مفاعل نووي اندماجي في علبة ذهب صغيرة ــ يستخدم الليزر الاقوى في العالم

مفاعل نووي اندماجي في علبة ذهب صغيرة


يخطط علماء في مركز National Ignition Facility لاستخدام الليزر الأقوى في العالم لتكوين نوع من الاندماج النووي يوجد في قلب النجم.
المنشأة التي ينتهي العمل فيها هذه الايام بكلفة 8ر1 بليون دولار، ستولد ليزراً يعطي حرارة وضغطا هائلين يوجدان عادة في النجوم الأكثر كثافة في الكون. وبقدرة 500 تيراواط من الطاقة لجزء من الثانية، وهو ما يفوق بألف مرة القدرة التي تنتجتها الولايات المتحدة في أي وقت.
سيتم توجيه الليزر الى كمية ضئيلة من الهيدروجين توجد داخل علبة صغيرة من الذهب، تعادل في حجمها حجم الممحاة في نهاية قلم الرصاص. وتحت هذه الظروف، يأمل العلماء بأن تندمج ذرات الهيدروجين، محررة مقادير هائلة من الطاقة، وبما يماثل التفاعل الذي يحدث في باطن الشمس والنجوم الاخرى.
يرى الكثيرون في التفاعل النووي الاندماجي الحل لمشكلات الطاقة في العالم، اذ ينتج مقادير هائلة من الطاقة النظيفة. وفي المفاعل النووي، تستخدم هذه الطاقة في تكوين بخار يُشغل التربينات المولدة للطاقة.
انتاج ليزر عالي الطاقة كهذا تطلب التخطيط لسنوات وسيتم توليده من 192 شعاع ليزر مفرد. وسيمر عبر مضخم قبل توجيهه الى غرفة الاشتعال التي تحتوي على علبة الذهب الصغيرة المستهدفة، وتبعاً لما يقوله د. ايد موسس مدير المركز، فان الليزر سيدخل العلبة من ثقوب في جانبي العلبة، وسيرفع درجة حرارة العلبة الى عدة ملايين من الدرجات السلسيوسية خلال اجزاء قليلة من البليون من الثانية.
وستصبح العلبة بالتالي حارة جداً بحيث تنتج اشعة سينية، تضرب بدورها ذرات الهيدروجين، وتدمجها معاً وذلك بسرعة مليون ميل في الساعة، بما سيؤدي الى الحصول على تفاعل اندماجي.
تم بناء المنشأة في مختبر لورنس ليفرمور الوطني الاميركي على بعد 80كم من سان فرنسيسكو، والذي يمثل موقع تجمع لأفضل العقول في الولايات المتحدة وتمتد نشاطاته البحثية لتشمل تطوير كل شيء تقريباً من الاسلحة النووية الى ابحاث DNA.
المنشأة التي ستجري فيها اول تجربة تفاعل اندماجي في نهاية عام 2010م، ستولد ايضاً ظروفاً تماثل تلك التي في قلب الكواكب، بما يوفر معرفة للعلماء بما يجري في باطن الارض.
الرأي الاردنية