المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الإســـلام والـعلـمانـية ...



تمام دخان
09-10-2008, 02:08 PM
الإســـلام والـعلـمانـية

حوار مع سماحة المفتي الشيخ أحمد كفتارو أجرته مراسلة صحيفة باسم (168 ساعة) تصدر في صوفيا

:)بسم الله الرحمن الرحيم :)

السؤال الأول: ما هو دور ومكانة الجامع في الجمهورية العربية السورية العلمانية؟


الجواب:

نشأ مفهوم العلمانية في العالم الغربي، لأن الكنيسة كانت تعرض المسيحية بشكل يتناقض مع العلم والعقل، ولأنها كانت تقف حائلاً دون تقدم الإنسان العلمي والحضاري.

أما الإسلام فقد جعل طلب العلم النافع وتعليمه فريضة، لا يصح إيمان وإسلام المسلم إلا به، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((طلب العلم فريضة على كل مسلم))(رواه ابن ماجة كتاب: [ المقدمة ]، رقم ( 224 ). )، والحقيقة أن الإسلام لم يدعُ إلى تنمية العقل فقط، بل دعا إلى تنمية العقل الحكيم الذي يصيب في القول والعمل، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((رأس العقل بعد الدين التودُّد إلى الناس، واصطناع الخير إلى كل برٍ وفاجر))(رواه البيهقي في الشعب، عن علي رضي الله عنه (كنز العمال 3/382).).

بعد ذلك نقول: إن العلمانية التي تعتمد العلم التجريبي، هي حلقة صغيرة من حلقات الإسلام، وإن العلمانية التي تعني الإباحية لا محل لها في الإسلام.


وإذا كانت بعض الدول الإسلامية قد اتخذت العلمانية منهجاً في سياستها، فسبب ذلك الجهل بحقيقة الإسلام، وبسبب أن المسلمين لا يعبرون عن الإسلام بشكل صحيح ؛ بأقوالهم وأعمالهم، ولا يجيدون التعريف به.


إن التعريف بحقيقة الإسلام الحي هي مسؤولية كل مسلم، فالإسلام لم يأت بشيء يتناقض مع العقل والعلم والعدل وحقوق الإنسان ؛ أيّ إنسان كان، ومهما كان لونه أو قوميته أو دينه، فقد ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه مرت جنازة يهودي أمامه، فقام احتراماً لها، فقال بعض المسلمين: يا رسول الله ! إنها جنازة يهودي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أليست نفساً))(رواه البخاري في صحيحه، كتاب [ الجنائز ]، رقم ( 125 )، ومسلم في كتاب: [ الجنائز ] رقم ( 961 ).). هذا هو احترام الإنسان الميت غير المسلم في الإسلام، فما بالك بالنسبة للإنسان الحي؟


وأما بالنسبة للإنسان غير المسلم فالقاعدة ((لهم مالنا وعليهم ما علينا)). أي من الحقوق والواجبات.

بعد ذلك نقول: لا مشكلة للإسلام مع العلم، ولا تناقض بينهما، وإن الإسلام يأمر بالتقدم العلمي والتكنولوجي والحضاري، ولا يقف حائلاً مانعاً أمام الإنسان وتطلعاته، بل أتى ليناصر العقل والعلم وحقوق الإنسان.


ومما قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك: ((ليس مني إلا عالم أو متعلم))(رواه ابن النجار، والديلمي في الفردوس عن ابن عمر ( كنز العمال 10/156 ).)، وقال أيضاً: ((أُغدُ عالماً أو متعلماً أو مستمعاً (للعلم) أو محباً (للعلم والعلماء) ولا تكن الخامس فتهلك))(رواه البيهقي وابن عبد البر من حديث عطاء بن مسلم الخفّاف عن أبي بكرة مرفوعاً بسند ضعيف، انظر: (كشف الخفاء 1/167). )، وإذا تخلى الإنسان عن هذه الصفات الأربعة فهو جاهل، والجهل يؤدي إلى الهلاك، بعد ذلك هل يمكن للعلمانية أن ترفض هذه الحقائق العلمية في الإسلام ؟؟؟


:7: ان أعجبكم الموضوع سوف أكمل باقي الحوار و أضع السؤالين الثاني و الثالث

:eh_s (8)::eh_s (8)::eh_s (8):

دموع صامتة
09-10-2008, 02:33 PM
موضوع جميل ويلامس واقعنا وجهل العديد بحقائق ديننا ورعة تعاليمه فللاسف تركنا تعاليمه التي فيها قوتنا ورقينا وركضنا وراء ما جعلنا في انحطاط بشتى المجالات ............ والعلمانية جاءت لتفصل الدين الذي فيه ركائز الدولة الحضارية القوية عن الدولة........................ .

اتمنى ان تكمل

جزاك الله خيراااااااا.............شكرا

تمام دخان
09-10-2008, 02:38 PM
شكرا لأن الموضوع أعجبك أستاذتنا ....

نكمل .... على بركة الله.......


السؤال الثاني: ما هي طبيعة العلاقات بين رجال الدين المسيحي والإسلامي في سورية؟

الجواب:

أنا أزورهم في أعيادهم، وهم يزوروني في أعياد المسلمين، ونحن نلتقي ونتعاون في كثير من القضايا الوطنية، ويعيش المسلمون والمسيحيون في وحدة وطنية متينة، وفي سورية حرية المعتقد والعبادة مصانة قانوناً ودستوراً.



