المحمول ، الابراج ، ديمونا ... هلع من انتشار امراض السرطان


.



بيت لحم-معا- في اعتصام جرى تنظيمه يوم السبت في مدرسة طاليثا قومي في مدينة بيت جالا. وضم الاعتصام ممثلين عن لجنة أولياء الأمور وطلبة المدرسة وذلك بعد تسجيل عدد من حالات الاصابة بمرض السرطان بين العاملين في المدرسة، حيث يعزو المعتصمون السبب لوجود عدد من أبراج الهاتف النقال والعديد من الأبراج الاسرائيلية في محيط المدرسة، بالاضافة الى زيادة نسبة الاشعاعات المتسربه من مفاعل ديمونا والتي تؤثر بشكل سلبي على مظاهر الحياة الطبيعية.

وتستنكر لجنة أولياء الامور وإدارة المدرسة في بيان وصل "معا"، وجود أبراج خلوية "للهاتف النقال" بالقرب من بناية المدرسة. وطالبو بإزالة هذه الابراج فورا وذلك لما قد يسبب وجودها من ضرر على الأمد القريب او البعيد على الاطفال والسكان القاطينين بالقرب من هذه الأبراج، موضحين ان منظمة الصحة العالمية ووزارة البيئة تمنع وجود الأبراج بالقرب من المدارس وذلك لكون الأطفال في مرحلة نمو.

وقالت ادارة المدرسة: إن هذا النشاط جزء من حملة لإزالة ونقل هذه الأبراج من محيط المدرسة وسيكون هناك نشاطات أخرى يتبع لهذا الاعتصام.

واقع الحال بالقرب المدرسة

تقع مدرسة طاليطا على قمة أحد جبال مدينة بيت جالا والمشرفة على مدينة بيت لحم . الاحتلال الاسرائيلي انشأ قبل سنوات عديدة على قمة الافرست والتي تقع غرب المدرسة محطة اتصالات كبيرة تحتوي ابراج ضخمة للاتصالات والاسلكي اضافة لوجودة قاعدة عسكرية .

مع قدوم السلطة الوطنية باشرت محطات التلفزة والاذاعة بوضع ابراج البث على التلة التي تقع شمال المدرسة ومنها ابراج تلفزيون فلسطين والتلفزيونات والاذاعات المحلية .



قبل عشرة أعوام قامت شركة جوال بتركيب برج في الجهة الشرقية للمدرسة في حين قامت شركة الوطنية موبايل بتركيب برج لها قبل عامين
بعد ان أخذت الموافقات اللازمة .

ماذا يقول المعترضون

قال علي اللحام من لجنة أولياء الطلبة " نحن نقوم بخطوات صغيرة داخل المدرسة بالتنسيق مع أولياء الأمور لانجاح هذه الفعاليات لازالة هذه الابراج من محيط مدارسنا و مستشفياتنا حفاظاً على أبناءنا و أرواحهم "

وأما د. عماد المكركر ولي أمر احد الطلبة فقال : "استناداً لتوجيهات منظمة الصحة العالمية من المفروض أن لا يكون هناك أبراج بالقرب من التجمعات السكنية ذات الفئة التي عندها مستوى المناعة أقل من الناضجين "

سناء صنصور والدة احدى الطلبة و ممثلة عن سكان المنطقة قالت: "نطالب بازالة الأبراج هذا شرط أساسي ، لن نتنازل عنو ما في تنازل بس ازالة الابراج "

سلينا زيدان (رئيسة مجلس اتحاد الطلبة في المدرسة) قالت: "لا يهمنا الان الدروس لو كل يوم بنطلع و بنعتصم هيك عشان يزيلو الابراج ، هادا اكبر هدف عنا عشان يزيلو الابراج ".

وقالت جهاد أبو عمشة (نائب مدير المدرسة ) :"هاد الحكي احنا بنعرف انو علمياً مش مثبت و لكن لأنو وجود الأبراج خلق مخاوف كبيرة عند الاهل وشريحة كبيرة من الاهل غير مثقفين بهذا الاتجاه مسألة الشارع و تأثير الابراج و البلفونات على الانسان "

سلطة الجودة والبيئة ماذا تقول

وبالرجوع إلى تصريحات سلطة جودة البيئة فإن جميع إجراءات تركيب هذه الأبراج كانت قانونية من قبل سلطة جودة البيئة المسؤولة عن الموافقة على وضع هذه الأبراج وفقاً لمجموعة من شروط والمعايير الدولية، بالاضافة الى التطمينات المتكررة لسلطة جودة البيئة بعدم وجود أي أخطار ناتجة عن هذه الأبراج كونها ضمن المواصفات التي تحددها منظمة الصحة العالمية.

أما بالنسبة للموافقة على تصريحات وضع هذه الأبراج فتؤكد سلطة جودة البيئة أنها تتبع ما تصدره منظمة الصحة العالمية من شروط ومعايير وهي الجهة العالمية الرسمية المسؤولة عن هذا الموضوع حيث أن جميع الأبراج في الضفة وغزة هي ضمن المعايير العالمية المطلوبة ولا تسبب أي أخطار.

