قررت لجنة تابعة للاتحاد الأوروبي إنهاء استخدام المصابيح التقليدية في أوروبا بحلول عام 2012 واستبدالها بالمصابيح الموفرة للطاقة. المصباح الذي اخترعه اديسون قبل 130 عاما يهدر جزءا كبيرا من الطاقة على شكل حرارة غير نافعة.

قبل 130 عاما نجح توماس اديسون في اختراع أول مصباح كهربائي لينهي بذلك عقودا طويلة من الظلام ويُدخل الإنسانية في عصر جديد مضيء. واليوم يُحال اختراع اديسون إلى التقاعد بسبب استهلاكه الباهظ للطاقة، ليحل محله المصباح الموفر للطاقة. فقد توصلت لجنة من الخبراء والمسؤولين الأوروبيين إلى قرار أمس الاثنين (8 ديسمبر/كانون الأول) بإلغاء المصابيح التقليدية بشكل تدريجي من الأسواق الأوروبية.

وينص قرار اللجنة الأوروبية المختصة بسحب اللمبات قوة مئة وات من الأسواق بدءا من أيلول/سبتمبر 2009 على أن يتبع ذلك سحب المصابيح ذات 40 وات مع بداية عام 2010 ثم المصابيح الأقل قوة بدءا من عام 2012. وينتظر أن يعرض القرار على كل من البرلمان الأوروبي ومجلس الوزراء ليتم التصديق عليه.

وداعا مصباح اديسون

المصابيح الموفرة للطاقة توفر 50 يورو سنويا من تكاليف استخدام الطاقة الكهربية في المنازل السبب في احالة مصباح اديسون الشهير إلى التقاعد هو الاستهلاك الباهظ للطاقة، فالمصباح يحول 5 بالمائة فقط من الطاقة الكهربائية المستخدمة إلى إضاءة في حين يذهب الباقي على شكل حرارة مهدرة. أما المصابيح الحديثة الموفرة للطاقة فتخفض الطاقة الكهربائية المستخدمة بمقدار يتراوح بين 65 و 80 بالمائة، كما أن عمرها الافتراضي يزيد بمقدار ست مرات عن مصباح اديسون.

في المقابل يزيد سعر المصابيح الحديثة الموفرة للطاقة كثيرا عن سعر المصباح العادي، غير أن الخبراء يقولون إن المصابيح الحديثة تعد أرخص إذا أُخذ في الاعتبار عمرها الافتراضي الطويل. وترى المفوضية الأوروبية أن استبدال المصابيح التقليدية بالحديثة يوفر 50 يورو سنويا من تكاليف استهلاك الطاقة الكهربائية في المنازل. كما أن هذه الخطوة ستوفر من 5 إلى 10 مليار يورو من تكاليف الطاقة الكهربية سنويا على مستوى أوروبا. ومن المنتظر أن يعمم الاتحاد الأوروبي أساليب الإضاءة الحديثة الموفرة للطاقة مثل لمبات الهالوجين ولمبات ال إيه دي LED.

المصابيح الحديثة لا تخلو من عيوب رغم كفاءتها

معظم الطاقة المستهلكة في المصباح التقليدي تذهب على شكل حرارة غير نافعةوقد رحب وزير البيئة الألماني زيجمار جابريل بالقرار واعتبر أنه يمهد الطريق لتخفيض استهلاك طاقة الإضاءة المنزلية بنسبة الثلث. ويأتي القرار متماشيا مع خطط الاتحاد الأوروبي الرامية إلى تخفيض الغازات المنبعثة بنسبة الثلث بحلول عام 2020، إضافة إلى رفع كفاءة استهلاك الطاقة بنسبة 20 بالمائة. جدير بالذكر أن كلا من استراليا وولاية كاليفورنيا الأمريكية سبق وأن طبقتا قرارا شبيها.

غير أن المصابيح الحديثة لا تخلو من بعض العيوب. فقد طالب اتحاد البيئة والحفاظ على الطبيعة الألماني بتحسين الخواص البيئية للمصابيح الحديثة، حيث تحتوي هذه المصابيح على نسبة كبيرة من الزئبق. ومعروف أن مادة الزئبق سامة ويجب إعادة تدويرها بطرق خاصة، وبالتالي لا يصح التخلص من المصابيح العادية عن طريق إلقائها في القمامة العادية. إضافة إلى ذلك تسبب المصابيح الحديثة تلوثا الكترونيا أو E-Smog، كما لا تزال درجة سطوعها ضعيفة مقارنة بالمصابيح التقليدية.