ملفات أجهزة الكومبيوتر الخاصة بأكثرية الناس باتت غير مدعومة بسبب قدمها، أو لعدم حصولها على ذلك الدعم أساسا. وهذه المشكلة شرعت في التفاقم مع الزمن، خاصة أن وتيرة الحياة اليوم تدعوك إلى التقاط مزيد من الصور والفيديوهات، وتنزيل الكثير من الأفلام السينمائية، والاستماع إلى الموسيقى.
وقد يتطلب هذا الأمر شراء قرص صلب خارجي، وثان وثالث، ليبدو الكومبيوتر أشبه بحقل ألغام من الأقراص والأسلاك والكابلات المتقاطعة.* نظم خزن رقمية* الشركات والمؤسسات عادة لا تقوم بشراء الأقراص الخارجية من المحلات العادية، بل تستخدم ما يسمى أقراص «رايد أريز» RAID arrays) Redundant Array of Independent Disks)، وهي مجموعة من الأقراص المجمعة على بعضها داخل علبة معدنية واحدة. ويقوم برنامج ذكي بجعلها تبدو لجهاز الكومبيوتر أشبه بقرص واحد كبير. ومع ذلك، قررت الإدارات العليا في هذه المؤسسات تقطيعها وتجزئتها. ولكن كمكافأة إضافية، فإنه بفضل مشروع رائع للترميز يمكن للملفات في نظام «رايد» استعادتها، حتى ولو اختفى أحد الأقراص في مكان مجهول.ومنذ سنوات كثيرة، تقوم شركة تسمي نفسها «دروبو» بملاحقة حلم واحد، ألا وهو جعل مجموعات «رايد» في تصرف الأشخاص العاديين الذين لا ينتمون إلى شركات، إضافة إلى أصحاب الأعمال الصغيرة، الذين لا يملكون خبرة فنية واسعة، ولا طاقما من الموظفين الفنيين.ومنتج «دروبو» هذا هو عبارة عن علبة سوداء، نحيفة، فارغة، سوداء اللون، تستوعب أقراصا صلبة داخلية يجري شراؤها، وتوضع داخلها كخراطيش. ويمكن شراء قرصين منها بسعة 2 تيترابايت بمبلغ 110 دولارات للواحد منها.وتركيب هذه الأقراص لا يتطلب أي خبرة، أو وضعها في ترتيب خاص، أو حتى العبث بالبراغي وغيرها، كما هو الحال عادة مع نظم «رايد» الخاصة بالمحترفين. فقط، قم بدفع الأقراص داخل العلبة أشبه بشرائح الخبز التي توضع في المحمصة، ليقوم «دروبو» بدمجها أوتوماتيكيا في قرصك الافتراضي الذي يتسع باستمرار.كذلك خلافا لغالبية نظم «رايد»، فقد تكون الأقراص التي تشتريها ذات أصناف وسرعات وقدرات مختلفة. لكن «دروبو» يقوم بتولي هذا الأمر.ويمتلك «دروبو 5 دي» Drobo 5D شقوقا خمسة، لوضع الأقراص من قياس 3.5 العادي، وأقراص «ساتا» الداخلية، التي تأتي هذه الأيام بقدرات تفوق 4 تيترابايت للواحدة منها. أما نوع «ميني» الجديد، والنوع الأول من «دروبو» الذي يمكن إطلاق «الجوال» عليه، والذي يصلح للمصورين خلال تحرير صورهم وفيديوهاتهم عليه، فهما مزودان بأربعة شقوق تستوعب أقراص 2.5 بوصة، الخاصة بأجهزة «لابتوب» التي توفر هذه الأيام سعة 1 تيترابايت كحد أقصى للواحد منها (نحو 80 دولارا).ولأن حياتنا مليئة بالملفات، يمكن ملء الشقوق الفارغة بالمزيد من الأقراص. وحال ملئها جميعها، يمكن استبدال أحدها الصغير ووضع واحد آخر أكثر سعة منه. وهذه العملية لا تتطلب نسخ ملفات، أو إعادة تهيئة الأقراص وصياغتها، أو القيام بأي تدبير آخر. ويقوم نظام «دروبو» أتوماتيكيا بالتعرف على الأقراص الجديدة ليجعلها أيضا جزءا من القرص الصلب الافتراضي الكبير.ومن مكاسب هذا النظام، كما تقول «نيويورك تايمز»، أيضا هو لدى تدهور الأقراص أو موتها، فأنت لا تفقد أي معلومات أو بيانات، إذ يقوم «دروبو» بإعادة التركيب أتوماتيكيا لكل ما هو موجود في الأقراص الميتة. كما تستمر في استخدام ملفاتك، كما لو أنه لم يحصل أي شيء، حتى عندما يبدأ «دروبو» بإعادة توزيع ملفاتك، لتكون محمية مرة أخرى، ضد أي إخفاق آخر للأقراص الذي قد يستمر ساعات أو أياما.* طرز متنوعة* ويمكن تمييز طرز «دروبو» بعدد الأقراص التي يمكن إدخالها بالعلبة، وبأنواع الموصلات التي تؤمنها مثل «إيثرنيت»، و«فاير واير»، و«يو إس بي»، وغيرها. ولكل طراز بوابة أمامية ملحقة به مغنطيسيا، مع ضوء يتغير مع الحالة أو الوضع، مثل «كل الأمور على ما يرام»، «السعة شرعت تنفذ»، «الأقراص ميتة»، «استبدلني».والذي أضافه طرازا «دروبو» الجديدان هما وصلتا «ثندربولت» اللتان تتصلان بأحدث أنواع أجهزة «ماك». كما يعرضان تسهيلات «يو إس بي 3.0» لوصل أجهزة «ويندوز». والنقطة هنا هي السرعة، فـ«يو إس بي 3.0» هي أسرع بخمس مرات من «يو إس بي 2.0»، و«ثندربولت» هو أسرع بمرتين من «يو إس بي 3.0». فنسخ مجلد سعة 2.3 غيغابايت من الموسيقى من «ماك بوك إير» إلى «داربو 5 دي» يستغرق 35 ثانية عبر وصلة «يو إس بي 3.0»، و19 ثانية عبر «ثندربولت». كما أن دعم ملف فيديو بسعة 520 ميغابايت يستغرق 5.5 ثانية عبر «يو إس بي 3.0»، و3.5 ثانية عبر «ثندربولت».أما طرازا «5 دي» و«ميني»، فمزودان بشق خاص بقرص صلب، أما بطاقات «إس دي دي» فلتخزين بيانات قليلة مثل الصور الصغيرة، ومعلومات عن ألبومات الموسيقى، التي تقوم بتسليمها إلى الكومبيوتر بصورة أسرع. وإذا كنت من الميسورين يمكن ملء فتحات أقراص «ميني» ببطاقات «إس إس دي» السريعة المكلفة بدلا من الأقراص التقليدية.يبقى القول: إن حماية البيانات المحفوظة في «رايد» تتطلب التضحية بفسحة واسعة من سعة الأقراص، وأحيانا قد تقضي على السعة كلها، لذا فإن إضافة قرص خارجي إلى القرص الأصلي المبيت داخل الكومبيوتر قد يعتبر الحل الأمثل.