شركة انجاز لتصميم وتطوير المواقع الإلكترونية

النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: تاريخ الفلك الرياضي من خلال العالم أوتو نيوجبور

  1. #1
    فيزيائي متميز
    Array الصورة الرمزية Thepunisher
    تاريخ التسجيل
    Apr 2010
    الدولة
    مــــــــــ$مصر$ــــــقبرة الغزاه
    المشاركات
    137
    شكراً
    0
    شكر 0 مرات في 0 مشاركات
    معدل تقييم المستوى
    177

    تاريخ الفلك الرياضي من خلال العالم أوتو نيوجبور

    البحث عن الرياضيات والفلك القديم في الحضارات القديمة
    ليس هناك مبالغة لأن نقول إن دراسة الحسابات الفلكية في عصرنا قد عرف بشكل كبير من خلال واحداً من العلماء وهو أوتونيوجبور (ولد في 26 مايو 1899 وتوفى في 19 فبراير 1990) لقد بدأ كدارس لعلم الرياضيات ثم اتجه لدراسة علم الرياضيات المصري القديم وبعد تكملة الطبعة الشاملة في تحليل دراسة علم الرياضيات عند البابليين انشغل في دراسة الحسابات الفلكية والتي كرس لها بعد ذلك معظم وقته وتفكيره .
    ومن خلال خمسة وستون عاماً من العمل المثمر وعبر ثلاثة أجيال من معاصرة الزملاء والطلاب يكون قد خلق وإلى حد كبير في أذهاننا فهماً للفلك الرياضي ـ من خلال مصر وبابل ومن خلال الآثار اليونانية الرومانية ، وعن الهند ، والإسلام وقارة أوروبا في العصور الوسطى وعصر النهضة. لقد ولد نيوجبور في مدينة انسبروك في النمسا. وانتقلت عائلته في الحال إلى مدينة جراز حيث التحق بالمدرسة الثانوية الألمانية وأصبح مهتماً وبشكل كبير بالعلوم الرياضية والميكانيكا (الأكاديمية) والرسم الفني أكثر من اهتمامه باللغة اليونانية أو اللاتينية ، وأدرج ضمن صفوف الجيش النمساوي بعد تسلمه شهادة التخرج سنة 1917 وقبل مضي زمناً طويلاً وجد نفسه ملازم أول في سلاح المدفعية على الجبهة الإيطالية وبعد تفرغه مباشرة من إنهاء الخدمة العسكرية التحق في خريف سنة 1919 بجامعة جراز لدراسة الهندسة الكهربية والفيزياء وفي سنة 1921 انتقل إلى جامعة ميونيخ حيث كان يواظب على حضور المحاضرات والتي كان يلقيها أرنولد سومرفيلد وآرثر روزينتال وخلال هذه السنة تحول اهتمامه إلى دراسة الرياضيات ، وبناء على نصيحة أستاذه أرنولد فقد انتقل في خريف سنة 1922 إلى معهد دراسة الرياضيات في جامعة جوتنج وقد بدأ دراسته مع مدير المعهد الجديد ويدعي ريتشارد كورانت والذي أصبح من أصدقائه المقربين وكذلك فقد تلقى الدراسات مع "ادموند لانرو" و" إيمى نويثر" وفي سنة 1923 أصبح مساعداً في المعهد ومساعداً خاصاً لمستر كورانت في سنة 1924 ومن الأمور الرائعة أن أصبح مسئولاً عن المكتبة في المعهد ـ ولكن مرة أخرى تغيرت اهتماماته واتجهت هذه المرة إلى دراسة تاريخ علم الرياضيات لدى المصريين القدامى ومن أجل هذا درس اللغة المصرية القديمة (الهيروغليفية) مع "هيرمان كيس" و"كورت سيز" وكان بحثه في مجال أسس الكسور الرياضية المصرية من خلال بردية الراين للتعبير عن الكسور التي تأخذ شكل 2/ن على أنه رمز لوحدة كسور مختلفة (الكسور ذات البسط "الكسور الاعتيادية") .
    وفي سنة 1927 تلقى درجة علمية من أجل دراسته لتاريخ علم الرياضيات، وفي الفصل الدراسي في الخريف أصبح متخصصاً وبدأ يحاضر في علم الرياضيات وتاريخ الرياضيات القديمة ، وفي هذا الوقت تزوج من "جريت بروك" وهي زميلة في الدراسة وأخصائية ممتازة في الرياضيات، والتي قامت بمساعدته فيما بعد في كثيراً من أعماله. وقد رزق بطفلين وهما "مارجو" وقد ولد في سنة 1929 و "جيري" في سنة 1932 وأسس بالاشتراك مع " توبلتز " و "جي ستينزل" كمحررين شركاء ما يعرف باسم المصدر والدراسات في الفلك والرياضيات، والمصادر والدراسات في فروع الفيزياء وهي مجموعة " سلسلة سبرنجر" والتي كرست لخدمة دراسة تاريخ العلوم الرياضية وقد انقسمت إلى جزءين الجزء (أ) لنشر المصادر والجزء (ب) للدراسات والتي نشر فيها وثائق مستفيضة عن التقنيات الحسابية المصرية القديمة سنة 1930 إلى سنة1931 . ومع ذلك فإنه منذ سنة 1927 كان يتخير ويتحرى كتابة الموضوعات الأكثر أهمية وإثارة وبخاصة علوم الرياضيات عند البابليين والتي من أجلها تعلم اللغة الأكادية وعمل في روما مع البابا دايميل في معهد بونتفيشو لدراسة الإنجيل وكان مقاله عن علم الرياضيات عند البابليين ، وفي سنة 1927 كان هو المؤسس لنظام الكسر الستوني المرتبط بالرقم (60) وقبل نهاية عام (1929) كان يقوم بجمع مادة جديدة ومجموعات أخرى من المنشورات الأساسية لمجموعة القوانين وأثناء السنين القليلة القادمة نشر عدداً من المقالات وكان معظمها عن "المصادر" والدراسات" (ب) وفي آخر الأمر نشر مجموعة كاملة للنقوش الرياضية القديمة المصدر والدراسة (أ) في ثلاثة مجلدات وذلك في سنة 1935 إلى سنة 1937 ، وفي البداية فقد تضمنت مقالاته في المقدمة العبارة التي اقتبسها من أناثولي فرانس أحد المؤلفين المفضلين إليه وهي "إن كثرة الوثائق شيئاً صعباً ويسبب ضيقاً للمؤرخ" ولم تكن هذه هي المرة الأخيرة بل إنها من أجل إثبات إنه على حق. وتكون نص النقوش الرياضية القديمة عمل ضخم حجما وموضوعاً أو جملة وتفصيلاً وإن محتويات هذه النقوش والنصوص توضح ثراء الرياضيات عند البابليين وتفوقها على ما عداها وعلى أي شئ يستطيع الفرد تخيله وعلى معرفة الرياضيات لدى المصريين واليونانيين .
