عشرة مفاهيم خاطئة عن جراحة الليزر


مما لاشك فيه أن علم الأمراض الجلدية وجراحة الليزر شهد تطورا سريعا وملحوظا. فالتطورات المذهلة والمتلاحقة في مجال جراحة الليزر تعد ثورة علاجية ونقلة نوعية جديرة بالاحترام. ونظرا لهذا التطور الكبير والسريع كسبت جراحة الليزر اهتماما واسعا على المستويين الطبي والشعبي. ومن هذا المنطلق كان من المناسب التعرض لبعض المفاهيم الخاطئة في هذا المجال ومحاولة تصحيحها.



المفهوم الخاطئ الأول:

يخلط البعض بين أشعة الليزر والأشعة الأخرى المتداولة في المجال الطبي كالأشعة السينية والنووية وغيرها. وبالتالي يظن البعض أن المخاطر الناتجة عن هذه الأشعة هي نفس تلك الناتجة عن أشعة الليزر. وفي حقيقة الأمر أن أشعة الليزر هي أشعة كهرومغناصيسيه ذات طاقة معرفه وقدرة انتقائية مرتفعة موجهة لأهداف محددة تختلف عن غيرها من الأشعة التشخيصية أو العلاجية ولاتحمل نفس المخاطر.



المفهوم الخاطئ الثاني:

يتناقل بعض الراغبون في العلاج بالليزر مقولة "أن العلاج بالليزر يؤدي إلى السرطان أو نشوء أورام خبيثة". ومثل هذا القول يعتبر مغلوط ومجانب للصواب. فالعلاج بالليزر في مجال طب وجراحة الجلد يعد آمنا إلى حد كبير، كما أن ثبوت فعالية وآمان العلاج بالليزر كانت نتاج عدد كبير من الدراسات والبحوث العلمية. إضافة إلى أن هيئات علمية معتبرة أجازت استخدام الليزر كهيئة الغذاء والدواء الأمريكية والتي تحتم على وجود دراسات كافية قبل إجازة استخدام مثل هذا العلاج على البشر.



المفهوم الخاطئ الثالث:

لاشك أن التطور الكبير في جراحة الليزر أحدث قفزة نوعية في علاج الكثير من الظواهر و الأمراض الجلدية، بل أن هناك بعض الظواهر الجلدية التي لا تستجيب سوى لليزر. غير أن ما يحدث من إصرار بعض المرضى على علاج مشكلاتهم الجلدية بالليزر يعد أمرا مبالغا فيه. إن المسلك السليم في هذه الأحوال يقتضى تقييم الحالة من قبل الطبيب المختص وبالتالي تحديد الطريقة العلاجية المناسبة.



المفهوم الخاطئ الرابع:

من المفاهيم الخاطئة و المنتشرة ما يعتقده البعض من أن العلاج بالليزر يعتبر علاجا خاليا من الألم. وفي حقيقة الأمر أن العلاج بالليزر لا يخلو من الألم ولكن تتراوح نسبة الألم بحسب الجهاز المستخدم والمعايير المنتقاة وطبيعة المنطقة المعالجة. كما يمكن التقليل من هذه الآلام باستخدام بعض الكريمات الموضعية المخففة للألم. كما تجدر الإشارة إلى أن أكثر أنواع الليزر إيلاما هي تلك المستخدمة في صنفرة الجلد، والتي قد تتطلب أحيانا استخدام الكريمات الموضعية أو إبر التخدير الموضعي أو في أحيان معينة وضع المريض تحت التخدير العام.



المفهوم الخاطئ الخامس:

هناك من يعتقد بضرورة تجنب علاج الليزر للمرأة الحامل. ومثل هذا الاعتقاد يعتبر في غير محله. فالليزر يمكن استخدامه للمراة الحامل أثناء فترة الحمل ولا يوجد من الناحية الطبية ما يستوجب تجنبه في تلك الفترة.



المفهوم الخاطئ السادس:

يتكرر تداول عبارة "إزالة الشعر الدائم أو النهائي بالليزر". ومثل هذه العبارة تعتبر غير دقيقة. حيث لاتوجد دراسات تم فيها متابعة متلقيي هذا العلاج لعشرات السنين ومن ثم التأكد بشكل قاطع من رجوع الشعر أو عدمه. وفي حقيقة الأمر أن المسمى المناسب لعملية التخلص من الشعر بالليزر هو "معالجة الشعر بالليزر" وليس "إزالة الشعر بالليزر". كما أن المحصلة النهائية في الغالب لهذه المعالجة هي التخلص من نسبة عالية من الشعر وبالتالي التقليل من كثافة الشعر بنسبة كبيرة قد تصل إلى 80-90 بالمائة أو أكثر.



