السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بسم الله الرحمن الرحيم

﴿ وَيَسْأَلُونَكَ عَنْ ذِي الْقَرْنَيْنِ قُلْ سَأَتْلُو عَلَيْكُمْ مِنْهُ ذِكْرًا * إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي الْأَرْضِ وَآتَيْنَاهُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ سَبَبًا * فَأَتْبَعَ سَبَبًا * حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ ﴾

في هذه الآية الكريمة وصف للمكان الذي كان ذو القرنين فيه

( حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ
)

لقد بلغ ذو القرنين مكان معين من الأرض سماه الله عز وجل مغرب الشمس

وذلك بسبب رؤية الشمس في أكثر الأيام تقريبا بغروب أنه القطب الشمالي

(وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ) عين غاضبة حمئة كلمة مصرية وهي عربية

ولكن يستعملها أخواننا المصريين بكثرة ونجد كأن فيها أشارة هنا إلى أن ذو القرنيين من المصريين القدامى

عين حمئة : أتت هنا في معنيين وكلمة عين دائما باللغة العربية تحمل أكثر من معنى

الأول تصف كيف أنه وجد الشمس الهيئة التي هية عليها

والثاني تصف المكان الذي كان يقف عنده ذو القرنين

عند النظر إلى الشمس وهي في غروب من القطب الشمالي عندما يكون القمر موجودا في يوم معين

من شهر فيه يكون موقعه فوق الشمس سيكون كهلال وكحاجب يمثل عينا غاضبة

للرائي وفي مثل هذا اليوم كان ذو القرنين هنالك فرآها تغرب في عين حمئة غاضبة

وجدها : أشارة للشمس والهيئة التي هي عليها وهو ينضر أليها من المكان الذي هو فيه

تغرب : (تزول أشعتها, قرصها عن ذلك المكان) وهو وقت معين يحدث في مكان معين على الأرض بسبب دوران الكورة الأرضية حول نفسها وهو الوقت الذي بدء فيه زوال أشعة الشمس قرص الشمس عن ذلك المكان

هنا نجد ما اشار أليه علمائنا في تفسر الآية على أن الشمس (تغرب, تزول أشعتها) عن عين مليئة بالماء الساخن أو الطين ...
وهو المكان الذي كان يقف عنده ذو القرنين ولم يشيرو إلى ان الشمس تنتهي في عين حمئة كما أساء البعض الفهم
.
فيقول ابن كثير في معنى قوله تعالى -حكاية عن ذي القرنين-: (حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ) [الكهف:86].

أي: فسلك طريقاً حتى وصل إلى أقصى ما يسلك فيه من الأرض من ناحية المغرب، وهو مغرب الأرض (وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ) أي: رأى الشمس في منظره تغرب في البحر المحيط، وهذا شأن كل من انتهى إلى ساحله يراها كأنها تغرب فيه، وهي لا تفارق الفلك الرابع الذي هي مثبتة فيه لا تفارقه.
قوله تعالى: (فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ) قيل: معناه: حامية. أي: حارة.

وبهذا اللفظ قرأ ابن كثير، ونافع، وأبو عمرو، وحفص عن عاصم، وقرأ الباقون (حامية) أي كثيرة الحمأة، وهي الطينة السوداء، يقال: حمأت البئر حمأًَ بالتحريك، كثرة حمأتها.

اما تفسير الطبري: اخْتَلَفَتْ الْقُرَّاء فِي قِرَاءَة ذَلِكَ , فَقَرَأَهُ بَعْض قُرَّاء الْمَدِينَة وَالْبَصْرَة: {فِي عَيْن حَمِئَة} بِمَعْنَى: أَنَّهَا تَغْرُب فِي عَيْن مَاء ذَات حَمْأَة [طين], وَقَرَأَتْهُ جَمَاعَة مِنْ قُرَّاء الْمَدِينَة , وَعَامَّة قُرَّاء الْكُوفَة: "فِي عَيْن حَامِيَة" يَعْنِي أَنَّهَا تَغْرُب فِي عَيْن مَاء حَارَّة .
من هذا يتضح أن المدارس القديمة الثلاثة (المدينة والبصرة والكوفة) تفسر الآية على أن الشمس تغرب في عين مليئة بالماء الساخن أو الطين ...

وأود التوضيح أكثر حول معنى كلمة تغرب ويجب أن نفهم ما هو (الظل)

الظل

أن الكون معتم وتواجد الضوء في مكان ما يعني اختراق لتلك العتمة وانتشار لذالك الضوء وتواجد حاجز مادي ضمن مدى انتشار ذالك الضوء يعمل على عدم انتشار الضوء في ذلك المجال فيتكون لنا الظل خلف ذلك الجدار لان الظل هو درجة من درجات العتمة وتكون درجة الظل حسب درجة الضوء ومدى قرب أو بعد ذلك الجدار عن مركز انتشار الضوء وعندما تكون المسافة بين الجدار والضوء معلومة فأن درجة الظل المتكون خلف ذلك الجدار يكون دليلا لمعرفة درجة الضوء . والشمس أقرب أقوى مصدر ضوء على الأرض والأرض حاجز مادي نصفها ضوء والنصف الثاني يتكون الظل ويتكون على الأرض ظلان الظل المحدود والظل الممدود وعدم سكون الظلان يدل على عملية الدوران (للأرض) والظل المحدود يتكون في نصف الأرض المقابل لضوء الشمس ( النهار) حيث يكون كل شيْ تقريبا له ظل ويكون دليلا لتحديد مكان الشمس في السماء ومعرفة الوقت من النهار وأوقات الصلاة سابقا والظل الممدود المتكون في النصف الثاني من الأرض ( الليل ) وندخل في الظل الممدود عند زوال قرص الشمس ( أشعة الشمس) عن المكان الذي نحن فيه عند الغروب ويكون الظل الممدود أطول من الظل المحدود بنسبة للوقت والمكان والمسافة التي يمتد أليها
( ألم تر إلى ربك كيف مد الظل ولو شاء لجعله ساكنا ثم جعلنا الشمس عليه دليلى )

ومن هنا نفهم أن الفجر والشروق والصبح والضحى والظهر والعصر والمغرب والليل هي أوقات معينه تحدث في أماكن معينه على الأرض بسبب دوران الكورة الأرضية حول نفسها وختلاف زاوية سقوط أشعة الشمس على المكان او زوالها عنه .


وأن قلت ( الشمس تغرب )
الشمس : أنت تشير إلى المركز . وأشعتها تصل إلى الأرض .

تغرب : مكان على الأرض بدء فيه زوال (أشعة الشمس) قرص الشمس عن ذلك المكان .



تحياتي للجميع

محمد مظهر مطر