" إذا التقط حجرا ثم تركته من يدك فانه يسقط على الأرض ، لماذا ؟"
إن الجواب على هذا السؤال المعتاد هو : "لأن الأرض جذبته إليها."
الفيزياء الحديثة تصوغ الجواب بطريقة مختلفة
فبدلا عن ذلك تقدم السبب التالي
بالتماثل مع الكهرومغناطيسية ،
لقد وصلنا إلى اعتبار التأثير الفورى على مسافة بوصفها عملية مستحيلة دون وسيط
، على سبيل المثال ، مغنطيس يجذب قطعة من الحديد ، لا يمكننا الاكتفاء إلى النظر إلى هذا الحدث على أنه يعني أن للمغناطيس تأثير مباشرة على قطعة الحديد عبر الفضاء الفارغ دون وسيط
، ولكن يتوجب علينا أن نتصور ، مع فاراداي ، أن المغناطيس يدعو دائما إلى حيز الوجود شيئا حقيقيا فعليا في الفضاء من حوله ،
شيئا ما نطلق عليه "المجال المغناطيسي".
بدوره هذا المجال المغناطيسي يعمل على قطعة من الحديد ، بحيث تسعى هذه الأخيرة للتحرك نحو المغناطيس .
آثار الجاذبية أيضا تعتبر بطريقة مماثلة.
التاثير من الأرض على الحجر يجري بشكل غير مباشر.
الأرض وينتج في محيطها حقل الجاذبية ، والذي يعمل على التأثير فى الحجر
ونحن نعرف من التجربة ، أن كثافة التأثير على الجسم تقل وفقا لقانون واضح جدا ،
ونحن نمضي أبعد وأبعد من الأرض
. من وجهة نظرنا وهذا يعني : أن القانون الذي يحكم خصائص حقل الجاذبية في الفضاء يجب أن يكون واحد ، وذلك بشكل صحيح لتمثيل الانتقاص من عمل الجاذبية مع البعد عن الكتل
فكتلة مثل الأرض ينتج حقل في جوارها المباشر مباشرة ،
من ثم يتم تحديد شدة واتجاه المجال عند نقطة أبعد عن الجسم عن طريق القانون الذي يحكم الكتل في الفضاء من حقول الجاذبية نفسها
مثال آخر:
ترتبط الارض مع الشمس بقوى جذب تثاقلى تجعل الارض تدور حول الشمس, ولكن اذا افترضنا ان الشمس لسبب ما قد اختفت فجاءة!!!! ماذا يحدث للارض؟ بالطبع حسب نظرية نيوتن لا توجد سرعة قصوى فى الطبيعة لذلك نجد ان المجال التثاقلى الذى ينتقل بين الشمس والارض يتحرك بسرعة لانهائية وعليه يقطع المسافة بينهما فى فى زمن يساوى الصفر وهكذا اذا اختفت الشمس سوف يتوقف المجال التثاقلى وتتوقف الارض عن الدوران فى نفس لحظة اختفاء الشمس.
والان مالذى جعل اينشتاين غير سعيد بهذه النتيجة؟
حسب مفاهيم النسبية الخاصة توجد سرعة قصوى لانتقال التفاعل وهذه السرعة القصوى هى سرعة الضوء.
واذا افترضنا ان الشمس قد اختفت فجاءة بعد ارسالها للمجال التثاقلى, فان المجال سوف يتحرك باقصى سرعة ممكنة (سرعة الضوء) ليصل الى الارض بعد فترة زمنية تصل الى 8 دقائق تقريبا, وعليه لن تعرف الارض اختفاء الشمس الا بعد مرور 8 دقائق وسوف تظل تدور حول موقع الشمس المزعوم لمدة ثمانية دقائق قبل ان تكف عن الدوران.
وهكذا نجد ان نظرية نيوتن للتثاقل الكونى تتناقض مع فرضيات النسبية الخاصة لذا يجب تعديلها او استبدالها بنظرية اخرى تكون متوافقة مع النسبية الخاصة.
والان بعد ان عرفنا ان نظرية نيوتن للتثاقل الكونى لا يمكن ان تكون الكلمة النهائية لوصف القوى التثاقلية
نريد ان نعرف كيفية ايجاد نظرية بديلة لها. مدخل انشتاين لايجاد هذه النظرية يتمحور حول ثلاثة نقاط رئيسية وهى
(1) مبدأ التكافؤ فى النسبية الخاصة.
(2) العلاقة بين كتلة القصور وكتلة التثاقل
(3) النسبية الخاصة و التسارع.