أمّا علاقة الموضوع بالنسبيّة ، فمن المعلوم من مبدأ التّكافؤ في النّسبيّة ، أنّ المراقب الساكن على سطح الأرض مثلاً يشعر كما يشعر المراقب الذي يتحرك في الفضاء بتسارع ثابت مقداره تسارع الجاذبيّة ، ومن أراد أن يستزيد فليراجع مبدأ التكافؤ من الكتب المختصّة .

إذن ومن خلال مبدأ التكافؤ ، فإنّ الإنسان على سطح الأرض ،ومن النّاحية الحركيّة لا يمكن تمييز وضعه الحرَكي عن إنسان في مركبة فضائيّة مغلقة تتحرّك بتسارع الجاذبيّة ، ولو لم يعلم رائد الفضاء أنّه في مركبة فضائيّة لحسب أنّه مسجون على سطح الأرض في مكان ما ، ولما أحسّ أبداً أنّه يتحرَّكُ ولا بأي شكل من الأشكال .

الآن لماذا الأرض تحديداً ؟

لأننّا نحن البشر نعيش على الأرض وليس على المريخ ، والله تعالى يعلم أنّ الأرض هي المكان المناسب للإستخلاف ، ولقد حباها خالقنا وربُّنا العظيم بمزايا ، منها مقدار تسارع الجاذبيّة على سطح الأرض .

الآن ، و من خلال معرفتنا أنّنا نحن البشر على سطح الأرض نتكافأ مع ذلك المسافر الذي يتحرّك في الفضاء بتسارع الجاذبيّة على سطحها ، من خلال معرفتنا بهذه الحقيقة ، يمكننا أن نَعرف أنّ لنا دَورة مُعَيَّنة تكافئ الدّورة التي لصاحبنا في المركبة الفضائية .

وبما أن الدّورة على المركبة الفضائيّة تنتهي عندما تبلغ المركبة سرعة الضّوء ، باعتبارها الحد الأقصى للسُّرعة في الطّبيعة ، فيمكن إذن تحديد هذه الدّورة المُكافئة على سطح الأرض بنفس الأُسلوب ، حيثُ أنّ الزّمن اللازم لوصول المركبة إلى سرعة الضّوء ، على اعتبار أنّ المركبة بدأت الحركة من السكون ، وهذ الزّمن يساوي :

T=c/g

ويمكن إثبات هذه المعادلة من خلال معادلات الحركة في خط مستقيم .

وهذا الزّمن هو كما بيّنت لكم وكما في المَقال .

يتبع إن شاء الله .