المفهوم الخاطئ السابع:

من الخطأ الاعتقاد بأن إزالة الشعر بالليزر تتم خلال جلسة واحدة أو جلستين علاجية. والصحيح أن إزالة أو معالجة الشعر الزائد أو الغير مرغوب فيه بالليزر تتطلب عدة جلسات, وفي المتوسط يتراوح عدد الجلسات مابين 3 إلى 6 جلسات أو أكثر. كما أن معدل الاستجابة يختلف بين الأشخاص الذين يعانون من هذه المشكلة. كما أن النساء اللاتي يعانين من اضطراب هرموني كمسبب لظهور الشعر الغير مرغوب فيه بحاجة لتقييم طبي من قبل أخصائي الغدد الصماء.



المفهوم الخاطئ الثامن:

من الأمور المقلقة لراغبي العلاج بالليزر لإزالة الشعر "التبقعات أو التصبغات الجلدية في المنطقة المعالجة بالليزر". ويجانب الصواب من يعتقد أن هذه التصبغات دائمة أو لا يمكن علاجها. ويمكن طمأنة من يحدث عندهم هذا العرض الجانبي بان معظم هذه التصبغات تتلاشى تدريجياً وتختفي كما يمكن تسريع هذه العملية بوصف بعض الكريمات الموضعية. أما من تحدث عندهم هذه التصبغات بشكل متكرر فينصح بإزالة أو معالجة الشعر بأجهزة الليزر من الجيل الحديث والملائمة للبشرة الداكنة لتلافي أو تقليل فرصة حدوث مثل هذه الأعراض الجانبية.

كما تجدر الإشارة إلى أن البشرة العربية تقع في نطاق البشرة الداكنة وينصح باتخاذ التدابير الاحترازية اللازمة كاستخدام الواقي من أشعة الشمس خاصة في الأسبوع الأول من العلاج والمعالجة بالليزر الملائم للبشرة الداكنة والسمراء.



المفهوم الخاطئ التاسع

كثيرا ما يتم إلقاء اللوم على جراح أو معالج الليزر في ما يحدث للمريض من مضاعفات. وعلى الرغم من أن هذا القول يعد صحيحا في مجمله والذي يستلزم وجود جراح الليزر المؤهل والخبير في التعامل مع أجهزة الليزر واختيار المعايير المناسبة، إلا أن متلقي العلاج بالليزر لا يخلو من المسئولية في هذا الجانب. فعدم الالتزام بتعليمات ما قبل العلاج أو ما قد ينتج من إهمال بعد العلاج بالليزر من عدم التزام بوضع العلاجات المطلوبة أو تجاهل للتعليمات قد يؤدي إلى مضاعفات أو مشاكل يتحملها المريض أو متلقي العلاج بدرجة أولى.




المفهوم الخاطئ العاشر

يعد البهاق من الظواهر الجلدية التي تثير فضول شريحة كبيرة من المجتمع كما أنة محط اهتمام الكثير من الباحثين والمختصين. ولعل من الطرق العلاجية الحديثة و التي كان لها صدى في المجتمع هو العلاج بالاكزايمر ليزر Excimer Laser . فالعلاج بالليزر يعد نقلة نوعية في علاج البهاق بحيث أصبح بالامكان علاج مناطق البهاق المتأثرة والمحدودة دون تعريض الجلد الطبيعي للأشعة الضوئية. غير أن ما يعتقده البعض من الحاجة لجلسات علاجية قليلة جداً لا يعد صحيحا, فالعلاج بالاكزايمر ليزر يحتاج إلى جلسات متعددة كما قد تمتد فترة العلاج إلى 4 أو 6 اشهر وهو بالدرجة الأولى موجه لمن يعانون من البهاق المحدود وليس المنتشر.



هذه بعض المفاهيم الخاطئة المتعلقة بجراحة الليزر. وبالطبع مازالت هناك مفاهيم خاطئة لم يتم التعرض لها ولكن الهدف هو المشاركة ولو بجزء يسير في رفع مستوى الوعي بجراحة الليزر خاصة في ظل ما يشهده هذا التخصص من تطور واكتشافات علاجية متلاحقة.





الدكتور/ سامي بن ناصر السويدان

استشاري الأمراض الجلدية وجراحة الليزر

استاذ طب الأمراض الجلدية المساعد

كلية الطب- جامعة الملك سعود