تمام دخان
08-13-2006, 10:45 PM
:12: تابع لأسئلة وأجوبة حول الكون :12:
نقلته لكم... :eh_s: :eh_s: :eh_s:
13. في مطلع القرن العشرين، خطوة أخرى في إطار فهم الكون، يقوم بها آينشتاين..
يقدم آينشتاين في عمله فيزياء أعلى مستوى من فيزياء نيوتن، فيبين في نسبيته الخاصة أن قوانين نيوتن والتي كانت تعمل بشكل جيد مع السرعات البطيئة والتي نشهدها في حياتنا اليومية، تغدو قاصرة أثناء التعامل مع الظواهر التي تقترب سرعة الأجسام فيها من سرعة الضوء، ووضع آينشتاين مبدأيه الشهيرين في النسبية الخاصة، والذي يقول أولهما: ستبقى قوانين الفيزياء نفسها ضمن مرجع مقارنة متحرك غير متسارع، أي بتعبير آخر: إن الأحداث التي تجري داخل مركبة متحركة غير متسارعة لن تتأثر بحركة هذه المركبة، أما المبدأ الثاني فيقول: إن سرعة الضوء مستقلة عن حركة مصدره، أي أن سرعة الضوء ستأخذ القيمة نفسها بالنسبة لأي راصد سواء كان مقترباً أو مبتعداً عن الضوء بأية سرعة.
وإن الأخذ بالمبدأين معاً سيؤدي إلى أفكار ثورية بخصوص حدية سرعة الضوء وتباطؤ الزمن وتقلص الأطوال والبناء الرباعي للفضاء و... أما أولى النتائج فهي التخلي عن فكرة وجود الأثير، الذي شكل معضلة القرن التاسع عشر.
14. عشر سنوات بعد النسبية الخاصة، استغرقها آينشتاين في بناء عمله الأهم: نظرية النسبية العامة..
في نهاية عام 1915 اكتمل عقد نظرية النسبية العامة (والتي كان آينشتاين قد قال أثناء عمله بها: "مقارنة بهذه المشكلة تبدو نظرية النسبية الخاصة كلعبة أطفال")، فقدمها آينشتاين في نهاية شهر تشرين الثاني ضمن أحد لقاءات الأكاديمية البروسية للعلوم، وتختلف النظرية العامة عن النسبية الخاصة بشكل أساسي بأن الزمان-المكان منبسط، ولا وجود للتثاقل في النسبية الخاصة، في حين نجد التثاقل حاضر بقوة في النسبية العامة ويكون الزمكان منحنياً، وتنشأ الحركات الثقالية للأجسام نتيجة مسايرتها للانحناءات الزمكانية للفضاء الذي تتحرك عبره..
15. إدوين باول هبل (1889-1953) أعظم فلكيي القرن العشرين.
لقد وسّع هبل الكون كما لم يفعل ذلك أحد قبله، بل وسّع من فهم الإنسان لهذا الكون، فبالإضافة إلى منجزاته العديدة في تصنيف المجرات وابتكار طرق قياس أبعاد الأجسام الكونية، فقد كشف أن مجرتنا ما هي إلا واحدة من آلاف ملايين المجرات الأخرى، التي تبتعد عن بعضها بسرع تتناسب وبعدها عن بعضها، ونص اكتشافه ذلك بقانون يعرف باسمه، كما قدّمت أرصاده العديدة تأكيداً جديداً لفكرة نيوتن بأن القوانين التي تحكم أرضنا هي ذات القوانين التي تحكم كافة أرجاء الكون الفسيح.
إذن، كما نرى، فإن تقدم علم الفلك، وتقدم فهم الإنسان للكون اعتمد بالأخص على الإنجازات العلمية لمجموعة من العلماء.
يقول رالف رادو:
"ليس هناك تاريخ بالمعنى الدقيق للكلمة.. بل هناك سير شخصية فقط".
ويقول توماس كاريل:
"إن تاريخ العالم ليس إلا سيرة الرجال العظماء..".
