المطيري يقود «الأبحاث» نحو التغيير

وجه في الأحداث
المطيري يقود «الأبحاث» نحو التغيير

http://www.alqabas.com.kw/Temp/Pictu...eab0f_main.jpg

• ناجي المطيري

* ترتيبه المدير العاشر بالاصالة والثاني عشر بالوكالة، لم يهبط على معهد الكويت للابحاث العلمية بالطائرة، بل تدرج فيه من مساعد باحث الى مدير، اي انه وصل الى المنصب بالتدرج وبالكفاءة التي يتمتع بها والخبرات التي تراكمت عنده، لذلك كان الابن الشرعي للمعهد، الذي تأسس عام 1967 ليطل عليه من موقع المجدد والمخطط والعارف ببواطن الأمور.
* قيمةد. ناجي المطيري، هي بقيمة ما يمثله معهد الكويت للابحاث العلمية، وأهميته انه اختير لهذا المنصب بعد استقالة مجموعة من قياداته، وفي ظل تحديات تواجه البحث العلمي في الكويت، ويشكل ذلك «اختبارا عمليا» لقدراته وامكاناته بترجمة الاهداف على الارض ووضع الخطط القابلة للتنفيذ.
* سنة وشهران تقريبا من عمر ادارته التي شغلها، والسؤال الذي يلاحقه، ماذا اضاف وقدم للمعهد، وماذا في الجعبة من خطط ومشاريع؟ اين هي بصماته، لاسيما انه معروف بعلاقاته مع مراكز البحث العلمي العالمية؟
الاجابة بالطبع يمكن ملامستها عند حدود ما ظهر حتى الآن وما يجري الحديث عنه والذي يتمحور بأربعة مفاصل رئيسية هي:
الاول: تأسيس شركات تجارية لتسويق نتائج البحث العلمي يكون لها مردود اقتصادي.. الثاني: تأسيس ثلاثة مراكز تميز، علمية في مجالات النفط والمياه والطاقة البديلة وتوطينها وهو ما يستدعي التغيير بهيكلية المعهد وتبني طرق مبتكرة.. والثالث: وضع اسس لبرنامج تكنولوجيا النانو.. والأخير: عمل خطة عشرية تربط الخطط الثلاث القادمة (2010 ــ 2030) بعمل متكامل ووفق منظور يتوافق وخطط الدولة وبرنامج عمل الحكومة.
* همه ان تخرج خطة عشرية تستوعب كل الافكار والمشاريع المطروحة، فالخطط الست السابقة من 1979 الى 2010 استنفدت اغراضها، والخطة السابعة القادمة 2010 ــ 2015 لا تحقق الاهداف المرجوة، لذلك كانت الرؤية بعمل خطة عشرية تنتهي في عام 2030، يستند فيها الى عناصر القوة التي يمتلكها، وانخراطه الكامل بأنشطة البحث العلمي، واستيعاب المجالات والمتطلبات البحثية الواعدة.
* إذا نجح د. ناجي المطيري بوضع الخطط على الارض وتسويق مشاريعه وايصال رسائله للمعنيين والمهتمين واصحاب القرار، سيقال عنه انه رجل المرحلة والتغيير في المعهد، وهو ما سيكسبه مكانة علمية وادارية عالية تضعه في مصاف الكبار وتفتح العين عليه ربما للاستعانة به والاستفادة منه في مراكز واماكن عالية بالدولة .
* عمل على تطوير العمل الداخلي في المعهد واشاعة جو من الاستقرار والطمأنينة وأوجد مناخات صحية وبيئة منافسة للمؤسسات المشابهة من خلال منح الامتيازات للباحثين تضاهي المؤسسات العلمية الكبرى في العالم، وطور الكادر الخاص بالمعهد الذي ينتظر اقراره والموافقة عليه من قبل ديوان الخدمة المدنية ومجلس الوزراء.
* مولود في بيئة علمية ومن الصعب عليه ان يكون خارجها، جمع بين البحث العلمي والادارة العملية، زاوج بين الدورين والمهمتين فهو الى جانب عشقه للبحث، بقي يمارس مواقع ومسؤوليات تتصل بالادارة المرتبطة بالبحث العلمي، والمؤسسات والمراكز التي تنقل فيها، بقيت في دائرة الابحاث والنشاط العلمي والاكاديمي، وهو من النوع الذي يعمل على الامساك بكل القضايا والتعايش معها فلا يكتفي باللقاءات التي أقدم عليها عند اختياره كمدير، بل انخرط في عالم الخطط ومتابعتها والوقوف على ادق التفاصيل بالمشاريع وبما جرى فيها.
* يتمهل باتخاذ القرار، بل لديه رغبة قوية بتشكيل لجان عند اي قضية يواجهها لاعتقاده ان التسرع بالقرار ليس صفة حميدة عند صاحب المسؤولية، فالتغيير عنده يمر بمراحل طبيعية وببطء وثبات افضل من الانقلابات السريعة التي لا يعرف الى اين ستصل، وما هي المسارات التي ستأخذها.. قناعته ان اي خطوة يقدم عليها تسبقها دراسة ثم لجنة فقرار.
* يفتش عن أفضل المهارات العلمية بغض النظر عن الجنسية، فمن يرد الدخول في المنافسات العلمية الكبرى فعليه ان يوفر كفاءات فنية مؤهلة للقيام بالمهام المنوطة بها وان يبدأ من «بيته» أي بتحسين بيئة العمل الداخلية والاقتراب من المشكلات لحلها وتغيير الهيكلية القائمة للوصول الى الحد المقبول من مستوى القدرة على المنافسة والانجاز بأسلوب علمي يعكس اهمية المعهد والقائمين عليه.
* ربع قرن من حياته أمضاها في البحث العلمي، منها ست سنوات بمؤسسة الكويت للتقدم العلمي، اعطته القدرة على رسم الاحتياجات ووضع يده على الجرح، كما يقولون، وذلك بابراز دور المعهد والاستفادة من ابحاثه وايجاد الاهداف المشتركة لمؤسسات البحث العلمي فيما بينها وضرورة تأمين الدعم اللازم له من صناع القرار في ضوء تدني نسبة الدعم وهي 0.02 في المائة من الدخل القومي.
* يعترف في احاديثه ومقابلاته بان البحث العلمي في الكويت، بعد اكثر من اربعين سنة تقريبا، لم يصل الى مرحلة التميز وهذا عائد الى عدم وجود فهم كامل وحقيقي لدوره، ويعترف بضعف قنوات الاتصال والتواصل بين المعهد والجهات المعنية بالعلاقة، والى قصور بذلك والى غياب الثقافة العلمية وتراجعها، والنظر الى البحث العلمي كشأن ترفيهي، وهو ما يعد ببذل الجهد لاعادة تغيير الصورة الى وضعها الطبيعي.
* لم يكن مدينا لجهة سياسية أو حزبية عند اختياره كمدير للمعهد، وكانت تلك سابقة اولى لم تكن تجري من قبل، فطريقة الاختيار اعتمدت على المعايير والضوابط العلمية، بعيدا عن الاعتبارات السياسية وهو ما يطلق يده في عمليات التغيير والهيكلة والتطوير ويجعله «حرا» في الاختيار وفي القرار..
* قبل أن يصل الى منصب المدير العام تدرج من موظف عادي الى مساعد باحث وحصل على الترقية بعد 17 سنة، ولذلك كان «ادرى بشعابها» من اهل مكة، اي بتحسين احوال الباحثين واقرار الكادر الخاص بالعاملين وبالنهوض بالمعهد من سباته والصراعات التي تدور فيه والاهمال الذي يعانيه والقصور الاعلامي الذي رافقه.. واليوم يراجع د. ناجي حساباته، ماذا انجز وماذا حقق، ففي المراجعة ما يريح الضمير ويساعد على التقييم بمعرفة خارطة الطريق.
* د. ناجي المطيري واحد من ضمن عشرة مديرين توالوا على منصب مدير معهد الكويت للابحاث العلمية، وهم د. تونيثيرو (ياباني)، وكاتسيوجي (ياباني) ومحمد الشمالي (1972)، ود. محمود خليل (1975)، ود. عدنان شهاب الدين (1976)، ود. حمود الرقبة (1986)، ود. احمد الجسار (1988)، ود. عدنان السيد العقيل (1992) ود. عبدالهادي العتيبي (1978)، اما المديرون بالوكالة فهم نزار ملا حسين التركيت (1991) ود. نادر العوضي (2006)، واطول مدة قضاها هو د. عدنان شهاب الدين منذ انتدابه كمدير بتاريخ 3 ــ 4 ــ 1976 والى 4 ــ 5 ــ 1981 تاريخ صدور مرسوم بتنحيه ولغاية 11 ــ 10 ــ 1986 انتهاء مدته، واقصر فترة كانت سنة للدكتور الياباني كاتسيوحي تانماكا من شركة الزيت العربية المحدودة (اليابان) من عام 1971 الى عام 1972.

