محمد هنرى
08-12-2007, 06:55 AM
كان يقال إن الطبيعة تعتدي على الفقراء بشراسة مجانية فيما تهاب دول الأغنياء. لذلك يموت الألوف في فيضانات بنغلادش وأعاصير الهند وسقوط السدود في الصين، بينما لا يتجاوز عدد ضحايا الأعاصير الموسمية العشرات في أميركا وكندا أو بريطانيا. هل غيَّر الإعصار «كاترينا» هذه القاعدة؟ لا. الألوف الذين سقطوا في حوض المسيسبي هم أيضا من الفقراء. والبيوت التي اقتلعتها العواصف والريح وذرَّت أصحابها في العراء، هي في معظمها بيوت خشبية رخيصة لا تتعدى كونها خياماً خشبية، والمشردون الذين رأيناهم يملأون الملاجئ والأرصفة هم في غالبيتهم الساحقة من السود، مثل ضحايا تسونامي في بلدان المحيط الهندي.
طبعاً ليس من لون واحد للكوارث الكبرى. فهي غير عنصرية ولا تميّز بين الألوان والأعراق والمرضى أو الأصحاء. لكن الفقر أكثر ضعفاً وعجزاً أمام مثل هذا الغاضب العاتي، الذي يتوالد فجأة من نوبة غضب أو جنون أو خلل في حركة الريح أو طبقات الأرض في اليابسة والمحيطات. وقد شبّه العالم العراقي انستاس الكرملي الإعصار «بالتنين». وأمام الطبيعة يقف العلم مثل طفل صغير على مدخل مدرسة الحضانة، ففي الشهر الماضي رأينا العلم يتمشى متبختراً في فضاء الأرض وأعماق المحيطات: ميكانيكي يقوم بتصليح عربة الفضاء الأميركية خارج نطاق الجاذبية، وإنسان آلي بريطاني ينزل إلى أعماق المحيط لينقذ طاقم غواصة روسية من الاختناق. ولكن عندما هبّ الإعصار كاترينا وبدأ زحفه المدمّر، لم يبق للعلم دور أو كلمة. لقد أصبح كل من في مداه من حجر وبشر وشجر طي عصفه، أو طي هبوبه، أو «هبابه»، كما يقول المصريون الذين يشبهون الجنون «بالهباب»، أو الانفجار غير المتوقع.
وأمام هذا الهبوب المريع رأينا أغنى دول الأرض وأكثرها تقدماً صناعياً تتساوى في الخوف واليأس مع دول آسيا السريعة العطب أمام حركة الأعاصير. ورأيناها تقبل المساعدات كدولة منكوبة. وقد اعترضت قبل سنوات قليلة عندما تبرعت أميركا لفيضانات كيرالا بمبلغ 15 مليون دولار. ولعل في محنتها القاسية اليوم درسا إنسانيا عظيما يشرح لها ماذا تعني الكوارث الطبيعية للأمم، وان المقاتل الجماعية واحدة.
طبعاً ليس من لون واحد للكوارث الكبرى. فهي غير عنصرية ولا تميّز بين الألوان والأعراق والمرضى أو الأصحاء. لكن الفقر أكثر ضعفاً وعجزاً أمام مثل هذا الغاضب العاتي، الذي يتوالد فجأة من نوبة غضب أو جنون أو خلل في حركة الريح أو طبقات الأرض في اليابسة والمحيطات. وقد شبّه العالم العراقي انستاس الكرملي الإعصار «بالتنين». وأمام الطبيعة يقف العلم مثل طفل صغير على مدخل مدرسة الحضانة، ففي الشهر الماضي رأينا العلم يتمشى متبختراً في فضاء الأرض وأعماق المحيطات: ميكانيكي يقوم بتصليح عربة الفضاء الأميركية خارج نطاق الجاذبية، وإنسان آلي بريطاني ينزل إلى أعماق المحيط لينقذ طاقم غواصة روسية من الاختناق. ولكن عندما هبّ الإعصار كاترينا وبدأ زحفه المدمّر، لم يبق للعلم دور أو كلمة. لقد أصبح كل من في مداه من حجر وبشر وشجر طي عصفه، أو طي هبوبه، أو «هبابه»، كما يقول المصريون الذين يشبهون الجنون «بالهباب»، أو الانفجار غير المتوقع.
وأمام هذا الهبوب المريع رأينا أغنى دول الأرض وأكثرها تقدماً صناعياً تتساوى في الخوف واليأس مع دول آسيا السريعة العطب أمام حركة الأعاصير. ورأيناها تقبل المساعدات كدولة منكوبة. وقد اعترضت قبل سنوات قليلة عندما تبرعت أميركا لفيضانات كيرالا بمبلغ 15 مليون دولار. ولعل في محنتها القاسية اليوم درسا إنسانيا عظيما يشرح لها ماذا تعني الكوارث الطبيعية للأمم، وان المقاتل الجماعية واحدة.