    وفي سنة 1931 أصبح المحرر المؤسس لمقالات الصحيفة الرسمية في مجال الرياضيات داخل حدود الوطن ويعتبر هذا من أهم منجزاته في مجال الرياضيات الحديثة وقد رقي في السنة التالية لمنصب رفيع وأسس علم النتائج الرياضية داخل حدود الوطن وسلسلة سبرنج في الرياضيات المعاصرة وفي سنة 1933 اشترك مع فلوج للكتابة الرئيسية القصيرة في مجال الميكانيكا والتي انفصلت عن الجريدة الرئيسية. وقد تغيرت مجريات الأمور السياسية وفي يوم 30 يناير أصبح هتلر مستشاراً وفي السابع من شهر إبريل التالي استن قانون بخصوص الحق في انتزاع أو عدم تمتع الذين لا ينتمون للجنس الآري بالمزايا والخدمات المدنية وكذلك المشكوك في ولائهم. ثم صدر قراراً في الصحيفة المحلية في يوم 26 إبريل بإجلاء ستة من أساتذة الجامعات وكان من ضمنهم " كورانت" و " نويثر" وقد اختار كورانت من بعده نيوجبور ليعمل مديراً للمعهد ولكن الطلاب قد هاجوا وأوقفوا محاضرات "لانراو" و "بول برنايز " وقاموا بمهاجمة نيوجبو على إنه شخص لا يعتمد عليه من الناحية السياسية (حيث كانت أراءه دائماً متحررة). وفي عطلة نهاية الأسبوع طلب منه أن يؤدي يمين "يقسم يمين الولاء للحكومة الجديدة" وعندما رفض فصل مؤقتا وحرم من دخول مبنى المعهد وبعد عدة شهور من عدم تيقنه بما سوف يحدث بعد ذلك فقد رتب هارالدو بوهر تعيينه لمدة 3سنوات كأستاذ في كوبنهاجن وقد تولى نيوجبور مهام منصبه في يناير 1934. وفي كوبنهاجن في الفصل الدراسي الصيفي قام بإعداد سلسلة من المحاضرات عن علم الرياضيات لدى المصريين والبابليين والذي أصبح من أوائل كتبـه الموجهـة إلى القراء العامة " الرياضيات الحديثة " " سبرنجر (1934 ، 1969) والذي كان يقصد منه أن يكون كأول مجلد من مجموعة مكونة من ثلاث مجلدات تتناول الرياضيات الحديثة والقديمة، أما المجلد الثاني وهو خاص بالرياضيات لدى اليونانيين وبخاصة أرشميدس وأبولوينوس وعن الرياضيات قبل اقليدس كما يتناول بشكل رئيسي الفلك لدى البابليين وعند البطالمة وحتى هذه اللحظة فإنه لم يقم إلا بكتابة مقالة واحدة والتي تناول فيها الفلك في بابل كما كتب مقالاً عن آلهة الجمال في بلاد ما بين النهرين سنة 1928 قبل لانجدون "فوز رنجهام" و "سكوتش" واستبعد فيها التسلسل الزمني لحكم الأسرة الأكادية وقد تناولها من أوج مجدها إلى أفول نجمها. وفي سنة 1938 قام بعمل مشابه تناول فيه الأسرة الحاكمة المصرية والتسلسل الزمني وأوضح فيه العمل بنظام تقويم السنة المصرية 365.25 لتاريخ بداية التقويم المصري. ومع ذلك فقد كان هناك 3 مجلدات لم تكتمل أبداً كما أخبرنا هو نفسه بالقصة في وقت لاحق وللسبب الآتي : فأثناء العمل في النصوص الرياضية المكتوبة بالخطوط المسمارية فقد فكر إنه من المهارة أن نكتب عن أهمية النصوص الفلكية المسمارية وعلى الأخص التقويم وذلك في شكل عمليات حسابية وذلك بالنسبة للمجلد الثالث وقد تم التعرف على هذه المجلدات عن طريق (ستراس ماير) وقام بفك طلاسمها إبينج في أعوام الثمانينات في القرن التاسع عشر. ولأن كثيراً من هذه المجلدات قد نشر وتم تحليلها عن طريق كوجلر بالكتابة البابلية عام (1900) وكانت عن الأسرة الحاكمة في بابل وتم نشرها في أعوام (1907 ـ 1924) واصبح معقولاً ومنطقياً أن نقوم بتلخيص النتائج التي توصل إليها كوجلر وضمهم إلى النصوص الأكثر قليلاً والتي تنشر في الوقت الحالي وقد بلغت 50 نصاً ككل. ولكي يستعيد الأجزاء التالفة والمفقودة من النصوص فقد قام بتطوير عدداً من الخطوات مستخدماً المعادلات الطولية وربطها من الفترات الزمنية مستخدمين كثيراً من الخطوط لكل وظيفة عملية حسابية في التقويم كما لو كان غير معروف (مجاهيل).
