كيف تصبح مديرا ناجحا؟



ما هي الإدارة؟ ومن هو المدير؟.. تخيّل أن هذين السؤالين طرِحا عليك بشكلٍ فجائيّ، ماذا ستكون إجابتك؟.. "لا أعرف"، أو قد تحدث نفسك :"أنا موظف فقط، فما حاجتي لمعرفة تفاصيل العملية الإدارية؟!"، وقد ترفض الإجابة مستنكرًا: "يجب أن تسأل مديرًا حتى يعطيك الرد الشافي"... خطأ عزيزي القارئ، ففي الواقع كلنا مدراء!، نعم.. ومهما يكن موقعك أو وظيفتك يتوجّب عليك أحيانًا إدارة بعض الأمور –حتى الشخصية-.. ولكن لنتوقف قليلا:"هل الإدارة فطرة أم اكتساب؟!".. الإجابة تتبع:

الاحتكاك المباشر..

يعمل أحمد القيشاوي، مديرًا لإحدى المؤسسات في قطاع غزة، ولم يكن حصوله على درجة الماجستير في المحاسبة وإدارة التمويل السبب الوحيد الذي أهّله لأن يشغل منصب "المدير".

ويؤكد القيشاوي الذي يشغل منصب المدير التنفيذي لشركة الملتزم للتأمين والاستثمار أن نجاح المؤسسة وارتقاءها دليل واضح على نجاح مديرها، في حين أن تراجعها مؤشر على فشل إدارته.

ويرى أن المدير الناجح هو القادر على العمل بروح الفريق الواحد، مشيرًا إلى أن أي موظف مهما صغرت درجة وظيفته باستطاعته أن يصبح مديرًا –إن اجتهد-.

حدد هدفك

ويؤكد خليل شقفة الناشط في مجال التدريب الإداري أن القيادة الناجحة لا بد أن تتوفر فيها عدة أمور أهمها تحديد الأهداف بدقة، وامتلاك القدرة على التطوير والابتكار، أضف إلى ذلك الثقة بالنفس والشعور بالمسؤولية وحب المغامرة، والأهم من ذلك القدرة على إرسال رسائل واضحة وفعالة لكافة المستويات.

ويشير شقفة إلى أن الأزمات والعراقيل قد تكون محبطة لكنها تصنع مديرًا ناجحًا لمن يمتلك الصبر والمثابرة، عوضًا عن استشارة أصحاب الخبرة.

ويرى خبراء علم الإدارة أن أصل الإدارة الناجحة موهبة وفن ومهارة مكتسبة، وحول هذا يعدد م. مأمون بسيسو "استشاري أول إدارة المشاريع التنموية في معهد التنمية المجتمعية" أهمَّ صفات القائد الإداري، قائلا: "صقل المقاييس العليا للأخلاقيات الشخصية، وترفّع القائد عن توافه الأمور وانغماسه في القضايا المهمة، والقدرة على تحديد الأهداف وترتيب الأولويات وإنجازها".

ويعتقد بسيسو أن المدير الناجح عليه تقسيم مهامه إلى قسمين: رسمية تنظيمية كالتخطيط والتنظيم والتنسيق، وغير رسمية تتمثل في الاتصال مع الجماعات المختلفة في المؤسسة لكسر جمود العمل.

أنماط إدارية

وللإدارة ثلاثة أنماط –تبعًا لـ بسيسو- هي: قيادة استبدادية تحتكر السلطة والقرارات، وهذه مصيرها الفشل، وقيادة ديمقراطية يشارك فيها القائد مرؤوسيه إجراءات العمل والقرارات وبالتالي زيادة الابتكار وسرعة تحقيق الأهداف"، منبهًا إلى أن النمط الأخير هو القيادة الفوضوية؛ حيث يسمح فيها المدير لموظفيه بالتصرف بحرية تامة دون تنسيق وذلك يقلل من نسبة الأهداف المرجوّ تحقيقها.

أصول الإدارة

كمشرف أو مدير، سيكون عملك عبارة عن مباشرة تنفيذ الوظائف الإدارية. وهنا من المناسب تمامًا مراجعة أصول هينري فايول الأربعة عشر للإدارة، واستخدام هذه الأصول الإدارية (الإشرافية) سيساعدك كي تكون مشرفًا أكثر فعالية وكفاءة. هذه الأصول تعرف بـ "أصول الإدارة"، وهي ملائمة للتطبيق على مستويات الإدارة الدنيا والوسطى والعليا على حد سواء وتتلخص بـ:

1- تقسيم العمل: فالتخصص يتيح للعاملين والمدراء كسب البراعة والضبط والدقة وزيادة المخرجات.


2- السلطة: إن إعطاء الأوامر والصلاحيات للمنطقة الصحيحة هي جوهر السلطة.


3- الفهم: تشمل الطاعة والتطبيق، وهذا العنصر مهم جدًا في أي عمل، من غيره لا يمكن لأي مشروع أن ينجح، وهذا هو دور القادة.


4- وحدة مصدر الأوامر: يجب أن يتلقى الموظفين أوامرهم من مشرف واحد فقط.


5- يد واحدة وخطة عمل واحدة: مشرف واحد بمجموعة من الأهداف يجب أن يدير مجموعة من الفعاليات لها نفس الأهداف.


6- إخضاع الاهتمامات الفردية للاهتمامات العامة: إن اهتمام فرد أو مجموعة في العمل يجب أن لا يطغى على اهتمامات المنظمة.


7- مكافآت الموظفين وتحفيزهم ماديًّا ومعنويًّا.


8- الموازنة بين تقليل وزيادة الاهتمامات الفردية.


9- قنوات الاتصال: السلسلة الرسمية للمدراء من المستوى الأعلى للأدنى "تسمى الخطوط الرسمية للأوامر". والمدراء هم حلقات الوصل في هذه السلسلة، فعليهم الاتصال من خلال القنوات الموجودة فيها. وبالإمكان تجاوز هذه القنوات فقط عندما توجد حاجة حقيقية للمشرفين لتجاوزها وتتم الموافقة بينهم على ذلك.


10- الأوامر: الهدف من الأوامر هو تفادي الهدر والخسائر.


11- العدالة: يجب أن تمارَس من قبل جميع الأشخاص في السلطة.


12- استقرار الموظفين: بمعنى بقاء الموظف في عمله وعدم نقله من عمل لآخر. ينتج عن تقليل نقل الموظفين من وظيفة لأخرى فعالية أكثر ونفقات أقل.


13- روح المبادرة: يجب أن يُسمح للموظفين بالتعبير بحرية عن مقترحاتهم وآرائهم وأفكارهم على كافة المستويات. فالمدير القادر على إتاحة هذه الفرصة لموظفيه أفضل بكثير من المدير غير القادر على ذلك.


14- إضفاء روح المرح للمجموعة: في الوحدات التي بها شدة: على المدراء تعزيز روح الألفة والترابط بين الموظفين ومنع أي أمر يعيق هذا التآلف.