المعادلة الكبرى للنظام الكوني


3 =* α Ω




مقدمة :

إذا كان الدين الإسلامي يعتمد على بديهة العقل، فإنه بجانب ذلك، يولّد في الإنسان الوعي بما حوله، ويأمره أن ينظر إلى كل عناصر الكون، وإلى كل آيات الله عز وجل، لأن آيات الحق سبحانه وتعالى هي آيات الله الكونية في الزمان والمكان، وفي هذه الأخيرة توجد القوة، والقوة لا تتولد إلا بالعلم، وعندما نتحدث عن العلم فإننا نقصد به العلم الإلهي الذي يعتبر محصلة العلوم والمعرفة.

فالبحث العلمي إذن، يعتبر الدعامة الأساسية التي تقوم بتحويل الكون المرئي المشاهد إلى كون متحرك، له نبضات قوية تعمل على دفع عجلة الإنسانية إلى الرقي والازدهار، وتجعل الإنسان مرتبط بعالم المادة والروح، وتضمن للمسلم العيش الرغيد في فضاء كوني.

وإذا كان النقص يعتري بعض الدراسات في مجال البحث العلمي في القرآن الكريم والسنة المطهرة، فعلى علماء الأمة الإسلامية التحرك - وهذا يمكن حدوثه –، بل عليهم

أن يسارعوا لخدمة القرآن الكريم في شتى ميادين المعرفة، وبإمكانهم كذلك أن يتقدموا لتصحيح مسار العلم في العالم ووضعه في إطاره المناسب، ليظهروا الحقائق العلمية الذكورة في القرآن الكريم والسنة النبوية للأقوام بلغة ميسرة وواضحة، مقتدين في ذلك

بكلام رب العالمين: " ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر " ( القمر -17)

إن المذهل حقا، هو احتواء القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة لنظريات وقواعد علمية قد تحجب أحيانا وتظهر أحيانا أخرى، وبما أن السمع والبصر والفؤاد هي الأجهزة المسئولة على إظهار الحقائق الكونية، كما نصت على ذلك الآية الكريمة :

" ولا تقف ما ليس لك به علم، إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولا " ( البقرة – 186)

فإننا سنعتمد على خالقنا سبحانه وتعالى لقراءة النظام الرياضي للكون، والذي يمثل نظاما ثلاثيا من الشكل: Ω = 3*α

حيث α يمكن أن تأخذ القيم : 1 أو 2 أو 3 ....، أو أي عدد محدود طبيعي .

كما أننا سنقف عند محطة عقلمانية ( عقلية + إيمانية ) وخوارزمية الفكر، كي نعيد النظر عن بصيرة في تركيبة الكون المتجانس والقائم على نموذج رياضي، ممّا يدلّ على وحدانية الخالق من جهة،كما أننا نريد من هذا البحث إظهار معجزة كونية،ألا وهي تركيبة الكون الثلاثي النظام ،سواء كان ذلك على مستوى :

1- القرآن الكريم (الكون المقروء) والسنة النبوية .

2- خلق الكون المادي ( الكون المشاهد)

3- قصص الأنبياء والرسل .

4- المصطلحات القرآنية ( المجاهدون ، المؤمنون، الكافرون،......)

5- التربية الإسلامية .

6- المواد العلمية : رياضيات ، فيزياء ، كيمياء، بيولوجيا ،

فكيف يتم ذلك ؟

ذلك ما نتركه للقارئ، في هذه الرحلة الإيمانية والعقلية والعلمية التطبيقية في عالم الصفاء وحرية الفكر، يقرأ ليتدبر، ويتدبر ليبرهن، ويبرهن للوصول إلى نظام الكون، ويصل لنظام هذا الكون من أجل بناء عقيدة سليمة تؤهّله ليكون في مستوى الحوار مع خالق هذا الكون والاستخلاف على الأرض، وتكون له صاحبة في دنياه وقبره ويوم لا ظل إلا ظله .

المصطلحات المستخدمة :

في هذا البحث، نستخدم مصطلحات علمية مثل : الخوارزمية ، الفتق، الرتق ، الطي ، الذرة، المركّبات، النظام البيولوجي، النظام الثلاثي، خواص الفرق، العقلمانية .

ملحوظة مهمة : أدعو الحق سبحانه، ألا يحكم الباحث الكريم على هذا العمل من خلال قراءته للأسطر الأولى لهذا البحث، بل ينتظر إلى حين انتهائه من البحث كاملا، بعدما يكون قد استعمل الأدوات الثلاث

مصداقا لقول رب العالمين ،

"ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولا" ( البقرة -186)

مدخل :

بادئ ذي بدء، نريد أن نلفت فكر القارئ الكريم ،أننا لا نقوم بوضع تقابل بين الأعداد (في صيغتها المترية) والأشكال الهندسية الكونية، وإنما نريد بناء دراسة تحليلية للظواهر الكونية، مقترحين في ذلك عدة نماذج تساند التفكير العلمي، ونعطي لذلك البرهان المادي كي يطمئن القارئ للقضايا التى تسقط عليها عيناه في رحلته، مصداقا لقوله تعالى :

" قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين " ( البقرة - 111)

وللتعرف على النظام الثلاثي ودوره في هذا الكون، سواء كان ماديا أو روحيا، ارتأينا تقسيم بحثنا إلى مجالات أطلقنا عليها اسم: الرحلات الكونية، وتبتدئ هذه الرحلات من بداية الكون إلى نهايته، مرورا بمسيرة الإنسان منذ بدايته إلى منتهاه الأخير، غدا يوم القيامة.

الرحلة الكونية الأولى

1 - نشوء الكون (لحظة البداية)

لم يكن للعالم في بدايته وجود ، ولقد شاء الحق سبحانه وتعالى أن يبدأ الخلق من سماوات وأرض وما بينهما من نقطة مادية صغيرة ذات كثافة عالية (أكثر من ملايير كثافة الرصاص ) ودرجة حرارتها تفوق 000000000000 1 درجة مئوية، فماذا حدث ؟ وما هي النتائج المترتبة عن ذلك؟

إن الفكرة السائدة العلمية هي نظرية الانفجار الأعظم، ومعنى ذلك أن الكون انطلق من نقطة ذات كثافة كبيرة وحرارة عالية، فحدث في لحظة من اللحظات ( يقال أن ذلك حدث منذ 18 مليار سنة تقريبا-حسب زعم العلماء-)، ما يسمى بالانفجار الأعظمBIG BANG، الأمر الذي تولد عنه تناثر أجزاء الكون، وأخذ بالاتساع دون توقف إلى يومنا، وهذا ما ذكره رب العالمين في كتابه الكريم منذ خمسة عشر قرنا حينما قال:

" أو لم ير الذين كفروا أن السماوات والأرض كانتا رتقا ففتقناهما " ( الأنبياء-30)

تولّد عن هذا الإنفتاق ثلاثة عناصر أساسية :

أولا : السماوات

ثانيا : الأرض

ثالثا : ما بينهما

مصداقا لربّ العالمين: " وما خلقنا السماء والأرض وما بينهما باطلا" ( ص- 27)

كما أن الحق سبحانه وتعالى سخر للإنسان المخلوقات كلها لتكون له مدخلا من مداخل العقيدة ، مصداقا لقول الحق سبحانه وتعالى :

"إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولى الألباب"(آل عمران-190)

فهذا المدخل ، ذكر في سورة آل عمران ، ورقمها ثلاثة .

نتيجة البداية كانت خلق ثلاثة عناصر رئيسية