NEWTON
07-13-2006, 11:47 AM
حوار مع العالم ميتشيو كاكو ..
هل سيموت الكون متجمدا في الجليد ؟!
http://star-ecentral.com/archives/2005/7/1/tvnradio/f_pg21michio.jpg
تعريف بسيط بالعالم :
يعد ميتشيو كاكو Michio Kaku أحد علماء الفيزياء البارزين على مستوى العالم في الوقت الحالي فهو أحد مؤسسي نظرية " الأوتار الفائقة" ذائعة الصيت ، ويعمل أستاذ كرسي " هنري سيمات " للفيزياء النظرية في جامعة سيتي كوليج الأمريكية . أشتهر كاكو بتأليف العديد من الكتب العلمية في مجال تخصصه أبرزها كتاب " الفضاء المتعدد" الذي لاقى شهرة كبيرة وكان من أكثر الكتب مبيعا ، ومن ضمن مؤلفاته أيضا " ما بعد آينشتين" ، و" نظرية المجال الكمي: مقدمة حديثة" و " مدخل إلى نظرية الأوتار الفائقة الدقة" كما أن له برنامجا علميا شهيرا يبث بالإذاعة لمدة ساعة أسبوعيا في جميع أنحاء الولايات المتحدة"..
جاء هذا الحوار معه والخاص بالعربي العلمي على هامش مؤتمر " آينشتين " الذي انعقد في مكتبة الأسكندرية مع بدايات فصل الصيف الماضي وحضره لفيف من أبرز علماء الفيزياء في العالم بمناسبة الأحتفال العالمي بعام الفيزياء .
0 عن أي شيء تدور أبحاثك العلمية؟؟
ــ تدور أبحاثي حول محاولة استكمال حلم آينشتين للوصول إلى نظرية " كل شيء" أو ما كان يطلق عليه نظرية " المجال الموحد " وهي عبارة عن معادلة فيزيائية واحدة متناسقة لا يزيد طولها عن بوصة واحدة .. يمكنها أن تصف كل قوى طبيعية وذلك لفهم كيف يعمل الكون الذي نعيش فيه .. وأنا أعتقد أن تحقيق هذا الأمر هو أسمى أهدافي في الحياة.
0 ألهاذا السبب تلقب بخليفة آينشتين ؟؟
ــ نعم ، لقد أمضى آينشتين الثلاثين عاما الأخيرة في حياته في محاولة للتوصل إلى هذه النظرية لكن الحظ لم يحالفه في تحقيق ذلك وأنا بدوري أسعى جاهزا لهذا الأمر.
0 في البداية ، أرجو منك مزيدا من التعريف بطبيعة هذه النظرية؟
ــ لقد كان الوصول إلى القوى الأربعة الأساسية في الطبيعة أحد أهم إنجازات العلم الحديث ، ومن المفترض أن توحيد المعادلات التي تصف كل هذه القوى سيقودنا إلى ثورة معرفية عظيمة بطبيعة الكون الذي نعيش فيه. لقد عشنا خلال سنوات القرن العشرين ما يشبه الحرب الباردة بين أعظم نظريتين علميتين في العلم الحديث هما نظرية الكم و النظرية النسبية .
تصف نظرية الكم ثلاثا من القوى الأساسية الموجودة في الطبيعة هي القوى الكهرومغناطيسية وتشمل موجات الضوء و الراديو .. وما إلى ذلك ، والقوى النووية الضعيفة المسئولة عن تماسك مكونات الذرة ، والقوى النووية الشديدة المسئولة عن إشعاع النجوم في الكون. وعلى صعيد آخر تصف نظرية النسبية القوة الرابعة وهي قوى الجاذبية . ويعتقد معظم الفيزيائيين الرواد في وجود نظرية واحدة يمكنها الجمع بين النظريتين وبالتالي توحيد قوى الطبيعة معا في معادلة فيزيائية واحدة .
