شركة انجاز لتصميم وتطوير المواقع الإلكترونية

النتائج 1 إلى 4 من 4

الموضوع: وسع كرسيه السماوات والأرض

  1. #1
    مشرف منتدى علماء الفيزياء
    Array الصورة الرمزية NEWTON
    تاريخ التسجيل
    Apr 2006
    الدولة
    الأردن
    المشاركات
    1,482
    شكراً
    0
    شكر 0 مرات في 0 مشاركات
    معدل تقييم المستوى
    314

    وسع كرسيه السماوات والأرض




    د. عبدالله المسند


    :. عندما شرعت أسطر هذا المقال سيطرت علي حالة من الارتباك والخوف والتردد .. القلب تتسارع خفقاته وحشةً ورهبة .. والعبرات تكاد تخنقني خوفاً و وجلاً .. والتردد ينتابني حياءً .. فلا إله إلا الله والله أكبر وأعظم وأجلّ .. كيف بي وأنا سأصف حجم مخلوق لم يخلق مثله في الوجود .. مخلوق شرفه الخالق عن سائر مخلوقاته بوظيفة لم تتكرر في سائر العهود .. مخلوق ليس له نظير ولا شبيه بين الشهود .. كيف بي وأنا سأقترب من الجبار جل علاه في سماه للحديث عن كرسيه الذي وسع السموات والأرض ! .. مهمة كبيرة جليلة شريفة أتشرف بها ما حييت .. والله أسأل أن يحرم وجه كاتبها وقارئها وناشرها عن النار



    وبسم الله نبدأ ..
    :. حتى لا نتيه بين المسافات والأحجام لنتفق ( بيني وبينك ) على وحدة قياس منها المبتدأ وإليها المنتهى .. ولنفترض أن مساحة مسجدكم 2500م مربع بينما مساحة المسجد الجامع في حارتكم 10,000م مربع أي يكبره بثلاثة أضعاف .. بالمقابل مساحة مصلى العيد في مدينتكم 40,000م مربع أي يكبر المسجد الجامع بثلاثة أضعاف .. ولكن هذا الكبير سيصبح صغيراً عند مقارنته بمساحة المسجد النبوي 302,500 م مربع حيث يكبر المسجد النبوي مصلى العيد بثمانية أضعاف .. والمسجد النبوي يساوي 121 مسجداً كمسجدكم في الحي ! .. أرأيت عظمة مساحة وحجم المسجد النبوي ؟




    :. ونبقى في سياق المقارنات .. فعلى اعتبار أن مساحة المدينة المنورة 500 كم مربع فإنها تكبر المسجد النبوي بـ 1667 ضعفاً! والجزيرة العربية ( مساحتها 3,100,000 كم مربع ) أكبر من مساحة المدينة المنورة بـ 6200 مرة ! .. وفوق كل كبير أكبر منه فمساحة قارة آسيا أكبر من مساحة الجزيرة العربية بـ 14 مرة! أما مساحة كوكب الأرض فأكبر من مساحة آسيا بـ 11 مرة ! .. فيا صاحبي أخبرني أين موقع مساحة مسجدكم من مساحة كوكب الأرض ؟ .. إذ مساحة الأرض تكبر مساحة مسجدكم بـ 204,028.800. 000 مرة فسبحان الله والله أكبر لا شيء يذكر أمام كوكب الأرض ! .. ولكن هل كوكب الأرض أكبر شيء في الوجود ؟ .. بالتأكيد لا .. فالله تعالى خلق كوكب المشتري أكبر من الأرض بـ 1300 مرة !!






    صورة بمقياس رسم حقيقي توضح حجم كوكب المشتري العملاق مع كوكب الأرض والذي يفوقها بـ 1300 مرة !!



    :. وكوكب المشتري العملاق يعتبر قزماً أمام الشمس، التي تكبر الأرض بـ 1,300,000 مرة .. بعبارة أخرى إذا تخيلت أن الشمس بحجم كرة السلة فإن الأرض ستكون بحجم رأس القلم فحسب ! .. [ أَأَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقاً أَمِ السَّمَاءُ بَنَاهَ ] .. في منزلك قارن حجم الإضاءة والتكييف مع حجم غرفتك فستجد أنها لا تشكل 0.1% .. بينما نجد أن حجم الشمس والتي نستمد منها الإضاءة والحرارة أكبر من حجم كوكب الأرض بل والكواكب مجتمعة بآلاف المرات !! .. فهل سألت نفسك يوماً ما الحكمة في كل هذه العظمة ؟ ما الحكمة في حجمها ؟ وما الحكمة في قوة أتونها ونارها ؟ .. إن وجدت الإجابة فأخبرني




    صورة مركبة بمقياس رسم حقيقي تجمع كوكب الأرض مع الشمس
    ويتضح لسان ناري يكاد ينفصل عن الشمس وحجمه من الكبر والعظمة ما هو كفيل أن يلف كل كواكب النظام الشمسي وليس الأرض فحسب !
    فأي هول هذا ؟ .. وأي نار هذه ؟ .. وأي مشهد تطيش له العقول
    [ أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا فِي أَنْفُسِهِمْ مَا خَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ وَأَجَلٍ مُسَمّىً وَإِنَّ كَثِيراً مِنَ النَّاسِ بِلِقَاءِ رَبِّهِمْ لَكَافِرُونَ ]



