السلام عليكم و رحمة الله و بركاته


إن الهجوم على نبي الفطرة محمد صلى الله عليه وسلم ، لم يبدأ اليوم فقديماً قالوا معلم مجنون
و لا ندري كيف يكون معلماً و مجنوناً في نفس الوقت،
و
قالوا أيضاً ساحراً أو مجنون و لسنا ندري إذا كان سحر الناس فلماذا لم يسحر الذين قالوا بهذا،
و لكنه على أي حال تقدير عقول تتخبط في الظلمات،

و في عصرنا الحالي تم تشويه صورة النبي صلى الله عليه و سلم بأساليب متعددة سقطت كلها أمام موائد البحث العلمي،
ليس في ديار الإسلام بل في ديار الغرب نفسه، و لم يبق من هذه الأساليب إلا الأسلوب الأدبي،
فالقصة أو المسرحية تعطي لأصحاب المطابخ هناك فسحة بعيداً عن البحث العلمي الجاد
و سلمان رشدي صاحب كتاب آيات شيطانية ما هو إلا طفل من أطفال حزمة النفاق،
و لكن معه شهادة تضعه ضمن البيت الإسلامي ، و هذه اليافطة استثمرها المعسكر الكافر و وقف خلف جدارها ،
و قدم لنا تلك القصة التي صنعت خصيصاً من أجل مخاطبة الوجدان الغربي .
"يا أيها النبي
إن الذي كان جده في يوم مضى قائدا
صار ظلا لفلاح كان لا يعرف في يوم مضى أن حق الجلد الاغتسال
و
صار صبياً لجميع الخياطين!
يرفع الأثمال!
و يفصل الخيام
لجميع الأسماء إلا اسمه

لأنه ضاع منه يوم أن كان يحمل الأثقال في الميناء "

" فَأَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ "
فلقد أخفق الغرب في تقديم الزاد الذي يغذي ملكات الوجدان لأفراده
، فالمادة ليست هي الهدف لأن المادة تذروها الرياح،
و القدرة على عمارة الأرض ليست هي تبهيم الإنسان
و إنما حقيقة العمارة أن يكون الإنسان إنسانا.
في هذه الحياة التي يتقدم فيها الذكاء،
صرخ الوجدان في كيان الإنسان الغربي،
صرخ و مع صرخاته اهتزت الفطرة تحت الأحمال و الأكسية،
لم يبحث الإنسان الغربي عن مهدئ لصرخات الوجدان و لانتفاض الفطرة،
لأنه شعر بلذة هذا الانتفاض،
هرول العقل الغربي إلى دائرة الوجدان الإسلامية
فتذوق ما لم يمكن أن توفره له قراطيس الغرب كلها.
و حينما شعر أفراده بالضنك الروحي، هرولوا إلى الإسلام،
لأنه المنهج الوحيد الذي يخاطب العقل و الوجدان.
و بدأ الإقبال على الدين الحق، الذي تعهد الله بنصره و لو كره الكافرون،
و انتشر الإسلام بين شباب أوروبا
عندئذ وقع الذين وراء الجدار في مأزق الوجدان الذي لن يخرجه منه ذكاء العقل؟
فماذا يفعل ؟
إن ذاكرته تحتوي على نبوءة تقول إن الهلاك قادم لا محالة من الشرق،
ها هو ذا الغرب يرى أن منهج الفطرة يحاصره على أرضه،
و سيكون هو المقدمة الحقيقية لهزيمته التي يقرأها في كتابه المقدس،
فكان لا بد من عمل فني يخاطب الوجدان في أفراده،
حتى إذا ذكر الإسلام عند شخص ما خرجت الجراثيم لسد منافذ النور
فلا يجد الإسلام له سبيلا بعد أن شوهت جميع رموزه.
عمل هزلي ينطبع في الذاكرة حتى إذا ذكر أمامه رمز من رموز الإسلام تذكر ما ألقاه الشيطان
عمل لا يحمل فكراً إنما يضع غيوماً داخل المنطقة الوجدانية،

و في مجتمع مثل المجتمع الأوروبي
لا بد أن يكون هذا العمل نابتاً من تربة المجتمع.
بمعني لا بد من ترجمة النفسية الخلقية و الفكرية للمجتمع الغربي،
يصور قيمه و يعكس نفسيته وسلوكه على رموز دائرة الوجدان الإسلامية،
بحيث يجعل الرداء الغربي القذر على رموز الدائرة الإسلامية ليقول لأتباعه بعد ذلك
إلى أين أنتم ذاهبون، إن الوجدان الذي تهرولون إليه رموزه ملطخة.

"يا نبي الله
من آلاف السنين و هم يقرأونك
من آلاف السنين
فما أجمل المساء الذي كنت تنير ليله،
و ما أجمل الفجر الذي خرجت به على مشهد من آلاف العيون.
تلك العيون التي اندثرت أكواخها فظلت تراقب و تراقب
حتى يتسنى لها العبور في أمان. "

لقد أنتج الغرب و سينتج العديد من الكتب التي تهاجم الإسلام، يختبئ وراء لافتة يسوع
و هو يفرغ القيم من مضامينها ليتحرك بالبشر بلا قيود أو ضوابط،
و يدفع بالعقل إلى متاهات تحت لافتة أن العقل هو مصدر المعرفة دون أي مصدر آخر،
لأن الفكر عندهم فكر حسي يقف عند حدود ما يرى ويسمع، و لا يدخل في حسابه الروح أو العاطفة أو البصيرة.
" وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِّنَ الْجِنِّ وَالإِنسِ
لَهُمْ قُلُوبٌ لاَّ يَفْقَهُونَ بِهَا
وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لاَّ يُبْصِرُونَ بِهَا
وَلَهُمْ آذَانٌ لاَّ يَسْمَعُونَ بِهَا
أُوْلَـئِكَ كَالأَنْعَامِ
بَلْ
هُمْ أَضَلُّ
أُوْلَـئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ"


بتصرف كامل مني الموضوع اقتباسات قمت بترتيبها من الكتابين
سلمان رشدي
المسيخ الدجال
نسأل الله لصاحبها المغفرة و الرحمة