*********
القمر.. الجار الكوني الأقرب لكوكبنا
16. تضاريس القمر
"لقد تملكتني الدهشة إذ وجدت أن القمر جسم شبيه بالأرض" عندما رصد غاليليو القمر للمرة الأولى لاحظ مناطق مختلفة الإضاءة، وتمتد على مساحات كبيرة، فأطلق على بعضها تسمية "بحار" ظناً منه أنها مساحات مائية كما على الأرض، وما تزال هذه التسميات متداولة حتى الآن، مع علمنا اليوم بأن القمر صخرة ميتة، لا يحوي من الماء سوى قليل من الجليد بالقرب من قطبه الجنوبي، فنجد حتى الآن: بحر الأمطار (وهو أكبرها امتداداً، 1200 كم)، بحر الغيوم، بحر الأمل بحر الهدوء... الخ، كما نجد على سطح القمر سلاسل جبلية (مثل سلسلة جبال إبينين القمرية، وتصل بارتفاعها إلى 5500 كم)، أما السمة المميزة للقمر فهي كثرة الفوهات على سطحه، وتنجم هذه الفوهات عن ضرب النيازك له، وهناك كثير من الفوهات القمرية تحمل أسماء علماء عرب (طبعاً أطلقها الروس أو الأمريكان أثناء استكشافهم للقمر) مثل: البيروني، الخوارزمي، البتاني، المأمون...
17. لا نرى، من على الأرض، سوى وجهاً واحداً للقمر.
يعود ذلك لأن القمر يدور حول نفسه بنفس سرعة دورانه حول الأرض، وقد تم للمرة الأولى في 4 تشرين الثاني من العام 1959 كشف ذلك الجانب الغامض من القمر عبر السفينة لونا-3 الروسية، ويتميز هذا الجانب بندرة البحار عليه، وبكثرة الفوهات، ومعظم معالمه تحمل أسماءً روسية (بحر موسكو، فوهات: تسيلكوفسكي، مندلييف، كارالليوف)، وهناك فوهة تحمل اسم جوردانو برونو (نجمت عن صدم نيزك للوجه الخلفي للقمر في 18 حزيران من العام 1178 وهو نفس التاريخ الذي سجل فيه قساوسة إنكليز رصدهم لإنشطار القمر!). أول هبوط بشري على سطح القمر كان لنيل أرمسترونغ وإدوين ألدرين، ضمن البعثة الأولى (أبوللو-11) لمشروع أبوللو الأمريكي الذي تضمن ست بعثات هبطت بنجاح على القمر (فشلت أبوللو 13 في الهبوط على القمر).
18. شروق الأرض على القمر..
كما نشاهد، من على الأرض أطواراً (هلال جديد، ربع أول، بدر، ربع أخير وتتكرر كل 29 يوم و 12 ساعة و 44 دقيقة و 2.8 ثانية وتسمى بالشهر القمري الشمسي، وهي الفترة التي تفصل تكرار توضعين متتاليين للشمس والأرض والقمر على استقامة واحدة) وخسوفاً للقمر، كذلك هي حال الأرض لراصد من على سطح القمر، مع فارق أن حجمها في سماء القمر أكبر بـ 4 مرّات من حجم القمر في سمائنا، وبالمناسبة الحجم الظاهري للقمر في سماء الأرض يقاس بالدرجات وهو 0.5 درجة، ويعادل تقريباً الحجم الذي تظهر عليه قطعة نقد (بقطر 2 سم) عند إبعادها عن عين الناظر 230 سم، لأن هناك قاعدة، بأن كل جسم يبعد عن العين مسافة تزيد عن قطره بـ 57 مرة سيظهر للعين بزاوية إبصار تساوي درجة واحد، القمر يبعد عنـا (وسطياً) 114 ضعف من قطره (يبلغ قطر القمر 3475 كم وهو أصغر من قطر الأرض بأربع مرات)، كتلة القمر 7.35×1022 كغ وهي أصغر بـ 82 مرة من كتلة الأرض.، وحجمه أصغر من حجم الأرض بـ 50 مرة.
19. يتحرك القمر بحيث يبتعد تدريجياً عن الأرض.