    :. وتبقى الشمس العظيمة المهيبة نجماً متواضعاً عند مقارنتها بنجوم أخرى أودعها الخالق في سمائه وقال لنا [ أَفَلَمْ يَنْظُرُوا إِلَى السَّمَاءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا وَمَا لَهَا مِنْ فُرُوجٍ ] .. فلما نظر الإنسان وجد أن نجم الشعرى اليمانية Sirius ألمع نجم في السماء ويكبر شمسنا بنحو 8 مرات .. وصدق الخالق المالك المدبر [ وَأَنَّهُ هُوَ رَبُّ الشِّعْرَى ] .. ولتسأل نفسك الآن ماهو حجم كوكب الأرض من الشعرى اليمانية ؟ ( الشعرى أكبر من الأرض بـ 10 مليون مرة ) منها تدرك حجمك الحقيقي أمام عظمة خلق الله [ أَوَلا يَذْكُرُ الْأِنْسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِنْ قَبْلُ وَلَمْ يَكُ شَيْئا ]



    :. [ قُلِ انْظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ ] إذا أمعنا النظر أكثر في السماء عبر البصر والبصيرة سنجد أن نجم الهنعة Pollux هو أكبر من شمسنا بنحو 512 مرة وأكبر من أرضنا بـ 663 مليون مرة .. فلا إله إلا الله والله أكبر وأعظم .. أما نجم السماك الرامح Arcturus فأكبر من شمسنا بـ 30 ألف مرة .. وأكبر من أرضنا بـ 40 بليون مرة .. أما نجم رجل الجوزاء Rigel فهو أكبر من شمسنا بـ 343 ألف مرة .. وأكبر من أرضنا بـ 400 بليون مرة !! .. أما نجم بيت الجوزا ءBetslgeuse فأكبر من شمسنا بـ 274 مليون مرة .. لذا فهو أكبر من أرضنا بـ 355 ترليون مرة !! .. [ لَخَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ ]





    صورة بمقياس رسم حقيقي تضم نجوماً عملاقة مقارنة بنجوم قزمية كشمسنا

    لاحظ أن النجوم العملاقة ستصبح قزمية في الصورة التالية



    :. النجوم أفران نووية مخيفة ومهيبة يتفطر لها قلب الإنسان هولاً وخوفاً عندما يتأمل ويتدبر ويتفكر بحجمها أو موقعها [ فَلا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ ] .. الصورة التالية تعجز الكلمات البشرية عن ترجمتها ووصفها وبيانها .. ولن يفي أبعاد الصورة الحقيقية إلا خالقها عز وجل حيث قال : [ أأنتم أشد خلقاً أم السماء ؟ ] صدق الخالق العظيم .. هل أتاك نبأ النجم الأحمر العملاق قلب العقرب Antares ؟ .. والذي يكبر الشمس بـ 343 مليون مرة !! .. ويبعد عنا 600 سنة ضوئية ( 5,676,480,000, 000,000كم ) ! .. والمخيف أنه لو افترضنا أن نجم قلب العقرب Antares العملاق حل مكان الشمس لبلع كل من عطارد والزهرة والأرض والمريخ وما بينهما من فضاء وسماء نظير حجمه المتعاظم الذي يفوق الشمس بـ 343 مليون مرة ! .. وأنتيرس أشد إشعاعاً من الشمس بـ 10,000 مرة !! .. ألم يسألكم خالقكم [ أأنتم أشد خلقاً أم السماء ؟ ] وسأجيب بالنيابة عنكم : السماء بلا جدال ولا كلام ! .. أشد منا خلقاً والذي خلقها أشد منها .. فارحمنا برحمتك يا أرحم الراحمين






    صورة بمقياس رسم حقيقي توضح حجم شمسنا ( نقطة لا تكاد ترى ) مقابل نجم أنتيرس Antares ( قلب العقرب )

    ربِّ أشهدك أني آمنت بك خالقاً مالكاً مدبراً لا شريك لك .. فأعتقني من نيرانك




    صورة بمقياس رسم حقيقي تجمع شمسنا مقارنة بـنجم السماك الرامح مع نجم أحمر عملاق أنتيرس Antares ( قلب العقرب ) والخط المتقطع يمثل مدار المريخ افتراضاً وكيف سيصبح داخل جرم النجم العملاق لو حلَّ مكان شمسنا بينما مدار الأرض والزهرة وعطارد ستكون داخلة في حجم نجم أنتيرس من باب أولى [ قُلِ انْظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ ]




    صورة بمقياس رسم حقيقي يطيش لها العقل ذهولاً تضم عدة نجوم عملاقة مع قزمية كشمسنا [ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ]



    تنويه : أخي وأختي القارئة .. إذا كنت تعتقد وتظن أن الخلق والكون أصغر من ذلك بكثير .. وأن ما ذكر محض الخيال والمبالغة وأنها أرقام بدون رصيد ولا تؤمن بها .. فإنني أنصحك ألا تكمل قراءة الموضوع! .. فحتماً لن يسعفك ذهنك ولا قلبك على التصديق .. عن ابن مسعود رضي الله عنه قال : ( ما أنت بمحدث قوماً حديثا لا تبلغه عقولهم إلا كان لبعضهم فتنة )

    لحظة .. قبل أن تغادر في الصورة التالية وهي حقيقية .. قم بتكبير الصورة ثم حاول عد النقاط المضيئة ( وكل نقطة عبارة عن نجم ) واللبيب بالإشارة يفهم




    صورة حقيقة لمربع محدود من السماء توضح نجوماً لا تعد ولا تحصى [ أَوَلَمْ يَنْظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ]



    :. ما سلف كان جانباً يسيراً ضئيلاً صغيراً من ملكوت الله في سمائه .. وهي بضعة نجوم مختلفة الأحجام تمت المقارنة بينها وبين شمسنا .. والسؤال الذي يبرز هنا ماذا وراء ذلك الخلق العظيم ؟ .. وهل نجم قلب العقرب Antares الأحمر العملاق هو أكبر نجم في الكون تم اكتشافه ؟ .. وهل عدد نجوم السماء الدنيا محصور ؟ .. وكم عددها ؟ .. وما الحِكم الكونية في كون كوكب الأرض متناهي الصغر ؟ .. وهل نحن وحدنا في هذا الكون ؟ .. ولماذا حجم كوكبنا مقارنة بالسماء ضئيل جداً جداً ؟ .. ولمن خُلق هذا الكون العظيم ؟ .. ولمن خلقت كل هذه النيران والأفران النووية ؟ .. والتي تفوق الشمس بالملايين .. وما الحكمة من وجود بلايين النجوم في مجرتنا ؟ .. أسئلة مشروعة ومستمدة من قوله تعالى : [ الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ]




