هنالك أكثر من مليار من البشر في العالم لا يملكون هاتفا جوالا، ولا شبكة للاتصالات الخليوية، نظرا إلى افتقارهم إلى الكهرباء، التي تمد أجهزة البث والاستقبال التقليدية بالطاقة. لكن ثمة محطة رئيسية خليوية جديدة منخفضة الطاقة، شرع بتشغيلها في زامبيا، من شأنها تأمين مثل هذه الاتصالات لبعض المواطنين هناك.

وتزن هذه المحطة خمسة كيلوغرامات فقط، وتستهلك 50 واط فقط، وتؤمن الاتصالات لنحو 1000 شخص. وهي تعتبر أول محطة رئيسية خارجية متدنية الطاقة في العالم، كما يقول فانو بوز الرئيس التنفيذي لشركة «فانو» التي مقرها كمبردج، في ولاية ماساتشوسيتس في الولايات المتحدة الأميركية، التي شيدتها. وإحدى الوجهات التي ستصدر إليها المحطة التي يقابل حجمها حجم نصف لتر تقريبا، هي قرية شايمياكا التي تبعد 115 كيلومترا عن العاصمة الزيمباوية لوساكا. ومثل هذه الوحدات تتطلب قطعة ثانية من المعدات لتقوم بمهمات الاتصالات الرجوعية إلى الشبكة الرئيسية. ويتم هذا الأمر في القرية بواسطة جهاز بث بترددات المايكروويف التي تستهلك 25 واط. وهذا من شأنه وصل الاتصالات في القرية، مع المحطة الأساسية التقليدية التي تبعد 17 كيلومترا.



* اتصالات محلية
* وعن طريق عمليات إعداد أخرى يمكن استخدام التواصل عبر الأقمار الصناعية، أو الألياف الضوئية. ويجري إمداد المحطات الأساسية والاتصالات الرجوعية عن طريق الخلايا الضوئية، أو البطاريات، أو المولدات الكهربائية، أو أي وسيلة أخرى قد تتوفر. وشبكة الاتصالات الحالية في زامبيا تشكل مثالا عن المشكلة التي يعاني منها العالم. فنحو 8.5 مليون مواطن من أصل 13 مليون في هذا البلد الذي يتوسط أفريقيا يعيشون في المناطق الريفية، ويفتقرون إلى تغطية اتصالات، سواء جزئية أو كاملة. ويجري تشييد الشبكات في البلدان النامية في المناطق المدنية والحضرية، وعلى إمتداد الطرق الرئيسية، لكن هذا يبقي كثيرا من الناس من دون وسيلة للاتصالات.
ولبلوغ استهلاك متدن للطاقة كانت استراتيجية الشركة الأساسية استخدام معالج برمجي واحد للقيام بجميع عمليات المعالجة وربط الشبكات. لكن في المحطات الرئيسية النموذجية يجري القيام بمثل هذه الأعمال عن طريق معالجين أو ثلاثة. ويقول وفقا بوز في حديث لمجلة «تكنولوجي ريفيو»: «إن الباحثين كانوا يتساءلون في كل خطوة يخطوها خلال تنفيذ التصميم، عن كيفية القيام بهذا العمل بصورة مختلفة لتقليل استهلاك الطاقة. وهذا ما أدى إلى تغييرات في كثير من نواحي تصميم المحطات الأساسية التقليدية، بما في ذلك استخدام الهوائيات، وعمليات ترشيح الإشارات. وفي المستقبل قد تصنع مثل هذه المحطات وغيرها لتكون أكثر كفاءة، مع التقدم الحاصل في المضخمات الفائقة الكفاءة، وهي الأجهزة التي تحول الإشارات الكهربائية إلى موجات وترددات راديوية. وهي، أي هذه الأجهزة، هي الأكثر استهلاكا للتيار الكهربائي في جميع المحطات الرئيسية. ويجري طرح هذه التقنية مع الشركة الزيمبابوية الشريكة «كونيكيت أفريكا». ويبدو أن التقنية هذه ماضية في اجتياح القارة الأفريقية، حيث تتمركز في المدن الرئيسية، بما فيها العاصمة الكينية نيروبي. لكن محدودية الإمدادات الكهربائية تحد من الأمور الأخرى، رغم أنه بات للأفارقة مدخول إضافي يمكن التصرف به، كما باتوا معتادين على الإنترنت والاتصالات الجوالة، وهذا ما يتطلب زيادة في الطاقة، كما يقول إيريك هيرسمان مدير «آي هب»، وهي شركة كينية ناشئة.
ومن الحلول الأخرى جهاز يدعى BRCK الذي يمكنه التواصل مع أي شبكة في العالم، ويؤمن ثماني ساعات من التواصل اللاسلكي عن طريق البطارية، ويمكن برمجته للحصول على تطبيقات جديدة، كالاستشعار عن بعد