أصبحت التلفزيونات واحدة من أكثر المعدات المنزلية ذكاء. ومن المحتمل أن يتحول التلفزيون في المستقبل القريب إلى جهاز مركزي في المنزل المتواصل مع الشبكة، وفقا إلى ديفيد واتكنز مستشار الأبحاث في مؤسسة «فيوتشرسورس»، إذ أن هناك «تطبيقات تتعدى عامل التسلية قد تكمن في التلفزيون الذكي، والتي ستراوح بين ضمان أمن المنزل، وأتمتته، ورصد صحة ساكنيه، فضلا عن التسوق التفاعلي عبره» كما يقول.
ويصبح الخط الفاصل بين التلفزيون وأجهزة الكومبيوتر باهتا أكثر، نظرا إلى أن الأول أضحى يصبح أكثر ذكاء، وتواصلا من ذي قبل. ولكونها من الأجهزة المنزلية التفاعلية الموصولة بالشبكة، فإن التلفزيونات الذكية لها قدرات البحث والملاحة، وبالتالي التفاعل مع الأجهزة اللوحية، والهواتف الذكية، والوصول إلى التطبيقات التي يمكن تنزيلها. وبإيجاز فإنها تقدم نوعا من التواصل الدائم التي شرع المستهلكون يتوقعونها فيما تبقى من حياتهم.«إن التلفزيون التقليدي هو ذو بعد واحد»، استنادا إلى كريس هانبيرغر نائب رئيس تطوير الأعمال في «ستيب ليدر»، وهي شركة للتسويق الرقمي: «فالمشاهد مقيد بقناة واحدة في الوقت الواحد ذاته، من دون وجود أقنية يمكن إضافتها. لكن حياتنا اليومية لا تعكس هذه التجربة. لكن لدى تصفح الإنترنت، ألا نقوم بالتصفح عن طريق بطاقات تبويب كثيرة مفتوحة؟ إن الأمر ذاته ينطبق على التلفزيونات الذكية. فالأخيرة توفر للمستهلكين الأخبار، وحالة الطقس، بلمسة من رؤوس أصابعهم على مدار اليوم كله»، كما يقول.* التسلية* لا يوجد تحديد أو تعريف واحد للتلفزيون الذكي. كما توجد أساليب متنوعة تستوعب فيها التلفزيونات التواصل والتفاعل. بعض هذه التلفزيونات مثل «باناسونيك» و«إل جي» تؤمن وصولا إلى الفيديوهات التي تتوفر حسب الطلب، والألعاب التي أساسها التصفح، وغيرها من المحتويات، في الوقت الذي يصبح الهاتف الذكي هو أداة التحكم بها عن بعد. وتقدم «سامسونغ» مجموعة من التلفزيونات الذكية التي تبين كل الأمور، ابتداء من التعرف على الإيماءات، إلى التحكم بالجهاز صوتيا.وأساس التلفزيون الذكي هو تواصله وتفاعله مع الشبكة، سواء كان ذلك عن طريق التطبيقات، أو البرمجيات، أو التصفح، كما يقول جيف هاينز الذي يعمل في «تيك بارغينز».وفي الوقت الذي تقوم فيه الأجهزة الجوالة، والهواتف الذكية، والأجهزة اللوحية بتأمين التواصل الشبكي المستمر، إلا أن التلفزيون مجهز عادة بشاشة أكبر، وموجود غالبا في موقع وسطي مركزي مواجها لمقاعد وأرائك الجلوس المريحة، مما يضفي نكهة خاصة لدى مشاهدة الأفلام.«كما يلاحظ المستهلكون بصورة متزايدة فوائد امتلاك عدد من الأجهزة الموصولة التي تمكنهم من مشاهدة المحتويات والمشاركة بها عبر أي شاشة في المنزل، والتشارك بها أيضا مع التلفزيون، والعكس بالعكس، كما يقول ديفيد واتكنز المستشار البحثي في «فيوتشر سورس»، الذي أضاف في حديث لمجلة «تك نيوز وورلد»، أنه «لا ينبغي من الآن فصاعدا النظر إلى التلفزيون الذكي كجهاز منفصل، بل كجزء أساسي من نظام أوسع، يتفاعل مع بعضه البعض، ويملك كل واحد منه دورا مميزا يقوم به وفقا إلى نوع المحتويات».* مؤتمرات الفيديو* وإحدى فوائد التلفزيون الذكي أنه يتيح إجراء المؤتمرات الفيديوية عن طريق استخدام برنامج «سكايب»، والتطبيقات الأخرى المشيدة داخله. «إذ يمكن تصور نفسك جالسا على أريكة مريحة، عندما يتصل بك أحدهم، كما يقول سليش شيتيبيدي كبير المديرين التنفيذيين في «كونيكستانت سيستمس» التي تنتج الشرائح الإلكترونية لمؤتمرات الفيديو الخاصة بأجهزة تلفزيونات «سامسونغ» الذكية. «فأنت لست بحاجة إلى البحث عن هاتف، أو أحد ملحقاته للقيام بذلك. فاختصاصنا يتعلق بإمكانية التحدث إلى جهاز تلفزيونك، وأنت جالس على أريكتك للاتصال بشخص على الطرف الآخر، الذي لا يتمكن من سماع ما يدور في خلفية ما تسمعه على التلفزيون. إذ يقوم جهاز التلفزيوني باستخدام عملية التلقيم الصوتي من المجال البعيد، والمزود بشرائح «كونيكستانت»، بالتقاط صوتك عبر الغرفة، بعد ترشيح صوت التلفزيون لتسهيل عملية المكالمة.أما التلفزيونات التي ينقصها الذكاء المشيد داخلها، فيمكن جعلها أكثر ذكاء عن طريق المعدات الملحقة والتطبيقات. وهذا ما يجعل الأجهزة التلفزيونية غير الموصولة موصولة، ولذلك شرعت الشركات في تصميم تطبيقات للاستفادة من هذا الأمر.وفي هذا الخصوص فإن «برايتكوف» على وشك التشارك مع «ديسكفوري إنترناشيونال» لتوفير معلومات على شاشة مزدوجة للمشاهدين تتعلق بالبرامج التي تبث على الشبكة. فخلال مشاهدة أحد العروض التلفزيونية، سيكون بمقدور المشاهدين عبر أجهزة «أبل تي في» و«آي باد» مشاهدة المعلومات المتعلقة بحلقة ما، والحقائق التي تكمن وراءها، وغيرها من التفاصيل. و«هذا ما يجعلك تتحكم بالتجربة والتفاعل مع المحتويات»، وفقا إلى جيف هواتكوت كبير موظفي التسويق في «برايتكوف». وبينما لا يستخدم الأشخاص عادة أجهزتهم اللوحية لدى مشاهدة التلفزيون، إلا أن هذه التطبيقات تمكن من استخدامها، مع عملية المشاهدة، وإظهار تفاصيل خاصة بذلك بشكل تفاعلي.يبقى القول: إنه بغض النظر عن مقدار الذكاء الذي قد يصله التلفزيون، إلا أنه لن يحل مكان الكومبيوتر، بل إنهما سيتعاونان معا في مضمار الذكاء، وفي عمليات التواصل والتفاعل، كل منهما حسب مهامه واستخداماته