0 وهل نظرية كهذه تعد كافية لتحقيق حلم علماء الفيزياء لمعرفة كل شيء عن الكون ؟
ــ نحن الآن نمتلك هذه النظرية بعد مضي خمسين عاما من الإخفاقات ، والمحاولات الناجحة أيضا ... خمسون عاما من جهود العلماء ومحاولاتهم للوصول إلى مثل هذه النظرية . ولأول مرة الآن هذه النظرية أصبحت تعمل ، لقد استطاعت تعريف عدد أكبر من الأبعاد فيما يعرف بفضاء متعدد الأبعاد Hyper space وهي تدعم نظرية الأوتار الفائقة الشهيرة ، تلك النظرية التي تمتاز بهندستها الفائقة في وصف الكون ومن المتوقع لها أيضا أن تساعد على حل العديد من مشاكل الفيزياء مثل إن كان من الممكن ابتكار آلات الزمن أم لا وما إذا كانت الثقوب الدودية موجودة أم لا ومن أين أتى الانفجار العظيم . ومن الجدير بالذكر هنا القول بأن كل علماء الفيزياء في العالم يعملون الآن لاستكمال هذه النظرية وأنا شخصيا أعد أحد رواد هذه النظرية .
0 ولكن ماذا تعني بالثقوب الدودية ؟
ــ يعد الرياضي تشارلز دودجسون من جامعة أكسفورد أول من أشار إلى مصطلح الثقوب الدودية وقد كان ذلك في مؤلف له كتبه للأطفال منذ ما يزيد على قرن مضى ، حيث شبه "المرآة " بأنها بمنزلة ثقب دودي تتطلع إليها وأنت في احد الأكوان فإذا ما دخلتها أصبحت في كون آخر . فالثقوب الدودية تعرف على أنها تتيح لمن يرتادها العبور بين الأكوان المختلفة . وقد تنبأت نظرية النسبية لآينشتين بإمكان بناء مثل هذه الثقوب التي تمكن من القفز عبر السنين الضوئية من مكان لآخر.
0 وما هي طبيعة هذه الثقوب الدودية ؟
ــ هذه الثقوب تنتج من فراغ الزمان ـ مكان ، ويمكنها أن توجد في أي مكان بالكون . ويعتقد العلماء أنه عند مسافة متناهية في الصغر تقدر بـ (10)-30 سنتيمتر يصبح الزمان ــ المكان أشبع بنسيج إسفنجي وهنا يحتمل أن يكون التركيب الشائع عند هذه المسافة الكمية الدقيقة جدا هو الثقوب الدودية أو فقاعات صغيرة أو حتى أكوان دقيقة جدا تظهر للوجود ثم تعود لتختفي..
0 نسمع الآن نظريات علمية تتنبأ بأننا نعيش في كون يتالف من أحد عشر بعدا ...أريد أن أستوضح منكم كيف لنا أن نستوعب ذلك ونحن لا نرى أو نشعر إلا بثلاثة أبعاد فقط منها ؟
ــ في البداية أود أن أضيف على كلامك بأن هذه النظرية تفترض أيضا بأن الكون لا يمكن أن يتألف من عدد من الأبعاد يزيد عن ذلك أي اثنى عشر أو ثلاثة عشر بعدا حيث إن ذلك لا يضمن له الإستقرار وكما تقول أنت نحن لا نشعر إلا بثلاثة منها ويمكننا إضافة الزمن فيكون المجموع أربعة وبالتالي فعليا نحن لا نرى الأبعاد السبعة الأخرى ويمكننا استيضاح ذلك عند العودة إلى أصل الفكرة التي قالت بوجود " فضاء متعدد الأبعاد " عام 1919 على يد الرياضي ثيودور كالوزا الذي كان يبحث عن طريقة مناسبة لاستيعاب المزيد من القوى الأساسية في الطبيعة داخل داخل نظريته عن المجال الموحد ، حيث وجد أنه إذا أضفنا بعدا خامسا إلى نظرية آينشتين ستتولد القوة الكهرومغناطيسية وبذلك تعيد اهتزازات البعد الخامس غير المرئي إنتاج خصائص الضوء وهكذا فإن إضافة المزيد من الأبعاد من شأنه أن يولد العديد من القوى الأساسية في الطبيعة . ونحن لا نشعر إلا بثلاثة منها هي التي يمكن للبشر بحكم طبيعتهم إحتجازها can be trapped .
0 الشائع عن " السفر في الفضاء الكوني " إلى المستقبل وربما إلى الماضي أنه مجرد خيال علمي محض مكانه الوحيد أفلام السينما على رغم من قناعة فريق من العلماء بإمكانية ذلك لمن تعود أصل هذه الفكرة؟
ــ حسنا يعود أصل الفكرة إلى آلبرت آينشتين فهي إحدى الفرضيات التي طرحتها النظرية النسبية العامة . وقد شبه آينشتين الزمن بأنه كالنهر يسرع للأمام ، وقد يتباطأ في حركته إذا صادف نجما أو كوكبا في مساره. كما أنه يمكن لنهر النيل ، فهو يسير سريعا في منطقة ما ويبطئ في أخرى كم أنه ينقسم في منطقة الدلتا إلى فرعين . ونظريا يمكن السفر في الزمان الكوني في المستقبل أو الماضي بواسطة بناء ما يعرف بـ " آلة الزمن" شريطة أن تتوافر لها الطاقة اللازمة لذلك وحتى الآن فإن هذا القدر من الطاقة أكبر من أن يتم الحصول عليها على الأرض فهي غير متوافرة حتى الآن سوى في النجوم إذ تبلغ (10)19 بليون إلكترون فولت .
0 ترى كم تبلغ نسبة العلماء ممن يعتقدون في إمكانية حدوث ذلك ؟
ــ بالطبع لا توجد هذه النسبة الآن لأنه كما بينت سابقا فإن العلماء يعرفون بعدم توافر الطاقة اللازمة لبناء " آلة الزمن" التي تعد الوسيلة الوحيدة لتحقيق تلك الفرضية . ومع ذلك ينبغي على الرياضيين أن يستمروا في استنباط حساباتهم بغية الوصول لوسائل جديدة تتيح تحقيق هذا الحلم . وأود أن ألفت النظر للإجابة على سؤال مهم هو : ماذا لو تمكن العالم الشهير " إسحق نيوتن " قبل ثلاثة قرون مضت من حساب السرعة التي يمكن بها الوصول إلى القمر هل كان أهل هذا الزمان يملكون حينئذ المركبات التي تتيح لهم تحقيق ذلك ؟!
0 ولكن ماذا عن التناقضات التي تنشأ عن السفر في الزمان الكوني والعودة إلى الماضي مثلا وهل يمكن لشخص أن يعود للماضي ليقتل جده أو أباه وهم أصل وجوده في الحياة؟
ــ نعود مرة أخرى لما قلته سابقا عن أنقسام نهر الزمن إلى فرعين عندما يعود هذا الشخص خلال أحد الفرعين ليقتل جده أو أباه سوف يجد شخصا يشبه أباه وربما يحمل نفس الجينات لكنه وتبعا لنظرية الكم ليس أباك حيث يحمل "موجة وظيفية " مختلفة ، كما أنه وتبعا للنظرية العلمية التي تقول بتعدد الأكوان فإنه سيكون أبا يسكن كونا آخر نظرا لتغير مسار الزمن الذي عدت خلاله.
0 وماذا عن مصير الكون ؟ مل هو السيناريو المفترض الذي يقدمه العلم في وصف نهاية كوننا الذي نعيش فيه ؟
ــ نحن نعتقد أن الكون سوف يمتدد حتى يصل إلى حالة من التجمد الهائل و هو أمر يحتاج لعدة تريليونات من السنين في المستقبل بحسب تقديرات العلماء بعدها تنتهي الحياة تماما في هذا الكون . والسؤال الآن كيف تمكنا من معرفة ذلك ؟..
نحن نستمد الحياة على الأرض من طاقة النجوم القريبة منا وفي مقدمتها الشمس ،وتظهر جميع الحسابات الفلكية أن الكون يتسع تدريجيا مع وجود تسارع في وتيرة هذا الإتساع أي أن المسافة بيننا وبين أقرب النجوم من تتباعد باستمرار وبالتالي تقل درجة الحرارة الواصلة إلينا أي أن الحياة على كوكبنا تسير في طريق ذي اتجاه واحد ونحو الأبرد دائما وبحسب هذا السيناريو سيؤول الكون في النهاية إلى نجوم ميتة يتحول بعضها إلى ثقوب سوداء إلى أن يصل لدرجة الصفر المطلق وهو ما يعني بأن الكون سيموت متجمدا في الجليد .