كل سنة يصبح القمر أكثر ابتعاداً عن الأرض بمقدار 3 سم تقريباً، وسيفلت القمر من قبضة جاذبية الأرض بعد حوالي 30 مليون سنة، آثار مهمة سيخلفها ابتعاد القمر أبرزها تسارع حركة الأرض حول نفسها.
20. الشمس من على القمر..
بسبب انعدام غلاف جوي يحيط بالقمر (لصغر كتلته) لا يتبعثر الضوء القادم من الشمس (كما على الأرض) في الفضاء، بل تبدو الشمس مضيئة وتبقى سماء القمر حالكة..
*********
الشمس.. نجمنا المركزي
ارتبطت الشمس في كل المعتقدات القديمة بإله النور، أو إله الخير، أو واهب الحياة، وكانت حركتها اليومية من الشرق إلى الغرب واختلاف نقاط شروقها وغروبها على الأفق على مدار السنة، ومدة مكوثها في السماء، من أكثر المظاهر التي جذبت انتباه الإنسان وأطلقت فكره في البحث عن تفسير لهذه الأمور، فلجأ إلى نسج الأساطير حولها، وقد أجمعت معظم الأساطير القديمة على ربط مصير سعادة الإنسان ونجاحه وغيرها من أمور تتعلق بالأمل والأرباح والميراث والملك بنجمنا الشمس
21. شغلت الطاقة الهائلة المتولدة في الشمس، عقول البشر لفترات طويلة، لكن التعليل المنطقي لنشوء هذه الطاقة لم يأت قبل القرن العشرين.
بعد أعمال هنري بكرل وماري كوري واكتشاف النشاط الإشعاعي ومن ثم وأوبنهايمر وفيرمي وتيلر وتحقيق التفاعل الإنشطاري، حاول العلماء تعليل منشأ طاقة الشمس والنجوم على أنها تفاعل نووي انشطاري، لكن ندرة العناصر الثقيلة في النجوم جعلتهم يستبعدون ذلك، بيد أن وجود الهيدروجين وبكميات كبيرة في جميع المجرات والنجوم، دفع العلماء إلى مزيد من البحوث، والتي أوصلتهم إلى أن إنتاج الطاقة لا تقتصر على عمليات الانشطار فقط بل يتعداه إلى عمليات الاندماج بين نوى الذرات الصغيرة مثل الهيدروجين أو نظيريه الدوتيريوم والتيريتيوم، وتحولها إلى غاز الهيليوم، وإن النقص الكتلي من هذا الاندماج يتحول إلى طاقة هائلة وفق معادلة آينشتاين المعروفة، "فاندماج 4 نوى هيدروجين لتكوين نواة الهيليوم يتحول وفقه 0.7% من الكتلة المتفاعلة إلى طاقة، في حين أن انشطار اليورانيوم 235 يتحول بموجبه 0.1% من الكتلة إلى طاقة".
22. الاندماج النووي في نجمنا الشمس وفي النجوم الأخرى.
تتعاقب العناصر المغذية للاندماج تبعاً لدورات اندماج متتالية، فيمكن تمييز دورة اندماج الهيدروجين وتحوله إلى هيليوم (وهي أطول مراحل الاندماج والتي تستغرق معظم حياة النجم)، ويلي ذلك دورة اندماج الفحم، ودورة اندماج النيون، ودورة اندماج الحديد وغيرها، ويحدث تفاعل الاندماج في كل دورة على النحو التالي: تتزايد كتلة النجم نتيجة تجمع غيوم الهيدروجين، فتبدأ قوى الجاذبية بالتأثير، ويبدأ النجم بالتقلص، مما يسبب ارتفاع درجة حرارة كافي لإطلاق الاندماج النووي، عندها يتوقف تقلص النجم، وتستقر حرارته، وتصبح الطاقة الناتجة من الاندماج مكافئة تماماً للطاقة المتحررة، وعندما يشح العنصر المغذي للاندماج النووي تتوقف هذه العملية، ليبدأ النجم بالتقلص تحت تأثير قوى الجاذبية وينتج من ذلك ارتفاع شديد لدرجة حرارة النجم حتى تصل إلى قيمة حدية كافية لإطلاق اندماج نووي جديد بعنصر جديد، وتحتفظ النجوم بتوازنها مدة طويلة بفعل تعارض الحرارة الناجمة عن الاندماجات النووية مع التجاذب الثقالي، وتنتهي حياة النجم عند نهاية وقوده النووي، لكن عمر النجوم ذات الكتل الصغيرة أكبر بكثير من عمر النجوم الضخمة لأن الكتلة الكبيرة تحتاج إلى سخونة أعظم لموازنة التجاذب الثقالي الأشد وبازدياد السخونة يزداد تواتر الاندماجات وتزداد معه سرعة استهلاك مخزون الوقود، ففي حين يقدر عمر شمسنا بـ 1010 سنة (انقضى نصفها حتى الآن)، لا يتجاوز عمر النجوم الأضخم بضع مئات من ملايين السنين!