    وكان من نتائج هذه المراجعات ( التحقق ) هو الوصل والتأريخ لكثيراً من الكسور الغير مترابطة سالفاً. وبالنظرة الثاقبة نعرف أن بعض العمليات الحسابية كان يستخدم باستمرار منذ مئات السنين وعلى العموم فقد تحقق نوعاً من الفهم الأكثر عمقاً كتركيب النصوص الرياضية وقد أدرك أن كل ما يتطلبه الآن لا شئ سوى طبعة جديدة لكل النصوص مع التحليل المستمر بطريقة منهجية ، وقد تعدى المشروع حدود بنيته الأساسية ، ولذلك فقد نحى جانباً دراسة علوم الرياضيات اليونانية وذهب ليعمل بجد في مجال علم الفلك عند البابليين وفي أول الأمر فإن نشر النتائج قد جاد سريعاً مبتدئاً بمقاله عن منهج التأريخ وتحليل النصوص مستخدماً المعادلات الخطية وذلك في سنة 1936 . وقد نشر بعد ذلك سلسلة من المقالات بدأها باقتراح طبعة كاملة لكل أنواع النصوص الفلكية عند البابليين سواء أكانت رياضية ، فلكية ، أو خاصة بالتنجيم وكذلك البشارات السماوية وذلك بالتعاون مع مؤلفين " محررين آخرين " وفي سنة 1936 وسنة 1937 ألقى نيوجبور محاضرات عن نظرية خسوف القمر وكانت النتائج الأولية لتحليلاته الجديدة هي الأساس لمقالين "المصادر" والدراسات (ب4) والتي أوضح فيها تطبيقات العملية لمناهجه ولأساليبه. ولكن بعد ذلك توالت الأحداث ففي خريف سنة 1938 كانت قد مرت عليه سنوات كثيرة قبل أن يقوم بتكملة الجزء الخاص بمشروعه العظيم وأثناء هذه الفترة بالكامل ساءت الأحوال في ألمانيا وكان هناك اهتماماً بالجريدة الرئيسية والتي كان نيوجبور يقوم بتحريرها بمساعدة زوجته في كوبنهاجن وكان يقوم بنشرها سبرنجر في برلين وفي يوم 14 مارس سنة 1938 كتب إليه ويلهالم من همبورج وهو عضو في مجلس إدارة المحررين يبدي رأيه في أن عدد المساهمين الألمان ونسبة الكتابة باللغة الألمانية قد اضمحل وبشكل ثابت وإذا استمر الحال على هذا المنوال فإن عاجلاً أو آجلاً سوف تتولد صعوبات لدى الناشر وقد أرسل نيوجبور رداً شديد اللهجة قال فيه إن الجريدة المركزية الدولية تستخدم في أول يوم من تحريرها أعظم كتاباً للمقالات وإذا كانت نسبة توزيع النسخ الإنجليزية قد زاد فهذا لأن نتاج الكتابات في مجال الرياضيات قد زاد في أمريكا وأن معظم كتاب المقالات المنافسين أمريكيين (فهناك حوالي ثلاثمائة كاتب نصفهم أو أكثر في أمريكا وإنجلترا وحوالي 60 كاتباً في ألمانيا).
    ولذلك فإن التغييرات التي كان ينتويها ولهالم من شأنها تدمير الجريدة الرئيسية وفي الخريف أصبح التهديد حقيقة ملموسة. وذلك عندما التقى نيوجبور قراراً بالكتب الممنوعة فقد وجد أن ليفي سيفتيا قد شطب من مجلس إدارة التحرير وقد كتب إلى فرديناند سبرنجر بشأن هذا الموضوع وقد تسلم الرد وهو أن اسم ليفى قد استبعد لأنه قد فصل من الأستاذية في روما بسبب عداءه للتشريع القائم ضد السامية في إيطاليا وقد أحل سبرنجر في طلب وعد حاسم من نيوجبور قبل الأول من ديسمبر وهو أن عمل علماء الرياضيات الألمان لم يعد ليراجع من قبل المهجرين وهذا دليل على أن يد سبرنجر كانت مضطرة إلى هذا ومن ناحية أخرى كان هذا دليلاً على أن الأحوال قد أصبحت لا تطاق. وفي الحال رفض نيوجبور قبول هذه الشروط وكتب إلى أعضاء مجلس التحرير يخبرهم بأنه ينوي على الاستقالة بسبب قرار الأول من ديسمبر وقد أرسل كارتاً بريدياً إلى كتاب المقالات يعلن فيها استقالته وكان التأثير وكانت النتيجة درامية. وقد أرسلت الخطابات وبرقيات الاستقالة إلى سبرنجر من بوهار وهاردى وكورانت و تماركن وفبلن وهم الخمس من أعضاء مجلس التحرير وكذلك أرسلت برقيات وخطابات الاستقالة من قبل عدداً كبيراً من النقاد وقد قلت الكتابات باللغة الإنجليزية بالنسبة للجريدة الرئيسية بقدر كبير وذلك قبل منتصف سنة 1939 وقد تكون قد انتهت بشكل نهائي سنة 1940 وقد علقت الجريدة الرسمية منشوراً في سنة 1944 منذ استئناف نشاطها في سنة 1948 وكان كل إصدار "طبعة" تحمل إعلان كتب عليه "قام بالتأسيس نيوجبور" . لقد أصبح واضحاً إن الجريدة الرسمية لم يعد في الإمكان الاعتماد عليها، وفي الولايات المتحدة تم اتخاذ إجراءاً فورياً لاستبدالها وتم استدعاء نيوجبور من أوروبا إلى الولايات المتحدة الأمريكية ، وكان "فبلن" على علم بالموقف من خلال "ريتشارد" سكرتيرجمعية الرياضيات الأمريكية "ودين" من المدرسة العليا في جامعة براون وتحرك ريتشارد بسرعة. وكانت هناك قوتان أساسيتان تعملان في إحضار نيوجبور وكان ريتشاردسون واحداً من ضمن هؤلاء المدافعين وأقواهم بالنسبة لإنشاء صحيفة جديدة والذي يقوم براون بتوفير كافة التسهيلات وكانت القوى الثانية هو أركيبولد مؤرخ علم الرياضيات والذي أسس مجموعة من الرياضيات الرائعة في مكتبة براون