خبراء يحذرون من مغبة إدمان الأطفال لمشاهدة التلفزيون والإصابة بالاكتئاب


قال خبراء إن الساعات التي يقضيها الأطفال أمام شاشات التلفزيون او الكمبيوتر ينبغي تقليلها ومواجهتها للحيلولة دون استشراء مشاكل تتعلق بالنمو والصحة.
وقال إريك سيغمان، الخبير النفسي، إن الاطفال بمختلف الفئات العمرية يفرطون في الجلوس أمام الشاشات للمشاهدة وذلك يبدأ في مراحل عمرية مبك


وأضاف سيغمان أن الاطفال بمتوسط عمر عشر سنوات تتنوع لديهم انشطة المشاهدة بين خمس شاشات تلفزيونية مختلفة داخل المنزل.
وحذر كذلك من مغبة إدمان البعض لكثرة الجلوس امام الشاشات أو الاصابة بحالة من الاكتئاب الناجم عن ذلك.
وكتب سيغمان في احدى الدوريات المختصة بأمراض مرحلة الطفولة أن طفل اليوم يولد وينجذب لمشاهدة شاشات التلفزيون لساعات طويلة حتى سن السابعة.
وأضاف "إلى جانب التلفزيون الرئيسي للأسرة، يكون لدى الكثير من الاطفال الصغار شاشات تلفزيونية خاصة داخل غرف نومهم الى جانب اجهزة العاب الفيديو المحمولة وكذا الألعاب الموجودة على الهواتف الذكية وأجهزة الكمبيوتر".
وقال "يشارك الاطفال على نحو دوري في مشاهدة نوعين او اكثر من الشاشات مثل التلفزيون والكمبيوتر المحمول."
الاصابة بالاكتئاب

وذكرت دراسات أن المراهقين البريطانيين يفرطون في الجلوس أمام الشاشات لنحو ست ساعات يوميا، غير ان البحوث افادت حدوث اثار سلبية تبدأ بعد ساعتين من المشاهدة.
وتوصل سيغمان ، بناء على استعراض عدد من الدراسات، الى وجود صلة بين طول ساعات المشاهدة وحدوث امراض مثل القلب والسكتة الدماغية والسكري.
وقال إن الجلوس لساعات طويلة امام الشاشات للمشاهدة قد يؤدي الى تراجع القدرة على التركيز نظرا لتأثير ذلك على الناقل العصبي الكيميائي في المخ.
وقال سيغمان إن تأثير ذلك يتولد كرد فعل "لتأثير الشاشات".
ويعد الناقل العصبي الكيميائي مكونا رئيسيا لنظام التحفيز في المخ والمتضمن في السلوك المعتاد الزائد وعدم القدرة على التركيز.
وقال سيغمان "يزداد استخدام الكثير من الاطباء لكلمة "إدمان مشاهدة الشاشات" في وصف زيادة اعداد الاطفال الذين يقبلون على انشطة المشاهدة على نحو مستقل."
"خفض ساعات المشاهدة"

وقد اشارت الاكاديمية الامريكية لطب الاطفال الى ظهور مشكلات نفسية اخرى ذات صلة بزيادة عدد ساعات المشاهدة من بينها "اكتئاب الفيسبوك" الذي ينتج عندما يقضي الاطفال ساعات طويلة في تصفح مواقع التواصل الاجتماعية ومن ثم تبدا ظهور اعراض الاكتئاب المتعارف عليها.
وقالت لين موراي خبيرة علم النفس الانمائي لدى جامعة ردنغ "هناك سلوك راسخ يشير الى حدوث اثار شديدة تنجم عن تجربة الجلوس للمشاهدة حيث تؤثر على التنمية المعرفية لدى الاطفال دون سن الثالثة، بينما أوصت الجمعية الامريكية لطب الاطفال على سبيل المثال بعدم السماح للاطفال بمشاهدة الشاشات قبل هذا السن."
واضافت "الكثير من المواد المعروضة على الشاشات غير مصممة على نحو جيد يتلائم مع العمليات المعرفية لدى الطفل، لكن ان اقدم الاطفال على الجلوس امام الشاشات فقد تخف حدة الاثار الناجمة بجلوس شريك داعم لهم، يكون عادة من البالغين، يتمتعون بقدرة على دعم تجربة الطفل وذلك من خلال مشاهدة مواد مألوفة."