أحمد بلح / عن مجلة العربي العلمي الشهرية .
هل سيموت الكون متجمدا في الجليد ؟!
http://star-ecentral.com/archives/2005/7/1/tvnradio/f_pg21michio.jpg
تعريف بسيط بالعالم :
يعد ميتشيو كاكو Michio Kaku أحد علماء الفيزياء البارزين على مستوى العالم في الوقت الحالي فهو أحد مؤسسي نظرية " الأوتار الفائقة" ذائعة الصيت ، ويعمل أستاذ كرسي " هنري سيمات " للفيزياء النظرية في جامعة سيتي كوليج الأمريكية . أشتهر كاكو بتأليف العديد من الكتب العلمية في مجال تخصصه أبرزها كتاب " الفضاء المتعدد" الذي لاقى شهرة كبيرة وكان من أكثر الكتب مبيعا ، ومن ضمن مؤلفاته أيضا " ما بعد آينشتين" ، و" نظرية المجال الكمي: مقدمة حديثة" و " مدخل إلى نظرية الأوتار الفائقة الدقة" كما أن له برنامجا علميا شهيرا يبث بالإذاعة لمدة ساعة أسبوعيا في جميع أنحاء الولايات المتحدة"..
جاء هذا الحوار معه والخاص بالعربي العلمي على هامش مؤتمر " آينشتين " الذي انعقد في مكتبة الأسكندرية مع بدايات فصل الصيف الماضي وحضره لفيف من أبرز علماء الفيزياء في العالم بمناسبة الأحتفال العالمي بعام الفيزياء .
0 عن أي شيء تدور أبحاثك العلمية؟؟
ــ تدور أبحاثي حول محاولة استكمال حلم آينشتين للوصول إلى نظرية " كل شيء" أو ما كان يطلق عليه نظرية " المجال الموحد " وهي عبارة عن معادلة فيزيائية واحدة متناسقة لا يزيد طولها عن بوصة واحدة .. يمكنها أن تصف كل قوى طبيعية وذلك لفهم كيف يعمل الكون الذي نعيش فيه .. وأنا أعتقد أن تحقيق هذا الأمر هو أسمى أهدافي في الحياة.
0 ألهاذا السبب تلقب بخليفة آينشتين ؟؟
ــ نعم ، لقد أمضى آينشتين الثلاثين عاما الأخيرة في حياته في محاولة للتوصل إلى هذه النظرية لكن الحظ لم يحالفه في تحقيق ذلك وأنا بدوري أسعى جاهزا لهذا الأمر.
0 في البداية ، أرجو منك مزيدا من التعريف بطبيعة هذه النظرية؟
ــ لقد كان الوصول إلى القوى الأربعة الأساسية في الطبيعة أحد أهم إنجازات العلم الحديث ، ومن المفترض أن توحيد المعادلات التي تصف كل هذه القوى سيقودنا إلى ثورة معرفية عظيمة بطبيعة الكون الذي نعيش فيه. لقد عشنا خلال سنوات القرن العشرين ما يشبه الحرب الباردة بين أعظم نظريتين علميتين في العلم الحديث هما نظرية الكم و النظرية النسبية .
تصف نظرية الكم ثلاثا من القوى الأساسية الموجودة في الطبيعة هي القوى الكهرومغناطيسية وتشمل موجات الضوء و الراديو .. وما إلى ذلك ، والقوى النووية الضعيفة المسئولة عن تماسك مكونات الذرة ، والقوى النووية الشديدة المسئولة عن إشعاع النجوم في الكون. وعلى صعيد آخر تصف نظرية النسبية القوة الرابعة وهي قوى الجاذبية . ويعتقد معظم الفيزيائيين الرواد في وجود نظرية واحدة يمكنها الجمع بين النظريتين وبالتالي توحيد قوى الطبيعة معا في معادلة فيزيائية واحدة .