وفي 20 ديسمبر كتب كلا من ريتشاردسون وديستون رئيس جامعة براون إلى نيوجبور ـ ليمنحه الأستاذية في قسم الرياضيات وطلب من ريتشاردسون كذلك رئاسة جريدة أمريكية مشابهة للجريدة الرسمية . وقد أتى نيوجبور بسلامة الله في السادس عشر من فبراير ليقيم لمدة 10 أسابيع وقد أعلن ريستن رئيس جامعة براون قبوله لأستاذية نيوجبور. وفي السابع والعشرين من فبراير تم اتخاذ الترتيبات ليبدأ نيوجبور العمل في المقالات الرياضية هذا الصيف وفي مايو عاد نيوجبور إلى كوبنهاجن ، وقد توقف في طريق عودته في كمبريدج ليلقي محاضرات في كلية ترينيتي وقبل منتصف فصل الصيف عاد برعاية الله مع عائلته حيث التحق في الحال (أولاف شميث) أحد طلابه ومساعديه في مجال البحث في كوبنهاجن واستمر يعمل كأستاذ مساعداً بينما عمل كمحاضر في قسم الرياضيات وكان العمل الأساسي هو إنشاء قسم للمقالات الرياضية حيث تم إدراج 350 مقالاً في مقابل سبعمائة مشتركاً قبل ظهور الإصدار الأول وقد أسند جزءاً كبيراً من إدارة التحرير إلى ويلي فيلر والذي اصبح المحرر التنفيذي في سنة 1944. وقد حول نيوجبور براون إلى معهد رائد لدراسة تاريخ العلوم الدقيقة. في السنة الأولى قام بتدريس الفلك لدى البابليين وبعدها بسنة واحدة ألقى سلسلة من المحاضرات العامة عن التسلسل الزمني للأحداث التاريخية كما ألقى محاضرات من وقت لآخر في جامعات أخرى وأسس مع أركيبالد صحيفة جديدة في تاريخ العلوم الرياضية ، وقد قام " منكس جارد " بإصدارها وقامت جامعة براون بتقديم العون المالي. وقد ظهر الإصدار الأول في سنة 1941 ولكن عندئذ اندلعت الحرب وبعد ذلك. وأصبح استمرار الجريدة مستحيلاً . وفي ربيع سنة 1941 ألقى محاضرة في المعهد الشرقي لجامعة شيكاغو وهناك قابل شاباً صغيراً يعمل في مجال علم الآثار الأشورية وهو إبراهام ساكس والذي حصل على الدكتوراه من جامعة جونز هوبكنز في سنة 1939 وكان يقوم بعمل قاموس شيكاغو في اللغة الآشورية وقد وجد نيوجبور في الحال إن ابراهام هو الشخص الذي يستطيع أن يواصل ويكمل مشروعه العظيم لنشر كل النصوص الفلكية ورتب الأمر مع مؤسسة روكفلر من أجل استدعاء ساكس إلى جامعة براون كزميل في مؤسسة روكفلر وعندما تم إنشاء قسم تاريخ الرياضة سنة 1947، التحق ساكس بالكلية وأصبح أستاذاً مساعداً في سنة 1949، وأستاذاً في سنة 1953 واستمر ساكس لمدة تزيد على الأربعين عاماً من أقرب الزملاء والأصدقاء بالنسبة لنيوجبور وناقش معه بإسهاب كل شيئاً قام بكتابته تقريباً وكان اللقاء التالي في علم دراسة المصريات " دراسة الآثار المصرية " ومن أجل ذلك أخبر ويستون نيوجبور ليجد متخصصاً في علم المصريات ولم يكن الاختيار نفسه صعباً فمنذ سنة 1945 كان يتعلم عن طريق المراسلة مع ريتشارد باركر دراسة علم الفلك عند المصريين وكان ريتشارد باركر أستاذًا مساعداً في جامعة شيكاغو وقد أصبح بعد ذلك مديراً مسئولاً للمعهد الشرقي لمساحة النقوش في الأقصر ولم يكن من السهل استقدامه ، ولكن نيوجبور، وديستون قد استدعوه.
    وفي خريف سنة 1949 أصبح باركر أستاذاً لعلم المصريات في ويلبور، وفي سنة 1959 فإن جيرالد تومر والذي أصابه الرعب من جانب زملائه في قسم الدراسات القديمة في اسكفورد قد أصبح مهتماً بعلم الرياضيات القديمة وقد وفد خصيصاً كدارس لمدة عامين وبعد العودة لعدة فصول دراسية متتابعة أصبح أستاذًا مساعداً والعضو الثالث في القسم في سنة 1965 وأخيراً فان دافيد بنجرية والعمل بدأ العمل مع نيوجبور كطالب في الدراسات العليا ثم زميلاً ذو درجة علمية وزميلا حديث السن في السنسكرين والدراسات القديمة في جامعة هارفارد والذي أصبح الشخص الثالث الذي تم اختلاسه من معهد الدراسات الشرقية وقد التحق بالقسم في سنة 1971 وبعد عامين من الاعتزال الأسمى لنيوجبور في سن السبعين ويكاد يكون هناك موضوعاً مشتركاً في تأريخ العلوم الدقيقة من القديم إلى عصر النهضة بين نيوجبور وزملائه ساكس ، باركر، تومر ، وبنجرية وعلى الأخص اللغة القديمة لم يتم تغطيته من جامعة براون. وكان من ضمن طلاب جامعة براون أولاف شميث ، أسجر ايبو ، برنارد جولدشتاين والطالب الحديث الكسندر جونز وكان هناك عدداً من الزائرين المنتظمين وعلى رأسهم مستر كيندي والذي وفر كزميل في مؤسسة روكفلر في سنة 1949 إلى سنة 1950 والذي كان يعاود الزيارة كل أربع سنوات واستمر الحال لمدة 30 سنة وكذلك مستر (سويرولو) والذي كان يفد بانتظام بعد سنة 1969م وكان عمل كل هؤلاء الأساتذة وطلابهم والزائرين الآخرين هو الإنتاج المباشر للمدرسة التي أنشأها نيوجبور في براون وبالطبع فقد امتد تأثيرها "تأثير كتاباته" إلى كل باحث جاد في تاريخ العلوم الرياضية.