    :. الآن أدعوك إلى التعرف على أكبر نجم مكتشف حتى الآن هو VY Canis Majoris ويبعد عنا 5 آلاف سنة ضوئية ويفوق الشمس حجماً بـ 9,261,000,000 أي 9 بليون و 261 مليون مرة !! [ فَسُبْحَانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ] .. هل تريد معرفة حجم أرضنا عند هذا العملاق ؟ .. عفواً قد لا تسعفنا الحسابات ولا الأرقام للمقارنة ولكن حسبك بقوله تعالى [ وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونٍَ ] .. ولو افترضنا أن هذا النجم حل مكان شمسنا لبلع كلا من : عطارد والزهرة والأرض والمريخ والمشتري ووصل إلى حدود مدار زحل !! .. حتى أن الضوء على سرعته ( 300,000 /ث ) يستغرق أكثر من 8 ساعات ليكمل دورة واحدة حول محيط النجم العملاق



    :. وحتى تدرك عظمة الخالق في خلقه .. لو افترضنا أنك تسير بسرعة 5كم في الساعة وبدون توقف لاستغرقت سنة من أجل الدوران على محيط الأرض فقط .. بينما من أجل الدوران حول محيط الشمس ستحتاج إلى 104 سنوات !! .. بينما الطواف حول محيط أكبر نجم مكتشف يستغرق 217 ألف سنة !! .. أرأيت مخلوقاً بهذا الحجم ؟ .. وكم يا ترى تساوي الأرض عند هذا النجم ؟ .. وما الحكمة في التفاوت والتباين الكبير بين أحجام النجوم ؟ .. ولعل هندسة السماء الكونية اقتضت وجود نجوم عملاقة خيالية لداعي التوازن في الجاذبية الذي يمنع السماء أن تنهار [ وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْحُبُكِ ] [ إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ أَنْ تَزُولا وَلَئِنْ زَالَتَا إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ إِنَّهُ كَانَ حَلِيماً غَفُور ] ولله في خلقه شؤون





    مقارنة بمقياس رسم حقيقي بين شمسنا وأكبر نجم مكتشف في الكون



    :. النجوم هي وحدة بناء المجرات .. ومجرتنا مجرة التبانة تحتوي على ملايين بل بلايين النجوم والشموس ! .. وهذه المعطيات الرقمية ليست نظرية وإنما مشاهدة حقيقية .. ويقدر العلماء طول مجرة التبانة بـ 100,000 سنة ضوئية1 أي ما يعادل 945,424,051, 200,000,000 كم ( تسعمائة وخمس وأربعين كوادرليون وأربعمائة وأربع وعشرين ترليون وإحدى وخمسين بليون ومائتين مليون كم ) ويقدر عدد نجومها بين 200 - 400 بليون نجم .. وفي السماء الدنيا بلايين المجرات وكل مجرة تحتوي على بلايين النجوم !! .. والعلماء كلما طوروا مناظيرهم العملاقة اكتشفوا المزيد والكثير من المجرات العظيمة .. وحجم السماء أكبر وأعظم من أن يستوعبه العقل البشري أو يدركه الذهن الإنساني بل ولا حتى الحاسب الآلي .. ويكفي أن نذكر هنا أن متوسط قطر المجرات يساوي 30,000 سنة ضوئية .. بينما تقدر المسافة الوسطية بين كل مجرتين بـ 3 مليون سنة ضوئية ! .. فعندها ندرك قوله تعالى [ رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَ ] فجعلها واسعة الأرجاء ممتدة البناء لحكمة شاءها خالق الأرض والسماء [ وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لاعِبِينَ ] بل السماء [ رَفَعَهَا وَوَضَعَ الْمِيزَانَ ]




    :. وعلى مستوى الكون المكتشف والمنظور ( فقط ) فإن أحدث تقدير علمي لعرض الكون يقدر بـ 156 بليون سنة ضوئية2 أي 1,474,861,519, 872,000,000, 000,000كم ( واحد سبتليون وأربعمائة وأربع وسبعين سكستليون وثمانمائة وواحد وستين كونتليون وخمسمائة وتسع عشرة كوادرليون وثمانمائة وأثنين وسبعين ترليون كم !! ) .. ألم أقل لك سلفاً إذا لم تصدق ما بين يديك فاصرف عينيك .. وما زال الحديث عن ( بعض ) ما نبصر فما بالك بما لا نبصره [ فَلا أُقْسِمُ بِمَا تُبْصِرُونَ وَمَا لا تُبْصِرُونَ ] .. ( لا تخبر أحداً عن هذا الرقم حتى لا يتهمونك بالجنون )




    :. الحقيقة أن الكلمات وحتى الأرقام تعجز عن وصف سعة الكون وما يختزنه من خلق عظيم ومدهش .. وعظمة المخلوق تدل على عظمة الخالق .. والتدبر في خلق الله والتفكر في الكون والتأمل في الوجود حتماً يرسخ الإيمان في القلوب .. فيتعاظم خالق الوجود فيه فيدفعه ذلك إلى الخشوع والإذعان له سبحانه وتعالى وهو أولى من الجماد [ لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعاً مُتَصَدِّعاً مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ ]