0 وهل نظرية كهذه تعد كافية لتحقيق حلم علماء الفيزياء لمعرفة كل شيء عن الكون ؟
ــ نحن الآن نمتلك هذه النظرية بعد مضي خمسين عاما من الإخفاقات ، والمحاولات الناجحة أيضا ... خمسون عاما من جهود العلماء ومحاولاتهم للوصول إلى مثل هذه النظرية . ولأول مرة الآن هذه النظرية أصبحت تعمل ، لقد استطاعت تعريف عدد أكبر من الأبعاد فيما يعرف بفضاء متعدد الأبعاد Hyper space وهي تدعم نظرية الأوتار الفائقة الشهيرة ، تلك النظرية التي تمتاز بهندستها الفائقة في وصف الكون ومن المتوقع لها أيضا أن تساعد على حل العديد من مشاكل الفيزياء مثل إن كان من الممكن ابتكار آلات الزمن أم لا وما إذا كانت الثقوب الدودية موجودة أم لا ومن أين أتى الانفجار العظيم . ومن الجدير بالذكر هنا القول بأن كل علماء الفيزياء في العالم يعملون الآن لاستكمال هذه النظرية وأنا شخصيا أعد أحد رواد هذه النظرية .
0 ولكن ماذا تعني بالثقوب الدودية ؟
ــ يعد الرياضي تشارلز دودجسون من جامعة أكسفورد أول من أشار إلى مصطلح الثقوب الدودية وقد كان ذلك في مؤلف له كتبه للأطفال منذ ما يزيد على قرن مضى ، حيث شبه "المرآة " بأنها بمنزلة ثقب دودي تتطلع إليها وأنت في احد الأكوان فإذا ما دخلتها أصبحت في كون آخر . فالثقوب الدودية تعرف على أنها تتيح لمن يرتادها العبور بين الأكوان المختلفة . وقد تنبأت نظرية النسبية لآينشتين بإمكان بناء مثل هذه الثقوب التي تمكن من القفز عبر السنين الضوئية من مكان لآخر.
0 وما هي طبيعة هذه الثقوب الدودية ؟
ــ هذه الثقوب تنتج من فراغ الزمان ـ مكان ، ويمكنها أن توجد في أي مكان بالكون . ويعتقد العلماء أنه عند مسافة متناهية في الصغر تقدر بـ (10)-30 سنتيمتر يصبح الزمان ــ المكان أشبع بنسيج إسفنجي وهنا يحتمل أن يكون التركيب الشائع عند هذه المسافة الكمية الدقيقة جدا هو الثقوب الدودية أو فقاعات صغيرة أو حتى أكوان دقيقة جدا تظهر للوجود ثم تعود لتختفي..
0 نسمع الآن نظريات علمية تتنبأ بأننا نعيش في كون يتالف من أحد عشر بعدا ...أريد أن أستوضح منكم كيف لنا أن نستوعب ذلك ونحن لا نرى أو نشعر إلا بثلاثة أبعاد فقط منها ؟
ــ في البداية أود أن أضيف على كلامك بأن هذه النظرية تفترض أيضا بأن الكون لا يمكن أن يتألف من عدد من الأبعاد يزيد عن ذلك أي اثنى عشر أو ثلاثة عشر بعدا حيث إن ذلك لا يضمن له الإستقرار وكما تقول أنت نحن لا نشعر إلا بثلاثة منها ويمكننا إضافة الزمن فيكون المجموع أربعة وبالتالي فعليا نحن لا نرى الأبعاد السبعة الأخرى ويمكننا استيضاح ذلك عند العودة إلى أصل الفكرة التي قالت بوجود " فضاء متعدد الأبعاد " عام 1919 على يد الرياضي ثيودور كالوزا الذي كان يبحث عن طريقة مناسبة لاستيعاب المزيد من القوى الأساسية في الطبيعة داخل داخل نظريته عن المجال الموحد ، حيث وجد أنه إذا أضفنا بعدا خامسا إلى نظرية آينشتين ستتولد القوة الكهرومغناطيسية وبذلك تعيد اهتزازات البعد الخامس غير المرئي إنتاج خصائص الضوء وهكذا فإن إضافة المزيد من الأبعاد من شأنه أن يولد العديد من القوى الأساسية في الطبيعة . ونحن لا نشعر إلا بثلاثة منها هي التي يمكن للبشر بحكم طبيعتهم إحتجازها can be trapped .