    ومنذ اللحظة التي وصل فيها نيوجبور إلى الولايات المتحدة بدأ الكتابة باللغة الإنجليزية وأثناء السنوات القليلة الأولى نشر عدداً من المقالات العامة عن علم الفلك والرياضيات القديمة يصف باختصار محتوى هذه العلوم وأساليبه في التفسير والشرح وما يعتبره أهم المناطق إثارة لمستقبل البحث، وهذه المقالات ( الخاصة بالفلك والتاريخ قد أعيد طبعها فيما بعد ) لم تكن فقط مقدمة لاهتماماته وأساليبه باللغة الإنجليزية . ولكنها كانت بمثابة إهداءه الأول والكبير لمجموعة قراءة بوجه عام من المؤرخين للعلوم التقليدية والعلوم الإنسانية والآداب الكلاسيكية. وقد استعرض فيها نوعاً من الإثارة لاكتشافه الجديد في العلوم القديمة وإن نضوج هذه الكتابات كانت هي العلوم القديمة الدقيقة (1951 ـ 1957). وقد شملت هذه العلوم مسح لعلوم الرياضيات والفلك المصرية والبابلية وعلاقتها بالعلوم الهيلنية والعلوم الناشئة منها ولكنها كانت أكثر من مجرد عمليات مسح لهذه العلوم ، أما بالنسبة لنيوجبور فقد سمح لنفسه بقدر من الحرية للتعليق على موضوعات امتدت من القديم إلى عصر النهضة وكانت النتيجة في رأيه هو إصدار أفضل الكتب على الإطلاق كتب من أجل القارئ العادي وهو الخاص بالعلوم القديمة. وفي سنة 1983 نشر بالاشتراك مع سبرنجر مجموعة من المقالات في مجال الفلك والتاريخ وقد اختيرت لتكون بمثابة تكملة للعلوم الدقيقة ومع وجود الطبعتين المعاصرتين في مجال العلوم الدقيقة أهم ما نشر عن تأريخ العصور الوسطى وعن الفلك لدى الميامين سنة 1949 وقام بالتعليق على تقديسهم لبزوغ القمر وقد تم الترجمة عن طريق سولومون جاندز سنة 1956م وبالتعاون مع خبير الآثار الأشورية فقد كان من أوائل مشروعات نيوجبور هو العودة إلى علم الرياضيات لدى البابليين وفحص ما يمكن أن تحويه في المجموعات الأمريكية وتم إنجاز هذا العمل في معظمه ساكس والذي وجد إضافات جوهرية بالنسبة لنصوص الرياضيات القديمة وإن طبعتهم وتحليلهم للنصوص الجديدة قد نشرت كنصوص رياضية مسمارية في سنة 1945، ولم تكن هذه النصوص مجرد تكملة للنصوص القديمة ولكنها كانت بمثابة دراسة مستقلة ذات مستوى رفيع منذ الحين لفرع الرياضيات لدى البابليين والتي كتبت باللغة الإنجليزية ، ولا زالت هناك نصوص فلكية بالخطوط المسمارية كثيرة والتي منها تستكمل الدراسة الأصلية قبل سنة 1945 ، بالرغم من إنها استمرت في النمو كأكثر النصوص المكتشفة فقد أعيد كتابة هذا العمل بالكامل أكثر من مرة ليدمج معهم .
    ومرة أخرى كان أناتولي فرانس على حق وأخيراً تم نشر النصوص الفلكية المسمارية في 3 مجلدات في سنة 1955 من قبل معهد الدراسات المتقدمة وفي الحال أضاف ذلك العمل عمراً جديداً في دراسة الفلك القديم .
    وقد قام نيو جبور بتجميع ما يقرب من 300 نصاً يرجع تأريخ معظمهم للثلاث قرون الأخيرة قبل الميلاد وخلال سنوات من التفكير المتواصل قام بتأريخ وتكملة النصوص التالية والكسور التي أصابتها . وعرض كل هذه المادة بالتحليل اللغوي والفني الكامل للنظرية ومن خلال الخطوات الحسابية والتطبيق الفلكي. وقام ساكس بمراجعة متكررة لكل صفحة وكل ما يقرأ من النقش اليدوي ولذلك فإن اسم ساكس وكما قال نيوجبور دائماً قد التصق بعملية النشر. وكان المجلد الأول يحتوي على نظرية التقويم القمري، والكسوف والخسوف والخطوات الخاصة بهذه الحسابات ، أما المجلد الثاني فكان يتناول التقويم الفلكي عن طريق الكواكب إلى جانب النصوص التقليدية . المجلد الثالث ويشمل الترجمات للتقويم والصورة التي تم تجديدها والنسخ اليدوية لكل النصوص وفي المقدمة عبر عن احترامه للمسات والنقوش التي قام بها إينوما آنيو إنليل" ولمجهوداتهم التي لا تفتر وأنهم قد قاموا ببناء الأسس لفهم قوانين الطبيعة والتي أفلح جيلنا في تغيير الحضارة والمدنية كما أنهم وفروا ساعات من الراحة للذين حاولوا فك شفرة خطوطهم لألفين سنة قادمة. لقد وضعت النصوص الفلكية المسمارية الأساس لكل بحث لاحق في الفلك عند البابليين وعملية نقله. وقد تم تمديدها وتطبيقها على النصوص الإضافية من خلال كلا من نيوجبور وزملائه وعلى الأخص من قبل آبو، وساكس ومجموعة أكبر من الباحثين ولكن كان هذا فقد جزءًا واحداً من الخطة الموجودة في (المصدر) و(الدراسات) ب4 سنة 1937. ساكس وكان ذلك من خلال البحث الموجود في المتحف البريطاني ، وقد زاد عدد النصوص القائمة على نظرية الملاحظة بشكل كبير حتى وأنه بلغ حوالي 1500 نصاً وقد عمل في هذه المادة حتى رحيله سنة 1983. وقد ظهرت النتائج الآن من خلال يوميات فلكية والنصوص المرتبطة بها من بابل (1988) قام ساكس وهيرمان هنجر بنشرها من فيينا .
