ربما لا يعرف الكثيرون أن هناك من الأوحال ما يقي من الإصابة بالحساسية. غير أن أغلبية الناس لا يعلمون أن وحل حظائر الأبقار يقي من الحساسية بشكل جيد.


ويعكف باحثون ألمان حاليا على إجراء دراسات سمية على نوعين من البكتريا اللذين اكتشف فريق من الباحثين من تخصصات مختلفة أن لهما قوة على المساعدة في الوقاية من الحساسية.

وأعلن الباحثون من جامعة ميونيخ خلال مؤتمر صحفي اليوم الثلاثاء في برلين أنهم يأملون في التوصل لمصل مضاد للحساسية باستخدام هذين الجرثومين.

وقالت الأستاذة اريكا موتيوس من الجامعة المذكورة خلال المؤتمر الصحفي إنها تأمل في التوصل لهذا المصل قبل أن تتقاعد خلال 15 عاما.

وركزت الدراسة التي حملت اسم "دراسة حظيرة الأبقار" ومولها الاتحاد الألماني للأبحاث على رصد الحالة الصحية لأطفال مزارعين بولاية بافاريا وولاية بادن فورتمبرج جنوب ألمانيا وكذلك بمنطقة تيرول وسط أوروبا وأطفال مزارعين في سويسرا.

وعثر الباحثون خلال متابعتهم للحالة الصحية لأولاد المزارعين الذين نشأوا منذ صغرهم بالقرب من حظائر الأبقار وشربوا ألبانها الطبيعية قبل غليها على نوعين من الجراثيم في الألبان ووحل الحظائر و وجدوا أن لهذين الجرثومين فعالية كبيرة في تقوية الجهاز المناعي لهؤلاء الأطفال.وهذان الجرثومان هما بكتريا حمض اللاكتيك "لاكتوكوكس لاكتيس" و بكتريا "الراكدة" التي توجد في وحل الحظائر.

وكان هذا الاستنتاج منطقيا حيث وجد الباحثون أن نسبة إصابة أقران هؤلاء الأطفال الذين نشأوا في الريف ولكن لم يعيشوا في مزرعة بالحساسية كانت أعلى بكثير من نسبة الإصابة بين الأطفال الذين عاشوا منذ طفولتهم في مزرعة بها أبقار.

كما وجد الباحثون أن الفئران التي وضعوا في أنوفها جراثيم ميتة من النوعين المذكورين لم تصب بالربو رغم أنها حقنت فيما بعد بمادة مثيرة للحساسية.

ويسعى الباحثون في الخطوة القادمة إلى ا لعثور على المزيد من الجراثيم ذات فعالية مشابهة في الحماية ضد الحساسية.

ويعاني نحو 16 إلى 20 مليون ألماني من أمراض الحساسية وخاصة الحساسية ضد حبوب لقاح الزهور والأشجار والتي تزيد نسبة الإصابة بها في أشهر الربيع بشكل خاص وكذلك الحساسية المعروفة بالتهاب الجلد التأتبي.

وتبلغ تكلفة علاج مرضى الحساسية ضد حبوب اللقاح نحو 240 مليون يورو سنويا في ألمانيا وحدها مما يجعل تطوير مصل مضاد للحساسية يمثل تحديا للعلماء ويجعل من الضروري التواصل بين الجهات العلمية المعنية في ألمانيا لدعم الجهود الرامية لتطوير هذا المصل المرتقب في أسرع وقت ممكن.