    :. هذا هو الموجود المخلوق فكيف بالموجد الخالق ؟ .. هل شرقتم بحجم ومساحة وسعة السماء المنظور؟ .. أتريدون أن تقرؤوا عن مخلوق يتيم يكبر السماوات والأرض ؟ .. ولم يشاهده من البشر أحد .. ولم يخلق مثله في الوجود أبدا .. ودونك وصفه من الواحد الأحد حيث قال : [ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ ] .. سبحان الله والله أكبر وأجل وأعظم .. خلق من خلقه يسع كل ما أدركناه وما لم ندركه وما أبصرناه وما لم نبصره وما صدقته عقولنا وما لم تصدقه .. فلا إله إلا الله والله أكبر وأعظم وأجل أي كرسي هذا ؟ .. وأي خلق عظيم مهيب مخيف هذا ؟ [ فَاسْتَفْتِهِمْ أَهُمْ أَشَدُّ خَلْقاً أَمْ مَنْ خَلَقْنَ ]




    :. الكرسي مخلوق عظيم بين يدي العرش، .. والعرش ما العرش ؟ وما أدراك ما العرش ؟ .. أعظم وأكبر من الكرسي قال ابن عباس رضي الله عنه ( الكرسي موضع القدمين والعرش لا يقدر قدره إلا الله تعالى ) .. وقال الحبيب عليه الصلاة والسلام : ( ما السماوات السبع في الكرسي إلا كحلقة ملقاة بأرض فلاة وفضل العرش على الكرسي كفضل تلك الفلاة على تلك الحلقة ) .. تأمل مقارنة المصطفى عليه الصلاة والسلام بين الكرسي والعرش .. وتدبر وحدات القياس التي استخدمها بأبي هو وأمي .. شيء يفوق حجماً وهولاً صور المقارنة بين النجوم السالفة الذكر .. بل ويؤكد بشكل غير مباشر صحة الأحجام والمسافات التي تحدثنا عنها سلفاً .. كما يؤكد أن ما لم نبصره من الخلق أعظم مما أبصرناه وفي هذه المقالة عرضناه [ فَاسْتَفْتِهِمْ أَهُمْ أَشَدُّ خَلْقاً أَمْ مَنْ خَلَقْنَا إِنَّا خَلَقْنَاهُمْ مِنْ طِينٍ لازِبٍ ]




    :. صاحبي .. أكيد أنك نسيت مساحة مسجدكم ! .. وهل يجوز لك بعد المقارنات العظيمة السالفة أن تقارن مساحة مسجدكم أو كوكبكم أو شمسكم أو مجرتكم أو حتى سمائكم بكرسي الرحمن ؟! .. فضلاً عن عرش الرحمن ؟! .. فإذا كان هذا هو الخلق فكيف بالخالق الجبار [ سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ ] و [ سُبْحَانَ رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ ] و [ لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا فَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ ]




    :. أختم بجانب تطبيقي في هذا السياق .. فعندما تتأمل حجمك وقوتك وحيلتك وحضارتك مقارنة بخلق الخالق فهل يبقى في قلبك خوف من أحد سواه ؟ .. وهل يبقى في صدرك حب لغيره ؟ .. وهل يبقى في فؤادك شريك معه ؟ .. وهل يتعلق القلب خوفاً وحباً ورجاءً وأملاً بسواه ؟ .. وهل يستحق أحد غيره أن يصرف له الدعاء ؟ .. وعندما يهتز الإيمان ويضعف بسبب إنسان أو شيطان فتذكر حجمه في هذا الوجود مع الجبار المعبود فتزول الأعراض وتحور وفي بحر الإيمان تذوب .. وفي ختام هذا المكتوب يبشرك صاحب العطاء والجود بـ [ سَابِقُوا .. ] [ وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ ]

    وعلى دروب العلم نلتقي فنستقي ونرتقي

  2. #2
    مشرف سابق
    Array الصورة الرمزية نواف الزويمل
    تاريخ التسجيل
    Sep 2006
    الدولة
    الرياض
    العمر
    38
    المشاركات
    1,699
    شكراً
    0
    شكر 0 مرات في 0 مشاركات
    معدل تقييم المستوى
    235

    مشاركة: وسع كرسيه السماوات والأرض

    سبحان الله ولا إله إلا هو

    بارك الله فيك وجعله في ميزان حسناتك

    \
    \
    \

    فواصل
    دع الكأس وارتح قليلاً
    \
    \
    \

  3. #3
    فيزيائي جديد
    Array
    تاريخ التسجيل
    Dec 2008
    العمر
    33
    المشاركات
    2
    شكراً
    0
    شكر 0 مرات في 0 مشاركات
    معدل تقييم المستوى
    0

    مشاركة: وسع كرسيه السماوات والأرض

    سبحان الله والحمد لله ولا اله الا الله والله اكبر

    شكرا لك اخي ع الموضوع المتميز

    جعله في ميزان حسناتك

  4. #4
    فيزيائي جديد
    Array
    تاريخ التسجيل
    Apr 2008
    المشاركات
    1
    شكراً
    0
    شكر 0 مرات في 0 مشاركات
    معدل تقييم المستوى
    0

    قيل رد: وسع كرسيه السماوات والأرض

    اعوذ بالله الله لايحده مكان ولايجري عليه زمان كان ولامكان وهو الآن على ماعليه كان لايحده مكان ولايجري عليه زمان

    وأما استواء الله على العرش فقد ورد قرءانًا قال تعالى {ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ} في ستة مواضع في سورة الأعراف ويونس والرعد والسجدة والفرقان والحديد وفي سابعها طه بقوله تعالى {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} وليعلم أنه لا يجوز تفسير القرءان بما لا يوافق اللغة فالوجه واليد والعين وردت بمعنى الجسم في حق المخلوق في القرءان وبمعنى غير الجسم ولم يرد في القرءان إطلاقا الجلوس على الله فلا يجوز أن يقال إنه جالس على العرش لا كجلوسنا لأن الجلوس لا يطلق إلا كصفة للجسم.