23. أرقام عن نجمنا الشمس...
تتوضع شمسنا في إحدى أذرع مجرة درب التبانة، وتبعد عن مركز المجرة 30 ألف سنة ضوئية (السنة الضوئية هي وحدة قياس مسافة، وتساوي تقريباً 10 مليون مليون كم، وهي المسافة التي يقطعها الضوء بسرعته المعهودة 300000 كم/ثا خلال سنة أرضية كاملة) تبلغ كتلة الشمس: 1.99×1030 كغ ، بعدها الوسطي عن الأرض: 149.6 مليون كم أو 8.33 دقيقة ضوئية، درجة حرارة سطحها قرابة 6000 درجة مئوية، وتصل درجة الحرارة في باطنها إلى 15 مليون درجة ، تنتمي الشمس إلى حشد نجوم صغير ومفتوح مكون من 140 نجم تقريباً، تنجز الشمس دورة واحدة حول مركز المجرة كل 250 مليون سنة تقريباً، كما تقوم الشمس بحركة أخرى معامدة لمدارها حول مركز المجرة وتنجز هزّة واحدة كل 28 مليون سنة.
يتبع....... :11:
نقلته لكم... :eh_s: :eh_s: :eh_s:
13. في مطلع القرن العشرين، خطوة أخرى في إطار فهم الكون، يقوم بها آينشتاين..
يقدم آينشتاين في عمله فيزياء أعلى مستوى من فيزياء نيوتن، فيبين في نسبيته الخاصة أن قوانين نيوتن والتي كانت تعمل بشكل جيد مع السرعات البطيئة والتي نشهدها في حياتنا اليومية، تغدو قاصرة أثناء التعامل مع الظواهر التي تقترب سرعة الأجسام فيها من سرعة الضوء، ووضع آينشتاين مبدأيه الشهيرين في النسبية الخاصة، والذي يقول أولهما: ستبقى قوانين الفيزياء نفسها ضمن مرجع مقارنة متحرك غير متسارع، أي بتعبير آخر: إن الأحداث التي تجري داخل مركبة متحركة غير متسارعة لن تتأثر بحركة هذه المركبة، أما المبدأ الثاني فيقول: إن سرعة الضوء مستقلة عن حركة مصدره، أي أن سرعة الضوء ستأخذ القيمة نفسها بالنسبة لأي راصد سواء كان مقترباً أو مبتعداً عن الضوء بأية سرعة.
وإن الأخذ بالمبدأين معاً سيؤدي إلى أفكار ثورية بخصوص حدية سرعة الضوء وتباطؤ الزمن وتقلص الأطوال والبناء الرباعي للفضاء و... أما أولى النتائج فهي التخلي عن فكرة وجود الأثير، الذي شكل معضلة القرن التاسع عشر.
14. عشر سنوات بعد النسبية الخاصة، استغرقها آينشتاين في بناء عمله الأهم: نظرية النسبية العامة..