    أما النوع الثالث من النصوص والخاص بالبشارات السماوية والفلك فقد كانت نصوص متنوعة وصعبة الفهم وقد قام بنشرها ببطئ من قبل إريكارانير ودافيد بنجرية، وفرنسيسكا روتشبرج. وجاءت بعد ذلك الخطوة التالية وهي في مجال الفلك عند المصريين وكان هناك نوعان من المصادر "الأقدم" والتي اعتمدت وبشك خاص على جدران المقابر "النقوش على جدران المقابر " وأغطية التوابيت ، أما النوع الثاني واللاحق للنوع الأول للمصادر فقد اعتمد على العناصر الهيلينية والنقوش الأثرية والبرديات والتي توضح أحيانا المؤثرات الإغريقية والبابلية وكانت كلها نصوص أصلية وغير محرفة وكثيراً ما تألم نيو جبور لأنه لم يكن لديه إلا القليل عن الحكمة الفلكية المصرية ذات المعنى العميق وأثناء السنة الأخيرة له في كوبنهاجن نشر بالاشتراك مع "فولن" (المصدر) و(الدراسة) ب4 سنة 1938 البردية المكتوبة بالخط الديموطيقي (كارلسبرج 9) والتي تؤرخ للقرن الثاني بعد الميلاد وفي سنة 1940 ظهرت هناك مع (لانج) نسخة من بردية كارلسبرج (1) وتؤرخ للقرن الثاني كذلك ولكنه احتفظ بنص أقدم كتب بالهيراطيقة وترجمة ديموطقية ويتضمن تعليقاً على الأساطير السماوية والظواهر الكونية وبعدها بعامين تم نشر النصوص الهيلنية المعروفة والمتصلة بحركة الكواكب والنصوص الديموطقية الخاصة بالأبراج السماوية ولكن العمل الحقيقي هو الذي تم إنجازه بالاشتراك مع باركر وخاصة بعد وصوله إلى براون. وقد بدأوا العمل في طبعة تشمل كل المصادر المصرية وقد استغرقت هذه المهمة أكثر من عشرين عاماً لاستكمالها ولكن في سنة 1960 إلى سنة 1969م تم نشر 3 مجلدات تتضمن النصوص الفلكية لدى المصريين وقامت بالنشر جامعة براون ، وأخيراً أصبح لدينا هنا كل أنواع وفروع المعرفة المصرية ، وتشمل مجموعة النجوم والأفلاك والكواكب الثابتة والتوقيت عن طريق النجوم للدولة الوسيطة والحديثة وكذلك فقد شملت أبراج التنجيم والبرديات الهيلنية وتشمل كل تلك المصادر التي نشرت سابقاً.
    أن نيوجبور من علماء باحثين من خلالهم أصبح مضمون الفلك لدى المصريين القدماء معروفاً الآن وتم فهم الغالبية العظمى منه. وكانت المصادر الهيلينية ذات عناصر متنوعة بالإضافة إلى الأبحاث اليونانية والتي كانت في مستوى وخامات النقوش اليدوية في الكتالوجات الخاصة بعلم التنجيم العظيم .
    لقد كان هناك عدداً غير معروفا من البرديات الخاصة بالفلك وعلم التنجيم. وقد بدأ نيوجبور جمع ما يستطيع أن يجده وقام كثيراً من الدارسين المتخصصين في علم البرديات الخاصة بالفلك والتنجيم بإرسال أي شئ إلى نيوجبور وعليه الأرقام وقام بنشر مقالات وهذا شيئاً استمر بقية حياته ولحسن الحظ أن رئيس أمناء المكتبة في براون وهو (هنري بارتليت فان هويزن) كان متخصصاً في العلوم القديمة ودراسة البرديات وقد بدأوا سوياً في تجميع نسخة لكل العلوم اليونانية المعروفة والخاصة بعلم التنجيم والنجوم معتمدين على كلا من المصادر الأدبية والبرديات وظل مقالهم "منشورهم" الخاص بالأبراج والنجوم (علم الفلك) في سنة 1959 عمل على مستوى المادة التي تضمنها مع أنه كان من غير المتوقع نسخه إلا أنه كان مقدمة رائعة بالنسبة للأساليب الفنية لعلم التنجيم اليوناني .
    ولكن ظل هناك مشروعاً أكبر وأعظم على الإطلاق منذ ذلك الحين وهو إصدار المجلد الثالث (المحاضرات في تاريخ الحسابات الفلكية) وقد انتوى نيوجبور أن ينشر تاريخ الحسابات الفلكية إن شكل وزمن العمل قد تغير بمرور الوقت. وقد اعتمد العمل بالنسبة للتاريخ القديم على كيبلر ولم يكل نيوجبور أن إبداء الملحوظات على المصادر عن طريق تحليلات تفصيلية وفي كوبنهاجن بدأ العمل في تحليل عدد من الكتب في الفلك وعلوم القرون الوسطى حيث كان يعد لكتابته ، وقد امتدت ملاحظاته عبر السنين إلى معظم النصوص القديمة التي تم نشرها. وفيما بعد فإن النصوص اليونانية كانت تنقش بخط اليد وكذلك الحال بالنسبة للخطوط الهندية، العربية والمصادر اللاتينية للتاريخ الوسيط وأنطبق هذا حقاً على نصوص كوبرنيكوس الفلكي البولندي ، تايكو ، وكيبلر وبعد نشر النصوص الأشورية المسمارية فقد بدأ في كتابتها بالكامل . وقد ثبت صحة رأي أناتولي فرانس على الإطلاق ولذلك فإن المشروع قد عرقل مرة أخرى بالنسبة للتاريخ القديم في نهاية الأمر، وإن تاريخ الحسابات الفلكية القديم قد ظهر في سنة 1975 من خلال 3 مجلدات واعتمد المنشور الأول على المصادر والدراسات "لسبرنجر" وذلك في تاريخ العلوم الرياضية والطبيعية ، وأصبحت العلاقة بين المصدر والدراسات واضحة. مثل النصوص الآشورية المسمارية فإن لها تأثير مباشر على إنشاء تاريخ الفلك القديم على أساس جديد . لأن علم الفلك في العصور الوسطى وعصر النهضة في معظم مظاهره هو استمرار لعلم الفلك القديم لقد وضع بحق لعلم الفلك أساساً جديداً لما يزيد عن الألفي عام .
