدمه بدرجات مختلفة من الاهتزازات”.



ويعتبر “المرشد الذكي” عملياً ومتطوراً بميزات تجعله أفضل من أنظمة مشابهة حول العالم، لأسباب كثيرة، فتلك الأنظمة مثلاً يصعب عليها تحديد العوائق بدقة عالية، ولا تتمتع بالمرونة في تزويد إضافات لنظام الإرشاد، وبعضها غال جداً ويصعب تزويدها بأنظمة ملاحة جديدة عما اعتادته، والبعض الآخر غير مفيد في الأرضية غير المنتظمة، ويصعب استخدامها في الطرق الضيقة، وإرهاق حاسة سمع المكفوف بالأوامر الصوتية، على عكس جهاز “المرشد الذكي”.



ويقول علي: “الشكل النهائي المتوقع للجهاز لا يعدو نظارة صغيرة ووحدة توضع في المعصم أو الجيب، ولن يتجاوز سعرها 2000 درهم، بوزن لا يتخطى 250 جرام”.