في نهاية عام 1915 اكتمل عقد نظرية النسبية العامة (والتي كان آينشتاين قد قال أثناء عمله بها: "مقارنة بهذه المشكلة تبدو نظرية النسبية الخاصة كلعبة أطفال")، فقدمها آينشتاين في نهاية شهر تشرين الثاني ضمن أحد لقاءات الأكاديمية البروسية للعلوم، وتختلف النظرية العامة عن النسبية الخاصة بشكل أساسي بأن الزمان-المكان منبسط، ولا وجود للتثاقل في النسبية الخاصة، في حين نجد التثاقل حاضر بقوة في النسبية العامة ويكون الزمكان منحنياً، وتنشأ الحركات الثقالية للأجسام نتيجة مسايرتها للانحناءات الزمكانية للفضاء الذي تتحرك عبره..
15. إدوين باول هبل (1889-1953) أعظم فلكيي القرن العشرين.
لقد وسّع هبل الكون كما لم يفعل ذلك أحد قبله، بل وسّع من فهم الإنسان لهذا الكون، فبالإضافة إلى منجزاته العديدة في تصنيف المجرات وابتكار طرق قياس أبعاد الأجسام الكونية، فقد كشف أن مجرتنا ما هي إلا واحدة من آلاف ملايين المجرات الأخرى، التي تبتعد عن بعضها بسرع تتناسب وبعدها عن بعضها، ونص اكتشافه ذلك بقانون يعرف باسمه، كما قدّمت أرصاده العديدة تأكيداً جديداً لفكرة نيوتن بأن القوانين التي تحكم أرضنا هي ذات القوانين التي تحكم كافة أرجاء الكون الفسيح.
إذن، كما نرى، فإن تقدم علم الفلك، وتقدم فهم الإنسان للكون اعتمد بالأخص على الإنجازات العلمية لمجموعة من العلماء.
يقول رالف رادو:
"ليس هناك تاريخ بالمعنى الدقيق للكلمة.. بل هناك سير شخصية فقط".
ويقول توماس كاريل:
"إن تاريخ العالم ليس إلا سيرة الرجال العظماء..".
*********
القمر.. الجار الكوني الأقرب لكوكبنا
16. تضاريس القمر
"لقد تملكتني الدهشة إذ وجدت أن القمر جسم شبيه بالأرض" عندما رصد غاليليو القمر للمرة الأولى لاحظ مناطق مختلفة الإضاءة، وتمتد على مساحات كبيرة، فأطلق على بعضها تسمية "بحار" ظناً منه أنها مساحات مائية كما على الأرض، وما تزال هذه التسميات متداولة حتى الآن، مع علمنا اليوم بأن القمر صخرة ميتة، لا يحوي من الماء سوى قليل من الجليد بالقرب من قطبه الجنوبي، فنجد حتى الآن: بحر الأمطار (وهو أكبرها امتداداً، 1200 كم)، بحر الغيوم، بحر الأمل بحر الهدوء... الخ، كما نجد على سطح القمر سلاسل جبلية (مثل سلسلة جبال إبينين القمرية، وتصل بارتفاعها إلى 5500 كم)، أما السمة المميزة للقمر فهي كثرة الفوهات على سطحه، وتنجم هذه الفوهات عن ضرب النيازك له، وهناك كثير من الفوهات القمرية تحمل أسماء علماء عرب (طبعاً أطلقها الروس أو الأمريكان أثناء استكشافهم للقمر) مثل: البيروني، الخوارزمي، البتاني، المأمون...
17. لا نرى، من على الأرض، سوى وجهاً واحداً للقمر.
يعود ذلك لأن القمر يدور حول نفسه بنفس سرعة دورانه حول الأرض، وقد تم للمرة الأولى في 4 تشرين الثاني من العام 1959 كشف ذلك الجانب الغامض من القمر عبر السفينة لونا-3 الروسية، ويتميز هذا الجانب بندرة البحار عليه، وبكثرة الفوهات، ومعظم معالمه تحمل أسماءً روسية (بحر موسكو، فوهات: تسيلكوفسكي، مندلييف، كارالليوف)، وهناك فوهة تحمل اسم جوردانو برونو (نجمت عن صدم نيزك للوجه الخلفي للقمر في 18 حزيران من العام 1178 وهو نفس التاريخ الذي سجل فيه قساوسة إنكليز رصدهم لإنشطار القمر!). أول هبوط بشري على سطح القمر كان لنيل أرمسترونغ وإدوين ألدرين، ضمن البعثة الأولى (أبوللو-11) لمشروع أبوللو الأمريكي الذي تضمن ست بعثات هبطت بنجاح على القمر (فشلت أبوللو 13 في الهبوط على القمر).