السؤال الثالث: ما هو دور الدين في السياسة العالمية؟

الجواب:

مع مرور الزمن، وبفعل الترجمات والمصالح الشخصية، فقدت الأديان الكثير من أصالتها وجوهرها وجمالها، فحدثت الثورات ضد الكنيسة في أوروبة وروسية، ورُفع شعار فصل الدين عن السياسة والدولة، من أجل التحرر والتقدم، وسرت هذه العدوى إلى بعض البلدان الإسلامية، وكانت حصيلة ذلك ما نراه اليوم من حياة مادية تسببت في كثير من التحديات المعاصرة، في مجالات الفقر، والبطالة، والإباحية، وانهيار الأسرة، والعنف المتمثل بالجريمة، والصراعات، والحروب الاجتماعية والاقتصادية.

لكن ما حدث من تحريف في الأديان لم يحدث في الإسلام، حيث إنه ما يزال في مجمله محافظاً على أصالته وجوهره، ذلك لأن الله عز وجل تكفل بذلك فقال: {إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون}(سورة الحجر: [الآية: 9]. )، فالإسلام بحقيقته وجوهره دين (أي نظام وبرنامج) يحقق للإنسان سعادته الجسدية والروحية في هذه الدنيا، كما يحقق له السعادة في عالم الروح والخلود.

ذلك لأنه دين التوحيد والوسطية، وهو يدعو إلى الإيمان بكل الأنبياء والرسل، فهو يقدس إبراهيم وموسى وعيسى، كما يقدس النبي محمداً صلى الله عليه وسلم، والحقيقة، إن الإسلام لم يأت لينقض رسالات الأنبياء قبله، بل أتى ليتمم الرسالات السابقة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن مثلي ومثل الأنبياء من قبلي، كمثل رجل بنى بيتاً ؛ فأحسنه وأجمله إلا موضع لبنة من زاوية، فجعل الناس يطوفون به، ويعجبون له، ويقولون: هلا وضعت هذه اللبنة، قال: فأنا اللبنة، وأنا خاتم النبيين))(رواه البخاري في صحيحه، كتاب: [المناقب]، باب: (خاتم النبيين)، وروى مسلم نحوه، كتاب: [الفضائل]، باب: (ذكر كونه صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين).).

فالإسلام يعترف بالأنبياء ورسالاتهم ويقدسهم جميعاً، ومن قواعد الإسلام وأصوله أنه صان الحقوق والحريات الإنسانية لكل بني البشر، مهما كانت معتقداتهم ومذاهبهم ؛ ومنها حرية المعتقد، والعبادة، والتعبير، وقد أثبتت الحوادث التاريخية قدرة المسلمين على التعايش والتعاون مع غير المسلمين، سواء في أوطانهم الإسلامية، أو في الأوطان غير الإسلامية.

وبناءً على ما تقدم، فإن دور الدين الإسلامي كنظام قادر على إسعاد الإنسان دور مشهود له تاريخياً، فالمسلم مكلف بالعمل الجاد لإسعاف ومواساة الإنسان البائس، مهما كان انتماؤه ومعتقده، ومن أجل هذا الهدف النبيل شُرع الجهاد المقدس، وبذل جيل المسلمين الأُول دماءهم وحياتهم دفاعاً عن حقوق الإنسان وكرامته، ولم تكن الفتوحات لاستعمار الشعوب واضطهادها وقهرها ونهب ثرواتها وإذلالها وتقيد حرياتها، بل كانت لتخليص الشعوب من اضطهاد وقهر الملوك الطغاة المتسلطين المستبدين، من أجل أن تتمتع الشعوب بحرياتها كاملة.

فكانت الدولة الإسلامية ترعى مواطنيها مهما كانت أديانهم ومعتقداتهم رعاية متساوية وتامة، فإن كان المواطن مديناً وعجز عن أداء دينه لدائنه تقوم الدولة بوفاء دينه، وإن كان عاطلاً أو عاجزاً عن العمل، فإن الدولة تقدم له كل احتياجاته المعيشية، مسلماً كان أو غير مسلم، وعندما رأت الشعوب عدالة وسماحة ورحمة الإسلام والمسلمين، صارت تتعاون مع المسلمين وتناصرهم ضد حكامهم وملوكهم الطغاة، واعتنقوا الإسلام بمطلق القناعة والحرية والمحبة، ولم يثبت في التاريخ أن المسلمين أكرهوا أحداً على ترك دينه ليعتنق الإسلام، قال تعالى: {لا إكراه في الدين}(سورة البقرة: [الآية: 256]. ).

ومن مشاهداتي وتجاربي، وقد زرت العالم من أمريكة إلى اليابان، مروراً بالفاتيكان مع البابا، وفي الكرملين مع كبار رجاله، كانوا يُصغون إلى الإسلام باهتمام وتقدير واحترام، والمشكلة الآن أن الإسلام مجهول لكثير من الشعوب الإسلامية، فضلاً عن الشعوب الأخرى، وأعتقد أنه لو ظهر الإسلام الحقيقي في الشعوب الإسلامية في مجالات حقوق الإنسان وحرياته في المعتقد والفكر والتعبير والتملك والكفاية الحياتية ؛ لتوحدت شعوب العالم، وصارت عائلة واحدة ؛ لأنها ستجد في الإسلام المنقذ والمخلص والملاذ.

وإذا استطعنا أن نقدم الإسلام بصفائه ونقائه كمناهج وبرامج تنموية، فسيكون له دورٌ بارزٌ في الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية، ذلك لأنه يملك المنطق والمنهجية القادرة على معالجة المشكلات والتحديات المعاصرة التي تهدد البشرية، والمتمثلة في انتشار الفقر والجوع والأمراض العضوية والجنسية والنفسية، واتساع رقعة العنف والجريمة والتطرف والحروب العرقية والاقتصادية


السؤال الرابع: ما هي أسباب ازدياد العنف الإسلامي في الآونة الأخيرة؟؟؟
.....................