لكم تكررت بيننا العبارة الشهيرة التي ذكرت في القرآن الكريم" و هل جزاء الإحسان إلا الإحسان؟"، و لكنها تبدلت لتصير " و هل جزاء الإحسان إلا الإساءة؟" نعم صدقوني فمعظم ما أراه في أيامنا هذه يدل على ذلك ، و الآن سأسرد عليكم قصة هي خير مثال للمثل الجديد!! .. لقد كان طفلا عاديا نشأ بين أربع إخوة ولدان و بنتان ، لطالما كانت أمه تسمح الكبير و تتركه على راحته ، أما الصغير فقد كان مدللا إلى أبعد الحدود ، و البنتان كانتا غير آبهتين بشئ، و لكن ماذا عن الذي كان يحمل أخاه الصغير و يداعبه طوال طفولته ؟ماذا عن الذي كان كلما طلب طلبا للدراسة من والديه رفضوا ليعطوا من حوله؟!كافح الفتى لينال بكالريوس الإعلام ليشرف أبويه بعدما حصل على المركز الأول في الثانوية العامة، و بعدها سافر إلى الخارج ليعمل في أحد المطاعم سافر إلى الأردن ثم العراق و بعدها استقر في إحدى الدول الأوروبية ، كان دائما ما يبعث بكل مرتبه لوالديه حتى يصرفوا على أنفسهم و يبنوا له شقة ليتزوج فيها ، و بعد عدة سنين أكرمه الله و وجد و ظيفة رائعة في إحدى المجلات هناك ، و ما إن عاد ليخطب بعد عشر سنين من الغربة و العمل الشاق عاد ليرى المفاجأة!! عاد ليرى والديه قد جددا البيت و بنيا لأخيه الصغير شقة مجهزة و زوجا أخاه الكبير و جهزا أختيه للزواج من ماله ، أما هو فلم يحظى بشئ من ماله ..يا لها من صدمة كبيرة !! كيف هذا و قد كان هو أكثر أخوته إحسانا ..و ألينهم قلبا و أرحمهم فؤادا ؟!
ماذا جنى ليحدث كل هذا ، و قد كان الكبير بخيلا و متحجر القلب ، و الصغير كذابا و مخادعا؟ مرت الأعوام و تزوج بامرأة رائعة عاقلة و حكيمة و جميلة لطالما حسدوه عليها و أنجب من البنات ثلاثا و كان راضيا ، و بعدخمس سنوت انتقل ليعمل في جريدة مشهورة و فتح الله عليه ، و اكن فجأة اتصلوا بزوجته ليخبروها بأن والدتها تعاني من مرض خطير و قد تموت في أية لحظة!! اضطرت الأسرة إلى العودة من جديد ليستقروا بمصر و بعد وفاة حماته جلس يوما في الشرفة ليسمع الفاجعة ، فقد حدثت مشادة كلامية بين أخويه حتى قال أحدهما للآخر بصوت مرتفع : ألست أنت الذي دعوت عليه بألا ينجب ولدا حتى نرثه؟ و في النهاية تحقق من صحة الكلام ، و لكن ماذا يفعل يا ترى لقد احتسب أمره عند الله .
و في يوم من الأيام وردت البشرى و هي أن زوجته حامل في ولد، و ما إن علم أهل البيت بالخبر حتى ظهرت الأحقاد الدفينة و القلوب المريضة .. و من من إنها من أقرب الناس إليه حاول أن يتعايش و لكنه لم يستطع البقاء فقرر العودة من جديد إلى أوروبا بعدما ولدت زوجته عبد الرحمن ..يا لها من فرحة كبيرة جاءت بعد 13 سنة..
طلب منه أخوه الصغير أن يسافر معه إلى الخارج بعدما تزوج و أنجب من وراء أهله و رغم ذلك سامحته أمه كالعادة..
لم يرفض الأخ الحنون مساعدة أخيه الصغير ظنا منه بأن ذلك يمكن أن يطهر قلبه على الرغم من أنه كان يمتلك وظيفتين في بلده و لكن ماذا تقولون إنه الطمع و الجشع
على العموم سافر الصغير الجشع ثم اصطحب زوجته و ترك أولاده عند أمه و الشارع و ظل هناك لمدة سنتين و العجيب أنه لطالما كان يستدين من أخيه و يطلب منه النقود بحجة أنه لا يجد و بعد ذلك يتصل بأمه ليكذب عليها و يقول أن أخاه لا يهتم به..انظروا إلى البجاحة و الكذب ، و الأخ المؤمن يقول بأنه لا يهمه سوى رضا و الديه عليه، ثم طلب من أخيه أيضا أن يوظف له امرأته التي لا تحمل سوى الشهادة الإعدادية بحجة أنه قد يوظفها في أحد الأماكن المشبوهة ليحصل على النقود فقط و هنا ثارت ثائرة أخيه البار الذي قام بتوظيفها كمشرفة باص حتى يكون قد ستر مسلمة...
و مع ذلك لم يكف الشيطان الصغير عن ألاعيبه فقد ظل يدور في المقاهي و الصالونات يشكو من أخيه و يتحدث عن بنات أخيه بما لا يليق و يكذب هنا و هناك ليشوه سمعة أخيه بلا مبرر أو سبب!!
إنه حقا لأمر لا يعقل فكلما رأيت هذا الرجل أيقنت أن الغدر و الجحود انتشر بطريقة غير متصورة و أن الطيبين لم يعد لهم مكان في هذه الدنيا و لكن مكانهم و جزاءهم عند الله
و القصة لم تنته بعد..........................
رد مع اقتباس
مواقع النشر (المفضلة)