18. شروق الأرض على القمر..
كما نشاهد، من على الأرض أطواراً (هلال جديد، ربع أول، بدر، ربع أخير وتتكرر كل 29 يوم و 12 ساعة و 44 دقيقة و 2.8 ثانية وتسمى بالشهر القمري الشمسي، وهي الفترة التي تفصل تكرار توضعين متتاليين للشمس والأرض والقمر على استقامة واحدة) وخسوفاً للقمر، كذلك هي حال الأرض لراصد من على سطح القمر، مع فارق أن حجمها في سماء القمر أكبر بـ 4 مرّات من حجم القمر في سمائنا، وبالمناسبة الحجم الظاهري للقمر في سماء الأرض يقاس بالدرجات وهو 0.5 درجة، ويعادل تقريباً الحجم الذي تظهر عليه قطعة نقد (بقطر 2 سم) عند إبعادها عن عين الناظر 230 سم، لأن هناك قاعدة، بأن كل جسم يبعد عن العين مسافة تزيد عن قطره بـ 57 مرة سيظهر للعين بزاوية إبصار تساوي درجة واحد، القمر يبعد عنـا (وسطياً) 114 ضعف من قطره (يبلغ قطر القمر 3475 كم وهو أصغر من قطر الأرض بأربع مرات)، كتلة القمر 7.35×1022 كغ وهي أصغر بـ 82 مرة من كتلة الأرض.، وحجمه أصغر من حجم الأرض بـ 50 مرة.
19. يتحرك القمر بحيث يبتعد تدريجياً عن الأرض.
كل سنة يصبح القمر أكثر ابتعاداً عن الأرض بمقدار 3 سم تقريباً، وسيفلت القمر من قبضة جاذبية الأرض بعد حوالي 30 مليون سنة، آثار مهمة سيخلفها ابتعاد القمر أبرزها تسارع حركة الأرض حول نفسها.
20. الشمس من على القمر..
بسبب انعدام غلاف جوي يحيط بالقمر (لصغر كتلته) لا يتبعثر الضوء القادم من الشمس (كما على الأرض) في الفضاء، بل تبدو الشمس مضيئة وتبقى سماء القمر حالكة..
*********
الشمس.. نجمنا المركزي
ارتبطت الشمس في كل المعتقدات القديمة بإله النور، أو إله الخير، أو واهب الحياة، وكانت حركتها اليومية من الشرق إلى الغرب واختلاف نقاط شروقها وغروبها على الأفق على مدار السنة، ومدة مكوثها في السماء، من أكثر المظاهر التي جذبت انتباه الإنسان وأطلقت فكره في البحث عن تفسير لهذه الأمور، فلجأ إلى نسج الأساطير حولها، وقد أجمعت معظم الأساطير القديمة على ربط مصير سعادة الإنسان ونجاحه وغيرها من أمور تتعلق بالأمل والأرباح والميراث والملك بنجمنا الشمس
21. شغلت الطاقة الهائلة المتولدة في الشمس، عقول البشر لفترات طويلة، لكن التعليل المنطقي لنشوء هذه الطاقة لم يأت قبل القرن العشرين.
