نهى.نانو
05-01-2008, 09:18 PM
دراسة: الإغريق والروم صبغوا شيبهم بأوكسيد الرصاص
كولون (ألمانيا): ماجد الخطيب
يقول علماء إن الفضل يعود إلى النساء في ظهور فن الصبغ، من خلال الحلي والمنحوتات والصبغات التي كن يستخدمنها لاجتذاب الرجال. ويبدو أن رجال روما تفوقوا مرة واحدة في هذا المضمار على النساء، حينما أرادوا تغطية شيبهم فاخترعوا «سباغيتي» من عجينة اوكسيد الرصاص والجير المطفأ لصبغ شعرهم بالأسود.
وخلص أخيرا فريق من الباحثين الفرنسيين والألمان، من مركز الدراسات العلمية في باريس، إلى هذه النتيجة بعد دراسة متأنية لتاريخ المجتمعين القديمين الرومي والاغريقي. ويقول البروفيسور فيليب فالتر، إن رجال روما واثينا قبل ألفي عام كانوا أول من استخدم التقنية النانوية «نسبة إلى النانومتر الذي يعني 1 من مليون جزء من المتر» في صناعة مستحضرات التجميل، إذ أن معاملة الشعر بعجينة اوكسيد الرصاص والجير المطفأ، كان يلون الشعر بكريستالات نانوية صغيرة وفعالة، لكنها كانت ضارة بالصحة.
فرغبة الناس، نساء ورجالا، في تغطية الشعر الأبيض قديمة قدم ظهور الزيجات الواحدة في التاريخ. وكان الطاغية نيرون يغطي شعره الأبيض بعجينة السباغيتي، كما يصبغ المستشار الألماني السابق غيرهارد شرودر شعره بالحنة. وإذا كان الاسكندر ذو القرنين، كما يقال، يخفي قرنيه بشعره وقتل حلاقه كتما للسر، فإن شرودر أقام دعوى قضائية ضد الحلاق الذي تحدث عن صبغ شعره. وظهر من خلال تحليل المواد، التي عثر عليها في قصور روما القديمة على مستحضرات ووصفة تكشف سر صناعة صبغ الشعر السباغيتية، إذ تتفاعل عجينة اوكسيد الرصاص مع الجير المطفأ، وينتج عن التفاعل كريستالات نانوية سوداء من كبريتات الرصاص التي تصبغ الشعر الأبيض وتحافظ على لونه الأسود لفترة طويلة.
ووضع البروفيسور فيليب فالتر وزملاؤه شعرة بيضاء في محلول اوكسيد الرصاص، ثم اضافوا إليه هايدروكسيد الكالسيوم «المادة الأساسية في الجير المطفأ»، فتكونت كريستالات سوداء يقل قطر الواحدة منها عن مليون جزء من المليميتر، ولونت الشعرة البيضاء بالأسود. وتبين من خلال تجارب أخرى، كما ورد في مجلة «نانو ليترز»، أن اللون الأسود يثبت على الشعر الأبيض ويزداد عمقا كلما زادت فترة تعريض الشيب للتفاعل.
وراقب العلماء عملية تلون الشعر الأبيض تحت المجهر، فلاحظوا أن سر تلون الشعرة بالأسود يعود إلى تفاعل الكبريت مع البروتين البشري الموجود في الشعر الأبيض. واتضح أيضا، من خلال عدسة المجهر، أن كريستالات كبريت الرصاص كانت أصغر بكثير مما يتوقعون، وكانت أقطارها تتراوح بين 4 ـ 15 جزء من مليون جزء من المليمتر. وكانت الصبغة السوداء ثابتة إلى حد كبير، لأن الكريستالات الكبيرة كانت تغطي الشعرات البيضاء، في حين تتسلل الكريستالات الصغيرة إلى داخل الشعرة لتلونها. وحسب رأي العلماء، فإن شركات صنع أصباغ الشعر تستطيع اليوم الاستفادة من هذه التقنية لصناعة أصباغ شعر أثبت بكثير من تلك السائدة في السوق. وهذا ليس كل شيء، لأن العلماء فحصوا تحت المجهر قطعا طوليا في الشعرة، ولاحظوا أن كريستالات كبريت الرصاص النانوية انتظمت كالسبحة على طول «محور الشعرة». ويبدو أن رجال روما وأثينا كانوا يدفعون ثمنا غاليا من صحتهم لقاء نزوعهم لتغطية الشعر الفضي. فمادة كبريتات الرصاص ضارة بصحة الإنسان، كما كشف فيليب فالتر وزملاؤه من خلال تجاربهم الحديثة.
-----------------------
جريدة الشرق الأوسط
الاحـد 15 رمضـان 1427 هـ 8 اكتوبر 2006 العدد 10176
كولون (ألمانيا): ماجد الخطيب
يقول علماء إن الفضل يعود إلى النساء في ظهور فن الصبغ، من خلال الحلي والمنحوتات والصبغات التي كن يستخدمنها لاجتذاب الرجال. ويبدو أن رجال روما تفوقوا مرة واحدة في هذا المضمار على النساء، حينما أرادوا تغطية شيبهم فاخترعوا «سباغيتي» من عجينة اوكسيد الرصاص والجير المطفأ لصبغ شعرهم بالأسود.
وخلص أخيرا فريق من الباحثين الفرنسيين والألمان، من مركز الدراسات العلمية في باريس، إلى هذه النتيجة بعد دراسة متأنية لتاريخ المجتمعين القديمين الرومي والاغريقي. ويقول البروفيسور فيليب فالتر، إن رجال روما واثينا قبل ألفي عام كانوا أول من استخدم التقنية النانوية «نسبة إلى النانومتر الذي يعني 1 من مليون جزء من المتر» في صناعة مستحضرات التجميل، إذ أن معاملة الشعر بعجينة اوكسيد الرصاص والجير المطفأ، كان يلون الشعر بكريستالات نانوية صغيرة وفعالة، لكنها كانت ضارة بالصحة.
فرغبة الناس، نساء ورجالا، في تغطية الشعر الأبيض قديمة قدم ظهور الزيجات الواحدة في التاريخ. وكان الطاغية نيرون يغطي شعره الأبيض بعجينة السباغيتي، كما يصبغ المستشار الألماني السابق غيرهارد شرودر شعره بالحنة. وإذا كان الاسكندر ذو القرنين، كما يقال، يخفي قرنيه بشعره وقتل حلاقه كتما للسر، فإن شرودر أقام دعوى قضائية ضد الحلاق الذي تحدث عن صبغ شعره. وظهر من خلال تحليل المواد، التي عثر عليها في قصور روما القديمة على مستحضرات ووصفة تكشف سر صناعة صبغ الشعر السباغيتية، إذ تتفاعل عجينة اوكسيد الرصاص مع الجير المطفأ، وينتج عن التفاعل كريستالات نانوية سوداء من كبريتات الرصاص التي تصبغ الشعر الأبيض وتحافظ على لونه الأسود لفترة طويلة.
ووضع البروفيسور فيليب فالتر وزملاؤه شعرة بيضاء في محلول اوكسيد الرصاص، ثم اضافوا إليه هايدروكسيد الكالسيوم «المادة الأساسية في الجير المطفأ»، فتكونت كريستالات سوداء يقل قطر الواحدة منها عن مليون جزء من المليميتر، ولونت الشعرة البيضاء بالأسود. وتبين من خلال تجارب أخرى، كما ورد في مجلة «نانو ليترز»، أن اللون الأسود يثبت على الشعر الأبيض ويزداد عمقا كلما زادت فترة تعريض الشيب للتفاعل.
وراقب العلماء عملية تلون الشعر الأبيض تحت المجهر، فلاحظوا أن سر تلون الشعرة بالأسود يعود إلى تفاعل الكبريت مع البروتين البشري الموجود في الشعر الأبيض. واتضح أيضا، من خلال عدسة المجهر، أن كريستالات كبريت الرصاص كانت أصغر بكثير مما يتوقعون، وكانت أقطارها تتراوح بين 4 ـ 15 جزء من مليون جزء من المليمتر. وكانت الصبغة السوداء ثابتة إلى حد كبير، لأن الكريستالات الكبيرة كانت تغطي الشعرات البيضاء، في حين تتسلل الكريستالات الصغيرة إلى داخل الشعرة لتلونها. وحسب رأي العلماء، فإن شركات صنع أصباغ الشعر تستطيع اليوم الاستفادة من هذه التقنية لصناعة أصباغ شعر أثبت بكثير من تلك السائدة في السوق. وهذا ليس كل شيء، لأن العلماء فحصوا تحت المجهر قطعا طوليا في الشعرة، ولاحظوا أن كريستالات كبريت الرصاص النانوية انتظمت كالسبحة على طول «محور الشعرة». ويبدو أن رجال روما وأثينا كانوا يدفعون ثمنا غاليا من صحتهم لقاء نزوعهم لتغطية الشعر الفضي. فمادة كبريتات الرصاص ضارة بصحة الإنسان، كما كشف فيليب فالتر وزملاؤه من خلال تجاربهم الحديثة.
-----------------------
جريدة الشرق الأوسط
الاحـد 15 رمضـان 1427 هـ 8 اكتوبر 2006 العدد 10176