خلال عشرات السنين كان العلماء يعتقدون ان الجبيبات الخيطية "الميتاكوندريا" هي بمثابة ساعة بيولوجية للجسم، تقيس العد التنازلي لعمر الانسان من الولادة الى الوفاة. وخلال عملية اكسدة المركبات العضوية تنتج جزيئات أدينوسين ثلاثي الفوسفات "ATP - Adenosine triphosphate" التي تغذي كافة العمليات البيوكيميائية في الخلايا. بنتيجة هذه العمليات يختزل القسم الاكبر من الاوكسجين ويتحول الى ماء، وحوالي 5 بالمائة منه يتحول الى ما يسمى اوكسجين حر، وهذا يشكل خطورة على الميتاكوندريا "الحمض النووي للمتقدرات"، لذلك يحاول الجسم التخلص منها بمساعدة انزيمات خاصة. ولكن يصعب على الجسم التخلص منها عند زيادة انتاجها. لذلك يؤدي تكرار هذا الارتفاع في انتاج الاوكسجين الحر الى شيخوخة الجسم، أي تستهلك الميتاكوندريا بسرعة وتنخفض كمية الطاقة اللازمة وتختل وظائف الخلايا. في عام 2008 اثبت العلماء ان الميتاكوندريا تنتج جزيئات الاوكسجين الحر خلال لحظات قصيرة كل دقيقتين. أما الآن فقد تابعت العالمة الصينية منغ تشيو دونغ وفريقها العلمي من المعهد الوطني للعلوم البيولوجية نشاط الميتاكوندريا على مدى حياة الديدان الاسطوانية (متوسط عمرها 21 يوم). حقن العلماء هذه الديدان ببروتينات خاصة، تبدأ تضيء عند ملامستها جزيئات الاوكسجين الحر، وقاسوا الفترة الزمنية بين كل اضاءة والتي تليها، ولاحظوا ان لدى الديدان خلال حياتها مرحلتين يزداد فيها انتاج الاوكسجين الحر. يأمل الفريق العلمي، ان تؤكد الدراسات القادمة على حيوانات اخرى، النتائج التي توصلوا اليها في هذا البحث. عند ذلك ستساعد الاختبارات السريرية في فهم عمل ميتاكوندريا الانسان وتأثيره في شيخوخة الجسم.