بعد أعمال هنري بكرل وماري كوري واكتشاف النشاط الإشعاعي ومن ثم وأوبنهايمر وفيرمي وتيلر وتحقيق التفاعل الإنشطاري، حاول العلماء تعليل منشأ طاقة الشمس والنجوم على أنها تفاعل نووي انشطاري، لكن ندرة العناصر الثقيلة في النجوم جعلتهم يستبعدون ذلك، بيد أن وجود الهيدروجين وبكميات كبيرة في جميع المجرات والنجوم، دفع العلماء إلى مزيد من البحوث، والتي أوصلتهم إلى أن إنتاج الطاقة لا تقتصر على عمليات الانشطار فقط بل يتعداه إلى عمليات الاندماج بين نوى الذرات الصغيرة مثل الهيدروجين أو نظيريه الدوتيريوم والتيريتيوم، وتحولها إلى غاز الهيليوم، وإن النقص الكتلي من هذا الاندماج يتحول إلى طاقة هائلة وفق معادلة آينشتاين المعروفة، "فاندماج 4 نوى هيدروجين لتكوين نواة الهيليوم يتحول وفقه 0.7% من الكتلة المتفاعلة إلى طاقة، في حين أن انشطار اليورانيوم 235 يتحول بموجبه 0.1% من الكتلة إلى طاقة".
22. الاندماج النووي في نجمنا الشمس وفي النجوم الأخرى.
تتعاقب العناصر المغذية للاندماج تبعاً لدورات اندماج متتالية، فيمكن تمييز دورة اندماج الهيدروجين وتحوله إلى هيليوم (وهي أطول مراحل الاندماج والتي تستغرق معظم حياة النجم)، ويلي ذلك دورة اندماج الفحم، ودورة اندماج النيون، ودورة اندماج الحديد وغيرها، ويحدث تفاعل الاندماج في كل دورة على النحو التالي: تتزايد كتلة النجم نتيجة تجمع غيوم الهيدروجين، فتبدأ قوى الجاذبية بالتأثير، ويبدأ النجم بالتقلص، مما يسبب ارتفاع درجة حرارة كافي لإطلاق الاندماج النووي، عندها يتوقف تقلص النجم، وتستقر حرارته، وتصبح الطاقة الناتجة من الاندماج مكافئة تماماً للطاقة المتحررة، وعندما يشح العنصر المغذي للاندماج النووي تتوقف هذه العملية، ليبدأ النجم بالتقلص تحت تأثير قوى الجاذبية وينتج من ذلك ارتفاع شديد لدرجة حرارة النجم حتى تصل إلى قيمة حدية كافية لإطلاق اندماج نووي جديد بعنصر جديد، وتحتفظ النجوم بتوازنها مدة طويلة بفعل تعارض الحرارة الناجمة عن الاندماجات النووية مع التجاذب الثقالي، وتنتهي حياة النجم عند نهاية وقوده النووي، لكن عمر النجوم ذات الكتل الصغيرة أكبر بكثير من عمر النجوم الضخمة لأن الكتلة الكبيرة تحتاج إلى سخونة أعظم لموازنة التجاذب الثقالي الأشد وبازدياد السخونة يزداد تواتر الاندماجات وتزداد معه سرعة استهلاك مخزون الوقود، ففي حين يقدر عمر شمسنا بـ 1010 سنة (انقضى نصفها حتى الآن)، لا يتجاوز عمر النجوم الأضخم بضع مئات من ملايين السنين!
23. أرقام عن نجمنا الشمس...
تتوضع شمسنا في إحدى أذرع مجرة درب التبانة، وتبعد عن مركز المجرة 30 ألف سنة ضوئية (السنة الضوئية هي وحدة قياس مسافة، وتساوي تقريباً 10 مليون مليون كم، وهي المسافة التي يقطعها الضوء بسرعته المعهودة 300000 كم/ثا خلال سنة أرضية كاملة) تبلغ كتلة الشمس: 1.99×1030 كغ ، بعدها الوسطي عن الأرض: 149.6 مليون كم أو 8.33 دقيقة ضوئية، درجة حرارة سطحها قرابة 6000 درجة مئوية، وتصل درجة الحرارة في باطنها إلى 15 مليون درجة ، تنتمي الشمس إلى حشد نجوم صغير ومفتوح مكون من 140 نجم تقريباً، تنجز الشمس دورة واحدة حول مركز المجرة كل 250 مليون سنة تقريباً، كما تقوم الشمس بحركة أخرى معامدة لمدارها حول مركز المجرة وتنجز هزّة واحدة كل 28 مليون سنة.
يتبع....... :11: