المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تكـــــــــوّن النجوم.. الدرس الثالث



QuarK
07-17-2006, 06:42 PM
السلام عليكم جميعا،،

جلقتنا الثالثة التي طال انتظارها ،، تتحدث عن تكون النجوم..

لن نبدأ بداية تقليدية كما في أي درس،، والتي تبدأ من طقطق الى سلامو عليكم كما يقولون!!، ولأننا تحدثنا كثيرا عن النجوم وانواعها ، سنتحدث بطريقة اخرى عن كيف تكونت النجوم أصلا!!

تكون النجوم ، أو star formation تعني العملية التي يتغير فيها ويتحول الهيدروجين والهيليوم في السحابة الجزيئية الى كرة من البلازما نسميها النجم..

قد يبدو التعريف عجيبا، ولكي نفهم هذا، سنتحدث قليلا عن المجرات، او ما سماها التعريف السحابة الجزيئية..
ان احد الاغراض التي وجد من اجلها علم الفلك هو توضيح العلاقة بيننا وبقية الكون. ومنذ اقدم العصور اتجه الفلكيون ليكشفوا ويوضحوا موقعنا من المنظور الزماني والمكاني للكون، وبالطبع لم تستند رؤيتهم الى الارصاد التلسكوبية الا في القرون القليلة الماضية..
لقد بدا وكأن السير وليام هيرشل بتفكيره وتأمله في الكون انه يسير قدما نحو الامام. وقد كانت فكرة هيرشل تقوم على اساس معين مفاده انك اذا كنت واقفا داخل غابة ورأيت اعدادا متساوية من الاشجار في جميع الاتجاهات، عندها تستطيع القول انك من المحتمل ان تكون واقفا في مركز الغابة. أما اذا رأيت اعدادا قليلة من الاشجار في احد الاتجاهات وكثافة اعلى في الاتجاه المعاكس فلا بد ان تكون واقفا بالقرب من طرف الغابة.. كان هذا الاساس الذي بنى عليه هيرشل فكرته لاكتشاف موقعنا بين جميع النجوم في مجرة الدرب اللبني..

في الحقيقة كان هيرشل مخطئا في استنتاجاته حيث ان لم يكن يملك أي وسيلة ليتعرف بها على الكميات الهائلة من الغاز والغبار بين النجوم التي تعمل على تحديد قابليتنا في الرؤية عند مستوى درب التبانة، وهكذا لم يكن أمام هيرشل أي اشارة الى اعداد غفيرة من النجوم باتجاه مركز المجرة، وذلك لأنها ببسطة مختفية عن الانظار، ان الامر كله يشبه محاولتنا لاستنتاج موقعنا داخل غابة مملوءة بالضباب، وحيث ان الضباب يخفي معالم معظم الاشجار، فعند قيامنا بحساب دقيق لما يمكن ان نراه من اشجار بمختلف الاتجاهات سيعطي انطباعا خاطئا عن موقعنا..
وحتى لا نقفز بعيدا عن الموضوع، سنتحدث باختصار عن المجرات، والتي هي البداية الأصلية لتكون النجوم..

المجرات انواع متعددة

منها الاهليجي http://www.geocities.com/newastronomy/Chapter13_files/image004.jpg


والحلزوني http://www.nasa.gov/images/content/54367main_spitzer_messier81.jpg


والحلزوني ذا القضيبhttp://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/5/52/Hubble2005-01-barred-spiral-galaxy-NGC1300.jpg/350px-Hubble2005-01-barred-spiral-galaxy-NGC1300.jpg

مع تطور الرصد باستخدام الموجات الراديوية، استطاع العلماء ان يحددوا شكل مجرتنا، فالتسطح الكبير لها يجعلها ابعد ما تكون عن الاهليجية فضلا عن ان المجرات الاهليجية لا تمتلك ممرات واسعة متناثرة من الغاز والغبار اللذين يحجبان ما وراءهما .. كما ان درب التنابنة متناظر الى حد يجعله ابعد ما يكون عن عدم الانتظام.. وكان من الواضح بعدها ان مجرتنا من النوع الحلزوني ذا الاذرع..