ومن الناحية العلمية فان جميع الدراسات التي أعدت حتى الان لم تثبت وجود علاقة بين ابراج الهاتف الخلوي وأي أمراض كما ان جميع الدراسات الصادرة عن منظمة الصحة العالمية تؤكد عدم وجود علاقة بين أبراج الهاتف الخلوي والأمراض مثل السرطان، كما أن العديد من الدراسات تبريء الهاتف النقال أيضاً من تهمة التسبب بهذا المرض.


الدكتور عدنان : المحمول يحمل اشعاعات اكبر من ابراج الاتصالات والتلفزيون

أكّد د. عدنان اللحام عضو منظمة الصحة العالمية وعميد كلية العلوم بجامعة القدس ان جميع الدراسات العلمية تشير الى ان الهاتف المحمول يحمل اشعاعات اكبر من تلك التي تحملها ابراج الاتصالات والبث التلفزيون والاذاعي التي يجري نصبها فوق البنايات، وانه لا داعي للقلق المبالغ فيه من هذه الابراج الموجودة والمنتشرة في جميع انحاء اعلالم بلا استثناء.

وفي نشرة اخبار على فضائية/ معا ميكس قال د. عدنان اللحام ان القلق الذي يبديه اهالي الطلبة في المدارس المحاذية للابراج يمكن فهمه ولكن الانطباع ان هذه الابراج تؤدي الى اصابات امر مبالغ فيه لان القياسات العلمية التي تم اجراؤها على هذه الابراج اظهرت ان كمية الاشعاع المتوفرة في كل جهاز هاتف محمول تكون اكبر من تلك التي تطلقها الابراج، اي انه من غير المعقول ان يكون المواطن يحمل جهاز هاتف خليوي ويستخدمه وفي نفس الوقت يخشى من الابراج.

و التخوف من البرجان الموجودان بالقرب من مدرسة طاليثا لا أعتقد أن له اساس علمي او صحي لأن البرجان لا يستخدمان للبث و الأبراج لا تحتوي على هوائبات و هي تستخدم لنقل الاشارات من برج الى آخر أي للتواصل بين الأبراج و هذه مسألة تقنية ضرورية في شبكة الاتصالات الخلوية.

وأضاف ان الاشارات التي تم قياسها في ساحة المدرسة هي من خارج هذين البرجين وتأتي من محيط المدرسة .



مفاعل ديمونا قد يكون السبب

ومن جهة اخرى تشير العديد من الدراسات إلى ارتفاع كبير في نسبة الاشعاعات النووية في منطقة الجنوب، نتيجة الاشعاعات المنبثقة من مفاعل "ديمونا" ما تسبب بارتفاع حالات الاصابة بالسرطان.
حيث شهدت الفترة الاخيرة زيادة كبيرة في نسبة اشعاعات "اليورانيوم والسيزيوم والبوتاسيوم" المشع في منطقة الجنوب، حيث كانت الاشعاعات محصورة بنسب عالية في السنوات السابقة في منطقة جنوب الخليل وفي السنوات الاخيرة وصلت الى شمال الخليل وصولاً الى مدينة بيت لحم، حيث بلغت النسبة ثلاثة اضعاف النسب المئوية المتعارف عليها.
وتشير الدراسات والخبراء إلى ان الاحتلال الاسرائيلي يحول مناطق الضفة الغربية الى مكب للنفايات النووية، فمثلا اليورانيوم 238 النسبة الطبيعية تكون 30 بيركلا لكل كيلو غرام وجدت بنسبة 105 بيركلا في بيت امر اما في حلحول فوجدت بنسبة 98 بيركلا وهذا شيء يبعث على القلق في المنطقة.
اما بالنسبة للسيزيوم المشع فهو لا يتواجد في الهواء الطلق بتاتا ورمزه الكيماوي c s-137 ولا يظهر الا عند وجود تفجيرات او تفاعلات نووية، لكنه وجد في بلدة الظاهرية بعد الابحاث التي اجرتها لجنة الاطباء الدوليين حيث بلغت نسبته 11.3% وفي بلدة يطا 36.1% والفوار 9.3% وحلحول 13.2% وبيت امر 15%، وهذا يؤكد على وجود شئ في المنطقة، متمثلاً في وجود مكب للنفايات النووية في احدى المناطق القريبة من جنوب الخليل او اشعاعات منطلقة من مفاعل "ديمونا" الذي انتهت مدته خدمته الفعلية.
ويؤكد الباحثون بأن مفاعل "ديمونا" تعدى الفترة الزمنية المبني على اساسها وهي 30 عاما علما انه انشئ عام 1958، وبناء على معطيات من وزارة البيئة الاسرائيلية ولجنة "الامن" والخارجية في الكنيست الاسرائيلي فقد اكدت انه فقد عمره الزمني، لذلك بدأت تزاد اثاره السلبية اكثر من ذي قبل.














●●●●●●