الامر الذي سيقع هذه القصة المفرحة

من ضمن متع اهل الجنة انهم يزور بعضهم بعض وهم في جلسة جميلة على سرر متقابلين يعجز اللسان عن وصفها وبين ايديهم ما لذا وطاب من الشراب والطعام وخدم الجنة الذين هم كللؤلؤ المنثور يخدمونهم

فيتحدثون فيما بينهم عن أحوالهم التى كانت في الدنيا ويتذكرونها فيقول قائل من الجلوس أنه كان لي صاحب في الدنياء غير مصدق بالبعث يقول أأنت تصدق بالبعث والنشور والحساب والجزاء يعني يقول ذلك على وجه التعجب والتكذيب والاستبعاد والكفر والعناد, والعياذ بالله

فطلب من أصحابه وجلسائه معرفة مصير هذا الصاحب الناكر للبعث فطلعوا إلى النار فوجدوه في وسطها وراءوا جماجم القوم تغلي, فقال المؤمن مخاطباً للكافر والله إن كدت لتهلكني لو أطعتك ولولا فضل الله عليّ لكنتُ مثلك في سواء الجحيم وكنت محضر معك في العذاب ولكنه تفضل عليّ ربي ورحمني فهداني للإيمان وأرشدني إلى توحيده فرحا سعيدا لما أعطاه الله تعالى من الخلد في الجنة والإقامة في دار الكرامة بلا موت فيها ولا عذاب ولهذا قال عز وجل: {إن هذا لهو الفوز العظيم}.

وهذه من نعم الله على أهل الجنة وهو تزاورهم فيما بينهم ومشاهدة عذاب أهل النار ليزدادوا فرحا بالجنة

وهذا الدليل على هذه القصة التى ستقع

قال تعالى (( عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ (44) يُطَافُ عَلَيْهِمْ بِكَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ (45) بَيْضَاءَ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ (46) لَا فِيهَا غَوْلٌ وَلَا هُمْ عَنْهَا يُنْزَفُونَ (47) وَعِنْدَهُمْ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ عِينٌ (48) كَأَنَّهُنَّ بَيْضٌ مَكْنُونٌ (49) فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ (50) قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ إِنِّي كَانَ لِي قَرِينٌ (51) يَقُولُ أَئِنَّكَ لَمِنَ الْمُصَدِّقِينَ (52) أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَئِنَّا لَمَدِينُونَ (53) قَالَ هَلْ أَنْتُمْ مُطَّلِعُونَ (54) فَاطَّلَعَ فَرَآَهُ فِي سَوَاءِ الْجَحِيمِ (55) قَالَ تَاللَّهِ إِنْ كِدْتَ لَتُرْدِينِ (56) وَلَوْلَا نِعْمَةُ رَبِّي لَكُنْتُ مِنَ الْمُحْضَرِينَ (57) أَفَمَا نَحْنُ بِمَيِّتِينَ (58) إِلَّا مَوْتَتَنَا الْأُولَى وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ (59) إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (60) لِمِثْلِ هَذَا فَلْيَعْمَلِ الْعَامِلُونَ (61) الصافات