    ثم إن القرءان نزل بلغة العرب ومعاني كلامهم وما كانوا يتعقلونه في خطابهم، فالاستواء في لغة العرب له خمسة عشر معنى كما قال الحافظ أبو بكر بن العربي في العارضة ما نصه [وللاستواء في كلام العرب خمسة عشر معنى ما بين حقيقة ومجاز، منها ما يجوز على الله فيكون معنى الآية ومنها ما لا يجوز على الله بحال وهو إذا كان الاستواء بمعنى التمكن أو الاستقرار].


    وفي كتاب المفردات في غريب القرءان للشيخ الراغب الأصفهاني ما نصه [واستوى يقال على وجهين: أحدهما: يسند إليه فاعلان فصاعدا نحو استوى زيد وعمرو في كذا أي تساويا قال تعالى {لاَ يَسْتَوُونَ عِندَ اللّهِ}. والثاني: أن يقال لاعتدال الشىء نحو قوله تعالى {ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى} {فَإِذَا اسْتَوَيْتَ أَنتَ وَمَن مَّعَكَ} ومتى عدي ب [على] اقتضى الاستيلاء كقوله تعالى {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى}
    وقيل معناه استوى له ما في السموات وما في الأرض أي استقام الكل على مراده بتسوية الله إياه كقوله تعالى {ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاء فَسَوَّاهُنَّ} وقيل معناه استوى كل شىء في النسبة إليه فلا شئ أقرب إليه من شئ إذ الله تعالى ليس كالأجسام الحالَّة في مكان دون مكان].اه

    ثم إن السلف والخلف متفقون على أن ظواهر الآيات والأحاديث التي ظاهرها نسبة الحيز والجهة والجسمية محال على الله وذلك لأنه لو كان الله في جهة من الجهات لكان له أمثال والله تعالى يقول {فَلاَ تَضْرِبُواْ لِلّهِ الأَمْثَالَ} ويقول أيضا {وَلِلّهِ الْمَثَلُ الأَعْلَىَ} أي الوصف الذي لا يُشبه وصف غيره.


    قال الشيخ محمد عبد العظيم الزرقاني في مناهل العرفان في علوم القرءان [اتفق الجميع من سلف وخلف على أن ظاهر الاستواء على العرش وهو الجلوس عليه مع التمكن والتحيز مستحيل لأن الأدلة القاطعة تنزه الله عن أن يشبه خلقه أو يحتاج إلى شئ منه سواء أكان مكانا يحل فيه أم غيره وكذلك اتفق السلف والخلف على أن هذا الظاهر غير مراد لله قطعا لأنه تعالى نفى عن نفسه المماثلة لخلقه وأثبت لنفسه الغنى عنهم
    فقال {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} وقال {وهُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ} فلو أراد هذا الظاهر لكان متناقضا، ثم اختلف السلف والخلف فرأى السلفيون أن يفوضوا تعيين معنى الاستواء إلى الله هو أعلم بما نسبه إلى نفسه وأعلم بما يليق به ولا دليل عندهم على هذا التعيين ورأى الخلف أن يؤولوا لأنه يبعد كل البعد أن يخاطب الله عباده بما لا يفهمون، وما دام ميدان اللغة متسعا للتأويل وجب التأويل، بَيْد أنهم افترقوا في هذا التأويل فرقتين فطائفة الأشاعرة يؤولون من غير تعيين ويقولون إن المراد إثبات أنه تعالى متصف بصفة سمعية لا نعلمها على التعيين تسمى صفة الاستواء، وطائفة المتأخرين يعينون فيقولون إن المراد بالاستواء هنا الاستيلاء والقهر من غير معاناة ولا تكلف لأن اللغة تتسع لهذا المعنى ومنه قول الشاعر العربي: قد استوى بشر على العراق من غير سيف ودم مهراق ،أي استوى وقهر أو دبر وحكم، فكذلك يكون معنى النص الكريم الرحمن استولى على عرش العالم وحَكم العالم بقدرته ودبّرَه بمشيئته].اه

    ونقل زاهد الكوثري في تعليقه على الأسماء والصفات قال [قال المحدث ابن المعلم في نجم المهتدي ما نصه: اعلم أرشدنا الله وإيَّاك أن العلماء انقسموا في تأويل {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} قسمين: فريق أوَّل التركيب وفريقٌ أوَّل الإفراد، وهؤلاء على قِسمين قسمٌ أوَّل استوى وقِسمٌ أوَّل العرش، ثم سرد ابن المعلم تلك المعاني الخمسة عشر عازيا كل معنى منها إلى قائله من الأئمة كالأشعري وأبي منصور وأبي إسحاق الاسفرايني وعبد القاهر التميمي وأبي جعفر السمناني وإمام الحرمين وغيرهم وتلك المعاني نحو الملك واستئثار الملك، واستواء الحكم، والاستيلاء المجرد عن معنى المغالبة والاقبال، والقصد والإتقان، وعلو العظمة والعزة، وعلو القهر والغلبة، إلى غير ذلك من المعاني المذكورة في الجزء الخامس من نجم المهتدي. ثم قال ابن المعلم: فقد ظهر لكم أيدكم الله هذه التأويلات فأيها تَرجَّح عندكم فاحملوا اللفظَ عليه فإن الظاهرَ منفيٌّ بإجماع علماء السنة، فلله الحمد على اتباعهم]. اه