السيرة الذاتية
• ناجي محمد المطيري
• مواليد 1959
• حاصل على شهادة دكتوراه في الهندسة المدنية من جامعة ميرلاند الاميركية (1989) وماجستير في هندسة المنشآت من جامعة ولاية بنسلفانيا (1986) والبكالوريوس في الهندسة المدنية من جامعة ميامي (1982) ودبلوم عام من كلية برفارد بفلوريدا (1980).
• مدير معهد الكويت للابحاث العلمية منذ عام 2007.
• شغل المناصب التالية قبل توليه ادارة المعهد: مدير ادارة البحوث بمؤسسة الكويت للتقدم العلمي (2002 ــ 2007).
• تدرج في عدة مواقع في معهد الكويت للابحاث العلمية من مساعد باحث عام 1983 الى مستشار وباحث مساعد بجامعة ميرلاند عام 1986 الى باحث علمي من 1989 ولا زال وباحث مشارك عام 1993 ومدير دائرة الهندسة المدنية والبناء عام 1991، ومدير ادارة الهندسة عام 1997 ومدير ادارة البيئة والتنمية الحضرية عام 2001، الى مدير ادارة البحوث (2002 ــ 2007).
• لديه خبرة في ادارة الابحاث والفحوصات المختبرية لمواد وانظمة الانشاء للمباني والجسور وتحليل سلوك اجزاء المنشآت الخرسانية والمشاركة في تنظيم ورش العمل ونشر 40 ورقة علمية وتقرير فني.
• يشترك في عضوية اكثر من 42 لجنة ويرأس حوالي 12 لجنة تتوزع في مشاريع الطاقة منها، رئيس لجنة الدراسات والبحوث للمشروع الوطني التي شيد الكهرباء والماء ومشاريع البحث العلمي والهندسي ولجان تحكيم ومراكز علمية وصحية واكاديمية، وكذلك عضو في جمعيات ومعاهد بحثية جامعية وجهات غير حكومية.
• نال العديد من شهادات التقدير والتميز والاوسمة.