وهنا علينا ان نقرر حقيقة فلكية ، فكل المجرات لها حركة دورانية حول نفسها، والاثبات على هذا لا يأتي من الشكل الدوامي الجميل وحده، بل هناك اشياء اخرى عدا الهيئة تثبت ذلك. فلو أن مجرتنا كانت لا تدور حول نفسها فان جميع النجوم و الغاز سوف تتساقط باتجاه المجرة ، بالضبط مثل التساقط السريع الذي ستعاني منه الكواكب نحو الشمس اذا ما توقفت الكواكب بصورة فجائية اثناء حركتها في مداراتها حول الشمس. فضلا عن هذه الفكرة فان ما يجب ان نلاحظه هو كون الاجزاء المختلفة من المجرة يجب ان تدور بسرع مختلفة حسب بعدها عن مركز المجرة.. وهذا يشبه بالضبط دوران الكواكب حول الشمس،فعطارد يسير بمداره بسرعة اكبر من التي يدور بها بلوتو . وكذلك النجوم والغاز الواقعين بالقرب من مركز المجرة يمتلكان سرعة تختلف عن سرع النجوم والغاز البعيدين..

بعد وهلة من التفكير في الدوران المجري ، وخاصة لمجرتنا ذات الاذرع الحلزونية، سندرك اننا نواجه معضلة محيرة، فلماذا تتواجد اذرع حلزونية في المجرة؟ بل كيف يمكن ان توجد المجرات الحلزونية نفسها؟ لقد عرفنا فيما سبق ان الاجزاء البعيدة عن مركز المجرة تودر بسرعات ابطأ من الاجزاء الاقرب الى المركز المجري، وهذا يوصلنا الى استنتاج مفاده انه وبعد دورتين مجريتين فقط من الواجب ان تصبح الاذرع الحلزونية ملفتة الى حد كبير بحيث انها ستختفي.. لكن ما نراه فعلا هو انها موجودة!!، فكيف يمكن ان يحصل هذا؟؟

QuarK
07-17-2006, 06:43 PM
أثار هذا التناقض في الاذرع الحلزونية حيرة العلماء الى ان جاء التفسير على يد العالم السويدي بيرتل ليندبلاد Bertil Lindblad ، افترض ليندبلاد ان الاذرع الحلزونية هذه ما هي الا نمط متحرك بين النجوم.. وهي تشبه الى حد ما موجات المحيط...

وهنا نستطيع تفسير بداية تكون النجوم..ابقوا معي
ان موجات المحيط، او الموجات المائية بشكل عام، تمثل ببساطة نمطا متحركا في الماء، فبها تتحرك جزيئات الماء وتنتقل الى اعلى واسفل وتكون دوائر صغيرة، وهنا تحدث ليندبلاد عن موجات الكثافة density wave في مناقشته للسبب المحتمل للأذرع الحلزونية..
ما هي موجة الكثافة اصلا؟؟
لو درسنا أية مجرة لوجدنا المسافات التي تفصل بين نجومها عادة ما تكون شاسعة، إلا ان هذا لا يمنع وجود ترابط بين هذه النجوم، وما يسبب الترابط هو قوة الجاذبية. فكل نجم بامكانه تحسس مجالات الجاذبية للنجوم الأخرى. وفي موجات الماء والموجات الضوئية تعد القوى الجزئية هي المسؤولة عن التناغم الموجود في حركات الجزيئات. وفي المجرات تسيطر قوى الجاذبية على العلاقات والتفاعلات الجارية بين النجوم..

واذا لم يتعرض نجم موجود في المجرة لأي مسبب اضطراب فانه يدور حول مركزها بمسار يكاد يكون تام الدائرية. ولكن اذا كان هناك نوع من الاضطراب فسوف يندفع النجم قليلا خارج مساره المتوازن. وهذا يشبه أرجحة جزيئة الماء الى الاعلى والاسفل ، وعندها سوف يتذبذب النجم الى امام والى خلف بمداره الاصلي..
وفي بعض الاوقات يزداد عدد النجوم المتقاربة في حيز معين، تسبب هذه الزيادة المؤقتة تأثيرا عميقا في الغاز والغبار بين النجوم. فبسبب وجود اعداد اضافية من النجوم ستتولد زيادة في الجذب نحو الداخل gravitional attraction على طول الذراع الحلزوني للمجرة( ونحن هنا نتحدث عن مجرتنا بطبيعة الحال). ولن يكون لهذا الجذب نحو الداخل تأثير يذكر على النجوم ذات الكتل الكبيرة لكن من سيتأثر هو الجزيئات والذرات خفيفة الوزن..

تتحرك موجة الكثافة بسرعة 30كم/ث . وحيث ان الغاز بين النجوم يستطيع ان يمرر اضطرابا( مهما يكن نوعه كأن يكون ضغطه منخفضا) بسرعة لا تتجاوز 10 كم/ث ، وهذه تمثل سرعة الصوت في الوسط بين النجوم، فغننا نستطيع ان نقول ان موجة الكثافة موجة فوق صوتية supersonic لأن سرعة مرورها خلال الغاز بين النجوم اكبر من ثلاث مرات من سرعة الصوت.. وهكذا فإن الوسط بين النجوم سيعاني من انضغاط عنيف بفعل الدوي الصوتي الكوني لموجة الكثافة..

إذن، باندفاع موجة الكثافة خلال الوسط بين النجمي ستعمل هذه الموجة على ضغط الغاز والغبار بصورة فجائية. ويحفظ هذا الانضغاط بدء عملية تكوين نجوم جديدة.. ومن الممكن ايضا ان تنضغط العقد النجمية ومناطق التركيز للمادة الآخذة بالانضغاط وتنكمش تحت تأثير جاذبيتها الذاتية. والنتيجة النهائية لهذه العملية ستكون ارتفاعا في درجة الحرارة والكثافة عند اعماق هذه الكريات الى درجة تشعل بها نارا نووية حرارية..وتشع المع واكبر هذه النجوم حديثة التكوين ضوءا بنفسجيا يكفي ليسبب توهجا في الغازات المحيطة بها.. وهكذا يبدأ سديم بالإشتعال.



انتهى الدرس الثالث والحمد لله!!...
ارجو من الله ان تكونوا قد استفدتم شيئا جديدا من معطياته...


لكم مني تحية والسلام على من اتبع الهدى

12345
07-17-2006, 06:49 PM
شكرا أخي كوارك على الموضوع المثير للغاية

sweeet
07-25-2006, 12:38 PM
اخي كوارك هل فيه تكملة لهذا الموضوع ؟

على العموم بس حبيت اضيف نقطة الا وهي ان هناك صراع مستمر في النجمة بين قوتين وهما قوة الضغط والجاذبيةولازم

تكون هذه القوى متوازنة وبعكس اتجاه بعضهما البعض حتى تستمر النجمة بحياتها واذا حصل أي خلل بهذا التوازن تبدا

مراحل موت النجمة

اسمحلي على هالمداخلة ولك تحياتي

QuarK
07-25-2006, 01:37 PM
شكرا جزيلا سويت على هذه المداخلة...

وبصراحة، هي ليست مداخلة على الاغلب، لأننا ذكرنا هذا في الدرس الثاني، لكن جزيت خيرا بالطبع...



هل هناك تكملة؟؟ بالتأكيد...
لكن هذا الدرس عن لماذا وكيف تكونت النجوم...أما انواعها وكيف تتحول من نوع لآخر فهذ ان شاء الله في الدرس الرابع...


ابقي معنا وحياكم الله...

sweeet
07-25-2006, 06:21 PM
شكرا اخي كوارك على تعقيبي وعلى العموم انتظر الدرس الرابع وان شاء الله ما يتاخر