السلام عليكم :
الإخوة الكرام : حياكم الله تعالى ..
لعل معظم مَن يعمل على شرح وبيان النسبية العامة , يرون أن مفهوم ( حدية الثقالة ) فيها , هو من ( باب تحصيل الحاصل , أو المعرَّف – بفتح الراء المشددة – الذي لا يحتاج إلى معرِّف – بكسر الراء المشددة - ) فلا يخصصون لبيانه مبحثاً مستقلاً , رغم أنه المفهوم الذي تتميز به جاذبية أينشتاين عن جاذبية نيوتن , ورغم أنه الركيزة الأساس لمفهوم ( تقوس الفضاء ) .
والذي يظهر لي أن أينشتاين استنتج ( حدية الثقالة ) في نسبيته العامة من فرضيها وما نتج عنهما , كما استنتج ( حدية السرعة ) في نسبيته الخاصة من فرضيها وما نتج عنهما .
إن الأخذ بمفهوم ( ثبات سرعة الضوء ) يقتضي الأخذ بلازمه وهو : ( انكماش الطول وتمدد الزمن وازدياد الكتلة ) الذي ينتج عنه ( حدية السرعة ) . ولما كانت النسبية العامة تأخذ بفرض ثبات سرعة الضوء , وكانت الحركة فيها مقصورة على ( الجاذبية - التسارع المنتظم ) لزم أن يكون حد سرعة الجاذبية – التسارع المنتظم , محدوداً أيضاً ولا يتجاوز سرعة الضوء .
وبناء على ذلك : فإن الأجسام المتناثرة في رحاب هذا الكون الفسيح لا يؤثر بعضها ببعض من حيث الجاذبية , إلا إذا كانت كتلتيهما مع المسافة بينهما ( تضمن ) أن لا يكون هناك تسارع باتجاه بعضهما تزيد قيمة مقداره العظمى على سرعة الضوء .
فالكواكب والنجوم والمجرات المبثوثة في هذا الكون المنظور ليس بين بعضها بعضاً جميعها تجاذب, بحسب النسبية العامة , بخلاف ما هو محفوظ عن جاذبية نيوتن ..
(( وهذا مما يميز جاذبية أينشتاين عن جاذبية نيوتن
فأينشتاين يجعل حد التسارع عندما تصبح الكتلة المتحركة لانهائية
أما نيوتن فيقول إن حد التسارع عندما تكون القوة المحركة لانهائية .. ))
وبالعودة إلى تجربة ( العالم المربوط بسقف المصعد الذي يترك كل دقيقة كرة من يده )
نحصل بحسب النسبية العامة على أنه سيأتي على هذا العالم ظرف لا يستطيع فيه أن يترك من يده شيئاً , وذلك عندما يقترب مقدار تسارع المصعد من سرعة الضوء , حيث ستكون أرض المصعد انطبقت على سقفه ...
ولما كان التسارع يكافئ الجاذبية , كان الأمر كذلك في الجاذبية .. أي : كان أعظم مقدار للتجاذب بين الأجسام تقترب قيمته من سرعة الضوء ولا تصل إليها , فضلاً عن أن تزيد عليها ..
تساؤل :
لو استمر المصعد في تسارعه ماذا سيحدث بحسب نسبية أينشتاين ؟
ملحوظة : (( يقولون بأن جاذبية نيوتن تعني التأثير اللحظي بين الأجسام .. الذي أحسبه أن جاذبية نيوتن لا تعني ذلك , وإنما قد تعني أن سرعتها أضعاف أضعافِ سرعة الضوء , وهذا المعنى لا يفيد لحظية التأثير .. فعندما تتحرك ومضة ضوئية في متر واحد , لا نقول بأن حركة الضوء لحظية التأثير رغم السرعة الفائقة التي تجتاز فيها الومضةُ المترَ , بل إننا نتعامل مع سرعة الضوء بأقل من مسافة المتر بكثير , ورغم ذلك لا ندعي بأن سرعة الضوء لحظية التأثير , أي : ليس هناك فاصل زمني بين ابتدائها وانتهائها ...
" فهناك فارق بين سرعة الانتقال وآنية الانتقال , يجب أن لا يغيب عن أذهاننا " ))
ولكم تحياتي
مواقع النشر (المفضلة)