القاهرة: تمكن باحث مصري بعد دراسة استغرقت ثماني سنوات‏, من إنشاء مكتبة بحثية مصغرة أو قاعدة بيانات للبدائل المتنوعة في تصنيع الدروع الذرية الخرسانية‏.
واعتمد خلالها على الخامات المصرية المتوافرة محلياً وذات الكفاءة العالية في محاولة لإنتاج خرسانة خضراء ومنخفضة التكاليف أيضاً, وتعد الدراسة محاولة جادة ليس فقط للحفاظ على البيئة, بل أيضاً للاستفادة من مخلفات الصناعات المهملة والملوثة للبيئة في مزيجات ركامية متنوعة, مما يجعل لتلك المزيجات الخرسانية المتناولة في هذه الدراسة بعداً بيئياً مهماً يضفي قيمة إقتصادية عالية, ليس فقط لإنتاج خرسانة خضراء ولكن أيضاً منخفضة التكاليف.
وأكد الدكتور وليد مصطفي كمال أن الدراسة تضمنت تقييم أداء الأنواع المختلفة من الخرسانة الثقيلة تمهيداً لاستخدامها في التطبيقات النووية السلمية, كتلك المستخدمة في المفاعلات النووية لتوليد الطاقة الكهربائية, وتستخدم هذه الخرسانات عادةً في بناء الدروع السميكة عالية الكثافة, وعلى أن تكون هذه الدروع هى أيضاً المادة الإنشائية التي يقوم عليها قلب المفاعل النووي، طبقاً لما ورد بجريدة "الأهرام".
ومن أجل ذلك لجأ الباحث لتصميم قاعدة بيانات مبرمجة ومستحدثة لتسجيل النتائج من التجربة العملية التي بدأت خطواتها منذ عام2003, وهو ما يمكن اعتباره نواة لمكتبة قاعدة بيانات معلوماتية بتلك المزيجات الركامية, والتي تبدأ بالتعرض للعديد من الأبحاث التي أجريت محلياً في مضمار تطوير الخرسانة الخاصة; ولا سيما تلك المدرعة للإشعاع, ضمن خريطة تصنيف لتلك الاجتهادات العلمية ونتائجها والمقارنة بينها; وذلك كله بطريقة مميكنة تقدم حصيلة لايستهان بها أمام الباحثين الجدد قبل الشروع في أبحاث مماثلة واتقاء لتكرار ذات المجهودات, كما تعرضت الدراسة لبعض مبادئ إدارة مشاريع الإنشاءات الذرية و تنظيم مواردها.
ويأمل الدكتور وليد أن تحقق دراسته خطوة جادة علي طريق توثيق المكتبة البحثية المصرية في المجالات العلمية المتخصصة بالتعاون مع الجهات العلمية علي مختلف المستويات, من أجل الوصول لرؤية متكاملة لوحدة الموضوع البحثي من الناحيتين النظرية والتجريبية, مؤكداً أن النظر لهذه الرسالة بالرؤية السالفة يجعل منها مبدأ وفكرة مستقلة بذاتها يمكن تطبيقها في فروع العلم المختلفة, أيضاً تساعد على ربط الجانب البحثي بالحلول الصناعية حتي لا تكون المجهودات العلمية مجرد قفزة عشوائية في الظلام, خاصةً أن مجتمع البحث العلمي في مصر ظل يعاني مناخاً من الإحباطات التي أهدرت العديد من فرص مساهمته في تنمية البلاد نتيجة لغياب التنسيق بين مؤسسات البحث العلمي والتطوير في مصر وعدم توافر الآليات المناسبة لنقل إنتاج المراكز البحثية إلى مرحلة التطبيق مما يزيد من عزلتها.