    وقال ابن كثير في تفسيره عند قوله تعالى {ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ} [فللناس في هذا المقام مقالات كثيرة جدا ليس هذا موضع بسطها وإنما نسلك في هذا المقام مذهب السلف الصالح مالك والأوزاعي والثوري والليث بن سعد والشافعي وأحمد وإسحاق بن راهويه وغيرهم من أئمة المسلمين قديما وحديثا وهو إمرارها كما جاءت من غير تكييف ولا تشبيه ولا تعطيل والظاهر المتبادر إلى أذهان المشبهين منفي عن الله فإن الله لا يشبهه شئ من خلقه و {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ}
    بل الأمر كما قال الأئمة منهم نعيم بن حماد الخزاعي شيخ البخاري قال: من شبه الله بخلقه كفر ومن جحد ما وصف الله به نفسه فقد كفر وليس فيما وصف الله به نفسه ولا رسوله تشبيه فمن أثبت لله تعالى ما وردت به الآيات الصريحة والأخبار الصحيحة على الوجه الذي يليق بجلال الله ونفى عن الله تعالى النقائص فقد سلك سبيل الهدى].اه

    وقال القرطبي في قوله تعالى {ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ} [هذه مسألة الاستواء وللعلماء فيها كلام وإجراء وقد بينا أقوال العلماء فيها في الكتاب الأسنى في شرح أسماء الله الحسنى وصفاته العلى وذكرنا فيها هناك أربعة عشر قولا والأكثر من المتقدمين والمتأخرين أنه إذا وجب تنزيه البارئ سبحانه عن الجهة والحيز فمن ضرورة ذلك ولواحقه اللازمة عليه عند عامة العلماء المتقدمين وقادتهم من المتأخرين تنزيهه تبارك وتعالى عن الجهة فليس بجهة فوق عندهم أي أهل السنة والجماعة لأنه يلزم من ذلك عندهم متى ما اختص بجهة أن يكون في مكان أو حيز ويلزم على المكان والحيز الحركة والسكون للمتحيز والتغير والحدوث.
    وحكى أبو عمر بن عبد البر عن أبي عبيدة في قوله تعالى {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} قال علا وقال الشاعر: فأوردتهم ماء بفيفاء قفرة وقد حلق النجم اليماني فاستوى أي علا وارتفع. قلت: فعلو الله تعالى وارتفاعه عبارة عن علو مجده وصفاته وملكوته أي ليس فوقه فيما يجب له من معاني الجلال أحد ولا معه من يكون العلو مشتركا بينه وبينه لكنه العلي بالإطلاق سبحانه].اه

    قال الإمام الغزالي في الإحياء: [الأصل الثامن] [العلم بأنه تعالى مستو على عرشه بالمعنى الذي أراده الله تعالى بالاستواء، وهو الذي لا ينافي وصف الكبرياء ولا يتطرق إليه سمات الحدوث والفناء، وهو الذي أريد بالاستواء إلى السماء حيث قال في القرءان {ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاء وَهِيَ دُخَانٌ} وليس ذلك إلا بطريق القهر والاستيلاء، واضطر أهل الحق إلى هذا التأويل كما اضطر أهل الباطل إلى تأويل قوله تعالى {وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ} إذ حَمْلُ ذلك بالاتفاق على الإحاطة والعلم وحَمْلُ قوله صلى الله عليه وسلم: المؤمن بين إصبعين من أصابع الرحمن على القدرة والقهر وحَمْلُ قوله صلى الله عليه وسلم: الحجر الأسود يمين الله في أرضه على التشريف والإكرام لأنه لو ترك على ظاهره للزم منه المحال.
    فكذا الاستواء لو ترك على الإستقرار والتمكن لزم منه كون المتمكن جسما مماسا للعرش إما مثله أو أكبر منه أو أصغر، وذلك محال، وما يؤدي إلى المحال فهو محال].اه

    قال الإمام أبو نصر القشيري في التذكرة الشرقية فيما نقله الحافظ الزبيدي: [فإن قيل أليس الله يقول {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} فيجب الأخذ بظاهره؟ قلنا الله يقول أيضا {وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ} ويقول تعالى {أَلَا إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ مُّحِيطٌ} فينبغي أيضا أن تأخذ بظاهر هذه الآيات حتى يكون على العرش وعندنا ومعنا ومحيطا بالعالم محدقا به بالذات والواحد يستحيل أن يكون بذاته في حالة بكل مكان
    قالوا قوله تعالى {وَهُوَ مَعَكُمْ} يعني بالعلم و {بِكُلِّ شَيْءٍ مُّحِيطٌ} إحاطة العلم قلنا وقوله تعالى {عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} قهر وحفظ وأبقى].

    وقال الإمام محمد أحمد الشنقيطي في الفتح الرباني وهو شرح على نظم الرسالة [{عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} فالاستواء معلوم من كتاب الله والكيف غير معقول والإيمان والتفويض والتسليم وتنزيه الله عن صفات الحوادث واجب والسؤال عنه وعن المشابه والخوض فيهما بدعة لأن العجز عن إدراك حقيقة ذاته إيمان وإدراك، والخوض فيهما هلاك فالله جلَّ شأنه خلق الزمان والمكان والكائنات ولم يفتقر إلى شىء منها وكلها مفتقرة إليه وهو على ما عليه كان].اه


    وفي حاشية الشيخ زين الدين قاسم على المسايرة [ولما قالت الكرامية إن الله في جهة الفوق من غير استقرار على العرش وقالت المشبهة والمجسمة بالاستقرار على العرش وتعلقوا بقوله تعالى {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} أجاب أهل الحق بأن الاستواء مشترك بين معان والعرش مشترك أيضا بين السرير والملك، قال القائل إذا ما بنو مروان زالت عروشهم ومع الإشتراك لا يكون حجة والمعنى الأليق الإستيلاء فيحمل عليه من غير قطع بأنه المراد].اه