    وقام نيوجيور بتنظيم العمل لكي يغطي أهم الأشياء أولاً : بمعنى هو تفسير الكتب في العلوم المختلفة في عصر البطالمة وشرح علم الفلك عند البابليين والذي تعد نصوص الكتابة الآشورية المسمارية شكلاً وموضوعاً بالنسبة للموضوع وعمق التحليل وكان يقوم بمراجعة هذا الجزء حتى الدقيقة الأخيرة. وقد تناول علم الفلك عند اليونانيين في العصور المبكرة ومن خلال القرن الأول قبل الميلاد وكان يركز وبشكل جدي على إمكانية إعادة تشييد الحسابات الفلكية والتي تتضمن المؤثرات البابلية من خلال النصوص المتبقية (ولكنها لسوء الحظ كانت أولية) وتم تكلمتها عن طريق البرديات والنقوش والمصادر التي عثر عليها في وقت لاحق . أما الجزء الخامس عن الرومان وحضارتهم القديمة فقد تم تكريسه لخدمة النظرية القمرية والنظرية الخاصة بالكواكب والموجودة في البرديات ومصادر خاصة بعلم التنجيم إلي جانب كثيراً من النصوص المضمونة كذلك فإن الأعمال الخاصة ببطليموس وجدت بعيدة عن النصوص والأعمال الأخرى للبطالسة في القرون الوسطى . هذا بالنسبة للمصادر اللاحقة ، أما بالنسبة لطبعة ثيون فكانت عبارة عن جداول في متناول اليد .
    وفي النهاية فإن الجزء السادس كان بمثابة ملحق عن الترتيب الزمني لحكم الأسرات . كما كان يشمل الفلك والرياضيات والمعادلات والتي كانت تفيد في دراسة الحسابات الفلكية القديمة والتي عرض فيها المادة والمناهج التي تم تجميعها وتكريسها على مدى سنين طويلة . وكلاهما من مصادر متنوعة ومن اختراعه الخاص . وكان النص يشتمل على 1200 صفحة منهم 250 صفحة للأشكال والصور .
    ويعتبر تاريخ الحسابات الفلكية القديمة عمل هائل وموضوعه هو مضمون الحسابات الفلكية القديمة وإن المواد الثقافية قد تم حفظها إلي الحد الأدنى ، وقد ذكرت إنه قد تم تغطية تاريخ الحسابات الفلكية القديمة من خلال مرحلة زمنية أطول . ولكن ماذا حدث للباقي ؟ وعلى مر السنين قام "نيوجيور" بنشر أجزاء منها بشكل منفصل وفردي وأحياناً في شكل مشروعات تعاونية من ناحية التأليف وكانت أجزائها أساسية ، المصادر البيزنطية قد تأثرت باللغة العربية في مجال المصطلحات الفلكية ، قد تم التعرف عليها فيما بعد عن طريق بنجريه مثل الترجمات التي قام بها (جريجوري كيوناديز) والتعليق موجود في بحث في باريس عام (1969) وقد نشر البحث نفسه فيما بعد من قبل جونز سنة 1987 وقد تم ترجمت العملين ودراستهم التحليلية باللغة العربية وكانت عن وجود كوكب ثامن ، وطول السنة "مرة السنة" والتي تم أرجاعها إلي ثابت أبن قورة وكانت واحدة فيهم على الأقل مزيفة وظهرت في سنة 1962 .
    كمان كان هناك تعليقاً طويلاً على جداول الخوارزمي (1962) وعند فحصهم ثبت استخدامهم للأساليب والمناهج الهندية . إن علم الفلك الهندي نفسه في تعليقه على طبقة نبجرية وترجمة علم الفلك القديم لفرهيرا سنة 1970 قد شككوا فيه وكذلك علم الفلك في عصر النهضة (لسويردلو) عند تحليله لثورة كوبرثيكوس المقدسة .
    أما الموضوع الأخير والذي تبناه نيوجبور فكان موضوعه الفلك لدى الإثيوبيين والخاص بترتيب الأحداث حسب التسلسل الزمني وكذلك تناول علم الإحصاء والمقصود به التقويم الكنسي وكان كتاب النيوك في الجزء الخاص بالفلك البدائي سبباً في إثارة نيوجبور وقد كتب أصلاً باللغة الأرامية وقد تبقى منها فقط الجزء المكتوبة باللغة الأثيوبية (جينر) والذي ظهر متضمناً العناصر البابلية المبسطة ، وكذلك لاحظ من كتالوجات النقوش اليدوية الإثيوبية والموجودة في فيينا وجود مقاطع وفقرات والتي ترجع وجود علاقة بالفلك والتقويم الهيليني وبقى سؤالاً عما تتحدث هذه المادة ؟ وهل هناك مزيداً منها ؟ وبعد أن تعلم نيوجبور اللغة الإثيوبية وجد عند دراسة كثيراً من النقوش اليدوية أن المضمون الفلكي فيها ضئيل ، ولكن المعلومات الخاصة بالتقويم والأحداث التاريخية والتي بقت من العصر القديم والوسيط كانت معلومات شيقة للغاية ، وكان علم ترتيب الأحداث زمنياً بحق هو موضوعه الثالث إلي جانب الرياضيات وعلم الفلك وقد اشترك مسبقاً مع "كندريك" في تحرير ونشر تقويم آثينا وذلك في سنة 1947 وقام بتحليل التقويم الخاص ميلاردميس وموضوعه "الساعات" الأوقات غالية الثمن سنة 1974 والآن عادة مرة أخرى ليتبنى وبشكل جدي العلوم الأثيوبية المختلفة مثل علم ترتيب الأحداث زمنياً ، وعلم الفلك والحساب لدى الإثيوبيين وذلك في سنة 1979 وهو ملخص لما وجده في النصوص وقام بتنظيمه إلي موضوعات بالترتيب الأبجدي .
    لقد كان هناك اهتماماً كبيراً من جانب نيوجبور ولكن هذا الاهتمام ليذكر فقط أهم النتائج البارزة لقد كان قادراً على إعادة تأسيس التقويم السكندري وأصوله من خلال معرفته بالتقويم السكندري اليهودي وذلك في القرن الرابع بحيث يسبق أي مصدر آخر بمائتين عام على الأقل في كلا التقويميين ، ثم قام بنشر فصول فلكية من كتاب إينوك (1981م) وقام بالترجمة والتعليق وكان كلاً من الترجمة والتعليق مختلفين إلي حد ما عن الأسلوب الأدبي لكتاب إينوك عن علماء القوارة وكان كتاب أبو شاكر ملخصاً تحليلياً في رسالة التقويم وترتيب الأحداث زمنياً وقد كتب أصلاً باللغة العربية قبل القرن الثالث عشر القبطي (Coptic Jacobite ).
