يمكن للتأثيرات السامة أن تنتقل عبر الأجيال

تبين أن تأثير اثنين من مبيدات الحشرات لا يقتصر على اضعاف خصوبة ذكور الحيوانات التي تتعرضلها مباشرة فحسب بل يطال أيضا نسلها.
ولا يبدو أن هذا التأثير ناتج عن حدوث تبدل في تتاليات الدنا DNA .الأمر الذي يبين لنا وللمرة الأولى أن أي مركب كيميائي إنما يتسبب بحدوث مفعول قابل للتوريث دون المرور بإحداث طفرة عشوائية .
تضمنت الدراسة استعمال جرعات عاالية من هذين المبيدين الحشريين ,. ومع انه من غير الواضح ما إذا كان الناس يتأثرون بهما بالطريقة ذاتها , فإن مايك سكنر من جامعة ولاية واشنطن في سياتل (الذي أنجز فريقه الدراسة) يقول ان ذلك ممكن وان التناقص الذي لوحظ في تعداد النطاف لدى بعض جماعات يمكن أن يعزى جزئيا على الأقل الى الآلية التي نصفها.
لقد قام فريق سكنر بتعريض اناث جرذان حوامل الى اثنين من الكيماويات المعروفة بتداخلها مع الهرمونات التناسلية . وكان الهرمون الأول مبيدا فطريا شائع الإستعمال في صناعة الخمور يدعى فينكلوزين وهو يكبت هرمونات الذكر , بينما كان الثاني وهو الميثوكسيكلور(الذي يستعمل كبديل للـ د.د.ت) يفعل فعل الإستروجين .وهنا أدت التجربة إلى تناقص تعداد النطاف السوية في النسل الذكري لتلك الإناث, والى ازدياد تعداد النطاف الشاذة , فضلا عن إصابة نحو 10% من الذكور بعقم تام .
الا أن المفاجئة كانت ملاحظة كون نقصان خصوبة النسل الذكري المتحدر من تلك الذكور مايزال قادرا على التوالد واستمرار حدوث نقص الخصوبة وهكذا دواليك خلال مسار لا يقل عن أربعة أجيال متتالية, بحيث تناول حفيد حفيدها . وقد كانت التأثيرات أشد وضوحا لدى استعمال الفينكلوزين, حيث أصيب أكثر من 90% من ذكور كل جيل بنقص في الخصوبة (مجلة science المجلد 308 , الصفخة 1466 ).