0 الشائع عن " السفر في الفضاء الكوني " إلى المستقبل وربما إلى الماضي أنه مجرد خيال علمي محض مكانه الوحيد أفلام السينما على رغم من قناعة فريق من العلماء بإمكانية ذلك لمن تعود أصل هذه الفكرة؟
ــ حسنا يعود أصل الفكرة إلى آلبرت آينشتين فهي إحدى الفرضيات التي طرحتها النظرية النسبية العامة . وقد شبه آينشتين الزمن بأنه كالنهر يسرع للأمام ، وقد يتباطأ في حركته إذا صادف نجما أو كوكبا في مساره. كما أنه يمكن لنهر النيل ، فهو يسير سريعا في منطقة ما ويبطئ في أخرى كم أنه ينقسم في منطقة الدلتا إلى فرعين . ونظريا يمكن السفر في الزمان الكوني في المستقبل أو الماضي بواسطة بناء ما يعرف بـ " آلة الزمن" شريطة أن تتوافر لها الطاقة اللازمة لذلك وحتى الآن فإن هذا القدر من الطاقة أكبر من أن يتم الحصول عليها على الأرض فهي غير متوافرة حتى الآن سوى في النجوم إذ تبلغ (10)19 بليون إلكترون فولت .
0 ترى كم تبلغ نسبة العلماء ممن يعتقدون في إمكانية حدوث ذلك ؟
ــ بالطبع لا توجد هذه النسبة الآن لأنه كما بينت سابقا فإن العلماء يعرفون بعدم توافر الطاقة اللازمة لبناء " آلة الزمن" التي تعد الوسيلة الوحيدة لتحقيق تلك الفرضية . ومع ذلك ينبغي على الرياضيين أن يستمروا في استنباط حساباتهم بغية الوصول لوسائل جديدة تتيح تحقيق هذا الحلم . وأود أن ألفت النظر للإجابة على سؤال مهم هو : ماذا لو تمكن العالم الشهير " إسحق نيوتن " قبل ثلاثة قرون مضت من حساب السرعة التي يمكن بها الوصول إلى القمر هل كان أهل هذا الزمان يملكون حينئذ المركبات التي تتيح لهم تحقيق ذلك ؟!
0 ولكن ماذا عن التناقضات التي تنشأ عن السفر في الزمان الكوني والعودة إلى الماضي مثلا وهل يمكن لشخص أن يعود للماضي ليقتل جده أو أباه وهم أصل وجوده في الحياة؟
ــ نعود مرة أخرى لما قلته سابقا عن أنقسام نهر الزمن إلى فرعين عندما يعود هذا الشخص خلال أحد الفرعين ليقتل جده أو أباه سوف يجد شخصا يشبه أباه وربما يحمل نفس الجينات لكنه وتبعا لنظرية الكم ليس أباك حيث يحمل "موجة وظيفية " مختلفة ، كما أنه وتبعا للنظرية العلمية التي تقول بتعدد الأكوان فإنه سيكون أبا يسكن كونا آخر نظرا لتغير مسار الزمن الذي عدت خلاله.
0 وماذا عن مصير الكون ؟ مل هو السيناريو المفترض الذي يقدمه العلم في وصف نهاية كوننا الذي نعيش فيه ؟
ــ نحن نعتقد أن الكون سوف يمتدد حتى يصل إلى حالة من التجمد الهائل و هو أمر يحتاج لعدة تريليونات من السنين في المستقبل بحسب تقديرات العلماء بعدها تنتهي الحياة تماما في هذا الكون . والسؤال الآن كيف تمكنا من معرفة ذلك ؟..
نحن نستمد الحياة على الأرض من طاقة النجوم القريبة منا وفي مقدمتها الشمس ،وتظهر جميع الحسابات الفلكية أن الكون يتسع تدريجيا مع وجود تسارع في وتيرة هذا الإتساع أي أن المسافة بيننا وبين أقرب النجوم من تتباعد باستمرار وبالتالي تقل درجة الحرارة الواصلة إلينا أي أن الحياة على كوكبنا تسير في طريق ذي اتجاه واحد ونحو الأبرد دائما وبحسب هذا السيناريو سيؤول الكون في النهاية إلى نجوم ميتة يتحول بعضها إلى ثقوب سوداء إلى أن يصل لدرجة الصفر المطلق وهو ما يعني بأن الكون سيموت متجمدا في الجليد .
أحمد بلح / عن مجلة العربي العلمي الشهرية .