    ويعتقد أنه كان يحتوي على معلومات فنية عن التقويم الكنسي أكثر من أي مصدر آخر وفيما يتصل بالمصادر الإثيوبية أخيراً في كتابة الأزمنة التاريخية وأحداثها فقد قام نيوجبور سنة 1989 بتجميع جزءاً كبيراً من المعلومات على ترتيب الأحداث زمنياً بمعنى الفترات الزمنية التي تفصل بين العهود المختلفة وتواريخ الأحداث في شكل جداول .
    وبعد سنوات قليلة جاء نيوجبور إلي أمريكا وبدأ يقضي جزءاً من وقته في المعهد الخاص بالدراسات المتقدمة في (برنستون) من سنة 1950حتى بقية عمره كان عضواً دائماً في الجمعية لمدة أربعين عاماً وقد أخبره (روبرت أوبن هيمر) المدير بعد ذلك بأنه يرحب به بشكل دائم في المعهد إن أراد ذلك ولكنه فضل أن يبقى في براون ويقوم بزيارة المعهد من وقت لآخر ، فقد نظر إلي الكلية والزائرين على أنهم عناصر مشجعة له وبعد اعتزاله من جامعة (براون) وموت زوجته في سنة 1970 كان يقضى عدة أسابيع بشكل منتظم هناك خلال فصلي الخريف والربيع وفي خريف سنة 1984 غادر برعاية الله وانتقل بشكل دائم إلي المعهد حيث انضم إلي الأصدقاء والزملاء ومنهم المارشار كلاجيت والذي أصبح منذ سنة 1964 عضواً في الكلية ، وكيندي الذي اعتزل من بيروت حيث كانت الظروف السياسية صعبة للغاية وانتقل إلي (برنستون) وكذلك فعل جورج صليبة وكان طالباً سابقاً لكيندي في بيروت وكان زائراً منتظماً إلي المعهد وكان من أصدقائه أيضاً جيرد جراشوف الذي كان يعمل في التاريخ البطلمي وقد أصبح كذلك زائراً مستديماً وخلال هذه السنين وفي أواخر الثمانينات فإن أبحاث نيوجبور استمرت في الازدهار في المعهد فقد قام بتكملة ونشر كتابه عن علم ترتيب الأحداث في إثيوبيا وكتب مقالات وعاد إلي تحليل كيبلر لعلم الفلك الحديث وفي صيف سنة 1988 تلقى قصاصة صغيرة من بردية عليها أرقام ولأول وهلة ذهب ليعمل على فك طلاسم محتوياتها وكان ما وجده مثيراً للدهشة حقاً . لقد وجد أن البردية تحتوي على جزء من عمود يخص تقويم شهري طبقاً للتقويم القمري البابلي ومن المعروف جيداً من خلال الجداول "الألواح" أنه ينتمي إلي القرن الثالث أو الثاني قبل الميلاد ولكن هنا في البردية اليونانية وجدها تؤرخ للقرن الثاني والثالث الميلادي ولأنه عموداً بمفرده فإنه عديم الفائدة وإن هذه البردية من الممكن أنها كانت تحتوي على عدة أعمدة وإن لم تكن تحتوي عل تقويمات كاملة لحساب بدايات الشهور القمرية أو إمكانية حدوث الخسوف كل شهر وكان هذا من أهم الأدلة المنفردة والضئيلة والذي كشف حتى الآن عملية النقل الواسعة من الفلك البابلي إلي الإغريقي كما هو واضح حالياً ومن أجل الاستخدام المتواصل للأساليب البابلية المحرفة منذ أربعمائة سنة وحتى بعد أن كتب البطالمة (Almagest) كتابهم الشهير في علم الفلك والفيزياء وغيرها والذي كان من المستحيل تصديقه بدون البردية . وغالباً ما كان نيوجبور يبدي ملاحظته وهي إن ما نعرفه قليلاً وقد تم وصف البردية ونشر في مجلد تذكاري لايب ساكس 1988. وقد تم نشر مجموعات الكتب والمخطوطات الخاصة لنيوجبور في عامه الثمانين عن طريق (ساكس) وتومر وبمساعدة منه في جريدة (Centaurus) سنة 1979م ولم يكن عدد الإضافات قليلاً حينئذ فقد وجدت ترجمات مستفيضة لسيرة حياته وأعماله وقد نشأ في مجتمع أمريكي رابط الجأش (1993) .
    ولا تنسوا الردود

  2. #2
    مراقب عام المنتدى
    Array الصورة الرمزية الاستاذ مناف دحروج
    تاريخ التسجيل
    Oct 2008
    الدولة
    اليمن
    العمر
    39
    المشاركات
    981
    شكراً
    0
    شكر 0 مرات في 0 مشاركات
    معدل تقييم المستوى
    203

    مشاركة: تاريخ الفلك الرياضي من خلال العالم أوتو نيوجبور

    اسمح لي ابدي اعجابي بقلمك وتميزك واسلوبك الراقي وتالقك
    وحدتي. .. وحدتي .... يا نشيداً رائعاً يملأ نفسي أنت عهد عالق في كل ذمة
    رايتي ... رايتي ... يا نسيجاً حكته من كل شمس أخلدي خافقة في كل قمة
    أمتي ... أمتي ... امنحيني البأس يا مصدر بأسي وادخريني لك يا خير أمة

    عشت إيماني وحبي اممياً ومسيري فوق دربي عربياً
    وسيبقى نبض قلبي يمنياً لن ترى الدنيا على أرضي وصياً

    رددي أيتها الدنيا نشيدي ردديه وأعيدي وأعيدي
    واذكري في فرحتي كل شهيد وامنحيه حللاً من ضوء عيدي

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 03-14-2010, 07:24 AM
  2. تاريخ علم الفلك
    بواسطة MFE_2005 في المنتدى منتدى الفلكية وعلم الفلك
    مشاركات: 7
    آخر مشاركة: 01-05-2010, 11:50 PM
  3. تاريخ الفلك عند العرب والمسلمين
    بواسطة أيمن الغانمي في المنتدى منتدى الفلكية وعلم الفلك
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 12-25-2008, 09:10 AM
  4. تاريخ علم الفلك
    بواسطة 12345 في المنتدى منتدى الفلكية وعلم الفلك
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 07-11-2006, 04:42 PM

مواقع النشر (المفضلة)

مواقع النشر (المفضلة)

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •