بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله الذي صدق وعده، ونصر عبده، وأعز جنده، وهزم الأحزاب وحده، والصلاة السلام على من لا نبي بعده، رسوله الذي هدى به الأنام، وكشف به شبهات الأوهام، وعلى آله الطيبين الأطهار، وأصحابه المجاهدين الأبرار، الذين أغاظ الله بهم الكفار، وبسط بهم رحمته في جميع الأقطار

أما بعد:



تأثيرات موجات الهاتف المحمول على صحة الإنسان



الكاتب:
اللواء الركن / ناجي خليفة الجاسم

تعد مصادر التلوث التي يتعرض لها الإنسان بإختلاف الصناعات الهائلة التي أحدثت تحولاً واسعاً في تكنولوجيا العالم مؤخراً فبالرغم من أهمية وجودها في حياة المجتمعات المتحضرة لاستخدامها لأغراض شتى إلا أن أضرارها بدأت تؤثر بشكل كبير وإن كان ذلك على المدى البعيد . ولعل التلوث الإشعاعي من أخطر التلوث حالياً ومن بين مصادر اليورانيوم المنضب الذي يبعث ثلاثة أنواع من الأشعة المؤينة ، أشعة ألفا وأشعة بيتا وأشعة جاما .

التلفون المحمول ليس إبتكاراً علمياً مذهلاً فحسب ولكنه من أهم تقنيات القرن الحادي والعشرين حيث تطور استخدامه ليصبح أداه متعددة الأغراض لا غنى عنها فمحطاتها تصدر طاقه إشعاع غير مؤين يكون خطيراً إذا ما تعرض له الإنسان بطريقه مكثفة.
ولقد صاحب انتشار هذا النوع من التلفونات ومحطاته عدد كبير من الدراسات والأبحاث التي تشير إلى الأضرار الصحية الناجمة عن هذه الأجهزة .

خطر الهاتف النقال:



خلصت دراسة واسعة النطاق إلى أن الهواتف الجوالة يمكن أن تؤثر على صحة الأشخاص الذين يستخدمونها ، ويشير البحث الجديد الذي أجراه علماء فنلنديون إلى أن الأمواج الكهرو مغناطيسية المنبعثة من أجهزة الهواتف الخلوية تؤذي الخلايا في الغشاء الحيوي الذي يحمي الدماغ من السموم ، والدراسة الفنلندية التي استمرت عامين هي أول دراسة تظهر أن أمواج الهاتف الجوال الميكرويفية يمكن أن تلحق الضرر بالأنسجة البشرية .

كما حذر مخترع رقائق الهاتف المحمول عالم الكيمياء الألماني فرايد لهايم فولنورست من مخاطر ترك أجهزة الموبايل مفتوحة في غرف النوم على الدماغ البشري وقال في لقاء خاص في ميونخ أن إبقاء تلك الأجهزة ( الهاتف المحمول) أو أية أجهزة إرسال أو استقبال فضائي في غرف النوم يسبب حالة من الأرق والقلق وانعدام النوم وتلف في الدماغ مما يؤدي على المدى الطويل إلى تدمير جهاز المناعة في الجسم .


وأكد في تصريح صحفي أنه توجد قيمتان لتردد الإشعاعات المنبعثة من الموبايل الأول 900 ميجا هيرتز والثاني 1.8 ميجا هيرتز مما يعرض الجسم البشري إلى مخاطر عديدة مشيراً إلى أن الترددات الكهرومغناطيسية الناتجة من الموبايل أقوى من الأشعة السينية التي تخترق كافة أعضاء الجسم والمعروفة بأشعة ( إكس ).


وأشار عالم الكيماوي الألماني أن الموبايل يمكن أن تنبعث فيه طاقة أعلى من المسموح به لأنسجة الرأس عند كل نبضة يرسلها حيث ينبعث من التلفون المحمول الرقمي أشعه كهرومغناطيسية ترددها 900 ميجا هرتز على نبضات ويصل زمن النبضة إلى 546 ميكرو ثانية ومعدل تكرار النبضة 215 هرتز .


وأشار بهذا الصدد إلى عدد من الظواهر المرضية التي يعاني منها غالبية مستخدمي الموبايل مثل الصداع وألم وضعف الذاكرة والأرق والقلق أثناء النوم وطنين في الأذن ليلاً كما أن التعرض لجرعات زائدة من هذه الموجات الكهرومغناطيسية يمكن أن يلحق أضرار بمخ الإنسان .


وقال مخترع رقائق الموبايل الذي يعمل في شركة سيمنس الألمانية للإلكترونيات إن إشعاعات الهاتف المحمول تضرب خلايا المخ بحوالي 215 مرة كل ثانية مما ينجم عنه ارتفاع نسبة التحول السرطاني بالجسم 4 % عن المعدل الطبيعي وحسب منظمة الصحة العالمية فإنه يوجد على مستوى العالم حوالي 400 مليون تلفون محمول ( موبايل ) ويحتمل أن يصل هذا العدد إلى مليار .


وحذر العالم في ختام لقائه من خطورة أجهزة الموبايل على صحة الأطفال وعلى الأجسام الحساسة بالنسبة لكبار السن كالمخ والقلب .

وقد حذرت رئيسة منظمة الصحة العالمية ( كروهار لين برتلند ) الآباء والأمهات من مخاطر السماح للأطفال باستخدام الهاتف المحمول لفترات طويلة وكذلك الخبير البريطاني (وليام ستيروت ) عضو مجلس الوطن للوقاية من الإشعاع .

يُتبع ...