    وفي كتاب ردود على أباطيل للشيخ محمد الحامد ما نصه [أما أن يكون جالسا في السماء جلوس الإنسان أو مستويا على العرش كاستواء الملك على سرير ملكه فلا وأنه زيغ وضلال وخسران مبين {رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ} وإن استواء الله على عرشه يجري فيه المذهبان للسلف والخلف: فالسلف يُفوّضون معناه إلى الله تعالى مع التنزيه، والخلف يؤولونه بالاستيلاء على العرش وهو أعظم المكونات فهو إذا مستول على غيره بالأولى من غير استعصاء سابق لا من العرش ولا من غيره].اه


    وأسند البيهقي في كتابه الإعتقاد والهداية بسند صحيح عن أحمد بن أبي الحواري عن سفيان بن عيينة قال [كل ما وصف الله به نفسه في كتابه فتفسيره تلاوته والسكوت عليه. قال الشيخ: وإنما أراد والله أعلم فيما تفسيره يؤدي إلى تكييف، وتكييفه يقتضي تشبيها له بخلقه في أوصاف الحدث].اه وقال الحافظ ابن حجر في الفتح ومن طريق أبي بكر الضبعي قال [مذهب أهل السنة في قوله {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} قال بلا كيف والآثار فيه عن السلف كثيرة وهذه طريقة الشافعي وأحمد ابن حنبل].اه


    قال الإمام أحمد الرفاعي في البرهان المؤيد [وكذلك قال إمامنا الشافعي رضي الله عنه لما سئل عن ذلك: ءامنت بلا تشبيه، وصدقت بلا تمثيل، واتهمت نفسي في الإدراك، وأمسكت عن الخوض فيه كل الإمساك. وسئل الإمام أحمد رضي الله عنه عن الاستواء فقال: "استوى كما أخبر، لا كما يخطر للبشر". وقال الإمام ابن الإمام جعفر الصادق عليه السلام "من زعم أن الله في شىء، أو من شىء، أو على شىء، فقد أشرك! إذ لو كان على شىء لكان محمولا، ولو كان في شىء لكان محصورا، ولو كان من شىء لكان محدثا"]. اه


    وفي كتاب الإنصاف للباقلاني [وأنَّ الله جلَّ ثناؤه مستو على العرش ومستو على جميع خلقه كما قال تعالى {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} بغير مماسة وكيفية، ولا مجاورة وأنه في السماء إله وفي الأرض إله كما أخبر بذلك. ثم قال، وقد سئل الشبلي عن قوله تعالى {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} فقال: الرحمن لم يزل ولا يزول، والعرش محدث، والعرش بالرحمن استوى].اه


    وقد قال بعض أصحابنا [إن الاستواء صفة الله تعالى بنفي الاعوجاج عنه].اه وقد قال مصباح التوحيد ومصباح التفريد الإمام علي بن أبي طالب فيما رواه عبد القاهر البغدادي في الفرق بين الفرق [إن الله تعالى خلق العرش إظهارا لقدرته ولم يتخذه مكانا لذاته].اه


    قال الإمام البيهقي في الاعتقاد [ويجب أن يعلم أن استواء الله سبحانه وتعالى ليس باستواء اعتدال عن اعوجاج ولا استقرار في مكان ولا مماثلة لشىء من خلقه، لكنه مستو على عرشه كما أخبر بلا كيف بلا أين، بائن من جميع خلقه، وأن اتيانه ليس باتيان من مكان الى مكان، وأن مجيئه ليس بحركة وأن نزوله ليس بنقلة وأن نفهمه ليس بجسم وأن وجهه ليس بصورة وأن يده ليست بجارحة وأن عينه ليست بحدقة وإنما هذه أوصاف جاء بها التوقيف فقلنا بها، ونفينا عنها التكييف فقد قال {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} وقال {وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُواً أَحَدٌ} وقال {هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيّاً}].اه


    قال المحدِّث الكوثري [ومعنى [بائن من خلقه] بمعنى أنه غير ممازج للخلق لا بمعنى أنه متباعد عن الخلق بالمسافة، تعالى الله عن القرب والبعد الحسيين، والبينونة الحسية].اه


    وقال الشيخ عز الدين بن عبد السلام المالكي سلطان العلماء في عقيدته [استوى على العرش المجيد على الوجه الذي قاله وبالمعنى الذي أراده استواء منزها عن المماسة والاستقرار والتمكن والحلول والانتقال، فتعالى الله الكبير المتعال عما يقوله أهل الغي والضلال].اه


    وقال الحافظ ابن حجر [وليس قولنا إن الله على العرش أي مماس له أو متمكن فيه أو متحيز في جهة من جهاته بل هو خبر جاء به التوقيف، فقلنا به ونفينا عنه التكييف إذ {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} وبالله التوفيق].اه


    وقال أبو سعيد المتولي في الغنية ردا على من فسر الاستواء بالاستقرار [فإن قيل الاستواء إذا كان بمعنى القهر والغلبة يقتضي منازعة سابقة وذلك محال في وصفه، قلنا والاستواء بمعنى الاستقرار يقتضي سبق الاضطراب والاعوجاج وذلك محال في حقه].اه


    وقال القاضي أبو بكر بن العربي قال [إنَّ لكلمة استوى أكثر من خمسة عشر معنى فمن فسر استوى بالاستيلاء والقهر جاء بما يوافق لغة العرب ولم يأت بما يخالف لغة العرب ولا الشريعة المطهرة].اه


    وقال الشيخ محي الدين محمد بن بهاء الدين الحنفي في كتابه القول الفصل في شرح الفقه الأكبر [ومنها الاستواء بدلالة قوله تعالى {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} وقال الأكثرون هو الاستيلاء فيؤول إلى القدرة].اه


    وقال أبو الحسن الصغير في كفاية الطالب الرباني في قوله تعالى {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} [فمعنى استوائه على عرشه أن الله تعالى استولى عليه استيلاء ملك قادر قاهر ومن استولى على أعظم الأشياء كان ما دونه في ضمنه ومنطويا تحته، وقيل الاستواء بمعنى العلو أي علو مرتبة ومكانة لا علو مكان].اه


