الغاز الثقب الاسود

بقلم/ جيمس مورغان
ترجمة - نادية المختار
الثقوب السوداء هي كائنات كثيفة بشكل لا يصدق بحيث لايمكن الرؤية من خلالها. لها جاذبية قوية بما يكفي لابتلاع حتى الضوء. فكل كتلة ثقب متوسط الحجم يمكن أن يكون موازيا لكتلة الف شمس لكن ليس اكبر من الأرض.
ويعتقد العلماء أن الهائلة منها تكون في مركز معظم المجرات الكبيرة بما فيها مجرتنا. فهل يمكننا البقاء على قيد الحياة لو سقطنا في واحد منها؟
من المؤكد انه حتى لو كان هذا الثقب أضعف بنوعه من غيره بمقدار مليار مرة فهو هائل، وهذا مايجعله غامضا.
يقول البروفسور ماير: "حاليا ليس من السهل رؤيته اطلاقا. لكن اذا التهمته سحابة الغاز فجأة بحجم كتلة أكبر، فربما نحصل على ألسنة نارية.
ويعتقد العلماء أن الثقوب السوداء تلعب دورا حاسما في دورة حياة المجرات، فهي تبتلع المادة من محيطها وتنفثها مجددا. وهذا يؤثر في الكيفية التي تتشكل فيها النجوم، والكيفية التي تنمو فيها المجرة، وكيف تتفاعل مع المجرات الأخرى.
ولكي يحصل العلماء على فكرة عن عادات "التغذية النموذجية" للثقب الاسود صنع فريق سويفت الملاحظات العادية منذ العام 2006.
فحالما "يلتهم" الثقب سحابة من الغاز والأشعة السينية فان ما يشبه الالسنة النارية ستضيء في الحال وكأنها منظر للالعاب النارية. لذا يستعد الفلكيون حاليا لالقاء نظرة افضل من أي وقت مضى- عن الثقب الغامض في قلب مجرتنا.
فالتصادم الآن محتمل وفقا لما ذكره العلماء في لقاء جمعية الفلك الاميركية، من ان الفلكيين يمكنهم الان مراقبة القمة على موقع الشبكة العنكبوتية. اذ يقول البروفسور ليو ماير من جامعة كاليفورنيا، لوس انجلوس: "ربما يكن هذا الكائن الأسود الكثيف اكبر ما لدينا خلال مئات السنين. وقد يحدث العابا نارية رائعة- ونحن بدورنا نريد ان يشاهدها الجميع".

مقاعد الصف الامامي
هذا الاصطدام يمكن ان يفتح لعلماء الفلك نافذة فريدة على أحدى احجيات الكون العظيم. فالثقوب تكون كثيفة بحيث لا يمكن حتى للضوء ان ينفذ منها حتى بمجرد أن يمر بأفق الحدث (نقطة اللاعودة).
ويمكن للعلماء فقط ملاحظته بشكل غير مباشر من خلال ومضات وجيزة جدا من الاشعاع الصادرعن الوقوع في المادة.
تبلغ كتلة سحابة الغاز العملاقة g2 ثلاث مرات كتلة الأرض. وشوهدت لأول مرة في العام 2011 وهي تندفع نحو الثقب الأسود في قلب المجرة الأساسية لدينا.
غير ان تأثيرها الآن بعيد، لكن اذا انجرف الغاز قريبا بما يكفي فسيتم تسخينه ويطلق وهجات كبيرة من الأشعة السينية التي بدورها تسلط الضوء على خصائص الثقب الأسود.
قام فريق االبروفسور ماير بتتبع اقتراب السحابة الغازية العملاقة باستخدام المرصد الفلكي كييك.وتمكنوا من رؤية سحابة الغاز تتمدد مثل حبات السباغيتي، بينما كان الثقب يصارع عند نقطة الرأس ويتحرك بسرعة اكبر عند منطقة الذيل. فسحابة الغاز قد امتدت مثل السباغيتي بواسطة جاذبية الثقب الأسود
وبينما كان كييك يراقب السحابة، كان سويفت يراقب الثقب الأسود. والأشعة السينية لتلسكوب الفضاء التابع لناسا كانت تستعد لالتقاط اولى وهجات التصادم.
يقول ناتالي ديجينار الباحث الرئيس في سويفت "الجميع يريد أن يرى حدوث هذا الحدث لأنه نادر جدا. فالقوس a يختبئ على بعد 26 الف سنة ضوئية في المنطقة الاعمق من مجرة درب اللبانة. ويمكن رؤيته من الأرض في سماء صافية نحو الجنوب بالقرب من برج العقرب والقوس.
عن بي بي سي نيوز

شكرا استاذ علاء ...............................