    وفي تفسير النسفي عند قوله {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} [استولى، عن الزجاج ونبه بذكر العرش وهو أعظم المخلوقات على غيره وقيل لما كان الاستواء على العرش وهو سرير الملك مما يرادف الملك جعلوه كناية عن الملك فقال استوى فلان على العرش أي ملك وإن لم يقعد على السرير البتة وهذا كقولك يد فلان مبسوطة أي جواد وإن لم يكن له يد رأسا والمذهب قول علي رضي الله عنه: الاستواء غير مجهول والتكييف غير معقول والإيمان به واجب والسؤال عنه بدعة لأنه تعالى كان ولا مكان فهو على ما كان قبل خلق المكان لم يتغير عما كان].ا ه


    قال الإمام تاج الدين محمد بن هبة الله المكي الحموي في حدائق الفصول وجواهر الأصول في علم الكلام على أصول أبي الحسن الأشعري [
    قد [استوى] اللهُ[على العرشِ كما شاء] وَمَنْ كَيَّفَ ذاكَ جَسما والاستواءُ لفْظة مشهورَةْ لها معان جَمةً كثيرة فنَكِلُ الأمرَ إلى الله كما فوَّضهُ مَنْ قبلَنَا مِنْ عُلَما].اه وفي الحديقة الندية [فالاستواء في قوله تعالى {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} ليس معناه أن استواء الله تعالى كاستواء الأجسام لأنه تعالى ليس بجسم بل استواء يليق به تعالى وبكمال تنزيهه عن مشابهة كل شىء].اه

    وأما قول الله تعالى {هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} قال الإمام الرازي في تفسيره الكبير فيه مسائل [المسألة الأولى: الاستواء في لغة العرب قد يكون بمعنى الانتصاب وضده الاعوجاج ولما كان ذلك من صفات الأجسام فالله تعالى يجب أن يكون منزها عن ذلك ولأن في الآية ما يدل على فساده لأن قوله تعالى {ثُمَّ اسْتَوَى} يقتضي التراخي ولو كان المراد من هذا الاستواء العلو بالمكان لكان ذلك العلو حاصلا أولا ولو كان حاصلا أولا لما كان متأخرا عن خلق ما في الأرض لكن قوله {ثُمَّ اسْتَوَى} يقتضي التراخي ولما ثبت هذا وجب التأويل وتقريره أن معنى {ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ} أي خلق بعد خلق الأرض السماء ولم يجعل بينهما زمانا ولم يقصد شيئا ءاخر بعد خلقه الأرض].اهـ


    ويذكر عن أبي العالية الرياحي في هذه الآية [أنه يقال استوى بمعنى ارتفع قال البيهقي في الأسماء والصفات ومراده من ذلك ارتفاع أمره وهو بخار الماء الذي وقع منه خلق السماء].اه

    قال أبو الحسن الأشعري [وقد نقل الاجماع على إحالة كونه في جهة الفقيه المالكي محمد بن أحمد ميارة في كتابه الدر الثمين حيث قال: وأما الإجماع فأجمع أهل الحق قاطبة على أن الله لا جهة له فلا فوق ولا تحت ولا شمال ولا خلف].اه رمضان
    المعنى أن الله هو القاهر والقهار قبل خلق العرش وبعد خلقه , أليس الطحاوي قال : ما زال بصفاته قديما قبل خلقه ، لم يزدد بكونهم شيئا لم يكن قبلهم من صفاته ، وكما كان بصفاته أزليا كذلك لا يزال عليها أبديا ليس بعد خلق الخلق استفاد اسم الخالق ، ولا بإحداث البرية استفاد اسم الباري ‏.‏اهـ


    المعنى أن الله هو القاهر والقهار قبل خلق العرش وبعد خلقه , أليس الطحاوي قال : ما زال بصفاته قديما قبل خلقه ، لم يزدد بكونهم شيئا لم يكن قبلهم من صفاته ، وكما كان بصفاته أزليا كذلك لا يزال عليها أبديا ليس بعد خلق الخلق استفاد اسم الخالق ، ولا بإحداث البرية استفاد اسم الباري ‏.‏اهـ


    المعنى أن الله هو القاهر والقهار قبل خلق العرش وبعد خلقه , أليس الطحاوي قال : ما زال بصفاته قديما قبل خلقه ، لم يزدد بكونهم شيئا لم يكن قبلهم من صفاته ، وكما كان بصفاته أزليا كذلك لا يزال عليها أبديا ليس بعد خلق الخلق استفاد اسم الخالق ، ولا بإحداث البرية استفاد اسم الباري ‏.‏اهـ



معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. السماوات السبع
    بواسطة دعاء الخير في المنتدى منتدى العلم والإيمان
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 02-12-2011, 08:58 PM
  2. السودانية وداد المحبوب تحلّل باطن المريخ والأرض ــ تعمل في وكالة ناسا
    بواسطة عبد الرؤوف في المنتدى منتدى المواهب والاختراعات
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 07-28-2010, 01:05 PM
  3. وسع كرسيه السموات والأرض
    بواسطة مصطفى 1 في المنتدى منتدى العلم والإيمان
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 12-03-2009, 07:20 PM
  4. (الله الذي رفع السماوات بغير عمد ترونها)
    بواسطة اسوارالايمان في المنتدى منتدى العلم والإيمان
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 09-04-2009, 02:06 PM
  5. النفاذ من أقطار السماوات والأرض
    بواسطة عبد الرؤوف في المنتدى منتدى العلم والإيمان
    مشاركات: 7
    آخر مشاركة: 08-02-2008, 08:15 PM

مواقع النشر (المفضلة)

مواقع النشر (المفضلة)

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •